سجّلت محافظة الرقة تفشياً خطيراً لمرض الحمى القلاعية بين قطعان الأبقار، ما أدى إلى نفوق العشرات منها، وسط تحذيرات من انتشار أوسع للعدوى في ظل غياب الدعم البيطري والإجراءات الوقائية.

وقال الطبيب البيطري خليل الإبراهيم لموقع “سوريا 24″، إن موجة المرض الحالية تُعد من بين الأسوأ منذ سنوات، مع تسجيل إصابات واسعة وسريعة الانتشار في عدد من قرى الريف الشمالي والشرقي للرقة، وأضاف الابراهيم أن السلالة الحالية “أشد فتكاً من الموجات السابقة”، مشيراً إلى أن العشرات من رؤوس الأبقار نفقَت خلال أيام، ودعا إلى عزل الحيوانات المصابة وتطعيم السليمة بشكل عاجل، محذّراً من كارثة أكبر في حال عدم التحرك الفوري.

ونقل الموقع شهادات من مربين محليين، من بينهم معاوية العلي من قرية “الحكومية”، الذي فقد واحدة من بقراته العشر، واصفاً الخسارة بأنها “مدمّرة” لعائلته التي تعتمد بشكل كامل على تربية الماشية كمصدر دخل.

في السياق ذاته، عبّر مصطفى عليوي من قرية حطين عن صدمته من سرعة انتشار المرض، مرجّحاً أن تكون العدوى قد انتقلت من أبقار مستوردة دخلت من العراق عبر معابر غير خاضعة لأي رقابة صحية، واتهم الإدارة الذاتية، وقوات “قسد” بالتقصير في الرقابة والإهمال في حماية الثروة الحيوانية.

وحذّر مربو الماشية من “كارثة زراعية وبيئية” وشيكة في حال استمرار الإهمال، مطالبين بإرسال فرق بيطرية متنقلة وتوفير اللقاحات والمضادات الحيوية، إضافة إلى فرض رقابة صارمة على أسواق المواشي والمعابر الحدودية لمنع دخول حيوانات مصابة.

وشدد المربون على أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تراجع خطير في الثروة الحيوانية، وزيادة الأعباء الاقتصادية على الأهالي في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة معيشية وخدمات متردية.

يُذكر أن الحمى القلاعية هي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأبقار والمجترات، ويسبب أعراضاً كارتفاع الحرارة وتقرحات في الفم والضرع، وغالباً ما يؤدي إلى نفوق الحيوان المصاب ما لم يُعالج فوراً، وينتقل المرض بسهولة عن طريق التلامس المباشر أو عبر الهواء والأدوات الملوثة.

شارك هذا المقال