تحالف “أسدي” في أميركا يرفع شعار الديمقراطية ويخفي مشروعاً طائفياً للتقسيم
كشفت مصادر خاصة لموقع “تلفزيون سوريا” عن نشاطات سياسية وإعلامية تقودها مجموعة تدّعي تمثيل العلويين السوريين في الولايات المتحدة، تحت اسم “رابطة العلويين في الولايات المتحدة”، وتعمل بتنسيق وثيق مع تيار مدني يضم شخصيات كانت على ارتباط مباشر بالأجهزة الأمنية التابعة لنظام المخلوع بشار الأسد.
ووفقاً لوثائق وصور حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا”، فقد أرسلت الرابطة خلال الأشهر الماضية رسائل إلى الكونغرس الأميركي تزعم فيها أن العلويين يتعرضون لـ “تطهير عرقي”، و”إبادة جماعية” في سوريا، مطالبةً بدعم مؤتمر تنظمه الرابطة في 12 و13 من أيار الجاري في مبنى الكونغرس بواشنطن.
ويظهر البحث عبر المصادر المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي أن “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” أعلنت عن انطلاقاتها في شباط الماضي، أي قبيل اندلاع التوترات الأخيرة في الساحل السوري، ما يشير إلى وجود خطة عمل ممنهجة.
شخصيات بارزة وصلات أمنية
تُظهر الوثائق التي اطلع عليها تلفزيون سوريا أن الرسائل الموجهة إلى الكونغرس تحمل توقيع شخص يُدعى عيسى سلامة، وهو زوج سارة حيدر، العضو البارز في الرابطة، ويُعتقد أنه مقرّب وأحد أفراد عائلة العميد أديب سلامة، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية سابقاً، والمعروف بـ “سفاح حلب”.
والعميد أديب سلامة أحد أبرز رموز نظام الأسد الأمنية، ومدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية الكندية، ويُتهم بإشرافه المباشر على عمليات القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب التي كان يقوم بها عناصر فرع المخابرات الجوية في شمالي سوريا.
كما ورد ذكر العميد أديب سلامة في تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” بعنوان “أقبية التعذيب: الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية”، والذي يؤكد عمليات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون في محافظة حلب على يد العميد أديب سلامة، فضلاً عن ارتباطه مع ميليشيات إيرانية ارتكبت انتهاكات واسعة بحق السوريين.
ويرأس “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” الدكتور مرهف إبراهيم، وهو طبيب سوري مغترب، ينحدر من محافظة حمص، ومقيم في الولايات المتحدة منذ العام 2004.
ويُعرف عن الدكتور مرهف إبراهيم ارتباطه الوثيق بنظام الأسد ومؤسساته، بما في ذلك “مؤسسة العرين الإنسانية”، وهي كيان مدني رديف لمؤسسات الأسد الأمنية، تديره أسماء الأسد، ويخضع للعقوبات الدولية، وصُنفت المؤسسة بأنها “توزع المساعدات وفق سياسات وأولويات النظام، وبالتالي الاستفادة منها ودعمها”.
كما ارتبط اسم الدكتور مرهف إبراهيم بإجراء عمليات جراحية لمصابي وجرحى جيش نظام الأسد، بتمويل من “مؤسسة العرين”، حيث روّجت وسائل إعلام الأسد أن الدكتور إبراهيم يطلق “مبادرات إنسانية” لمساعدة مرضى القلب في سوريا.
“شبيحة” يعودون بثوب مدني
تظهر إحدى الوثائق اجتماعاً عقده أعضاء من الرابطة مع شخصيات داعمة لنظام الأسد في الولايات المتحدة الأميركية، بينهم عزيز وهبي، الذي ينتمي إلى ما يُسمى “التيار السوري المدني الحر”، وهو تيار يضم فيه أشخاصاً عملوا سابقاً ضمن تشكيلات “الشبيحة”، قبل أن يعيدوا تقديم أنفسهم كناشطين مدنيين عقب سقوط نظام الأسد.
وتشير معلومات صفحة “التيار السوري المدني الحر” إلى أنه أنشأ في كانون الثاني الماضي، أي قبيل أحداث الساحل والتوترات الأخيرة فيه، ما يشير إلى خطة عمل ممنهجة أيضاً.
وتؤكد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لكل من عزيز وهبة و”رابطة العلويين في الولايات المتحدة” و”التيار السوري المدني الحر” إلى تعاون وثيق، يروج لجملة من الخطابات المثيرة للجدل، منها:
- الدعوة العلنية لتقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية، كما صرح بذلك عزيز وهبي على حسابه الشخصي.
- تصوير العلويين كمستهدفين من قبل الحكومة السورية الجديدة.
- رفض أي حل سياسي في سوريا من دون تمثيل الأقليات.
“مؤتمر من أجل الديمقراطية”: مغالطات ومزاعم تمثيل العلويين
وتستعد “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” لعقد مؤتمر بعنوان “المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية”، يومي 12 و13 أيار الجاري، داخل مبنى الكونغرس الأميركي، وذلك تحت مزاعم “حماية الأقليات وتعزيز التعددية”، إلا أن الوثائق التي حصل عليها موقع “تلفزيون سوريا” تكشف عن جوهر مختلف تماماً.
وتكشف الوثائق والصور عن شبكة أمنية وسياسية موالية لنظام الأسد المخلوع، تعمل على إعادة تدوير رموزها عبر خطاب مدني مزيف، يتهم الحكومة السورية الجديدة بأنها عبارة عن “جهاديين” ينفذون “حملة تطهير طائفي”.
وتستخدم الوثائق الرسمية للمؤتمر لغة قانونية حقوقية تستند إلى مفاهيم العدالة والحرية، إلا أنها تتضمن مزاعم كاذبة ومغالطات بارزة، منها:
- اتهام الحكومة السورية الجديدة بارتكاب جرائم تطهير عرقي وطائفي.
- تقديم الطائفة العلوية كمجموعة محايدة لا علاقة لها بالحرب في سوريا أو جرائم نظام الأسد.
- تجاهل دور الأجهزة الأمنية في الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
- المطالبة بما يسمى “حقوق رئاسية” للعلويين كشرط لأي تسوية سياسية.
- اشتراط بقاء هيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب إلى حين منح الأقليات حق الرئاسة.
- مطالبة الولايات المتحدة بربط رفع العقوبات عن سوريا بمصير العلويين.
- المطالبة بدعوة وفود أميركية لزيارة الساحل السوري بذريعة التحقق من المجازر بحق الأقليات.
- تزعم الرابطة أنها تمثل “مجموعة من الأطباء والمهنيين”، في محاولة لإضفاء شرعية أكاديمية على نشاطها.
تحالف أمني – مدني يروّج للتقسيم تحت غطاء الأقليات
ولدى البحث عبر المصادر المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي عن الشخصيات المرتبطة بـ “رابطة العلويين في الولايات المتحدة” و”التيار السوري المدني الحر” والمشاركين في “المؤتمر السوري الأميركي من أجل الديمقراطية”، تبرز الأسماء التالية:
مرهف إبراهيم: يشغل منصب رئيس “رابطة العلويين في الولايات المتحدة”، وهو طبيب ينحدر من محافظة حمص، يعرف عنه ارتباطه الوثيق بنظام الأسد ومؤسساته، بما في ذلك “مؤسسة العرين الإنسانية”، ويرتبط اسمه بإجراء عمليات جراحية لمصابي وجرحى جيش نظام الأسد، بتمويل من “مؤسسة العرين”، الخاضعة للعقوبات.
عيسى سلامة: ويعتبر الذراع التنفيذي للرابطة في واشنطن، وهو من وقّع على المراسلات الرسمية باسمها الموجهة إلى الكونغرس الأميركي، ويُعرف بكونه قريباً للعميد أديب سلامة، أحد أبرز قادة المخابرات الجوية في عهد النظام السابق، والمعروف “سفاح حلب”.
سارة حيدر: زوجة عيسى سلامة وإحدى الشخصيات الفاعلة في نشاطات الرابطة، تنتمي إلى عائلة أمنية، وظهرت في عدة صور تمثّل الرابطة خلال لقاءات ومؤتمرات، وتعد أحد الوجوه الساعين لترويج خطاب “العلويين المضطهدين” في الأوساط السياسية الأميريكية.
عزيز وهبي: أحد أبرز وجوه “التيار السوري المدني الحر”، شارك في عدة فعاليات مشتركة مع الرابطة، ودعا بشكل علني إلى تقسيم سوريا إلى أقاليم طائفية، وظهر في صور إلى جانب سفير نظام الأسد في روسيا، بشار الجعفري، وشارك بعدة تظاهرات وتجمعات مؤيدة للأسد في الولايات المتحدة.
عدي حسن: أحد المشاركين في الاجتماعات المشتركة بين الرابطة والتيار، وكان سابقاً جزءاً من مجموعات “الشبيحة”، قبل أن يعيد تقديم نفسه كناشط مدني، وتربطه صلات مباشرة بمسؤولين رفيعي المستوى في النظام المخلوع.
إعادة تدوير أدوات الأسد
تؤكد مصادر موقع “تلفزيون سوريا” أن هذه المبادرات تأتي في سياق مشاريع دولية تهدف إلى تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية وإثنية بذريعة حماية الأقليات، بدعم غير معلن من شخصيات سياسية أميركية ذات توجهات يمينية.
ويؤكد أحد المصادر أن “ما يجري هو إعادة تدوير لأدوات نظام الأسد، كاستخدام خطاب الأقليات، بهدف كسب اعتراف سياسي وربما حصة مستقبلية في أي حل دولي”.
ويشير المصدر إلى أن “ما يظهر للعلن أن هذه المجموعات تسعى لمؤتمر يروّج للديمقراطية وحقوق الأقليات في سوريا، لكن في الحقيقة يخفي في جوهره مشروعاً موجهاً لإعادة إدماج بقايا نظام الأسد الأمنية في المعادلة السياسية السورية”.
وشدد المصدر على أن “استخدام يافطة (العلويين المضطهدين) باتت أداة لترويج تقسيم سوريا، والطعن في شرعية مؤسسات الحكومة السورية، والمطالبة برفع العقوبات عن شخصيات ارتبطت عضوياً بالآلة القمعية للنظام المخلوع مع إبقاء العقوبات على سورية والضغط الدولي على الحكومة السورية مستمرا”.
#تحالف #أسدي #في #أميركا #يرفع #شعار #الديمقراطية #ويخفي #مشروعا #طائفيا #للتقسيم
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
2 comments