ضبطت السلطات التركية شحنة تضم أكثر من ألف جهاز استدعاء “بيجر” وشواحن مفخخة داخل مطار إسطنبول، تبيّن لاحقًا أنها من الطراز ذاته الذي استخدمه جهاز الموساد في عمليات سابقة داخل الأراضي اللبنانية.

وكشف مصدر أمني لصحيفة صباح التركية، أنّ فريقًا تقنيًا رصد إشارات غير طبيعية على أجهزة إلكترونية ضمن شحنة وصلت إلى مطار إسطنبول من هونغ كونغ، ما دفع السلطات لفحصها، ليُعثر على 1300 جهاز نداء و710 شواحن محقونة بمواد متفجرة دقيقة.

وتطابقت العلامات التجارية وطراز الأجهزة مع تلك التي استُخدمت في عمليات اغتيال وهجمات نُسبت إلى الموساد الإسرائيلي في لبنان وسوريا استهدفت عناصر من حزب الله، ما أثار شبهات حول وجهة ومهمة الشحنة، خصوصًا مع تزايد التوترات الأمنية في المنطقة. 

وباشرت الجهات المختصة التحقيقات لتحديد الجهة المستوردة وارتباطها بالشبكات الخارجية، وسط تكتم رسمي حول تفاصيل إضافية. فيما لم يصدر تعليق من دولة الاحتلال أو الجهات الإسرائيلية المعنية حتى الآن. وبحسب الفرق الأمنية فإن الأجهزة من طراز Gold Apollo 924 R3 GP. 

وجهاز النداء (Pager) هو جهاز لاسلكي صغير يُستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو التنبيهات العاجلة. كان شائعاً قبل انتشار الهواتف المحمولة، خاصة بين الأطباء ورجال الأعمال. يعمل الجهاز عبر إرسال إشارات راديوية من مزود الخدمة، مثل محطة أساسية أو شبكة أقمار صناعية، تُرسل رسائل نصية أو رقمية إلى الجهاز. عندما يتلقى جهاز النداء الرسالة، يُصدر صوت تنبيه أو اهتزاز لتنبيه المستخدم لقراءة الرسالة على الشاشة. يعتمد على بساطة وموثوقية في استقبال الإشعارات العاجلة.

تفجيرات البيجرز في لبنان

عقب تفجيرات “البيجرز” التي نفذها الموساد الإسرائيلي في أيلول من العام الماضي، كشفت مصادر مقربة من حزب الله لـ”تلفزيون سوريا” أن أجهزة النداء اللاسلكي (Pagers) تُستخدم بين عناصر الحزب لتلقي الرسائل الأمنية وتحديد مواعيد الاجتماعات السرية.

إلا أن الإصابات لم تنحصر في عناصر الحزب، حيث وصل عدد الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات الحكومية والخاصة في معظم أنحاء لبنان إلى حوالي 3000، وفقًا لوزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض. كما أسفرت التفجيرات عن مقتل 12 شخصًا، بينهم طفلان وعدد من العاملين في القطاع الصحي.

وبدأ الهجوم باستخدام هذه الأجهزة في 17 من أيلول الساعة 3:30 عصراً بتوقيت لبنان، حيث أُرسلت رسالة إلى الأجهزة تبدو وكأنها قادمة من قيادات “حزب الله”، مفعّلةً الشحنة المتفجرة. ويُعتقد أن “حزب الله” اشترى نحو ثلاثة آلاف جهاز من تايوان لتوزيعها على أنصاره.

شركة تايوانية تنفي صلتها بالأجهزة

تعقيبا على هجمات البيجر في لبنان وسوريا حينئذ، نفى هسو تشينج كوانج مؤسس شركة جولد أبوللو التايوانية للصحفيين أن تكون أجهزة المناداة (البيجر) التي انفجرت في لبنان من تصنيع الشركة.

وقال هسو إن الأجهزة التي تعرضت للانفجار صنّعتها شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية، بحسب وكالة “رويترز”.

وأضاف “المنتج ليس تابعاً لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية”. ولم يكشف هسو عن اسم الشركة التي قال إنها صنّعت الأجهزة، واعتبر أن شركته أيضاً ضحية للحادث. وتابع بالقول “نحن شركة مسؤولة. وهذا أمر محرج للغاية”.

شارك هذا المقال