🤏😨"أقفاص فارغة".. رواية سيرة ذاتية مقتطعة من حياة أسرة مصرية – الشرق للأخبار Asharq News
#quotأقفاص #فارغةquot #رواية #سيرة #ذاتية #مقتطعة #من #حياة #أسرة #مصرية #الشرق #للأخبار #Asharq #News
[elementor-template id=”7268″]
جذبت رواية “أقفاص فارغة.. ما لم تكتبه فاطمة قنديل”، للشاعرة المصرية والأستاذ المساعد للنقد الأدبي الحديث الدكتورة فاطمة قنديل، انتباه القراء والنقاد على حدٍ سواء منذ نشرها وحتى إعلان فوزها بجائزة “نجيب محفوظ للأدب”، ديسمبر الماضي، وهى جائزة تمنحها دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة.
بين صفحات روايتها، تتخلى قنديل للمرة الأولى عن اللغة الشعرية التي تميزت بها الكاتبة، لتنقل للقارئ صفحات شديدة الواقعية، مقتطعة من يوميات أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة تواجه نوائب الدهر خلال ستينيات القرن الماضي، وتقف شاهدة على ما يطرأ على المجتمع من تغيرات جوهرية تؤثر على حياة الأسرة ذاتها وأهواء وتوجهات أفرادها.
لا تتخفى قنديل في “أقفاص فارغة” خلف شخصوها، وإنما تفضل اعتبار العمل رواية سيرة ذاتية أو “رواية سيرية” كما تصفها، إذ حاكت داخلها تفاصيل شديدة الخصوصية عن حياتها الخاصة في مختلف المراحل العمرية خلال رحلة طويلة “في سبيل التحرر من قسوة الماضي وأشباحه”، بالإضافة إلى التفاصيل الروائية الخيالية التي وصفتها الكاتبة بأنها “ترميم فجوات الذاكرة الممتدة منذ ميلادها عام 1958 في مدينة السويس المصرية وإلى حاضرنا”.
تقاطع مع الواقع
في روايتها، تتتبع قنديل أسرة مصرية من الطبقة الوسطي، فهي فاطمة، أصغر الأبناء، المتمردة والمتورطة في الاضطرابات التي لا تكاد تدرك تداعياتها أو دلالاتها، لكنها تتوطن على التفاعل معها.
كما تتعايش مع الانتقال رفقة الأسرة من مدينة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر بسبب تقلب الأحوال المادية وتناقص نصيب الأسرة الدائم من رغد العيش والاستقرار.
إلى جانب المعاناة مع الأوضاع الاقتصادية تتقاطع الأسرة كذلك مع قضايا أكثر حساسية ما بين إدمان الكحول والعنف الأسري والاضطرابات النفسية والاعتداء الجنسي على الأطفال والأزمات الزوجية وغيرها من الملفات التي تقتحمها الكاتبة دون مواربة في راويتها الصغيرة التي تنقلت خلالها بين الطفولة والأنوثة، بيد أنها تظل دائماً مُكبَّلة بإرثها العائلي الثقيل.
في الأحداث، تنشأ الطفلة رفقة أب يعاني من إدمان الكحول، ما ينعكس على علاقته بابنته التي تشعر بالعار والغضب حيال الأب المستهتر من وجهة نظرها، بينما تتابع، في الوقت ذاته، انكفاء الأم لرعاية الأخ الأكبر المصاب بالاكتئاب الذي سرعان ما تقوده خطاه لهجرة غامضة وطويلة إلى أوروبا.
جرأة قنديل في تشريح خبايا الصراعات الداخلية للأسرة المصرية تمتد لتصف انهيار علاقة الراوية بأخويها مع تقدمهما في العمر وسعي كلاً منهما نحو النجاة الفردية.
الرواية الأولى
على مدار مشوارها الأدبي، كان الشعر هو الرفيق الأول لفاطمة قنديل، إذ قدمت للقارئ العربي عدداً من الدواوين من بينها “صمت قطنة مبتلة” في العام 1995، و”أسئلة معلقة كالذبائح” عام 2008، و”بيتي له بابان” في العام 2017.
وعلى النقيض من ذلك، تخلت قنديل عن اللغة الشعرية في “أقفاص فارغة”، واتجهت إلى سرد مباشر خالي من المجاز والقوالب البلاغية، يتتبع الحياة اليومية لشخوص الرواية، ويوثق بشكل غير مباشر ملامح العصر والبيئة المحيطة.
تتداخل الراوية الصغيرة مع مراحل دقيقة من التاريخ المصري المعاصر، فتعكس صورة لحياة والديها في مدينة السويس أواخر خمسينيات القرن الماضي، ثم لا تلبث أن تتقاطع مع أشباح الحرب والعمل في الخارج لجلب الرزق ثم العودة للعاصمة، ثم تعطينا في مرحلة الشباب لمحة عن آونة الانفتاح الاقتصادي والمفردات الجديدة التي غزت قطاع الأعمال المصري وتركت بصماتها على الحياة الاجتماعية.
كما يكتسب صوت الراوية خصائصاً جديدة كلما عبرت فاطمة مرحلة عمرية، بين البراءة والتمرد والتطلع الحالم للمستقبل والغضب واليأس والتداعي في بعض الأحوال.
ومع أن وجود الرجل فارق في صفحات قنديل حيث يؤثر في أحداث الرواية، إلّا أن شخوصها الأنثوية طاغية الظهور، بداية من الطفلة الراوية مروراً بأمها والنساء من القريبات والصديقات، وصولاً إلى الجدة فاطمة التي ورثت عنها الراوية اسمها، وكذلك رئيفة، صديقة الراوية المقربة وداعمتها في رحلة مرض الأم.
“لغة عارية”
تفضل الشاعرة فاطمة قنديل أن تصف أسلوبها في سرد الرحلة بين دفتي “أقفاص فارغة” بـ”اللغة العارية”، حيث لغة خالية من المجازات والاستعارات لكنها متصلة بحالتها الشعورية في الوقت نفسه.
وعلى عكس اللغة، لم يشغل تصنيف العمل جزء كبير من أولويات الشاعرة أثناء كتابة الرواية، فتقول في تصريحات لـ”الشرق”: “لا أرى ضرورة دائمة لوضع حدود دقيقة للأجناس الأدبية، وبشكل شخصي، أُفضل اختيار تقنيات الكتابة الملائمة لمزاج الكاتب والتي تعكس مشاعره الخاصة، إنما التصنيف يأتي في خاتمة أولوياتي في فترة الكتابة”.
أثناء كتابة أقفاص فارغة لم تتردد قنديل في ترك الحكاية تتدفق إلى الواقع، بيد أن نشر الكتاب تطلب تفكيراً إضافياً فتقول: “نشر العمل أمر آخر، بالطبع ترددت أثناء اتخاذ قراري، لكن عدت إلى استقراري على النشر بعد أن تأملت ما مررت به من تجارب حياتية، ما الذي يمكن أن يخيفني الآن بعد كل ما مضى”.
تعكس تلك الرؤية كلمات قنديل ذاتها على صفحات “أقفاص فارغة” بصوت راويتها حين تقول: “فكرة وجود قارئ لهذه الأورق ترعبني، أكثر من الرعب، كأنه العجز الكامل عن أن أواصل. القارئ الذي طالما سعيت إليه وكان يجلس على حافة مكتبي وأنا أكتب”.
وتضيف: “أزيحه الآن بعنف، لا أريد أن يقرأ هذه الأوراق، لا أريد أن يتلصص على حياتي، لكنني أكذب أيضاً، لا يمكن أن يكتب أحد دون أحد، دون أن يشاركه شخصاً ما هذا الضجيج الساري في روحه. أقول لنفسي سيكون انتحاراً، وأقول لنفسي ليس انتحاراً، أنا أريد أن أكشط قشرة جرح، كي يندمل في الهواء، أو لا يندمل ويظل ينزف دماً، وأراقبه وأمس الدم بقطنة مبتلة”.
اقرأ أيضاً:
Google News تابعوا أخبار الشرق عبر
"أقفاص فارغة".. رواية سيرة ذاتية مقتطعة من حياة أسرة مصرية – الشرق للأخبار Asharq News
تابع القراءة
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف و غوغل و مواقع انترنت 👇"أقفاص فارغة".. رواية سيرة ذاتية مقتطعة من حياة أسرة مصرية – الشرق للأخبار Asharq News
"أقفاص فارغة".. رواية سيرة ذاتية مقتطعة من حياة أسرة مصرية – الشرق للأخبار Asharq News
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.