وقصة اليوم من أجمل ما قرأت، وتحكي عن الطفل “سامي السمين والرسالات الصامتة”، وتعد خير مثال لتوجيه الطفل للطريق الصحي السليم بعيداً عن الإحساس بالتعب والمرض حتى الوصول لمرحلة السمنة، بجانب أنها تحفز الطفل لترك العادات غير الصحية التي تؤثر عليه صحياً واجتماعياً ودراسياً.
منْ يُنهي وجبته أولاً؟

سامي طفل لطيف عمره 9 سنوات، بالصف الثالث الابتدائي، يعيش في مدينة صغيرة وهادئة مع والدته الطيبة، كان من عاداته اليومية أن يلعب بعد انتهاء الحصص مع أصدقائه بالمدرسة، وبعدها يتجمعون للذهاب إلى مطاعم الوجبات السريعة القريبة، والتي تتضمن البيتزا المقرمشة، البر غر الضخم، البطاطس المقلية المقرمشة، والمشروبات الغازية الحلوة، وهناك كانوا يواصلون المرح ويتبادلون الحكايات، ومرات يتسابقون على منْ يُنهي وجبته أولاً.
لم يكن سامي وأصدقاؤه يدركون بطبيعة الحال، أن هذه الأطعمة مليئة بكميات ضخمة من الدهون، السكر، والملح، مما يجعلها ضارة بصحتهم، ومع مرور الأيام، ورغم أن زيارة هذه المطاعم لم تكن تتعدى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، إلا أن هذه العادة السيئة بدأت تؤثر ببطء على صحة سامي، وازداد وزنه بشكل ملحوظ، وأصبح يجد صعوبة في الجري أو القفز مع أصدقائه كما كان يفعل من قبل.
أسباب حب الأطفال للوجبات السريعة.. ودور الآباء حتى يتخلصوا منها
أين “البرغر”؟

دائماً ما كان سامي يسأل نفسه: لماذا أصبحت أشعر بالتعب بهذه السرعة؟، وسرعان ما كان يتجاهل الأمر ويستمر في تناول الوجبات السريعة، ولم يكن يعلم أن هذه العادات غير الصحية ستترك أثراً كبيراً على حياته لاحقاً؛ حيث بدأت تظهر عليه علامات التعب، والكسل الواضح مع كل خطوة يخطوها.
وبمرور الوقت تزايد وزن سامي بشكل مقلق؛ ملابسه لم تعد تناسبه، وكان يشعر بالإحراج عند شراء ملابس أكبر حجماً، حاولت والدته الحنونة مراراً وتكراراً إقناعه بتغيير عاداته الغذائية، لكنها لم تجد استجابة، وذات مساء وضعت له والدته طبقاً مليئاً بالخضروات الطازجة وقالت له برفق: جرب هذه السلطة اللذيذة يا سامي، لكنه نظر إليها بتجهم وأجاب: لا أستطيع، لا أريدها، أين البرغر؟
الرسالات الصامتة

كان سامي يجد متعة لا تُقاوم في تناول الوجبات السريعة مع أصدقائه، فمعها يمرح ويضحك ويسعد بتناول وجبته المفضلة، ورغم الرسالات الصامتة التي كان يرسلها له جسده؛ من تعب يتكرر وضيق بالتنفس، ومحاولات والدته التي لا تكف من إعداد أطعمة صحية بألوان جذابة، وتقديم الساندويتشات الملونة، إلا أنها كانت تعود لترى الطبق كما تركته، دون أن تمسه يد سامي.
وحدث أنه في يوم مشمس وجميل، قرر أصدقاء سامي تنظيم مباراة كرة قدم في الحديقة الكبيرة، وعند اختيار الفرق، لاحظ سامي تردد البعض في ضمه لفريقه، لكنه أصر بحماس وقال: أعدكم أني سأبذل كل جهدي! ابتسم الأصدقاء ووافقوا، فشعر سامي بسعادة غامرة وأراد أن يثبت للجميع أنه لا يزال قوياً وسريعاً كما كان، وما إن حصل على أول فرصة لركل الكرة، ركض بحماس، ولكن خطواته كانت ثقيلة فسقط أرضاً بطريقة مؤلمة.
ووسط المشاهدين صاح أحد الأطفال بمرح وصوت عالٍ: سامي سقط مثل البالون! وسمعها سامي وشعر بالإحراج الشديد، ووقف بصعوبة بينما امتلأت عيناه بالدموع، لكنه تظاهر بالشجاعة وقال: لا بأس، سأكمل اللعب.
كانت هذه اللحظة أشبه بجرس إنذار مدوٍ في حياة سامي؛ حيث أدرك بوضوح أنه بحاجة ماسة إلى تغيير في أسلوب حياته؛ ليستعيد نشاطه ويستمتع باللعب مع أصدقائه من جديد.
نشاط وطاقة تتجدد

لم يجد سامي سوى والدته الحنون- التي لم تفقد الأمل- لتساعده في رحلة التغيير، فعادت ُتحضّر له وجبات صحية ملونة، أطباق من الفواكه المنعشة، شرائح الخضار المقرمشة مع صلصات خفيفة، تأفف سامي في البداية، وكان يسأل أين البرغر؟ هذا ليس لذيذاً!، ولا يجد جواباً سوى ابتسامة والدته الحنونة التي كانت تشجعه وتقول: جرب، وسترى كم ستشعر بالقوة؟
مع مرور الأيام، زادت طاقة سامي وبدأ يشعر بتحسن تدريجي في نشاطه، لاحظ أن ملابسه بدأت تتسع عليه قليلاً، وأصبح يستطيع الجري لمسافات قصيرة دون أن يلهث بشدة، وبعد عدة أسابيع، فقد سامي بعض الوزن، وبدأ نشاطه يتجدد.
والجميل أن جهود والدته لم تقتصر على الطعام فقط، بل شجعته أيضاً على ممارسة الرياضة يومياً، وكانت ترافقه إلى حديقة المنزل لممارسة المشي، وأحياناً كانا يتسابقان وهما يبتسمان.
عودة للعب الكرة

كما قامت بتسجيله في نادٍ رياضي للأطفال، حيث مارس السباحة الممتعة وركوب الدراجات مع أصدقاء جدد، وعندما شعر سامي بالتحسن الكبير في صحته ونشاطه، وأصبح أكثر قدرة على المشاركة في الأنشطة المدرسية والرياضية بكل حيوية، بدأ أيضاً يلاحظ تحسن قدرته على التركيز أثناء الدراسة، مما جعله يشعر بالفخر والإنجاز.
لم يقتصر التغيير المذهل على سامي وحده، بل تمكن أيضاً من تحفيز أصدقائه بشكل رائع، خاصة بعدما لاحظوا كيف أصبح أكثر خفة ونشاطاً، مما جعلهم يشعرون بالفضول لتجربة أسلوب حياته الجديد، الذي يعتمد على الخضروات والفواكه بدل الوجبة السريعة.
وفعلاً بدأ الأصدقاء يقلدونه تدريجياً، وأصبحوا يجلبون معهم وجبات خفيفة صحية إلى المدرسة، مثل شرائح التفاح والعصائر الطبيعية، ولاحظ الجميع أنهم أصبحوا أكثر حيوية أثناء اللعب، وأكثر قدرة على التركيز خلال الحصص الدراسية، بل واستطاعوا لعب مباراة كاملة دون أن يشعروا بالتعب، وكان معلمهم يثني عليهم.
استبدلوا الوجبات السريعة بالسلطات الطازجة والسندوتشات الصحية، وأصبح سامي يشعر بالفخر الشديد من أجلهم، والفخر بذاته أيضاً؛ لأنه تمكن من تغيير حياته وحياة أصدقائه، مما جعله مثالاً يحتذى به داخل المدرسة والمجتمع الرياضي بالنادي بأكمله.
وفي الفصل الدراسي التالي، تحقق حلم سامي عندما تم اختياره ليلعب ضمن فريق كرة القدم المدرسي الأساسي،الذي يواجه فرق المنطقة كلها، ووقف أمام زملائه مثالاً في الإصرار والعزيمة وهو يرتدي الزى الرياضي الجديد، وعيناه تلمعان بالسعادة.
اليوم أصبح سامي نموذجاً يحتذى به بين أصدقائه وأفراد مجتمعه، وبات قادراً على الركض بسرعة والمراوغة بخفة بالملعب، مما جعله يحقق أهدافاً رائعة أثناء المباريات، لقد أدرك سامي أن التغيير البسيط في عاداته الغذائية أحدث فرقاً هائلاً في حياته، وجعله يعيش حياة صحية ونشيطة وسعيدة.
العبرة من القصة:
- التوازن الصحي في الشراب وتناول الطعام أمر صحي لكل إنسان، وخاصة الأطفال الذين يبنون عضلاتهم.
- الوجبات السريعة قد تكون شهية ولذيذة الطعم، لكنها فارغة من العناصر الغذائية الصحية.
- تناول الطعام والاهتمام بمكوناته، من العادات الصحية التي يجب اعتياد الطفل عليها منذ الصغر.
- الطفل السمين لا يعني الصحة الزائدة، والطفل الصحي هو صاحب عضلات الجسم القوية.
سؤال ينتظر الجواب
- هل سامي طفل اجتماعي؟
- ما الخطأ الكبير الذي كان يفعله سامي؟
- كم مرة تتناول وجبة سريعة في الأسبوع؟
- ممَّ تُبنى عضلات جسم الإنسان؟
- ما الفرق بين وجبة المنزل والوجبة السريعة؟
- ما هي الرسالات الصامتة التي كان يرسلها جسم سامي؟
#قصة #سامي #السمين #والرسائل #الصامتة #من #عمر #سنوات
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل َ
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.