🗼كيف يواجه الطلاب العرب في فرنسا أزماتهم المالية؟
#كيف #يواجه #الطلاب #العرب #في #فرنسا #أزماتهم #المالية
Summarize this content to 100 words “أقف مرتين في الأسبوع في طوابير طويلة في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض الجمعيات للطلاب في باريس. كالأرز، الكعك، الزيت، معلبات الخضر والفوط الصحية وغيرها من المواد الأساسية. أما اللحوم فلا تدخل مطبخي الصغير إلا نادراً”. هكذا تدعم اللبنانية زينب. أ، طالبة الحقوق في جامعة باريس الثانية بانثيون، موازنة الأسبوع الذي يمر ثقيلاً، كما تصف لرصيف22 وتتجنب الوصول إلى منتصف الشهر من دون معرفة كيفية تغطية جميع التكاليف الخاصة بها.ويبدو أن حالة زينب ليست معزولة بحسب بولين ليبارون، نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا التي تؤكد لرصيف22 أنها تصادف يومياً عدداً كبيراً من الطلاب الأجانب الذين “يعانون من أزمات مالية كبيرة ومحن صعبة”.”أقف مرتين في الأسبوع في طوابير طويلة، في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض الجمعيات للطلاب في باريس”وتفيد أرقام كامبوس فرانس، الوكالة الوطنية للنهوض بالتعليم التابعة لوزارتي التعليم العالي والخارجية، لأن حوالى 400 ألف طالب أجنبي تسجلوا في التعليم العالي الفرنسي خلال العام الدراسي 2021-2022. 29% منهم قادمون من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط متقدمين على أوروبا وإفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وآسيا والأمريكيتين. وتفصيلاً، يتصدر المغرب اللائحة متقدماً على الجزائر والصين.أسباب الضائقة الماليةوترجع ليبارون أسباب هذه الضائقة المالية إلى: “ارتفاع الأسعار والتضخم الذي تعرفه البلاد عموماً مع ارتفاع تكاليف الإيجار ومضاعفة الحكومة مصاريف التسجيل 16 مرة مقارنة بالسنوات الماضية بالنسبة للطلاب الأجانب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي”. وبحسب دراسة قام بها اتحاد الطلاب بداية العام الدراسي الحالي، ارتفعت تكلفة معيشة الطلاب بنسبة 6.47% في عام 2023، وهو ما يمثل نفقات سنوية إضافية قدرها 594.75 يورو.ويظل بدل الإيجار يشغل حصة الأسد إذ يمثل ما يزيد قليلاً عن 60% من الميزانية. ولهذا السبب، تقول ليبارون: “يضطر العديد من الطلاب الأجانب إلى السكن بعيداً جداً عن محل دراستهم بحثاً عن بدل إيجار بأقل ثمن. ما يشكل عبئاً نفسياً وتعباً إضافياً يؤثر في مستوى تحصليهم الدراسي الذي يسعى قانون الهجرة لجعله عاملاً أساسياً للحصول على بطاقة الإقامة”.رفض ملفي 3 مرات لأن أصحاب شقق الإيجار يطلبون كفلاء في فرنسا. ونظراً للمنافسة الشديدة، فإنهم يختارون الملفات الشخصية التي يعتبرونها أكثر أماناً”ويتذكر محمد، الطالب التونسي الذي وصل إلى مدينة ليون وعمره لا يتعدى 21 عاماً، لدراسة المعلوماتية الصعوبات التي واجهته للعثور على شقة. ويحكي لرصيف22: “فوجئت كثيراً من ارتفاع بدل إيجار الشقق بالمقارنة مع مساحتها. رفض ملفي 3 مرات لأن أصحاب شقق الإيجار يطلبون كفلاء في فرنسا. ونظراً للمنافسة الشديدة، فإنهم يختارون الملفات الشخصية التي يعتبرونها أكثر أماناً”. ويضيف: “بعد ثلاثة أسابيع من المبيت على أريكة عند أصدقاء، تقاسمت شقة صغيرة مع صديق لأخفف من عبء الإيجار الذي يبلغ حوالى 700 يورو، ولأنها بعيدة جداً عن جامعتي، اضطررت لدفع اشتراك المواصلات العامة أيضاً”. وقبل الوصول إلى مرحلة الإيجار، على الطالب الأجنبي دفع تكاليف التسجيل في الجامعات، التي تختلف كل عام على المستوى الوطني حسب الدبلوم الذي يتم إعداده. إذ بالنسبة للتسجيل للإجازة يجب حالياً على الطالب الأجنبي دفع حوالى 2770 يورو مقارنة بـ 170 يورو سابقاً و3770 يورو للماجستير أو الدكتوراه مقارنة بـ 243 يورو و380 يورو سابقاً. ورغم أن عدداً قليلاً من الجامعات، قرر تطبيق الزيادة في رسوم التسجيل للطلاب الأجانب منذ عام 2019، فإن نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا تتخوف من بنود قانون الهجرة الجديد التي ضمنت هذه الزيادة في مدونة التعليم وبالتالي قد تفرض على كل الطلاب الأجانب.رغم أن عدداً قليلاً من الجامعات، قرر تطبيق الزيادة في رسوم التسجيل للطلاب الأجانب منذ عام 2019، فإن نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا تتخوف من بنود قانون الهجرة الجديد التي ضمنت هذه الزيادة.هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الاشتراك الشهري في وسائل النقل العام أيضاً بنسبة 5.91%. التي تختلف بشكل كبير بحسب المدن. مثل باريس التي تبلغ فيها حوالى 373 يورو سنوياً بينما لا تتعدى 250 يورو في مدينة ليون.تحدي العمل والدراسة ولمواجهة ضغط غلاء المعيشة، يمكن للطلاب الأجانب العمل إلى جانب الدراسة لتغطية مصاريفهم اليومية: “لكن بحكم محدودية الساعات لا يستطيع هؤلاء الطلاب الحصول على راتب يكفيهم لسد احتياجاتهم. كما أن نسبة كبيرة منهم تجد صعوبة في الحصول على عمل، خصوصاً في المدن الصغرى. وفي حال أتيحت الفرصة، فهذا يعني حملاً آخر يؤثر على ساعات النوم ويشكل إرهاقاً جسدياً ونفسياً لهذه الفئة”. تقول نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا.وهذا هو الحل الذي لجأ إليه أسامة. ن، وهو مغربي يدرس الهندسة الميكانيكية في المدرسة المركزية بباريس. يقول لرصيف22: “الحياة هنا عبارة عن مزيج من التحديات والفرص. باعتباري طالباً دولياً، يتعين علي إدارة ميزانية محدودة، الأمر الذي أصبح أكثر صعوبة مع ارتفاع الأسعار. أعمل بدوام جزئي في مقهى لزيادة دخلي، لكنه يأخذ وقت دراستي”.ويتابع: “إن إدارة الوقت بين الدراسة والعمل وحياتي الشخصية يمثل تحدياً حقيقياً. المتطلبات الأكاديمية في مدرستي مرتفعة، وكثيراً ما أجد صعوبة في تحقيق التوازن. وعلى الرغم من ذلك، لا أزال متحفزاً لأنني أعلم أن هذه الجهود ضرورية لتحقيق طموحاتي المهنية والمساهمة بشكل إيجابي في بلدي الأم في المستقبل”.جمعيات في خدمة الطلاب الأجانبوتعتقد أليكسا فولون، رئيسة جمعية أفجيس الطلابية الرائدة، في مدينة ستراسبورغ في حديثها لرصيف22: “الوضع يزداد سوءاً من سنة إلى أخرى”.هذه المؤسسة التي رسخت نفسها كلاعبة رئيسية في الحياة الطلابية ووضعت تحسين ظروفهم المعيشية في قلب عملها. تقدم للطلاب الأجانب حلولاً للاستجابة للصعوبات التي يواجهونها في بداية العام الدراسي. ” هناك حلول نقدمها، كالسكن الطارئ الذي يستفيد منه غالباً الطلاب الأجانب لعشرة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة. إذ يقيمون مجاناً في غرف فنادق مما يسهل عليهم البحث عن شقة”. أليكسا فولون، رئيسة جمعية أفجيس الطلابيةومن هذه الحلول، تذكر: “السكن الطارئ الذي يستفيد منه غالباً الطلاب الأجانب لعشرة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة. إذ يقيمون مجاناً في غرف فنادق مما يسهل عليهم البحث عن شقة وبدء العام الدراسي دون توتر ودون الحاجة إلى النوم في الشارع”. مع توفير الجمعية إمكانية التبضع من متاجر البقالة الاجتماعية والتضامنية التابعة لها التي تتميز بعرض منتجات ذات جودة عالية بأسعار أقل بعشر مرات من أسعار السوق. الطالبات الأجنبيات عرضة للتحرشوتقول أليكسا فولون: “إلى جانب إنكار هؤلاء الشباب مشاكلهم في كل اتصالاتهم مع أسرهم والتظاهر بأن كل شيء يسير وفق تطلعاتهم رغم الضغط النفسي الكبير الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب والعزلة في بعض الحالات، هناك فئة من الطالبات الأجنبيات اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي وأحياناً التحرش الجنسي في حلول السكن التي تقدم إليهن. فيصبحن في الشارع بين ليلة وضحاها مما يدفعنا للبحث عن حلول فورية وآنية”.ورغم هذه الظروف الصعبة، يبقى الأمل في مستقبل أفضل والحصول على الشهادة العليا سر الصبر الذي يتسلح به الطلاب العرب. رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
كيف يواجه الطلاب العرب في فرنسا أزماتهم المالية؟
[elementor-template id=”7268″]
التفاصيل:
rewrite this content and keep HTML tags
“أقف مرتين في الأسبوع في طوابير طويلة في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض الجمعيات للطلاب في باريس. كالأرز، الكعك، الزيت، معلبات الخضر والفوط الصحية وغيرها من المواد الأساسية. أما اللحوم فلا تدخل مطبخي الصغير إلا نادراً”. هكذا تدعم اللبنانية زينب. أ، طالبة الحقوق في جامعة باريس الثانية بانثيون، موازنة الأسبوع الذي يمر ثقيلاً، كما تصف لرصيف22 وتتجنب الوصول إلى منتصف الشهر من دون معرفة كيفية تغطية جميع التكاليف الخاصة بها.
ويبدو أن حالة زينب ليست معزولة بحسب بولين ليبارون، نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا التي تؤكد لرصيف22 أنها تصادف يومياً عدداً كبيراً من الطلاب الأجانب الذين “يعانون من أزمات مالية كبيرة ومحن صعبة”.
“أقف مرتين في الأسبوع في طوابير طويلة، في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض الجمعيات للطلاب في باريس”
وتفيد أرقام كامبوس فرانس، الوكالة الوطنية للنهوض بالتعليم التابعة لوزارتي التعليم العالي والخارجية، لأن حوالى 400 ألف طالب أجنبي تسجلوا في التعليم العالي الفرنسي خلال العام الدراسي 2021-2022. 29% منهم قادمون من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط متقدمين على أوروبا وإفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وآسيا والأمريكيتين. وتفصيلاً، يتصدر المغرب اللائحة متقدماً على الجزائر والصين.
أسباب الضائقة المالية
وترجع ليبارون أسباب هذه الضائقة المالية إلى: “ارتفاع الأسعار والتضخم الذي تعرفه البلاد عموماً مع ارتفاع تكاليف الإيجار ومضاعفة الحكومة مصاريف التسجيل 16 مرة مقارنة بالسنوات الماضية بالنسبة للطلاب الأجانب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي”.
وبحسب دراسة قام بها اتحاد الطلاب بداية العام الدراسي الحالي، ارتفعت تكلفة معيشة الطلاب بنسبة 6.47% في عام 2023، وهو ما يمثل نفقات سنوية إضافية قدرها 594.75 يورو.
ويظل بدل الإيجار يشغل حصة الأسد إذ يمثل ما يزيد قليلاً عن 60% من الميزانية. ولهذا السبب، تقول ليبارون: “يضطر العديد من الطلاب الأجانب إلى السكن بعيداً جداً عن محل دراستهم بحثاً عن بدل إيجار بأقل ثمن. ما يشكل عبئاً نفسياً وتعباً إضافياً يؤثر في مستوى تحصليهم الدراسي الذي يسعى قانون الهجرة لجعله عاملاً أساسياً للحصول على بطاقة الإقامة”.
رفض ملفي 3 مرات لأن أصحاب شقق الإيجار يطلبون كفلاء في فرنسا. ونظراً للمنافسة الشديدة، فإنهم يختارون الملفات الشخصية التي يعتبرونها أكثر أماناً”
ويتذكر محمد، الطالب التونسي الذي وصل إلى مدينة ليون وعمره لا يتعدى 21 عاماً، لدراسة المعلوماتية الصعوبات التي واجهته للعثور على شقة. ويحكي لرصيف22: “فوجئت كثيراً من ارتفاع بدل إيجار الشقق بالمقارنة مع مساحتها. رفض ملفي 3 مرات لأن أصحاب شقق الإيجار يطلبون كفلاء في فرنسا. ونظراً للمنافسة الشديدة، فإنهم يختارون الملفات الشخصية التي يعتبرونها أكثر أماناً”.
ويضيف: “بعد ثلاثة أسابيع من المبيت على أريكة عند أصدقاء، تقاسمت شقة صغيرة مع صديق لأخفف من عبء الإيجار الذي يبلغ حوالى 700 يورو، ولأنها بعيدة جداً عن جامعتي، اضطررت لدفع اشتراك المواصلات العامة أيضاً”.
وقبل الوصول إلى مرحلة الإيجار، على الطالب الأجنبي دفع تكاليف التسجيل في الجامعات، التي تختلف كل عام على المستوى الوطني حسب الدبلوم الذي يتم إعداده. إذ بالنسبة للتسجيل للإجازة يجب حالياً على الطالب الأجنبي دفع حوالى 2770 يورو مقارنة بـ 170 يورو سابقاً و3770 يورو للماجستير أو الدكتوراه مقارنة بـ 243 يورو و380 يورو سابقاً.
ورغم أن عدداً قليلاً من الجامعات، قرر تطبيق الزيادة في رسوم التسجيل للطلاب الأجانب منذ عام 2019، فإن نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا تتخوف من بنود قانون الهجرة الجديد التي ضمنت هذه الزيادة في مدونة التعليم وبالتالي قد تفرض على كل الطلاب الأجانب.
رغم أن عدداً قليلاً من الجامعات، قرر تطبيق الزيادة في رسوم التسجيل للطلاب الأجانب منذ عام 2019، فإن نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا تتخوف من بنود قانون الهجرة الجديد التي ضمنت هذه الزيادة.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الاشتراك الشهري في وسائل النقل العام أيضاً بنسبة 5.91%. التي تختلف بشكل كبير بحسب المدن. مثل باريس التي تبلغ فيها حوالى 373 يورو سنوياً بينما لا تتعدى 250 يورو في مدينة ليون.
تحدي العمل والدراسة
ولمواجهة ضغط غلاء المعيشة، يمكن للطلاب الأجانب العمل إلى جانب الدراسة لتغطية مصاريفهم اليومية: “لكن بحكم محدودية الساعات لا يستطيع هؤلاء الطلاب الحصول على راتب يكفيهم لسد احتياجاتهم. كما أن نسبة كبيرة منهم تجد صعوبة في الحصول على عمل، خصوصاً في المدن الصغرى. وفي حال أتيحت الفرصة، فهذا يعني حملاً آخر يؤثر على ساعات النوم ويشكل إرهاقاً جسدياً ونفسياً لهذه الفئة”. تقول نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا.
وهذا هو الحل الذي لجأ إليه أسامة. ن، وهو مغربي يدرس الهندسة الميكانيكية في المدرسة المركزية بباريس. يقول لرصيف22: “الحياة هنا عبارة عن مزيج من التحديات والفرص. باعتباري طالباً دولياً، يتعين علي إدارة ميزانية محدودة، الأمر الذي أصبح أكثر صعوبة مع ارتفاع الأسعار. أعمل بدوام جزئي في مقهى لزيادة دخلي، لكنه يأخذ وقت دراستي”.
ويتابع: “إن إدارة الوقت بين الدراسة والعمل وحياتي الشخصية يمثل تحدياً حقيقياً. المتطلبات الأكاديمية في مدرستي مرتفعة، وكثيراً ما أجد صعوبة في تحقيق التوازن. وعلى الرغم من ذلك، لا أزال متحفزاً لأنني أعلم أن هذه الجهود ضرورية لتحقيق طموحاتي المهنية والمساهمة بشكل إيجابي في بلدي الأم في المستقبل”.
جمعيات في خدمة الطلاب الأجانب
وتعتقد أليكسا فولون، رئيسة جمعية أفجيس الطلابية الرائدة، في مدينة ستراسبورغ في حديثها لرصيف22: “الوضع يزداد سوءاً من سنة إلى أخرى”.
هذه المؤسسة التي رسخت نفسها كلاعبة رئيسية في الحياة الطلابية ووضعت تحسين ظروفهم المعيشية في قلب عملها. تقدم للطلاب الأجانب حلولاً للاستجابة للصعوبات التي يواجهونها في بداية العام الدراسي.
” هناك حلول نقدمها، كالسكن الطارئ الذي يستفيد منه غالباً الطلاب الأجانب لعشرة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة. إذ يقيمون مجاناً في غرف فنادق مما يسهل عليهم البحث عن شقة”. أليكسا فولون، رئيسة جمعية أفجيس الطلابية
ومن هذه الحلول، تذكر: “السكن الطارئ الذي يستفيد منه غالباً الطلاب الأجانب لعشرة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة. إذ يقيمون مجاناً في غرف فنادق مما يسهل عليهم البحث عن شقة وبدء العام الدراسي دون توتر ودون الحاجة إلى النوم في الشارع”.
مع توفير الجمعية إمكانية التبضع من متاجر البقالة الاجتماعية والتضامنية التابعة لها التي تتميز بعرض منتجات ذات جودة عالية بأسعار أقل بعشر مرات من أسعار السوق.
الطالبات الأجنبيات عرضة للتحرش
وتقول أليكسا فولون: “إلى جانب إنكار هؤلاء الشباب مشاكلهم في كل اتصالاتهم مع أسرهم والتظاهر بأن كل شيء يسير وفق تطلعاتهم رغم الضغط النفسي الكبير الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب والعزلة في بعض الحالات، هناك فئة من الطالبات الأجنبيات اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي وأحياناً التحرش الجنسي في حلول السكن التي تقدم إليهن. فيصبحن في الشارع بين ليلة وضحاها مما يدفعنا للبحث عن حلول فورية وآنية”.
ورغم هذه الظروف الصعبة، يبقى الأمل في مستقبل أفضل والحصول على الشهادة العليا سر الصبر الذي يتسلح به الطلاب العرب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
كيف يواجه الطلاب العرب في فرنسا أزماتهم المالية؟
“أقف مرتين في الأسبوع في طوابير طويلة في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض الجمعيات للطلاب في باريس. كالأرز، الكعك، الزيت، معلبات الخضر والفوط الصحية وغيرها من المواد الأساسية. أما اللحوم فلا تدخل مطبخي الصغير إلا نادراً”. هكذا تدعم اللبنانية زينب. أ، طالبة الحقوق في جامعة باريس الثانية بانثيون، موازنة الأسبوع الذي يمر ثقيلاً، كما تصف لرصيف22 وتتجنب الوصول إلى منتصف الشهر من دون معرفة كيفية تغطية جميع التكاليف الخاصة بها.
ويبدو أن حالة زينب ليست معزولة بحسب بولين ليبارون، نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا التي تؤكد لرصيف22 أنها تصادف يومياً عدداً كبيراً من الطلاب الأجانب الذين “يعانون من أزمات مالية كبيرة ومحن صعبة”.
“أقف مرتين في الأسبوع في طوابير طويلة، في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض الجمعيات للطلاب في باريس”
وتفيد أرقام كامبوس فرانس، الوكالة الوطنية للنهوض بالتعليم التابعة لوزارتي التعليم العالي والخارجية، لأن حوالى 400 ألف طالب أجنبي تسجلوا في التعليم العالي الفرنسي خلال العام الدراسي 2021-2022. 29% منهم قادمون من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط متقدمين على أوروبا وإفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وآسيا والأمريكيتين. وتفصيلاً، يتصدر المغرب اللائحة متقدماً على الجزائر والصين.
أسباب الضائقة المالية
وترجع ليبارون أسباب هذه الضائقة المالية إلى: “ارتفاع الأسعار والتضخم الذي تعرفه البلاد عموماً مع ارتفاع تكاليف الإيجار ومضاعفة الحكومة مصاريف التسجيل 16 مرة مقارنة بالسنوات الماضية بالنسبة للطلاب الأجانب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي”.
وبحسب دراسة قام بها اتحاد الطلاب بداية العام الدراسي الحالي، ارتفعت تكلفة معيشة الطلاب بنسبة 6.47% في عام 2023، وهو ما يمثل نفقات سنوية إضافية قدرها 594.75 يورو.
ويظل بدل الإيجار يشغل حصة الأسد إذ يمثل ما يزيد قليلاً عن 60% من الميزانية. ولهذا السبب، تقول ليبارون: “يضطر العديد من الطلاب الأجانب إلى السكن بعيداً جداً عن محل دراستهم بحثاً عن بدل إيجار بأقل ثمن. ما يشكل عبئاً نفسياً وتعباً إضافياً يؤثر في مستوى تحصليهم الدراسي الذي يسعى قانون الهجرة لجعله عاملاً أساسياً للحصول على بطاقة الإقامة”.
رفض ملفي 3 مرات لأن أصحاب شقق الإيجار يطلبون كفلاء في فرنسا. ونظراً للمنافسة الشديدة، فإنهم يختارون الملفات الشخصية التي يعتبرونها أكثر أماناً”
ويتذكر محمد، الطالب التونسي الذي وصل إلى مدينة ليون وعمره لا يتعدى 21 عاماً، لدراسة المعلوماتية الصعوبات التي واجهته للعثور على شقة. ويحكي لرصيف22: “فوجئت كثيراً من ارتفاع بدل إيجار الشقق بالمقارنة مع مساحتها. رفض ملفي 3 مرات لأن أصحاب شقق الإيجار يطلبون كفلاء في فرنسا. ونظراً للمنافسة الشديدة، فإنهم يختارون الملفات الشخصية التي يعتبرونها أكثر أماناً”.
ويضيف: “بعد ثلاثة أسابيع من المبيت على أريكة عند أصدقاء، تقاسمت شقة صغيرة مع صديق لأخفف من عبء الإيجار الذي يبلغ حوالى 700 يورو، ولأنها بعيدة جداً عن جامعتي، اضطررت لدفع اشتراك المواصلات العامة أيضاً”.
وقبل الوصول إلى مرحلة الإيجار، على الطالب الأجنبي دفع تكاليف التسجيل في الجامعات، التي تختلف كل عام على المستوى الوطني حسب الدبلوم الذي يتم إعداده. إذ بالنسبة للتسجيل للإجازة يجب حالياً على الطالب الأجنبي دفع حوالى 2770 يورو مقارنة بـ 170 يورو سابقاً و3770 يورو للماجستير أو الدكتوراه مقارنة بـ 243 يورو و380 يورو سابقاً.
ورغم أن عدداً قليلاً من الجامعات، قرر تطبيق الزيادة في رسوم التسجيل للطلاب الأجانب منذ عام 2019، فإن نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا تتخوف من بنود قانون الهجرة الجديد التي ضمنت هذه الزيادة في مدونة التعليم وبالتالي قد تفرض على كل الطلاب الأجانب.
رغم أن عدداً قليلاً من الجامعات، قرر تطبيق الزيادة في رسوم التسجيل للطلاب الأجانب منذ عام 2019، فإن نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا تتخوف من بنود قانون الهجرة الجديد التي ضمنت هذه الزيادة.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الاشتراك الشهري في وسائل النقل العام أيضاً بنسبة 5.91%. التي تختلف بشكل كبير بحسب المدن. مثل باريس التي تبلغ فيها حوالى 373 يورو سنوياً بينما لا تتعدى 250 يورو في مدينة ليون.
تحدي العمل والدراسة
ولمواجهة ضغط غلاء المعيشة، يمكن للطلاب الأجانب العمل إلى جانب الدراسة لتغطية مصاريفهم اليومية: “لكن بحكم محدودية الساعات لا يستطيع هؤلاء الطلاب الحصول على راتب يكفيهم لسد احتياجاتهم. كما أن نسبة كبيرة منهم تجد صعوبة في الحصول على عمل، خصوصاً في المدن الصغرى. وفي حال أتيحت الفرصة، فهذا يعني حملاً آخر يؤثر على ساعات النوم ويشكل إرهاقاً جسدياً ونفسياً لهذه الفئة”. تقول نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا.
وهذا هو الحل الذي لجأ إليه أسامة. ن، وهو مغربي يدرس الهندسة الميكانيكية في المدرسة المركزية بباريس. يقول لرصيف22: “الحياة هنا عبارة عن مزيج من التحديات والفرص. باعتباري طالباً دولياً، يتعين علي إدارة ميزانية محدودة، الأمر الذي أصبح أكثر صعوبة مع ارتفاع الأسعار. أعمل بدوام جزئي في مقهى لزيادة دخلي، لكنه يأخذ وقت دراستي”.
ويتابع: “إن إدارة الوقت بين الدراسة والعمل وحياتي الشخصية يمثل تحدياً حقيقياً. المتطلبات الأكاديمية في مدرستي مرتفعة، وكثيراً ما أجد صعوبة في تحقيق التوازن. وعلى الرغم من ذلك، لا أزال متحفزاً لأنني أعلم أن هذه الجهود ضرورية لتحقيق طموحاتي المهنية والمساهمة بشكل إيجابي في بلدي الأم في المستقبل”.
جمعيات في خدمة الطلاب الأجانب
وتعتقد أليكسا فولون، رئيسة جمعية أفجيس الطلابية الرائدة، في مدينة ستراسبورغ في حديثها لرصيف22: “الوضع يزداد سوءاً من سنة إلى أخرى”.
هذه المؤسسة التي رسخت نفسها كلاعبة رئيسية في الحياة الطلابية ووضعت تحسين ظروفهم المعيشية في قلب عملها. تقدم للطلاب الأجانب حلولاً للاستجابة للصعوبات التي يواجهونها في بداية العام الدراسي.
” هناك حلول نقدمها، كالسكن الطارئ الذي يستفيد منه غالباً الطلاب الأجانب لعشرة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة. إذ يقيمون مجاناً في غرف فنادق مما يسهل عليهم البحث عن شقة”. أليكسا فولون، رئيسة جمعية أفجيس الطلابية
ومن هذه الحلول، تذكر: “السكن الطارئ الذي يستفيد منه غالباً الطلاب الأجانب لعشرة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة. إذ يقيمون مجاناً في غرف فنادق مما يسهل عليهم البحث عن شقة وبدء العام الدراسي دون توتر ودون الحاجة إلى النوم في الشارع”.
مع توفير الجمعية إمكانية التبضع من متاجر البقالة الاجتماعية والتضامنية التابعة لها التي تتميز بعرض منتجات ذات جودة عالية بأسعار أقل بعشر مرات من أسعار السوق.
الطالبات الأجنبيات عرضة للتحرش
وتقول أليكسا فولون: “إلى جانب إنكار هؤلاء الشباب مشاكلهم في كل اتصالاتهم مع أسرهم والتظاهر بأن كل شيء يسير وفق تطلعاتهم رغم الضغط النفسي الكبير الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب والعزلة في بعض الحالات، هناك فئة من الطالبات الأجنبيات اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي وأحياناً التحرش الجنسي في حلول السكن التي تقدم إليهن. فيصبحن في الشارع بين ليلة وضحاها مما يدفعنا للبحث عن حلول فورية وآنية”.
ورغم هذه الظروف الصعبة، يبقى الأمل في مستقبل أفضل والحصول على الشهادة العليا سر الصبر الذي يتسلح به الطلاب العرب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
أقراء أيضا
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف ومواقع انترنت وغوغل👇كيف يواجه الطلاب العرب في فرنسا أزماتهم المالية؟
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.