رهام زيدان

عمان- “لم يعد تشغيل التدفئة المركزية ممكنا بعد اليوم” هكذا يقول يوسف أحمد، فهذا الشتاء مختلف تماما بالنسبة إليه.
الشتاء هو الشتاء نفسه، لكن أحمد يزيد في القول “كنت اعتمد على الديزل لتشغيل التدفئة المركزية الشتاء الماضي لكن تكرار رفع أسعار الديزل جعله خارج حساباتي هذا الشتاء”.
وأفضت قرارات الحكومة إلى رفع أسعار الديزل 23 % العام الماضي ما أفقد مواطنين القدرة على الاعتماد عليه في ظل تضخم الكلفة للحصول على الدفء من خلال التدفئة المركزية.
من الجدير ذكره أن الأرقام الرسمية تبين أن مصدر التدفئة الرئيسي هو الغاز بنسبة 47.6 % يليه الكاز بنسبة تصل إلى حوالي 32 % ثم الحطب والفحم والجفت بنسبة 7.5 % ثم الكهرباء بنسبة 6 % وأخيرا التدفئة المركزية بنسبة 3.7 % علما بأن هذه الأرقام خاصة بالعامين2018/2017.
ويروي أحمد أنه بات يعتمد على مدفأة الكاز نظرا لتواضع كلفتها مقاونة مع التدفئة المركزية فيما يضيف “تعبئة خزان الديزل أمر أقرب إلى المستحيل نظرا للمبلغ الكبير الذي يتطلبه ذلك في وقت تترتب فيه التزامات أخرى لا مفر منها مثل أقساط المدارس الخاصة لولديه عدا عن تكاليف المعيشة الأخرى التي ارتفعت هي الأخرى وأهمها فواتير الكهرباء وثمن البنزين لمركبته”.
هبة محمد (موظفة قطاع خاص) من جهتها تراقب باهتمام في نهاية كل شهر تسعيرة الديزل طيلة أشهر الشتاء.
وتقول “أضطر إلى تشغيل التدفئة لعدة ساعات متواصلة يوميا لأن منزلي بمنطقة باردة جدا ومكشوفة كما أن لدي بنتين صغيرتين وأخشى عليهما من ايذاء نفسيهما بالمدافئ”.
وثبتت الحكومة أسعار الديزل الشهر الحالي أسوة بالكاز عند سعر 61.5 قرشا للتر، وذلك بعد ان رفعت سعره العام الماضي بنسبة 23 % في نهاية العام عن بدايته.
أما سهى محمود فتقول أنها تشتري الديزل بداية كل شتاء “بالتقسيط” باستخدام بطاقتها الائتمانية اذا يقدم بنكها هذه الميزة بالتعاون مع شركة تسويق محروقات، إذ أنها لا تستطيع شراءه دفعة واحدة، أما تشغيله فيكون لوقت محدود في الصباح والمساء وفي فترات انخفاض الحرارة بشكل كبير.
في هذا الشأن يقول الخبير الاقتصادي د. حسام عايش إن “انخفاض معدل الدخل وتراجعه خلال فترة جائحة كورونا وحتى قبله ترافقا مع الارتفاع المستمر في كلف الطاقة لتستحوذ على نسبة كبيرة من الدخول، اثرت هذه العوامل كلها على قدرة الكثيرين على الاستهلاك الآمن لمصادر التدفئة والتحول نحو وسائل بدائية أو خطيرة على الصحة”.
ويشير إلى أن كلف التدفئة تستهلك ما لايقل عن 15 % إلى 20 % من دخول الأردنيين خلال الشتاء وبالتالي فإنها تؤثر على قدرة تأمين الاحتياجات الأخرى، ما يستدعي من الحكومة ان يكون لديها خطط أفضل للتعامل مع اقتصاد الشتاء. وكانت بيانات نشرتها الغد سابقا أظهرت أن 825 ألف أردني ما يزالون يتعرضون للانزلاق إلى ما دون خط الفقر منذ العام 2017 ما قد يزيد عدد الفقراء في الأردن الذين يعيشون بأقل من 100 دينار شهريا، في الوقت الذي أظهرت فيه آخر إحصائية رسمية في العام 2017 أن عدد الفقراء من الأردنيين ناهز 1.03 مليون أردني وهم يشكلون 15.7 % من الأردنيين.
وكانت دائرة الإحصاءات العامة أشارت إلى إن نسبة الفقر بلغت 15.7 % في العام وقسمتهم كالتالي، 0.8 % ينفقون ما دون 43 دينارا شهريا للفرد و8 % ينفقون بين 43 دينارا و86 دينارا شهريا للفرد، فيما دمجت الفئة الأخيرة البالغ قوامها 6.9 % التي تنفق بين 86 دينارا و100 دينار شهريا مع فئة أخرى مصنفة فوق خط الفقر. وتوقع البنك الدولي في وقت سابق حدوث زيادة محتملة في نسبة الفقر بمقدار 11 نقطة مئوية ارتفاعا من 15.7 % إلى 26.7 %
اسعار المحروقات ارتفعت عموما بنسب متفاوتة العام الماضي حيث ارتفع سعر البنزين اوكتان 90 ارتفع منذ بداية العام الحالي بنسبة 20 % وبواقع 14 قرشا على كل لتر حتى بلغ 83.5 قرش او 16.7 دينار لكل صفيحة، وارتفع سعر البنزين 95 بنسبة 18 % وبواقع 16 قرشا على كل لتر حتى بلغ 107 قروش او 21.4 دينار للصفيحة، وارتفع سعر السولار بنسبة 23 % وبواقع 11.5 قرشا على كل لتر ليصبح سعر اللتر 61.5 قرش، اما الكاز فكان الأكثر تأثرا وبنسبة ارتفاع 34 % وبواقع 15.5 قرشا على كل لتر منذ بداية العام الحالي ويباع اليوم للمواطنين بـ61.5 قرش لكل لتر او 12.3 دينار للصفيحة، مع الاستمرار بفرض الضريبة المقطوعة.