التقى وزير الاقتصاد السوري، الدكتور محمد نضال الشعار، اليوم الأحد، نائبَ رئيس وزراء أذربيجان، سمير شريفوف، والوفد المرافق له، لبحث سبل التعاون الثنائي في عدد من الملفات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وقالت الوكالة السورية للأنباء (سانا) إن اللقاء جرى في مبنى وزارة الاقتصاد بالعاصمة دمشق، حيث ناقش الجانبان فرص تعزيز التبادل التجاري، وتوسيع مجالات الاستثمار، وبحث آليات دعم العلاقات الاقتصادية المشتركة.

الاقتصاد السوري بين الانهيار والإصلاح

ترك النظام السوري المخلوع الاقتصاد في حالة تدهور غير مسبوقة، بعد سنوات من الفساد وسوء الإدارة. فقد انهارت الليرة، وتراجع الإنتاج في جميع القطاعات، في حين تفاقمت معدلات البطالة، وانهارت البنية التحتية للخدمات العامة. وقد أدى هذا الانهيار إلى ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي، مع اعتماد ملايين السوريين على المساعدات الخارجية للبقاء.

تواجه الحكومة السورية الجديدة تحديات جسيمة في سبيل إصلاح اقتصاد متهالك يفتقر إلى الثقة والاستثمار. وهي تعمل على إعادة هيكلة المؤسسات المالية، وضبط الإنفاق العام، ومكافحة الفساد في الأجهزة الإدارية. كما تسعى إلى استعادة عجلة الإنتاج من خلال خطط تحفيزية للقطاعين الزراعي والصناعي، رغم الصعوبات اللوجستية والمالية التي تعيق التنفيذ السريع.

اتخذت الحكومة خطوات ملموسة لتحسين الوضع الاقتصادي، من أبرزها تقديم تسهيلات ضريبية للمستثمرين، وتشجيع مشاريع إعادة الإعمار بالشراكة مع القطاع الخاص. كما بدأت بالتفاوض مع شركاء دوليين لإعادة هيكلة الديون وتحسين شروط التمويل الخارجي.

تلقى هذه الجهود دعمًا متزايدًا من دول الجوار، إذ أبدت تركيا والأردن استعدادًا لتوسيع التبادل التجاري وتأمين خطوط نقل آمنة. كما أعلنت كلٌّ من السعودية وقطر عن استعدادهما لتسديد ديون سوريا المستحقة للبنك الدولي، ما يمنح الحكومة الجديدة فرصة ثمينة لإعادة الثقة بالاقتصاد وتحسين شروط التنمية المستدامة.

شارك هذا المقال