سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها

سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها

🚦 #سويسرا #سوف #تبقى #محايدة #ما #لم #تتم #مهاجمتها


سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها

“حافظ على الحياد إلى حين حصول هجوم”: سويسرا لا تبحث عن التعاون عسكريا مع بلدان أخرى إلا للتدريب استعدادا لحالات الطوارئ. هذه الصورة التقطت في عام 2014 خلال يوم أبواب مفتوحة تم تنظيمه بمناسبة الذكرى 25 لمشاركة سويسرا في برنامج “الشراكة من أجل السلام” التابع لحلف شمال الاطلسي في مركز الخبرات بستانس (كانتون نيدفالدن). Keystone / Urs Flueeler

هذا المحتوى تم نشره يوم 19 مارس 2022 – 09:00 يوليو,

تَتَّبِع سويسرا نَهجاً مُحايداً في سياستها الخارجية. لكن ذلك لم يَمنَعها من التعاون مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في المجال الأمني منذ سنوات طويلة. السؤال الذي يَطرَح نفسه هنا هو: كيف يَتَناسب ذلك مع مبدإ الحياد؟ ولماذا تقوم سويسرا بذلك أصلاً؟

المعروف عن سويسرا هو أنها بلدٌ مُحايد. وهذا يعني عدم مُشاركتها في النزاعات المسلحة، وامتناعها عن دَعم أي أطراف متحاربة. واليوم، بات التحاق الشبان السويسريين بصفوف المُرتزقة لِتَحسين وَضعِهم الاقتصادي – وهو ما كان ركيزة مهمة للاقتصاد السويسري حتى القرن الثامن عشر – من المُحرمات. لكن الحياد بالنسبة لسويسرا لم يَعُد جُهداً فَردياً أعمى، بل وعلى العَكس، تتعاون الدولة الصغيرة التي تشقها جبال الألب، ومنذ وقت طويل، مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول المجاورة لها في المجال العسكري (انظر الحاشية المصاحبة).

التعاون مع الاتحاد الأوروبي

لا يتوفر الاتحاد الأوروبي حتى الآن على جيشٍ مُشترك. أمّا برنامج التعاون المنظم الدائمرابط خارجي (يُشار إليه اختصارا بـ PESCO)، فهو يرمي إلى تعزيز التعاون العسكري بين بعض الدول الأعضاء في الاتحاد في مجال الدفاع. لكن مُعظم هذا التعاون كان يتعلَّق حتى الآن بمشاريع فضفاضة في مجال التسليح والتدريب.مؤخراً، تمكنت دولٌ ثالثة من الانضمام إلى برنامج “بيسكو” أيضاً، حيث وافق الاتحاد الأوروبي على إشراك الولايات المتحدة، وكندا والنرويج في أحد مشاريع البرنامج. بدورها تدرس سويسرا مسألة المشاركة في بعض المشاريع المختارة لـ “بيسكو”.

الشراكات السويسرية

تشارك سويسرا في مهام عسكرية لتعزيز السلام منذ عام 1953. ولا تزال هذه المهام قائمة إلى اليوم تحت إشراف حلف شمال الأطلسي، أو الاتحاد الأوروبي، أو الأمم المتحدة.

سويسرا عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ عام 1975.

تشارك سويسرا في برنامج “الشراكة من أجل السلام” التابع للحلف الأطلسي منذ عام 1996. وفي مايو 2019، انضمت إلى “مركز التميّز للدفاع السيبراني التعاوني” التابع للحلف في استونيا كدولة شريكة.

تتعاون سويسرا منذ عام 2012 مع وكالة الدفاع الأوروبية في مجال التسلح والتدريب العسكري.

تدرس سويسرا حالياً مسألة المشاركة في بعض مشاريع برنامج التعاون المنظم الدائم للاتحاد الأوروبي (بيسكو). وهذا البرنامج هو تعاون منظم دائم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ترغب في الالتزام بشكل خاص في مجال الأمن والسياسة الدفاعية المشتركة. وهو نوع من اتفاق “شنغن عسكري” يتمثل هدفه البعيد المدى في إنشاء جيش أوروبي. ووفقًا للمعلومات الواردة من الجيش الفدرالي، لا تزال مُداولات سويسرا بشأن المشاركة هنا في مرحلة مبكرة.

End of insertion

في رَدِّها على سؤال لـ  SWI swissinfo.ch بهذا الشأن، كتبت كارولينا بوهرَن المُتحدثة باسم وزارة الدفاع والرياضة وحماية السكان السويسرية: “لقد قامت الوزارة بتقييم جدوى مشاريع مختلفة”، وأضافت: “من وجهة النظر السويسرية، هناك حالياً اهتمام مُحتمل بالتعاون في مجال الدفاع السيبراني”. ووفقاً للوزارة، لا يترتب على هذا النوع من التعاون أيّ التزامات لسويسرا تتعارض مع حيادها.

وكما قالت وزيرة الدفاع فيولا أمهيرد العام الماضي، فإن نَشر قوات سويسرية في إطار برنامج التعاون المنظم الدائم (بيسكو) هو أمر غير وارد. لذا فإن مشاركة سويسرا في عمل البرنامج لا تَضَع حيادَها موضع شَك.

التعاون مع الحلف الأطلسي

بعد نهاية الحرب الباردة، عرض حلف شمال الأطلسي التعاون على حلف وارسو – الخصم السابق. ومنذ عام 1994، أصبحت “الشراكة من أجل السلام” [وهي منظمة تابعة لحلف شمال الأطلسي تهدف إلى خلق الثقة بين الحلف ودول أخرى في أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، تتكون من 22 دولة] أداة للتعاون مع الدول الشريكة التي ليست أعضاء في حلف شمال الأطلسي.

“بعد نهاية الحرب الباردة اقتربت سويسرا أكثر من حلف الناتو في إطار الصياغة الفضفاضة للشراكة من أجل السلام”، تقول ليا شاد، التي تبحث في القضايا الأمنية في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ. ووفقاً لهذه الباحثة، كان حلف شمال الأطلسي خلال فترات الانفراج قادراً على السَعي وراءَ أهداف تتجاوز الدفاع الإقليمي المُرتبط بحدود أراضي أعضائه، وهو ما كان جذّاباً لِكِلا الطرفين.

من جانبها، لا ترى وزارة الدفاع السويسرية أي مشكلة في مشاركة سويسرا في برنامج “الشراكة من أجل السلام”؛ حيث لا يزيد الأمر عن تعاون عسكري مع دول أخرى في مجال التدريب والتسلح. وحيث لا تنطوي هذه الشراكة على التزامات قانونية أو آليات، وهي متوافقة تماماً مع الحياد السويسري.

كما وَقَّعَت دولٌ محايدة أخرى مثل فنلندا، وإيرلندا، ومالطا، والنمسا، والسويد على الوثيقة الإطارية. وحيث أن الشراكة من أجل السلام ليست تحالفاً دفاعياً، وبالتالي فإن أعضاء ليسوا مُلزمين بتقديم المساعدة في حالة حدوث عدوان خارجي ضد أحد المشاركين فيه، لذلك فإن المشاركة في هذا البرنامج تُعتبر مُتوافقة مع حياد سويسرا. وتذهب السويد وفنلندا والنمسا وأيرلندا إلى أبعد من سويسرا في تعاونها مع حلف شمال الأطلسي وتتبع قواعدها الخاصة في ذلك.

لكن شاد ترى إن هناك فتوراً في هذه العلاقة الآن. وكما تقول: “لقد تباعدت مصالح الحلف الأطلسي وسويسرا بعد الهجمات الإرهابية للحادي عشر من سبتمبر وأحداث ضَمّ شبه جزيرة القرم في عام 2014”. وهي ترى أن الحلف أصبح أقل جاذبية لسويسرا منذ تركيزه على الدفاع الجماعي مرة أخرى. وفي اعتقادها، فإن “سويسرا لا تريد الانزلاق إلى منطقة رمادية من قانون الحياد”.

الحرب في أوكرانيا تثير مسألة الانضمام من جديد

في غضون ذلك، أظهر الغزو الروسي لأوكرانيا مدى أهمية مسألة العضوية في الحلف الأطلسي. فلو كانت أوكرانيا عضوًا في الناتو، لكان الحلف مُلزماً بمساعدتها في الوضع الحالي، ولتوجّب عليه أيضاً خوض الحرب. ومن حيث المبدإ، كان من شأن ذلك أن يمنع حصول الهجوم الروسي منذ البداية.

وهكذا أدت الحرب في أوكرانيا إلى إشعال الجدل مجددًا في دول الاتحاد الأوروبي المُحايدة مثل أيرلندا، والنمسا، والسويد، وفنلندا، بشأن توثيق العلاقات مع الحلف أو حتى الانضمام إليه. لكن، وبحسب المتحدثة باسم وزارة الدفاع السويسرية فإن احتمال انضمام سويسرا إلى هذا الحلف ليس مطروحاً للنقاش “لأن هذا لا يتوافق مع حياد البلاد”، حسب تأكيدها.

أما فنلندا والسويد فتفسّران حيادهما بشكل أكثر مرونة، وهما تصفان نفسيهما على أنهما “غير متحالفتين”. ما يميّز سويسرا أيضاً عن السويد وفنلندا، هو موقعها الجغرافي في قلب أوروبا. فمن الصعب تصور أن أيّ دولة ستُهاجم سويسرا.. وسويسرا فقط.

“في حال أصبحت سويسرا نفسها هدفاً لهجوم مُسلح، فإن حيادها سيُصبح باطلاً على الفور”، تقول بوهرَن. وهنا لن تستطيع سويسرا الدفاع عن نفسها عسكرياً فَحَسب، بل يُمكنها أيضاً التعاون مع دول أخرى، مثل دول الجوار مثلاً. وبحسب بوهرَن، فإن سويسرا “تريد أن تضمن لنفسها هذه الحرية في العمل”.

لهذا السبب، باتت المبررات الكامنة وراء سعي سويسرا إلى التقارب مع الحلف الأطلسي ومع برنامج التعاون المنظم الدائم للاتحاد الأوروبي (بيسكو) مفهومة. ووفقًا للجيش السويسري، تكمن ميزة هذا التعاون في حقيقة أنه يسمح “بممارسة القدرة على التعاون العسكري مع دول في منطقتنا”. وهكذا فإن سويسرا تستعد لحالات الطوارئ. وحتى يحدث هذا، فإنها تظل دولة مُحايدة تماماً.. بالطبع.

مقالات مُدرجة في هذا المحتوى

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد:

سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي


المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها

سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها