شهدت مدينة إسطنبول، سلسلة من الهزات الأرضية خلال الساعات الماضية، أعقبت زلزالاً بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر وقع مساء الأربعاء في بحر مرمرة قبالة سواحل المدينة.

 وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) في بيان رسمي، اليوم الخميس، إن المنطقة تعرضت حتى الآن لأكثر من 185 هزة ارتدادية، أقواها سجلت 4.1 درجة صباح الخميس.

وأشار البيان إلى أن الزلزال لم يسفر عن خسائر بشرية مباشرة من جراء الانهيارات، إلا أن الذعر دفع العديد من السكان إلى إخلاء منازلهم بشكل مفاجئ، ما تسبب في إصابات متفاوتة.

وفي تغريدة على منصة “إكس”، أعلن وزير الصحة التركي كمال مميش أوغلو إصابة 236 شخصاً من جراء الزلزال، 173 منهم في إسطنبول، لافتاً إلى أن 15 مصاباً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات، في حين أصيب آخرون نتيجة للقفز من نوافذ ومباني خوفاً من انهيارها.

اللاجئون السوريون في الولايات المتضررة

بحسب آخر بيانات صادرة عن المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية، فإن إسطنبول تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين في تركيا، حيث يُقيم فيها أكثر من 530 ألف سوري تحت بند الحماية المؤقتة.

 وتوجد كذلك أعداد كبيرة من السوريين في ولايات قريبة تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بالهزات الارتدادية، مثل بورصة “حوالي 115 ألف سوري”، وكوجالي “نحو 55 ألفاً”، ويالوفا وتكيرداغ اللتين تضمان معاً عدة آلاف من السوريين.

إسطنبول تحت التهديد الزلزالي المستمر

جدير بالذكر أن إسطنبول ضمن منطقة شديدة النشاط الزلزالي، حيث تمر بالقرب منها واحدة من أخطر الفوالق في العالم، وهي فالق شمال الأناضول.

هذا الفالق يُعدّ امتداداً للحد الفاصل بين الصفيحة التكتونية الأناضولية والصفيحة الأوراسية، ويُعرف بسجله الحافل بالزلازل المدمرة عبر التاريخ.

وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) ومرصد “قنديللي” للزلازل التابع لجامعة بوغازيتشي في إسطنبول، فإن فالق شمال الأناضول شهد منذ عام 1939 سلسلة من الزلازل العنيفة التي انتقلت تدريجياً من الشرق إلى الغرب، ما يجعل مدينة إسطنبول – التي تقع على بعد 15 إلى 20 كيلومتراً فقط جنوب امتداد الفالق تحت بحر مرمرة – معرضة بشكل كبير لزلزال كبير محتمل.

شارك هذا المقال