بتعرف كارلا مسعود؟ متحول جنسي قصة تنمر وحقوق / الله على الحاجات الحلوة دي بقاااا

بتعرف كارلا مسعود؟ متحول جنسي قصة تنمر وحقوق / الله على الحاجات الحلوة دي بقاااا

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

بتعرف كارلا مسعود؟ متحول جنسي قصة تنمر وحقوق / الله على الحاجات الحلوة دي بقاااا

آلاف المنشورات على مواقع التواصل .. وعبارة غريبة .. بعد البحث .. كان الموضوع بالتفصيل هو التالي :

تجدها في كل مكان، في أي صفحة للمشاهير العرب، مُغَنّين وممثلين وإعلاميين، وحتى في الصفحات العلمية والفنية والتقنية والثقافية وصفحات البرامج والأخبار، ودائماً تكتب التعليق ذاته: ”الله على الحاجات الحلوة دي بقاااا“، وأحياناً تضيف عليه كلمة أو تنقِص كلمة لكنه التعليق الأثبت والأوحد لكل منشور، ليصبح تعليقها المتكرر على جميع الصفحات المشهورة والمعروفة منذ سنة تقريباً حالة ثابتة عند الناس، خصوصاً أنها تقوم بالتعليق بمجرد أن انتشر المنشور في أي صفحة على فيسبوك، لتكون السبّاقة دائماً، حتى أن المعلِّقين أخذوا يكتبون نفس تعليقها، وينتظرونها لتعلّق في حال تأخرت قليلاً، بل وقد صمموا صوراً لها ميمز من باب التهكم والضحك.

نتحدث عن كارلا مسعود، وربما الكثيرون منكم لاحظوا تعليقها المستمر والمتواصل في كل مكان، كما لاحظتُ أنا، ما جعلني أُستَفَزّ لأعرف من هذه الشخصية وماذا تقدم أو تفعل؟ وماذا تريد من هذا التعليق المتكرر الموجود بشكل متواصل من قبل صفحتها الموثقة بالعلامة الزرقاء

ماذا في صفحة كارلا؟

طبعاً هذا التعليق المتواصل لكارلا جعل الكثيرين يدخلون لصفحة هذه الصبية، ليجدوا أنها صبية لطيفة توحي أنها في العشرينات أو بداية الثلاثينات من عمرها، تعيش في ألمانيا ومتزوجة من رجل يكبرها بالعمر بشكل واضح، لكن يبدو أنهما متحابان ومتفاهمان ويعيشان حياةً سعيدة، حسناً ما اللافت في ذلك؟

لا شيء حقيقةً، فنحن نشاهد صورها فقط، ونشاهد كيف تعيش حياتها هناك مع زوجها مثل أي شخص عادي على السوشال ميديا

كارلا بين التنمر والشتائم والضحك والترفيه:

كما الجميع بات يعرف ويشاهد، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مرتعاً للمتنمرين والشّتّامين وأصحاب الألفاظ المسيئة، والباحثين عن أي فرصة لاستفراغ عباراتهم البشعة على الآخرين من كلام نابي وغيرهم، لذا تعرضت كارلا للتنمر الإلكتروني رغم أنها لم تؤذِ أحداً بتعليقها هذا.

قد يكون تعليق كارلا مستفزاً للبعض لكن ذلك لا يستدعي التنمر والشتم، وفي نفس الوقت يرد المعلقين على كارلا بعبارات مضحكة ولطيفة وأحياناً تبادلهم هي الردود بعفوية، وهي رغم كل ما تعرضت له من شتائم ظهرت في فيديو على صفحتها تقول فيه إنها تسامح الجميع وليس لديها مشكلة مع أحد.

محاولة للشهرة أم للتنفيس عن ضغط نفسي؟

يتضح تماماً أن غاية كارلا من هذا التعليق هو الشهرة لتزيد مشاهدات قناتها على يوتيوب وصفحتها في الفيسبوك وانستغرام، فهي قد أنشأت قناة على يوتيوب تعرُض فيها تفاصيل حياتها اليومية وماذا تفعل مع زوجها، ورحلاتها بالإضافة لفيديوهات تتحدث فيها عن الطاقة الإيجابية والحياة بشكل عام، لكن إذا عدنا قليلاً لماضيها منذ أربع سنوات من خلال الفيديوهات القليلة الموجودة على قناتها سنلاحظ موضوعاً شائكاً وغريباً في حياة كارلا قد يكون هو السبب الأساسي الذي دفعها كي تُشهر نفسها.

فكارلا مسعود بالأصل هي ”ذَكَر“ عضوياً، واسمها الحقيقي السابق في الهوية المصرية كريلّوس، أي أنها ما زالت ذكراً في الأوراق الثبوتية المصرية حتى اليوم، وهي من صعيد مصر من عائلة قُبطية، ولم تكن حياة كارلا عادية في الطفولة بل تعرضت للتنمر والتحرش والتعليقات القاسية جداً، فقط لأنها تشعر أنها ليست كالذكور، وحدث ذلك حين كانت في المدرسة، وهي تشعر أن جسدها لا يتقبل أن تكون ذكراً بالإضافة لعضو ذكري ضامر غير حيوي من الناحية الجنسية حسب كلامها، ولا يستطيع الانتصاب

وتعرضت كارلا بسبب شكلها الأنثوي وتفاصيل جسدها للتحرش والتنمر القاسي من زملائها في المدرسة، وشرحت كارلا مشكلتها لوالدتها التي كانت تعمل كممرضة فتفهّمت حالة ابنتها، ولكن حين أخبرت أمها أباها بالقصة ثارت ثورته وضربها باعتبار أن ابنه سيجلب للعائلة العار والشذوذ، وفي عيد القيامة جاء أبناء العمومة إلى منزل كارلا وحاولوا إقناعه لكن كارلا لم تقتنع فهو شعور تشعر به لوحدها ولا يتفهمه أحد، فقاموا بضربها والاعتداء عليها، وقرروا تسليمها لمخفر الشرطة في الصعيد، وهناك حُبست كارلا وتم ضربها أيضاً والتعدي عليها والتحرش بها.

ولم يتغير شيء في جسد كارلا فهي لم تشعر يوماً أنها كريلّيس، وبعد أن خرجت من قسم الشرطة أصر أبناء عمومتها على قتلها وهدر دمها باعتبارهم عائلة معروفة في المنطقة وما يجري هو عار يجب غسله، لكن دار نقاش بين والد ووالدة كارلا، وفطن الوالد أنه قد يتورط في جريمة قتل ابنه/ته فقرر أن يسفّرها إلى خارج البلاد، وساعده عمله في المعارض الأجنبية أن يستصدر لها فيزا نحو ألمانيا لتعيش هناك وتقييم وضعها … ولكن .

لم تُجرِ كارلا عملية تصحيح جنسي، بل ما زالت في طور التحضر لهذه العملية هرمونياً ونفسياً، وكارلا اليوم متزوجة من شاب مصري/ألماني ”بايسكشوال“ متقبل لحالتها ويعيش معها حياة سعيدة تظهر بشكل واضح على السوشال ميديا، أما قصة كارلا فهي موجودة بشكل كامل على قناتها في يوتيوب بمداخلة مع إذاعة BBC عربية.

الله على الحاجات الحلوة دي بقاااا:

هذه العبارة التي جعلت الجميع يتعرف على كارلا، صبية في ريعان شبابها، تتحضر للعبور الجنسي، نبذها مجتمعها وأهلها فأبعدوها عنهم لتجد راحتها النفسية هناك بعد تعنيف وتهديد بالقتل ما زالت تتعرض له حتى اليوم إلكترونياً من مجتمعها العربي غير المتقبل للاختلاف، ربما كارلا تبحث عن شهرة كما العديد من الأشخاص عبر السوشال ميديا الذين اتخذوا من هذه المنابر وسيلة للتعبير عن أنفسهم، لكن كارلا ربما لم تعتبر ذلك مجرد وسيلة للشهرة، بل لتُري الناس وكل من يتابعها أنها فتاة طبيعية لها حق الحياة كما تشاء، فهي لم تؤذِ أحداً، ولم تتَعَدَّ على أحد، هي فقط أحبت أن تظهِر للجميع أن التغيير ممكن حتى لو كانت طريقتها في إيصال فكرتها ساذجة وبسيطة، لكنها تحاول أن تقول للجميع إنها هنا وإنها جزء من البشرية، وإن المرء يعيش حياته مرة واحدة، فليعشها بسلام.

وأظن بعد قراءة هذا المقال أن العديد من الصفحات الإعلامية ستهتم بكارلا مسعود أكثر وتنشرعنها، بحكم أنها أصبحت ”ترند“ طبعاً، ولأننا أضأنا على شخصية لم يخطر على بال أحد أن يكتب عنها، و كالعادة سننتظر تعليق كارلا مسعود على الصفحة و”الله على الحاجات الحلوة دي بقاااا“.