“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس

“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس

🟢 #نوفمبر #كواليس #التحقيقات #الشاقة #في #الأحداث #التي #أحرقت #باريس

“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس
[ad_2]

في 13 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، كانت الشرطة وأجهزة مكافحة الإرهاب تستعد لأمسية استثنائية. لقد تعرضت باريس لعدة هجمات وتفجيرات إرهابية متزامنة نُسقت لتقع كلها في غضون ساعات قليلة.

انتحاريون في ملعب فرنسا الذي تجرى فيه مباراتها ضد ألمانيا، معتدون في قاعة حفلات موسيقية (باتاكلان)، وإرهابيون يتنقلون في سيارة ويطلقون النار على زوار المقاهي والمطاعم في أحياء الدائرة العاشرة والحادية عشرة. لقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هذه الاعتداءات الأكثر دموية في فرنسا، والتي راح ضحيتها 131 شخصا، بينما جرح 350 آخرين.

“أمرا فاحشا وقبيحا حقا”.. زاوية جديدة لتناول الأحداث

بعد سنة ونصف من اعتداءات نوفمبر/تشرين الثاني رغب كاتب السيناريو الفرنسي “أوليفييه دومانجل” بكتابة نص سينمائي عنها، لكن دون أن يُبرز فيه الاعتداء أو الإرهابيين، فعرض المخطوط الأول على المخرج الشاب المعروف بتميزه في أفلام الحركة “سيدريك جيمنيز” (46 عاما)، وهو صاحب فيلم “باك الشمال” (BAC Nord) الذي أنتج عام 2020.

لم يكن “جيمنيز” يريد العمل على فيلم عن الاعتداءات، لكنه انجذب هنا للزاوية التي يتناولها النص، فهي لا تركز على الحدث ذاته، بل على مجرى التحقيق في الأيام الخمسة التي تبعته، وقد صرّح بذلك حين عُرض فيلمه هذا “نوفمبر” (November) في قاعات السينما الفرنسية هذا الشهر (أكتوبر 2022)، معلنا أنه كان سيجد في تصوير الاعتداءات “أمرا فاحشا وقبيحا حقا”، ولو كان قد قرأ في مخطوطة السيناريو أي توجّه بهذا المعنى، لما كان صنع الفيلم.

إذا لا يتعلق الأمر في فيلم “نوفمبر” بمسألة إعادة بناء الهجمات بباريس، بل هو فيلم يتتبع فريق عمل من المحققين في مطاردة الإرهابيين مباشرة بعدها، وحتى الهجوم الأخير في اليوم الخامس (18 نوفمبر) الذي حققته فرقة خاصة من عناصر الشرطة على مقرهم في الضاحية الباريسية سين سان دني.

فوضى في باريس.. تكريم سينمائي لأبطال الظل

يعلن الفيلم عن إيقاعه من اللقطة الأولى التي تذكر بأفلام أمريكية من هذا النوع. هاتف يرن في المديرية الفرعية المكرسة لمكافحة الإرهاب في فرنسا، والتابعة للمديرية المركزية للشرطة القضائية، وما أن يرفع المحقق السماعة حتى يرن ثان فثالث، ليتوالى رنين كل هواتف المديرية.

يقف المحقق مذهولا أمام ما يجري، ولاحقا بما يسمع من أنباء، هناك اعتداءات إرهابية في عدة أماكن من باريس. دقيقة بعد أخرى يدرك المركز مدى ضخامة وفظاعة الحدث، ضحايا كثر قضوا في العمليات، وإرهابيان أو ثلاثة ما زالوا يتجولون في باريس.

في ليلة كهذه تعرضت فيها باريس للسقوط في حالة من الفوضى الكاملة، كانت محاولات تولي زمام الأمور عبر عمل جماعي لإيجاد الحلول خلال الكارثة، ليس فقط من قبل المحققين ومَنْ هم في السلطة العليا، بل أيضا رجال الإنقاذ والإطفاء والمستشفيات والناس العاديين. يتناول الفيلم على نحو رئيس عمل فريق المحققين، في نوع من التكريم لهؤلاء العاملين في الظل.

فريق المتتبعين للقبض على الإرهابيين

كان هؤلاء مطالبين -وهم في أجواء حافلة بالصدمة والتوتر والقلق- بالحصول على نتيجة ملموسة تتجسد بالقبض على الإرهابيين الفارّين، وكشف الجوانب التنظيمية للعمليات وعلاقات أفرادها، منعا لوقوع المزيد، خاصة بعد وصول معلومات تؤكد أن هجمات أخرى قريبة تنتظر باريس. كانت مسؤوليتهم ضخمة، وتتطلّب جهودا جبارة.

أجواء المحققين.. عالم من التوتر يطغى على الحياة العائلية

يتعامل كاتب السيناريو مع الشخصيات بدراية من اقترب منهم وأدرك أحاسيسهم، ووضع المخرج نفسه -كما يقول- مكان المحققين مُتساءلا عن الكيفية التي يمكنهم فيها تحقيق التزامهم بالحصول على نتيجة، ومشاعرهم إذا لم يحصلوا عليها، وحينها سيكون عليهم التعامل مع كارثة اعتداءات أخرى.

يعبر الفيلم بلغة بصرية فعّالة عن هذه الأجواء المحملة بالتوتر، وهذا القلق الذي ينهش المحقيقين. فأتت حركة الكاميرا سريعة في تنقلها بين الشخصيات والأمكنة الداخلية والخارجية (تنقل الفيلم بين فرنسا وبلجيكا والمغرب)، واستخدمت لقطات مقرّبة في معظم المشاهد لتركز على الوجوه والتعابير وحركات الأيدي والأقدام، لتبدي اندماج المحققين الكامل في المهمة وإنهاكهم وهم يصلون الليل بالنهار.

كما لجأ الإخراج لتفاصيل صغيرة موحية عن فترات راحة شبه معدومة، بحيث لا يبدي السرد أي حياة للشخصيات خارج إطار العمل، كأنهم لا يغادرون مكاتبهم إلا لتنفيذ المهمات. تمرّ فقط لقطات سريعة من محادثات هاتفية لهم مع أسرهم، فيبدو قائد الفريق “فريد” (الممثل جان دو جاردان) مثلا وكأنه لم ير ابنته الصغيرة أو زوجته منذ الحدث وهو يهاتفهما، أو يتناول أعضاء الفريق الطعام بعجلة أمام شاشات الحاسوب. هذا كل ما يُشعر أنهم عالقون في محنة خطيرة يجب الإسراع بالخروج منها.

ضغط يفقد الأعصاب.. صراع بين الجيل القديم والحديث

تدخل أحداث صغيرة وملفات إضافية وأدلة كاذبة وشخصيات كثيرة لا دخل لها بالعمليات على خط التحقيقات، مما يساهم في شحن أجواء الفيلم بمزيد من الضغط النفسي على جميع العاملين.

الممثل جان دوجاردن في دور رئيس المحققين

يقود الإرهاق بعضهم إلى فقدان السيطرة على النفس خلال بعض التحقيقات، كأن ينهال قائد المحققين بالضرب على أحد الموقوفين (وهو ممنوع رسميا)، أو يرتكب عنصر أخطاء بسبب مبادرات غير مسموح بها في هذا المقام، وهو ما فعلته المحققة “إينيس” (الممثلة آناييس ديموستييه) التي ارتأت تتبع خيط في التحقيق ظنت أن رؤساءها لم يلتفتوا له لانشغالهم الشديد.

يجد الفيلم الفرصة في هذا العمل الجماعي مناسبة لإبداء الاختلاف بين الأجيال في أسلوب العمل والتعامل خلال التحقيقات، فالجيل الجديد مندفع ومتحمس، وعلى استعداد للالتفاف على القواعد في سبيل الوصول لنتيجة ملموسة، لكن الجيل الأكبر ملتزم أكثر بهذه القواعد التي تحصنه وتمنعه من ارتكاب ما قد يُسأل عنه لاحقا.

يرفع الفيلم إيقاع التوتر بكل فعالية مع كل ما يثيره الحدث من غزارة الاتصالات والتنسيق بين الشرطة في كل أنحاء فرنسا، والتعامل مع عملائها المندسين، إلى كل ما يصل من معلومات كاذبة أو خاطئة، وكل ما يحتم تعديل المسارات بعد تتبع أثر خاطئ، كجلسات الاستماع مع مشبوهين يتبين بعد التحقيق أن لا علاقة لهم بالإرهاب، بل بتهريب مخدرات أو أسلحة.

كلها عناصر ترفع من إيقاع فيلم تتلاحق فيه الأحداث المهمة والأقل أهمية من حيث علاقتها بالقضية الرئيسية.

حل العقدة.. تفاصيل فاتت الشرطة وأدركتها الشاهدة

إلى هنا يبدو هذا الفيلم المؤثر وكأنه وثائقي يتابع عمل محققي مكافحة الإرهاب في تتبع الإرهابيين، فلا مشاهد للاعتداءات، ولا وجود للضحايا إلا في مشاهد قليلة للجرحى وهم يروون شهاداتهم للشرطة، ولا اقتراب من نفسية الشخصيات باستثناء توترها المتعلق بالمهمة والعمل الجماعي المرهق في رصد الإرهابيين حتى الوصول إليهم في الضواحي الباريسية.

الشاهدة الممثلة لينا خضري كشاهدة رئيسية تُعلم المحققة إينيس بمكان الإرهابيين الاثنين المطاردين

لكن تأتي شهادة تُغيّر كل شيء في مسيرة التحقيقات وفي أسلوب الفيلم أيضا، ليتخذ شكلا أكثر روائية، وليفسح المجال أكثر للخيال في تركيب الأحداث وللاقتراب من بعض شخصياته.

تظهر سامية (الممثلة لينا خضري) كشاهدة رئيسية تُعلم المحققين بمكان الإرهابيين الاثنين المطاردين. لينحاز الفيلم في مراحله الأخيرة نحو هذه الشاهدة وعلاقتها مع صديقتها حسنة (قريبة أحد الإرهابيين)، وما أثارته شهادتها من شكوك لدى المحققين، قبل أن يتأكدوا من تفاصيل انتبهت إليها ولم ينتبه لها أحد من قبل، وهي التي قادت إلى الوصول أخيرا إلى الاثنين في عملية انتهت بمقتلهم.

لم يسمّ المخرج الشاهدة باسمها الحقيقي، وقد حرص في بناء شخصيتها على إبعاد الشُبهات حولها وهي تعيش اليوم تحت اسم مستعار بحماية الشرطة الفرنسية.

شخصيات الفيلم.. أداء معبر لسلوك أشخاص حقيقيين

استوحى المخرج جميع شخصيات الفيلم من أشخاص حقيقيين قابلهم وتابعهم في عملهم ودرس إيماءاتهم وسلوكهم، وهؤلاء الأشخاص يعيشون أيضا تحت هوية أخرى. وقد جاء أداء جميع الممثلين دقيقا معبرا مقنعا، ولا سيما الشاهدة التي أدت دورها الممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خضري بكل تمكن، مجسدة مشاعر الخوف والرعب والشك والتردد على نحو مؤثر.

حين عرض الفيلم في فرنسا احتجت الشاهدة الحقيقية برسالة على إظهارها بحجاب، بينما هي في الواقع لا تلبسه، وقد توصلوا إلى اتفاق معها بالإشارة إلى ذلك في بداية الفيلم، وهذا ما أثار تساؤلات عن سبب لجوء المخرج إلى ذلك، حتى أن بعضا من اليمينيين اتهمه أنه فعل هذا لتحسين صورة الفتيات المحجبات، وجعلهن في موقع المواطنات الصالحات، بالرغم من انتمائهن الديني.

“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس
[ad_1]
“نوفمبر”.. كواليس التحقيقات الشاقة في الأحداث التي أحرقت باريس