شهد الاتجاه الهبوطي الذي استمر لأسابيع تراجع عملة البيتكوين إلى أدنى سعر لها في ستة أشهر، حيث يتم تداولها حاليًا بأقل من أعلى مستوى لها على الإطلاق التي سجلتها في نوفمبر بنحو 50%،وبعد أن وصلت العملة الرائدة إلى 33000 دولار يوم الاثنين (24 يناير)، ومنذ ذلك الحين، تعافت العملة قليلاً وعانت من التقلب، حتي يوم الجمعه (4 فبراير) شهدت ارتفاع مفاجئ لتقفز فوق مستوي 40000 دولار.

تراجع سوق تداول العملات الرقمية ونتيجة لذلك خسرت عملة البيتكوين قرابة 50 % من قيمتها منذ أن وصلتلأعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 68000 دولار في 10 نوفمبر، تأتي تلك الخسائر الواسعة بسبب ارتفاع التضخم وتأخر الانتعاش في سوق العمل وإشارات البنك الاحتياطي الفيدرالي المستمرة بأنه سيبدأ في إنهاء إجراءات التحفيز أثناء وباء كورونا.

على الرغم من أن سعر العملة الرقمية الأشهر شهد العديد من الانخفاضات الكبيرة منذ نوفمبر، إلا إن السعر الحالي يعتبر رقم قياسي جديد مقارنة بمستويات ما قبل وأثناء الوباء، كما أنه يمثل إنجازًا مثيرًا للإعجاب نظرًا لبداياته المتواضعة وسعر أقل من 10000 دولار مؤخرًا في يوليو 2020.

على الرغم من أن كل من البيتكوين والإثيريوم شهدتا صعودًا وهبوطًا أقل من أعلى مستوياتهما على الإطلاق منذ ذلك الحين، إلا أن العديد من الخبراء لا يزالون يتوقعون أن يتجاوز سعر العملة 100000 دولار في مرحلة ما.

عندما سئل عما إذا كان الانخفاض يعني أن هذا هو الوقت المناسب لشراء أو بيع أو الاحتفاظ بالعملة المشفرة، قال أكثر من نصف المحللين إنهم يعتقدون أنها كانت فرصة شراء جيدة.

توقعات ارتفاع سعر الفائدة

قد تكون الارتفاعات المحتملة في أسعار الفائدة هي ما يقود بعض المحللين للتحفظ على توقعاتهم تجاه البيتكوين، حيث يعتقد العديد من الخبراء أن زيادة أسعار الفائدة ستؤثر سلبًا على سوق العملات المشفرة.

يقول أحد المحللين أن المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة في النصف الأول من عام 2022 ستهيمن على الأسواق، مما سيؤثر على جميع الأصول الخطرة بما في ذلك البيتكوين، ومن المرجح أن ينخفض البيتكوين ​​بنسبة 30 % أخرى عن المستويات الحالية.

ومع ذلك، يري البعض أنه إذا تسببت أسعار الفائدة المرتفعة في انخفاض سعر البيتكوين، فإن هذا التأثير سيكون قصير الأجل، فمع استمرار التضخم في الارتفاع نتوقع أن تنفصل البيتكوين عن الأصول الخطرة الأخرى في النصف الثاني من عام 2022 مما يؤدي إلى ارتفاعها إلى مستويات عالية جديدة في نهاية العام.

من الممكن أن تمتد فقاعة الأصول التي أنشأها البنك الاحتياطي الفيدرالي عن طريق إبقاء أسعار الفائدة قريبة من الصفر لأكثر من عقد من الزمان إلى البيتكوين، وبرغم ذلك، فإن العملة المشفرة لديها أساسيات شبيهة بالذهب وثقة للصمود أمام العاصفة بشكل أفضل من أقرانها.

على المدى القصير سيؤدي ارتفاع التضخم إلى خفض معدلات الادخار (مما يعني انخفاض الدخل المتاح للإنفاق على الاستثمار)، وعلى المدى الطويل سيبحث الناس عن بدائل مثل البيتكوين للهروب من التضخم.

شراء أو بيع أو جمع

يقول أغلب الخبراء بمختلف توجهاتهم أنه قد حان الوقت الآن لشراء البيتكوين، خلال الفترة الماضية استطاعت العملات المشفرة أن تثبت أنها منافس أساسي للبنية التحتية المالية التقليدية في العالم، أحد الجوانب الفريدة القوية لمشهد العملة المشفرة هو أنه يوجد الآن عدد منصات التمويل اللامركزية (DeFi) التي توفر الوصول إلى تمويل تنافسي للغاية، وهذه العروض لا تظهر أي بوادر على التباطؤ.

تشهد سوق العملات الرقمية بالفعل نموًا سريعًا وواسع النطاق أيضًا، لهذا من المرجح أن يكون هذا سبب للبقاء في الوقت الحالي، فسوق الأصول المشفرة يستمر في الازدهار وذلك في ظل الاهتمام المتزايد من المستثمرين سواء الأفراد أوالمؤسسات، ومع ذلك،لا تزال هناك فجوات تنظيمية ضخمة، لهذا من المهم أن تقوم هذه الصناعة الناشئة بتحويل الأعمال والتمويلوتسهيل الشمول المالي الذي لا يمكن التغاضي عنه أو تقويضه.

إن التطورات في التشفير مثل تطور Web 3.0 والتي سهلت بشكل كبير التقنيات بما في ذلك البلوكشين، تتيح اللامركزية والمعاملات غير الموثوقة وغير المصرح بها وتواصل فتح آفاق جديدة في الأعمال التجارية والتمويل.

ومع ذلك، فإن عددًا قليلاً من المحللين ليسوا متفائلين بشأن مستقبل البيتكوين ويقولون أن الوقت قد حان لبيعها، فهم يروا أن البيتكوين تستعد لانخفاض كبير، كما يقولوا أن” القمة المزدوجة ” يبدو أنها تشكلت ويمكن أن يتخلى السعر بسهولة عن جميع مكاسب عام 2021،وفي النهاية، لا تتفاجأ إذا كان السعر أقل من 1000 على المدى الطويل.

هل سيحمل 2022 المزيد من المفاجآت؟

التداعيات البيئية

إن النمو السريع والمتنامي للعملات الرقمية خلال السنوات القليلة الماضية كان عامل جذب قوي لكي ننتبه إلى تأثيرها البيئي، حيث تحتات عمليات تعدين عملة البيتكوين والعملات الرقمية الأخري كمية طاقة عالية للغاية من خلال أجهزة الكمبيوتر، ونظرًا لأن الطاقة المستخدمة تأتر من مصادر طاقة تقليدية فهذا يزيد من مشاكل الانبعاثات، وتستهلك عملية تعدين عملة البيتكوين نحو 0.5% تقريبًا من اجمالي الاستهلاك العالمي للكهرباء.

من المرجح أن يشهد عام 2022 “معارضة عامة أقوى” لعملة البيتكوين على أسس بيئية، مما قد يجبر المنظمين على التصرف بشكل أكثر حسماً، وجد استطلاع أجرته YouGov في أكتوبر أن ما يقرب من نصف البريطانيين يؤيدون حظر العملات المشفرة لمكافحة تغير المناخ.

وقد أعربت الدول الاسكندنافية عن دعمها لحظر محتمل على تعدين البيتكوين في جميع أنحاء أوروبا، وإذا حدث ذلك، فقد تكون السلطات في دول أخرى مدفوعة لاتخاذ موقف مماثل.

البنوك المركزية تتحول إلى رقمية

إن الحفاظ على أهمية أموال البنك المركزي في معاملات التجزئة يستلزم إنشاء نسخ رقمية من عملاتها، لهذا عملت العديد من الدول على مواكبة التطور في الأنظمة المالية، وبدأت بنوكها المركزية فياعداد عملتها الرقمية الخاصة بها، ومن المحتمل أن تصدر تلك الدول عملتها الرقمية خلال عام 2022 لتكون منافسًا للعملات المشفرة.

من روسيا إلى تشيلي، بدأت العديد من البلدان في النظر في عملات البنوك المركزية الرقمية، من المقرر إجراء الاختبارات والتطبيقات في عام 2022، بدأ البعض مثل اليابان والسويد بالفعل في التجارب.

قامت الصين بربط خطط عملات البنوك المركزية الخاصة بها مع حظر شامل على العملات المشفرة، وتتطلع الهند إلى فعل الشيء نفسه.

إن ظهور واعتماد عملات رقمية أساسية على نطاق واسع يمكن أن يقوض بعض العملات المشفرة، وخاصة العملات المستقرة (المدعومة باحتياطيات من الدولارات أو الأصول الأخرى)، من خلال إجراء مدفوعات رقمية فعالة ومنخفضة التكلفة على نطاق واسع ويمكن الوصول إليها بسهولة.

العملة القانونية

بينما تتطلع بعض الدول إلى حظر العملات المشفرة، فقد يختار البعض الآخر إدخالها في الحظيرة المالية بدلاً من ذلك، وقد تتبني بعض الدول النامية ‘تجربة’ السلفادور كعملة قانونية.

في سبتمبر أصبحت الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى أول من اعتمد عملة البيتكوين كعملة صالحة إلى جانب عملتها المحلية الدولار الأمريكي، قال الرئيس “نيب بوكيلي” إن هذا سيساعد ملايين السلفادوريين الذين يعيشون في الخارج على إرسال الأموال إلى الوطن، بالإضافة إلى تعزيز الشمول المالي والاستثمار والسياحة والتنمية.

ولدت هذه الخطوة اهتمامًا إعلاميًا عالميًا، لكنها جذبت أيضًا انتقادات وسط مشاكل فنية ومخاوف كبيرة، وقد حذر صندوق النقد الدولي من القرار مشيرًا إلى تقلب أسعار البيتكوين المرتفع والمخاطر على حماية المستهلك والسلامة المالية والاستقرار المالي.

ومع ذلك ، قد تنظر الحكومات الأخرى إلى اعتماد البيتكوين كوسيلة للتحوط من التضخم، وتمكين التحويلات المالية بأسعار معقولة وإعطاء الناس المزيد من خيارات الدفع، “ربما تكون السلفادور هي الأولى لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة”.

هذا مقال ترويجي و لا يعبر بالضرورة عن رأي فريق تحرير موقع علوم العرب.