🎡 #أخبار #الكبتاغون #من #ساحات #القتال #في #سوريا #إلى #شوارع #دول #الخليج #منتوف #MANTOWF
الكبتاغون: من ساحات القتال في سوريا إلى شوارع دول الخليج
[elementor-template id=”7268″]
- نغم قاسم
- بي بي سي نيوز عربي
“يجعلك تشعر بالسعادة والنشوة والقوة، فلا نوم يغلبك ولا جوع يشوش أفكارك”، هكذا وصف لي أحمد، وهو اسم مستعار، رحلته مع إدمان الكبتاغون قبل خمس سنوات.
ويقول: “بدأت الحكاية عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري، دعاني أحد أصدقائي لتجربة هذه الحبة السحرية”.
كان أحمد في السنة الدراسية الأولى بجامعة اليرموك في الأردن وقتها، وكانت كل الأبواب موصدة في وجهه؛ لا عمل ولا مال ولا مستقبل يلوح في الأفق.
بعد أسابيع قليلة من تلك الدعوة، حدث ما لم يكن في حسبان أحمد، أدمن الكبتاغون، وأصبح غير قادر على تمضية يوم واحد بدون هذه الحبوب. ويضيف: “الكبتاغون بيعمل جو مختلف في الدماغ، وفي هذا الوقت كنت أحتاج لهذا الجو كي أتخلص من ضغوط الحياة التي أمر بها، كي أنسى ما أنا فيه من تخبط وخيبة، وصرت مستعدا لعمل أي شيء للحصول علي حبة واحدة منه”.
خلال تلك الفترة كان أحمد يعتمد على صديقه الذي علمه التعاطي لتأمين الحبوب التي يحتاجها، وذلك قبل أن يعتاد تأمينها بمفرده والتواصل مع من يتاجرون فيها.
ويحكي لبي بي سي عربي: “كنت أعرف من أصدقائي من يبيع الكبتاغون في المنطقة المحيطة ببيتي، وكنت أتواصل معهم عبر الهاتف، كانت لدينا كلمة سر للإشارة لهذه الحبوب وهي الطائر الأزرق، بمجرد ذكرها نتفق على المكان والسعر ونلتقي في الشارع”.
كان أحمد ينفق من 15 إلى 25 دولارا أسبوعيا على حبوب الكبتاغون، وذلك قبل أن يقرر التوقف عن تعاطيها بعد خمس سنوات من الإدمان في مارس/أذار الماضي.
توقف أحمد عن تعاطي الكبتاغون بعد حادث غيّر حياته. “خرجت للتنزه بالسيارة مع صديقي الذى عرض علي تعاطي الكبتاغون لأول مرة، وكلانا كان واقعا تحت تأثير المخدر. تعرضنا لحادث سير مروع بقيت على أثره 3 أيام غائبا عن الوعي، لكن للأسف توفي صديقي”.
ويقول “كانت لحظة فارقة، شعرت بعدها أن الله منحني فرصة ثانية لأعيش حياة مختلفة بعد أن كنت أهدد أسرتي للحصول على المال لشراء المخدر، القدر أمهلني الوقت لأصلح كل شيء”. طلب أحمد وقتها من الطبيب المعالج في المستشفى ألا يبلغ أسرته عن فحوصات الدم الخاصة به وتعهد منذ تلك اللحظة ألا يعود للإدمان.
“حبوب الشجاعة”
المخدر الذي أدمنه أحمد، ومئات الآلاف مثله في المنطقة العربية هو حبوب مقلدة تشبه في تركيبها دواء ظهر في الستينيات.
الكبتاغون هو الاسم التجاري له، وفينيثيلين هو الإسم العلمي.
تركيبة المخدر تعمل على تنشيط الجهاز العصبي، وتتكون من مادة “أمفيتامين” معزز، لتحدث تأثيرات نفسية أقوى وأسرع بكثير من الأمفيتامين وحده، وهى تعطي شعورا بالحيوية والنشاط والسعادة، إلى جانبها هناك مادة “الثيوفيلين” وهي تشبه في تأثيرها تأثير الكافيين إذ تعمل كمنشط للمخ.
بدأ تصنيعه كدواء في ألمانيا عام 1962، لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومرض التغفيق “وهو النوم بشكل مرضي ومبالغ فيه”.
لكن منظمة الصحة العالمية حظرت إنتاجه وتداوله عام 1986 بعدما ثبت أنه يؤدي للإدمان.
وحسب تقارير صحفية عربية وأجنبية متواترة فقد تزايد إنتاج الكبتاغون كمخدر في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة من الصراع في سوريا.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ومجلة “إيكونوميست” البريطانية تقارير تتهم جهات مقربة من الحكومة السورية بإنتاج الكبتاغون وتسويقه، الأمر الذي لم يتسن التحقق منه.
سألت الدكتور، السيد طه الدرازي، استشاري جراحة الدماغ والأعصاب في البحرين عن تأثير هذه الحبوب، فقال “في البداية تساعد هذه الحبوب على تحفيز الجهاز العصبي، مما يزيد اليقظة والتركيز والأداء الجسماني، ويحسن المزاج، والشعور بالطاقة وعدم الحاجة إلى تناول الطعام أو النوم، كما أنّها تقوّي الأداء الجنسي”.
لكن التأثير السلبي لتناول هذا النوع من المخدرات يفوق بكثير هذا التأثير المبدئي والمؤقت على الجسم. فمع مرور الوقت يقل هذا التأثير و يضطر الشخص لتعاطي كمية أكبر من المخدر وتبدأ أعراض الإدمان.
وحسب الدرازي: “تناول هذه الحبوب على المدى الطويل يؤدي إلى الإدمان والإصابة بالهلوسة، كما أن قلة النوم تسبب الصداع وعدم التركيز وقد تؤدي إلى الإصابة بانهيار عصبي وقد تتطور الحالة إلى الاكتئاب، وأحيانا قد يصل الأمر إلى التفكير بالانتحار”.
وتتسبب هذه الحبوب أيضا بأمراض القلب واختلال الدورة الدموية والذهان والأرق.
وتسمى هذه الحبوب بأسماء دارجة عدة، منها أبو هلالين – وذلك نسبة إلى حرف “سي” اللاتيني المرسوم على القرص.
وأحيانا يطلق عليه اسم “الألماني” نسبة لبلد المنشأ للدواء الأصلي، و”الأبيض” نسبه للونه، و”الشبح” نسبة لتأثيره، كذلك يطلق عليها”حبوب الشجاعة” باعتبار أن متعاطيها يشعرون بالقوة بعد تناولها.
“من يدفع الثمن ؟”
يقبل عادة على الكبتاغون سائقو الشاحنات، الذين يسافرون لمسافات بعيدة ويريدون البقاء يقظين لساعات طويلة؛ والأشخاص الذين يرغبون في إنقاص أوزانهم لأنه يساعد على فقدان الشهية؛ كذلك الطلبة الراغبون في الحصول على ساعات مذاكرة إضافية؛ وبعض الرياضيين الذين يتدربون لساعات طويلة، وبعض من يمارس الأعمال العنيفة التي تتطلب مجهودا عاليا.
ومؤخرا، انضم لهذه القائمة المسلحون على جبهات القتال في سوريا وغيرها من الدول العربية؛ إذ أنها تقلل الشعور بالألم وتزيد القدرات البدنية خلال الأيام الأولى لاستعمالها.
وبحسب الأمم المتحدة، ضُبط أكثر من 95 مليون حبة من الكبتاغون في السعودية خلال عام 2017 . وتعلن السعودية عن نحو ست ضبطيات شهريا من حبوب الكبتاغون المهربة للبلاد في عبوات الشاي أو مُخبئة في الملابس.
وفي مايو/أيار 2021، قالت السلطات السعودية إنها اكتشفت أكثر من خمسة ملايين حبة مخبأة داخل شحنات رمّان قادمة من بيروت، وحظرت الرياض استيراد المنتجات الزراعية من لبنان.
وفي العام نفسه، ضُبط أكثر من ربع مليار حبة منه عالميا، أي أكثر من 18 ضعف الكمية المضبوطة قبل أربع سنوات فقط، بقيمة سوقية بلغت مليار دولار – وهو ما يشير إلى تنامي الطلب عليه وإنتاجه أيضا.
ورغم تزايد الجهود لضبط هذه الحبوب المخدرة إلا أن ما يهرّب منه للأسواق الخليجية ضخم للغاية وهو ما يؤكده حجم المضبوطات المعلن عنها. فبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، أحبط على مدار العامين الماضيين عمليات تهريب لهذا المخدر في الشرق الأوسط وأوروبا تقدر بما لا يقل عن 15 شحنة.
ويلاحظ المراقبون أن استهلاك الكبتاغون يتزايد في الدول التي تحظر بيع الخمور والمخدرات التقليدية، و على رأسها الدول العربية في الخليج إلى جانب إيران.
يقول الدكتور الدرازي إن مصنّعي هذه الحبوب يستهدفون بالأساس الدول الخليجية “الثرية” حيث تتوفر لديهم القدرة المادية على شراء هذه الحبوب بعكس دول أخرى.
ويهرّب الكبتاغون للدول الخليجية عبر نقاط عدة منها الأردن ومصر ولبنان وميناء اللاذقية في سوريا. وتحولت الأردن في السنوات الأخيرة من مجرد نقطة عبور لهذه الحبوب المخدرة، إلى مركز كبير لانتشارها، وذلك بحسب ما ذكرت لنا دائرة مكافحة المخدرات في عمّان.
وبحسب تصريحات الدائرة لبي بي سي، فإن رخص ثمن هذه الحبوب (حيث يتراوح سعرها بين 2 و3 دولارات للحبة الواحدة) هو السبب الأساسي وراء انتشارها بين الفئات الأكثر فقرا.
وتزايد عدد حبوب الكبتاغون المضبوطة في الأردن هذا العام بما يقارب ضعفي الكمية المضبوطة في 2020؛ وبات نحو خمس كميات الكبتاغون، التي كان يفترض أن تمر إلى السعودية، يستهلك في الأردن. ومع زيادة المعروض، انخفض السعر، ليجد المخدر طريقه إلى طلاب المدارس.
وهذا ما أكده أحمد من الأردن، فمن واقع تجربته فإن الشباب والطلاب تحديدا هم الأكثر إقبالا على الكبتاغون.
“من سوريا إلى السعودية ؟”
هذه الحبوب، بحسب تحقيقات صحفية مستندة لشهادات ووثائق رسمية، تهرّب برا إلى الأردن ولبنان، ومنها إلى موانئ بيروت البحرية والجوية، بينما تخرج النسبة الأكبر من سوريا نفسها عبر ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط.
بعد ذلك، توزع شحنات الكبتاغون لعدّة دول، من بينها تركيا ولبنان والأردن واليونان وإيطاليا وفرنسا، وأماكن بعيدة مثل ألمانيا ورومانيا وماليزيا. ومعظم هذه البلدان ليست أسواقا مهمة للعقار، لكنها مجرد محطات في طريقه نحو الخليج، وخصوصا السعودية.
مركز التحليل والبحوث العملياتية البحثي، الذي يركز على الوضع في سوريا وهو مركز ينتمي للمجتمع المدني، أصدر تقريرا في مايو/أيار 2021، عن حجم صادارت الكبتاغون من سوريا. وبحسب التقرير:”وصلت قيمة صادرات سوريا السوقية من الكبتاغون عام 2020 إلى ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار”.
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇الكبتاغون: من ساحات القتال في سوريا إلى شوارع دول الخليج
#اخبار #اخبارالكويت #أخبار #اخبارالسعودية #اخبارالمحاكم #اخبارایران #اخبارالسعودية #اخبارالمشاهير #اخبارفوری #اخبارالفن #اخبارقيمنق #اخبارالعالم #اخبارالسعوديه #اخبارروز #اخبار24 #الاخبار #اخبارایران #فورتنايتاخبار #أخبارالكويت #الشارقةللأخبار
#الشارقةللأخبار #أخبارالكويت #فورتنايتاخبار #اخبارایران #الاخبار #اخبار24 #اخبارروز #اخبارالسعوديه #اخبارالعالم #اخبار_24ساعه #اخبارورزشی #اخبارالنجوم #اخباررياضيه #اخبارعمان #اخبارنجراناليوم #اخبارورزشی #اخبارالخليج #اخبارالامارات #اخبارفورتنايت #اخبارالكويت #اخبارالرياضة
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.