جاري التحميل الآن

أسواق السويداء.. تفاوت في أسعار المواد وانتشار البسطات والبضائع التركية

أسواق السويداء.. تفاوت في أسعار المواد وانتشار البسطات والبضائع التركية

شهدت محافظة السويداء خلال الأشهر الماضية انخفاضاً ملحوظاً في أسعار العديد من السلع الاستهلاكية بعد سلسلة التغييرات الحاصلة في البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي وانخفاض سعر صرف الدولار، ما فتح الأبواب أمام حركة تجارية أكثر انفتاحاً مع الخارج، خصوصاً مع دخول البضائع التركية بقوة إلى الأسواق المحلية عبر المعابر الحدودية.

أسعار أقل ومعاناة مستمرة

وعلى الرغم من انخفاض الأسعار الذي منح المستهلكين في السويداء متنفساً كانوا بحاجة إليه، خصوصاً بعد سنوات طويلة من الغلاء وانهيار القدرة الشرائية؛ إلا أن شريحة من السكان، وخاصة الموظفين في القطاع العام، ما زالت تواجه صعوبات كبيرة في مواجهة تكاليف المعيشة.

 السيدة فاديا النبواني (موظفة في القطاع الحكومي) تقول لـ موقع تلفزيون سوريا إن “أسعار بعض المواد الأساسية مثل الزيت والسكر والأرز انخفضت بشكل واضح، ولكن رواتبنا التي بالكاد كانت تكفي قبل هذه التغييرات لم تعد تصرف بشكل منتظم، وبعض الدوائر تتأخر شهرياً في تسليم الرواتب، ما جعل التخفيض في الأسعار بلا أثر حقيقي بالنسبة لنا”.

أسواق السويداء شهدت انخفاضاً ملحوظاَ في أسعار السلع الاستهلاكية، إذ وصل سعر كرتونة البيض إلى 30 ألف ليرة سورية بعد أن تجاوزت 60 ألفاً قبل أشهر قليلة، بينما وصل سعر كيلو الأرز إلى 20 ألف ليرة سورية للنوع الممتاز بعد أن تجاوز 40 ألف ليرة، فضلاً عن انتشار بسطات البضائع التركية التي تقدم منتجات رخيصة وبجودة معقولة في الأسواق.

سوق

انتشار البسطات وسيطرة البضائع التركية

برزت ظاهرة انتشار البسطات في شوارع السويداء بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، هذه البسطات التي تبيع غالباً بضائع مستوردة حديثاً، التركية منها بشكل خاص، أصبحت خياراً رئيساً للمواطن الباحث عن أسعار معقولة وجودة مقبولة.

“أبو علاء” أحد أصحاب البسطات، قال في حديث لموقع تلفزيون سوريا: “نستورد البضائع التركية عبر معابر شمالي سوريا المفتوحة حديثاً ومن محافظات شمال غربي سوريا بتكاليف بسيطة ما جعل الإقبال كبيراَ لأن الأسعار أقل من المحلات، والبضاعة مرغوبة بسبب جودتها مقارنة بالمنتجات المحلية أو الإيرانية القديمة”.

ورغم الإقبال الكبير، تشكو بعض الفعاليات التجارية من التأثير السلبي لانتشار هذه البسطات، مشيرة إلى أن التجارة المنظمة في الأسواق باتت تتراجع بسبب المنافسة غير العادلة، وانعدام الرقابة على مصادر البضائع وجودتها.

ماهر الشعراني، عضو في مجلس محافظة السويداء، يقول لموقع تلفزيون سوريا: “هذه البسطات مخالفة للقانون وانتشرت في فترة غياب المؤسسات، وباتت تسبب ازدحام مروري وتشويه للمشهد العام وتلف المواد الغذائية المعروضة تحت أشعة الشمس خصوصاَ مع قدوم فصل الصيف، لذلك سيتم دراسة مشروع ينقل البسطات إلى مركز تسوق على أطراف المدينة وإلغاء ظاهرة البسطات في الشوارع”.

التغيير الاقتصادي المفاجئ يؤثر على خيارات المواطن

الانفتاح الاقتصادي المفاجئ لم يقتصر تأثيره على السوق والأسعار فقط، بل طال أيضاً المواطنين. ومع تزايد الاستيراد الحر، بدأت معايير جديدة في الاستهلاك تتشكل لدى الأهالي، الذين أصبحوا يقارنون الأسعار والنوعيات بشكل لم يكن شائعاً في سنوات الحصار الطويلة ففي السابق كان الأهالي مضطرين لشراء أي منتج مهما كانت جودته أو سعره، لأن الخيارات معدومة، أما الآن ومع تنوع المنتجات باتوا يختارون الأفضل جودة الأمر الذي يراه البعض تطوراً إيجابياً لكنه ليس كافياً طالما لا توجد فرص عمل حقيقية.

في محافظة السويداء، بين انخفاض أسعار المواد الاستهلاكية، وانتشار البسطات، وبين المعاناة الاقتصادية المستمرة لفئات واسعة من السكان، يبدو أن الطريق نحو تعافٍ اقتصادي حقيقي لا يزال طويلاً وشاقاً. وحتى ذلك الحين، سيبقى المواطن البسيط يحاول التكيف مع واقع جديد يتغير كل يوم.

سوريا

شارك هذا المقال

#أسواق #السويداء. #تفاوت #في #أسعار #المواد #وانتشار #البسطات #والبضائع #التركية

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇

قد تهمك هذه المقالات