جاري التحميل الآن

“هذا الرجل ذلني”… محضر اللقاء الأخير كما دونه فاروق الشرع

“هذا الرجل ذلني”… محضر اللقاء الأخير كما دونه فاروق الشرع

“هذا الرجل ذلني”… محضر اللقاء الأخير كما دونه فاروق الشرع

نشرت صحيفة “العربي الجديد” محضر اللقاء الأخير بين رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، ورئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، في آب 2004 في دمشق، والذي تمحور حول رغبة الأسد في التمديد لإيميل لحود رئيساً للجمهورية اللبنانية، ومعارضة أبداها الحريري.

ويأتي نشر نص محضر اللقاء كجزء من مذكرات نائب الرئيس ووزير الخارجية السوري الأسبق، فاروق الشرع، والذي جاء في ملحق ضمن كتابه الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات.

وفيما يلي نص محضر اللقاء الأخير بين الأسد والحريري كما ورد من المصدر:

rafik-hariri-explosion1.jpg

الأسد: معناه ما نمت هنا؟

الحريري: لا والله. البارحة خبّروني. أنا أخدت إجازة وعلى أساس رايح يوم السبت ورحت يوم الجمعة وزرت الأمير سلطان لأنه عمل عملية.

الأسد: الآن وضعه كويس؟

الحريري: الآن وضعه مليح.

الأسد: كيف كان لقاؤك مع البطرك.

الحريري: البطرك ردّد الكلام الذي حكاه. وكان قد عمل مقابلة من قبل وطلعت البارحة في جريدة “النهار”.

الأسد: وشو حاكي فيها؟

الحريري: نفس الكلام تقريباً بمعنى يا أخي نحن على الأقل بدنا نجيب رئيسنا وبدنا نجيب وزيرنا وبدنا كذا وبدنا كذا. وهو منزعج لأن طالع كلام من عند الرئيس (لحود)، أو من حواليه، مش من الرئيس بالذات، بأن البطرك موافق على التمديد له.

الأسد: لكن كأنه أعطى كلاماً جيداً للحود عندما التقى معه في الديمان.

الحريري: لا.

الأسد: لماذا عَزَمَه إذاً.

الحريري: لم يعزمه. هو الذي طلب. كان فيه عندهم مناسبة تسمية غابة شجر على اسم البطرك صفير. فهي عندهم تقليد يسمون غابة على اسم كل بطرك. وكانوا بصدد هذه المناسبة وعلم لحود بذلك فقال للبطرك: راح إجي وأحضر. قال له البطرك، هذه قصة بسيطة وكذا. قال لحود: لا، بدّي إجي. وطلع وحضر.

الأسد: في الديمان؟

الحريري: نعم، في الديمان.

الأسد: الغابة في الديمان؟

الحريري: الغابة في الديمان. وهي منطقة مسيحية. وعندما وقع عليهم الاضطهاد من قبل الأتراك هربوا إلى مكان اسمه وادي قنّوبين من الصعب الوصول إليه.

الأسد: وأول شيء كانوا حلبيين، جاؤوا من حلب. الموارنة أصلهم حلبيون.

الحريري: نعم ما بعرف إذا كنت تعرف هذه القصة: الله يرحمه والدك مرة كان عندو كميل شمعون فقال له الوالد مازحاً: بمعنى شو بكم بتضلوا تحكوا! مار مارون أصله من عندنا من سوريا! فقال له شمعون: أي وأنتم من تلك الأيام عمتدخلوا بشؤوننا!

(ضحك مشترك)

الأسد: لا، قصدي أيام شمعون وليس أيام مار مارون. فشمعون حكى هذا الكلام في أول الحرب.

الحريري: شمعون وقتها لم يكن رئيساً للجمهورية.

الأسد: نعم، أعرف هذا الكلام كان في 1976 أو 1977.

الحريري: نعم.

الأسد: وكانت علاقتهم جيدة معنا وقتها.

الحريري: هيك وهيك.

الأسد: هَهْ، معناها كانت بدأت تخرب يعني بعد دخول القوات السورية وليس قبل.

الحريري: نعم، بعد دخول القوات السورية.

الأسد: أنا ظننت أنه كان يحكي عن التدخل في الشؤون اللبنانية في الستينيات وما قبل.

الحريري: هو قالها كنكتة. عندما قال له الوالد إن مار مارون من عندنا من سوريا، قال شمعون: أوف من هديك الأيام عمتدخلوا بشؤوننا.

(ضحك مشترك)

الأسد: وليد إلى أين رايح؟

الحريري: وليد، وأنا حكيت مع أبو عبدو، إنه حكى كلاماً وإنه مرتبط هنا وهنا وهنا. وليد، تعرف، منطقته منطقة مختلطة فيها دروز ومسيحية وفيها مجموعة إشكاليات وأنا بودّي أن يسمع مني في هذه المسألة. منطقته منطقة مسيحيين مختلطة. وبهالقانون الانتخابي يعني إن المسيحيين رجعوا وصاروا موجودين.

الأسد: في الجبل بشكل عام أم في قضاء وليد؟

الحريري: في الجبل. في الجبل وإذا بقي الجبل دائرة واحدة كارثة. وإذا تقسّم إلى أقضية، كما الوجود المسيحي فيه بيعود مثل أيام كميل وكمال: كمال بيّو، وكميل يعني شمعون! الدروز قبائل.

الأسد: يعني غير القبيلتين الأرسلانية والجنبلاطية؟

الحريري: أي. في الأخير يعني عقلهم مثل عقل قبائل البدو! والبدوي إذا أدخلته إلى غرفة يمكنك أن تعمل فيه اللي بدّك إياه، ولكن بدّك تلبسه العباية وتحترمه قدّام جماعته فيمشي الحال. أما أن تلبسه الطاقية بينك وبينه وبتبهدله قدام جماعته فيجنّ. وهذه العقلية موجودة عند الدروز. وعملية الاتصال سواء مع لحود أو معكم أو مع كذا صايرة على “very low level”: [على مستوى منخفض جداً] وهذه الناحية عاملة له مشكلة.

الأسد: هو كان جايي لعندي!

jj.jpeg

الحريري: إي. أعرف. لكن هذا ما دخل في موضوع التمديد للحود، على ما يقول، ووليد معروف عنه أنه بيحكي شي وبيعمل شي، وهو عمبيحكي وعمبيقول، والبارحة مصرّح “للأوريان” وعامل عدة تصريحات، وجوّه كله: هو مش ماشي بعملية تعديل الدستور والتمديد للحود. لأنه يعتبر أنه لم يمش فيه في 1998 بسبب العسكرة وبسبب التدخل.

الأسد: منشان ما يجي لحود؟

الحريري: منشان ما يجي عسكري. والحقيقة الذي مشي بالتمديد لإلياس الهراوي أكثر واحد كان هو.

الأسد: إي، بس هو كان جزءاً من الدعم للحود.

الحريري: نعم، هو مشى. طبعاً هو مشي.

الأسد: ولحود قال هذا. لأن لحود كان مطروحاً أيضاً.

الحريري: نعم صحيح. والقصة هي أن لحود رجل عسكري وهذه مالها علاقة لا بالتوجه السياسي ولا بغيرو وكل هذا الكلام جماعة لحود هم الذين يحكوه. والرجل (لحود)، بدون أدنى شك، فيما يتعلق بموضوع الإدارة الداخلية للبلد أداؤه دون الوسط.

الأسد: في الحقيقة، كلكم كطبقة سياسية، بنفس المستوى. لكن ليس هذا هو الموضوع. وما راح أحكي بهذه التفاصيل فهذه هي تفاصيل لبنانية. لكن عندما يطلع القرار لا يعود موضوع لحود. وفيك تاخد مثالاً: في سوريا عدّلوا الدستور من أجل شخص.

الحريري: نعم.

الأسد: وبالنتيجة صار بشار رئيساً، ولكن صار لأنه عاجب الناس وهو مش عاجبهم بالقوة. ونحن في سوريا ما عندنا شخص، وأنت تعرف هذا، مثلاً في 1998 نحن اختلفنا معك في موضوع الدولة ولكن نحن حميناك كشخص. ماهيك. وفي عام 2000 رجعت وما كان عندنا مانع. وبقينا حامينك. وبالنسبة للوضع الداخلي، أسمع من اللبنانيين شكاوى بحق لحود، ولكننا نحن لا نعيش في الوضع الداخلي وحده نحن بالنسبة لنا، أنت شايف وضعنا وشايف الضغط الحاصل علينا. وبلا شك نحن نتعرض لضغط قاس كثيراً والقرار لم نتخذه من زمان. اتخذناه مؤخراً فقط. لكن أقول لك إننا على المستوى الاستراتيجي هو يشكل الأولوية رقم واحد من بين همومنا. بلا شك إذا جاء لحود سيُفرض عليه أن يمشي بشكل ثانٍ. ما عاد عندو خيار بأن يمشي على كيفه: لا بالطريق، ولا بالشكل، لكن بمجرد أن اتخذ القرار، وأنت بزمانك حاكي لي، والعلاقة بيني وبينك من 1998 إلى الآن علاقة فعلية. وأنت كل مرة كنت تجي وتحكي كلاماً، وأنا كنت أقول لك إنني لست من النوع الذي يحب أن يسمع كلاماً، أنا أريد أن أرى أفعالاً. واليوم سيكون أول احتكاك بيني وبينك حتى شوف فعلاً أين هو رفيق. لأنه بمجّرد أن طلع القرار من هنا المشكلة ما عادت مشكلة لحود. صارت مشكلة سوريا. وهذا القرار بمجرد أن نتخذه بدنا نمشي فيه سواء إذا كان فيه معركة أم لا. وهذا الكلام بلغته لوليد وقلت له إن هذا قرار سوري وبس ناخده راح نمشي فيه. وكل اللبنانيين هوّلوا: الشارع والعصيان وكذا!! قلنا لهم: ما عندنا مانع. وأقرب الناس إليه أبلغونا هذا الشيء. قلنا لهم: الآن فيه عملية فرز. الظرف الذي نحن فيه شيء والمرحلة المقبلة شيء آخر. الآن نحن في ظرف، وأنت كنت في ظروف أصعب من هيك، أنت جئت في 1998 وكانت البلد طالعة من حرب ومرت بظروف مختلفة وسوريا حمتك وستبقى تحميك. وهذا الموضوع لازم يبقى معروفاً، لازم تبقى ماشياً مع سوريا وسوريا لازم تبقى ماشية معك. وما فيك تضمن أنت سوريا إذا نحنا ما ضمنّاك. ونحن خلال الفترة الماضية كانت تجربتنا معك جيدة بكل الاتجاهات. لحود ليس مشكلة. أعرف مشكلتك مع لحود وأعرف معاناتك معه. وإذا حكيت لي عنها الآن لساعات سأقول لك إن هذا كله صحّ ولن أعارضك في شيء لكن أريد منك أن نجد حلاً. فيه أولويات وفيه صورة شاملة. ولا يمكننا أن نأخذ فقط الجزء اللبناني منها. (صمت ثم يتابع الأسد).

الوضع الفرنسي وأحكي معك بصراحة، ما راح حمّلك إياه. الوضع الفرنسي ما بدّي حمّلك إياه لأن علاقتك بشيراك عميقة. وبلا شك أداء شيراك كان سيئاً. وهو الذي حكى مع الأميركيين بشأن القرار بإخراج سوريا من لبنان. وشيراك يسعى إلى تفجير الوضع في لبنان. وسوريا لا تخرج بهذه البساطة. وإذا كان واضعاً في باله هذا الموضوع، فَفَهّمه إياه! ما لازم ينحكى في هذا الموضوع! فسوريا ضمنت الأمن في لبنان وما زالت تضمنه. ونحن ما بدنا نوصل إلى هذه المرحلة. فلا السفير الفرنسي يضيع وقته، ولا البطرك يضيع وقته. وهذه التصريحات التي طلعت وردّ الفعل على الاستشارات صارت مواجهة مع بشار. وبشار يعرف كيف يردّ. وأنا لحد الآن ما فتّ في مواجهة في لبنان. وعندما أدخل أنا في مواجهة كل سوريا تدخل في المواجهة. ما فه عندنا حل وسط. كل السوريين يدخلون وحتى دروز البلد، أعني دروز سوريا، يدخلون فيها. فهذا الموضوع أتمنى وأنا لاحظت أن الجو ما رايح هيك، نحن ماشون وفعلاً مانّا آخدين القرار، لكن شفنا أن المطلوب في موضوع هذا الاستحقاق هو معركة مع سوريا! ولم تعد القضية قضية لحود أو شيء آخر. ما عاد فيه فرصة ما عاد فيه رجعه إلى الخلف. وستكون الأمور صعبة كثيراً. أتمنى أن نمشي بالموضوع بشكل واضح. أن يمشي بموضوع التعديل الدستوري. وهذا هو ما حبيت أن أنطلق منه. وبدي أسمع منك أنت.

9b442580e18d14c76bf4148f83730c5f.gif

الحريري (متنهداً بعمق): شوف سيدي…

الأسد: أعرف أنك تضعضعت، بس بدنا نحكي. وأنت رجل سياسي وبدك تتحمل مواقف صعبة. مهيك؟!

الحريري: يعني، أنت، أولاً، أنا في 1998 خرجت من الحكم، وأنت، كما قلت، حميتني. لكن حميتني من شخص كلنا جلبناه. مش حميتني من إسرائيل. حميتني من واحد أنا دعمت مجيئه وأنا صوتت له. وأنا مشيت بتعديل الدستور من أجله. ووقتها لو رفضت أنا ما كان جاء. كنا اختلفنا وبعدين ما كان جاء إميل لحود.

الأسد: وقتها كان قرار الرئيس حافظ الأسد.

الحريري: على راسي، كان قرار الرئيس حافظ الأسد، معليش. كان قرار الرئيس الأسد لكن تشاور معنا فيه وطلبه.

الأسد: صحيح.

الحريري: وقال هذه وعدت الرجل فيها. ولحود كذب علي، كما كلمتك سابقاً ومش إنو والله، هيك وبس. قعدت أنا وإياه ثلاث جلسات. وفي الثلاث جلسات، سيادة الرئيس، استعمل كل أنواع الكذب لكي يقول لي إنني أنا وإياك يد واحدة. وفي نفس الوقت كان يشتغل ليجلب سليم الحص. ما مهمّ. هو حرّ. رئيس جمهورية جديد وبدّو واحد يفيدو. ما فيه مشكلة! وأنا لم أمشي بالتمديد لأنه هو نفسه أقنعني بحاله، أنا مشيت لأنه الرئيس قرر هيك. لكن هو حط براسه يبعد رفيق الحريري ثلاث سنوات. وهذا في رأيي لا يغيّر. أنا عندي قناعة بأنه لا يغيّر، معليش،….

الأسد: ما تغيّر فيه شي.

الحريري: سيادة الرئيس، اليوم، اليوم، البارحة، البارحة. أنا نزلت إلى جلسة رئاسة الوزراء البارحة صباحاً. هو ما قدر، أو يمكن عندو خبر بأنني أنا جايي، تلفن وطلب أن تؤجل الجلسة إلى بعد الظهر لأن هو مشغول قبل الظهر. وبدل أن يقول أنا مشغول فخلوا الرئيس الحريري يترأس الجلسة، قال إنه هو المشغول وسيترأسها بعد الظهر! هذا واحد.

ثم بيانه الترشيحي. أنا جاء لعندي أبو عبدو يوم الاثنين ولم يقل لي أبداً إن فيه قرار. إنما قال لي: سيادة الرئيس بدّو يشوفك وقال لي في واحد الشهر. قلت له: في واحد الشهر عندي عشاء لأنني عازم رئيس البنك الدولي منذ أربعة أشهر ليأتي هو وزوجته ويقعدوا عندي 3-4 أيام وما فيني غيّر الموعد الآن. فقال: طيب، إذاً في 4 أو 5 الشهر. وقال إنو ما فيه قرار وإنما بدنا نفتح الخيارات، وإنّو هدا بيتغيّر وكذا. وكان هذا الكلام يوم الاثنين. يوم الثلاثاء أعلن ترشيحه. وشو عمل ترشيحه؟! نَشَر عرضنا!! كتاب! كتاب!

الأسد: هو الحق عليه هو حمّل حاله المسؤولية. أنا طلبت البيان.

الحريري: شفت شو قال!

الأسد: شو قال، قال إننا نتحمل كلنا المسؤولية.

الحريري: قال إننا نتحمل كلنا مسؤولية تعثر الوضع الداخلي، ولكن…..

الأسد (مقاطعاً): يعني هلق أنت ونبيه لا تتحملان مسؤولية أبداً؟! (ضاحكاً) يعني كمان هذا ما مقبول أن تقول له: كله أنت. ماله أغلاط؟ لذا غلاط!

الحريري: أولاً، أولاً، نبيه شيء وأنا شيء.

الأسد: أكيد، لكن أنتم الثلاثة…

الحريري: نبيه رئيس مجلس نيابي وعنده صلاحيات وعنده فريق شغل. وأنا رئيس مجلس وزراء عندي كاركتير وعندي فريق شغل وأنا تقريباً مجمّع….

الأسد (مقاطعاً): أنتم كل واحد منكم في دولة أو كل واحد منكم في وطن؟!!

الحريري: لا.

الأسد: كلكم مسؤولون مسؤولية واحدة تجاه البلد.

الحريري: صار لنا فترة الذي يدير الدولة هو لحود.

الأسد: ليس كلياً.

الحريري: لا، كلياً كلياً. يمكن مانك بالصورة.

الأسد: لا، أنا ما بعرف التفاصيل.

1000_1.jpeg

الحريري: كلياً، كلياً، سيادة الرئيس. كلياً. ويجلب مواضيع من خارج جدول أعمال الجلسة. وما له حق بذلك. والدستور يقول إنه في حالات الضرورة القصوى يمكن لرئيس الجمهورية أن يطرح موضوعاً من خارج جدول الأعمال. مثلاً منذ أسبوع. جلب موضوعاً يتعلق بفؤاد مخزومي أنا رفضت وضعه على جدول الأعمال.

الأسد: عندي فكرة عن الموضوع.

الحريري: عال. مقدّم طلب، يريد أن يؤسس حزباً. وطلع على التلفزيون وسبّ المفتي، سبّ المفتي على التلفزيون!!

الأسد: طيب أنا بدي أسألك سؤالاً. ما هي العلاقة بين مسبّة المفتي وتأسيس حزب؟! ما له علاقة.

الحريري: لا، له علاقة.

الأسد: ما هي العلاقة؟

الحريري: فيه علاقة.

الأسد: صح. الناس إذا زعلانين منه منشان المفتي. يعني، بدي أسألك: منطق الدولة يختلف عن منطق الطائفة.

الحريري: أنا رئيس الحكومة، شو طلبت؟

الأسد: التأجيل.

الحريري: قلت خلينا نؤجله شوية حتى تهدأ هذه الأمور. أبداً. أبداً إلاّ بدّو يجيبه وجابه من خارج الجدول. وما له حق. وما له حق.

الأسد: طيب، أنت تصرفت بمنطق أن الناس زعلت، السنّة زعلوا. هو طلبه منطقي حسب القانون.

الحريري: يعني هذا مفتي، مفتي شو بدّك فيه.

الأسد: أعرف، أعرف. لكن أنت عمتحكي بمنطق الشارع، وهو عميحكي بمنطق الدستور أو القانون. إذا كان رئيس الدولة عميحكي بمنطق القانون فحقه. وصار فيه مسبّة بينه وبين المفتي فيحاسب عليها حسب القانون. حاسبوه حسب القانون. لكن أنت وجهة نظرك صح وهو أيضاً وجهة نظره صح.

الحريري: لكنه ما بعت الطلب، ما فيه ورقة على الطاولة!

الأسد: على كل حال، أنا أعرف تفاصيل هذا الموضوع.

الحريري: أنا فقط عمبعطيك إياه كَمَثل. هذه الجمعة، في جدول أعمال جلسة هذه الجمعة بدو ينبحث.

الأسد: طيب، وبيان المفتي (قباني) والمفتي قبلان شو موضوعه. هل طلعا من تلقاء ذاتهم أم ماذا؟! خلينا نحكي بالواقع! هكذا هو الحال في لبنان. هيك بدهم اللبنانيين!

الحريري: صحيح.

الأسد (ضاحكاً): وأنت نفسك عندك إعلام وتسوّق الفكرة التي تعجبك.

الحريري: المشكلة جاءت من قبلان والبيان كله انعمل منشان ما يحصل في المتن.

الأسد: وهذا أسوأ. معناه ينتقلون من هذا الموضوع إلى موضوع آخر.

الحريري: الذي يكتب البيانات للمفتي القباني هو محمد السمّاك الذي هو قريب لي. لكنه ملحق عند المفتي، قاعد عند المفتي. طلبوا منه فكتب البيان وأراه للاثنين (للمفتيين قباني وقبلان) فوافقا عليه وأذيع البيان.

الأسد: كم مضى على هذا البيان؟

الحريري: 3-4 أشهر.

الأسد: معناها جاء لحود وردّ عليه وفينا نعطيه تبريراً. قصدي: فيه شي من هون، وفيه شي من هون.

الحريري: وأنا لم أعترض على شيء آخر!

الأسد: أنت قلت إنه حملنا المسؤولية في بيانه. بيان يهاجمه بدّو يوقّفه!

الحريري: لكنه ما ردّ على المفتي. ولو كان ردّ على المفتي كان كويّس.

الأسد: عندك شك في أنه لو قلت للحود اقعد في بيتك ولا تحضر جلسات مجلس الوزراء بيقعد في بيته أم لا؟

الحريري: (سكت لحظة ولم يجب بشيء على هذا السؤال).

فقال الأسد: ما بتعرفها! هاي خليها، راح تعرفها في المستقبل.

الحريري: أنت كنت عمبتقول له…

الأسد (مقاطعاً): لا، أكثر من هيك. أنتم كان المطلوب منكم أن تتفقوا وتوصلوا إلى حل.

الحريري (محتداً ورافعاً صوته): بشو؟!

الأسد (بنفس اللهجة): بكل شيء! بكل شيء! لأن مجلس الوزراء مانو آخد دوره. لا أحد من الوزراء يحكي شيئاً عندكم! يا أخي، اشتغلوا كمجلس وزراء! نحن هكذا نشتغل عندنا في سوريا. وهذا عندكم في لبنان أهمّ بكثير. أما إذا كان كل واحد منكم يقوّص على الآخر عن قريب، خلينا نقول هيك! هذا هو الواقع. وبالأخير كان اللبنانيون يشتكون من الوضع كله. واللبنانيون ليسوا معه ضدك. ولا معك ضده أبداً.

المهم، الآن القضية لم تعد لحود. القضية صارت هنا. القضية قضية سوريا والقرار قرار سوريا. والصورة ليست صورة لبنانية وليست هي العلاقة بينك وبين لحود. الصورة هي بالنسبة لنا ضرورة الإصلاح في لبنان، الوضع الداخلي وموضوع العلاقة مع لبنان على الوضع الخارجي. فهذا هو الموضوع.

الحريري: موضوع لبنان الخارجي لا أعتقد أنه فيه أي إشكال سيادة الرئيس. موضوع لبنان الخارجي طول عمره واقف مع سوريا. وهذا الأمر ليس مطروحاً أبداً.

yash_walhryry.jpg

الأسد: لا، فيه هيك شي، فيه مئة طريقة لكي يخربطوا الوضع على سوريا من داخل لبنان. فيه طرق كثيرة ولا يجوز أن يبسّط الواحد الأمور بهذا الشكل. في الموضوع الخارجي، أعتقد أنك أنت أدرى به.

الآن اتخذ القرار وانتهى الموضوع ونبيه يعرف وهو جايي. الآن بلغني عن طريق رستم. فنحن بدنا نمشي، وبدنا مرحلة جديدة، وبدنا إياك تكون من ضمنها. وأنا لو كان لي وجهة نظر أخرى فيك، أنت تعرف، أنا واضح وصريح، وأنت شفتني. أتعامل مع الرؤساء العرب بطريقتي، أنا بطبعي واضح.

الحريري: بعرف.

الأسد: فلذلك، لا. نحن لنا مآخذ على كل اللبنانيين. فهم الطبقة السياسية، كل واحد منهم معبأ بالعيوب من راسه إلى رجليه. وضمن هذه المشاكل وهذا الجو المهم هو أن نمشي للمستقبل بطريقة جدية. وأنا ما عمحملك المسؤولية، ولحود يتحمل اللّي عليه. وهلّق لو نقول له: رح واقعد في البيت، بيقعد في البيت وما عنده مشكلة. ونحن لنا مآخذ على فريقه من المرّ وجرّ، من ميشيل وإلياس والبقية اللّي حوله كل هذا الوضع راح يتغير. نحن في سوريا ما فينا نمشي معكم بهذه الطريقة. وإلا سينهار لبنان كلبنان. إذا انهار لبنان ستنهار سوريا معه.

الحريري: بس هذا الشيء بدو ناس غير هالناس!

الأسد: لا. لا. أول شي أنت بدّك تتحمل مسؤولية معنا. فإذا كنت أنت على جنب معناها أي رئيس حكومة بيجي. أنت رئيس حكومة بإمكانيات خاصة. وفي هذه الحالة، بهذا التصوّر الذي عندك ما بيمشي الحال.

الحريري: شو التصوّر يعني؟!

الأسد: بتعرف بعدين، مو هلّق. كل شي بوقته. كل شي بوقته كويس. ولذلك بدنا إياك تمشي بالاتجاه الصحيح. فَخَلَصْ! وأنت عندما تقول إن القرار هنا هل هذا مجرد كلام تحكيه أم أنت مقتنع فيه؟! فأنت كنت تجي دائماً وتقول لي هذا الكلام.

الحريري: أنا أعرف أن القرار هنا وأنا مقتنع فيه، سيادة الرئيس. بس بموضوع رئيس الجمهورية أن استمر معه مش معقول لأنه خلال ست سنوات، اثنتان في المعارضة وأربع في الحكم، لغاية اليوم، لغاية البارحة، عمتطلب مني شغلة هي فوق طاقة البشر!

الأسد: إذاً، لماذا تقول إن القرار هنا؟!

الحريري: وأنا بعدي بقول لك إن القرار هنا، لأن لبنان ما ممكن ينحكم إلا بهذه الطريقة. ونحن مش عمّناقش موضوع أين هو القرار. نحن عمّناقش أن وجود إميل لحود والتمديد له هو ضرر، من وجهة نظري أنا، لسوريا وضرر للبنان كبير جداً. وعلى مستوى سقفي عمتطلب مني شغلة فوق طاقتي.

الأسد (بصوت هادئ): لا، مش فوق طاقتك، بالعكس.

الحريري: بلى، بلى!

الأسد: معناها عمترفض! هل ترفض؟!

الحريري: مش هيك الموضوع. مش هيك الموضوع. معناها عمتحطني في محلّ إما إنّو أنا…

الأسد (مقاطعاً): معناها طاقتك صغيرة!

الحريري: إي.

الأسد: ونحن كنا حاسبينها أكبر من هيك.

الحريري: لا، إي أنا طاقتي في هذا الموضوع مش قادر أتحمله.

الأسد: كويّس. إذا هذا هو قرارك.

thumbs_b_c_4287163caf6aa1be4524810e6ef76fb0.jpg

الحريري: سيادة الرئيس، أنا، يعني، ما بدّي أقعد أشكي ضعفي، أنا صار لي فترة عايش على الأدوية، وبحياتي ما أخذت أدوية!

الأسد: طيب، هلّق…

الحريري (مقاطعاً): أنا صار لي فترة عايش على الأدوية.

الأسد: يا ترى هل بدك إياني أبني قراري على هذه الكلمة؟!

الحريري: لا، لا، لا. ما بدي إياك تبني قرارك على الأدوية. أنا ما فيّي، ما فيّي! هذا الموضوع، ذلّني! لا، لا، لا، آخذ الموضوع، يعني، معليش، ما بعرف شو بدّي قول. هذا الرجل ذلّني.

الأسد: هلّق أنت بدك تناقشني حول لحود، وأنا أناقشك حول القرار السوري في موضوع أكبر، في موضوع آخر! فهل سوريا أم لحود؟!

الحريري: يعني عمبتحطني بمحل إنّو لحود وسوريا واحد!

الأسد: لا. رفيق. أنت حطيت حالك بهذا الشكل. أنت الآن قلت إن القرار عندنا. وقلت إن الرئيس بشار هو أهم شيء فيه. وهذا الكلام قلته أمامي، ولسّه ما فيه شهرين، وما فيه بيان ولا فيه شي.

الحريري (محتداً قليلاً): لا، سيادة الرئيس، أنت تعرف شو هو رأيي بلحود. وأنا قلت لك آخر مرة شو عمل فييّ الزلمي. وشو مستمر يعمل فييّ، شو مستمر يعمل فييّ!

الأسد (بهدوء): سوريا ولبنان أهم من شخصين أو من ثلاثة أشخاص. فهمت شو هي الفكرة؟ هذا هو اللّي عمناقشه أنا. بترك لك القرار لَإلَكْ. بترك لك القرار لَإلَك. وهذا الموضوع بيدك. بإيدك. أنت تحدد كيف العلاقة بيننا وبينك. وأنا ما راح أفرض عليك شيء أبداً.

الحريري: سيادة الرئيس…

الأسد (مقاطعاً): أنا أعطيتك قراري وأنت حرّ التصرف فيه، أنا أعطيتك إياه، خذه واعمل فيه، وبدّك كبّو!

الحريري: لا، ما بكبّو!

الأسد: بدّك تمشي فيه، خَلَص.

الحريري: شوف لأقول لك سيادة الرئيس…

الأسد (مقاطعاً): أنت حكيت كلاماً كثيراً أمامي وأمام رستم. فبدنا نجّرب!

الحريري: لاء. لاء.

الأسد: وهذا هو أول محكّ. أول محكّ حقيقي يا رفيق.

الحريري: لاء، لاء، سيادة الرئيس. أنا صار لي 22 سنة ما أخليت يوماً بأمر سوريا. ما أخليت يوماً. أنا أخليت؟! طيب، أنا ليش تحملت هذه السنوات؟!

الأسد: أنا الآن صار لي أربع سنوات رئيس.

الحريري: إي أربع سنوات. في هذه الأربع سنوات، سيادة الرئيس، في السنتين الأوليين أنا عدة مرات كنت بدي إجي وأستاذنك وأقول لك، أنا ما عاد قادر أحمل. واللّي خلاني ما أعمل هيك هو شغلة أساسية هي إنني أعرف أنه في لبنان، في ذلك الوقت قبل أن نعمل مؤتمر باريس-2، إذا أنا تركت معناها راح كل شيء. ولذلك تحملت شوية حتى عملنا مؤتمر باريس-2 وبعد باريس بشوية صارت قصة العراق. وأنا جئت وقلت لكم يا عمّي إذا بدكم تغيروا هذه الحكومة غيروها هلّق وجيبوا الحكومة اللّي أنتم بترتاحوا لها. عملتم حكومة على أساس أنكم ترتاحوا. لكن هذه الحكومة كانت مجّيرة لإميل لحود! مجّيرة لإميل لحود بالسرّاء والضرّاء! وكان من المفروض أن تجي هذه الحكومة من أجل أن تضمن الأمن السوري والسياسة السورية بحيث تكون أنت مرتاحاً مئة بالمئة!

09900

الأسد (محتداً قليلاً): إذا بدنا نحكي بهذا المنطق، بدنا نحكي عن الأداء الطائفي الذي صار وكنت أنت جسده. ما تخلينا نفتح كل الأوراق! خلينا هلق واضحين! أنا أعرف وضع لبنان بالتفاصيل. ما بدنا نلعب على بعضنا لعبة القط والفار! أنت تعرف ونحن نعرف. نعرف كل التفاصيل. علاقتك بالمفتي نعرفها. كل الألعاب التي صارت لاستفزاز لحود، ولتظهر أغلاطه أكثر نعرف كيف لُعِبَتْ. ونعرف كل هذه الأمور اللّي عمبتصير بينك وبينه. الموضوع الطائفي كان خطيراً. وما بدنا نحكي بهذا المنطق! وحركة (رافعاً صوته أكثر) السفير الفرنسي، أحملك إياها الآن مباشرة وأقول لك. أنت عمبتشوف شيراك بخاطرك. فأين هي هذه العلاقة؟ فأنا بدي شوف الأمور على الواقع. إذا كان بدنا نحكي بالواقع وبمصلحة سوريا ولبنان نقول: لا، ما صار شي جيد. ما صار أبداً. وشو هلْ الاتصالات بيننا وبين شيراك، هالثلاثة أربعة مبعوثين الذين بعثهم إلينا؟! هلّق فيه أداء على الواقع وأنا فيني حمَّلك مسؤوليته إذا بدي أحكي بهالمنطق. ما فيك تقول: والله أتعبني وأهانني. هنا فيه قرار دولة. ونحن لا نتعامل كأشخاص. وسوريا وضعها غير وضع ويختلف عن الوضع عندكم. أتمنى أن تفهم هذا الموضوع. الآن أعطيتك القرار. والقرار أنا أخذته وتبلغه السوريون واللبنانيون. وما فيه رجعة. بتحب تأخذه، قلت لك القرار بيدك. يعني ما بدي عالج معك هذا الموضوع. أنا عمبحكي معك كصديق في البداية، لكن عندما سأحكي كرئيس أقول لك إن فيه مئة ألف شغلة بيدي أنا. وما بدي نوصل إلى هذه المرحلة! نحن نحبك ونحترمك، وخلّ الصداقة تبقى بيننا هيك. أتمنى أن تمشي بهذا الموقف. ومصلحة سوريا ولبنان فوق كل الاعتبارات. وأتمنى أن يكون هذا الكلام واضحاً. والآن جايي لعندي نبيه وراح بلّغه مباشرة وبدنا نمشي. ونحن ماشون. ومهما تكن النتائج نحن ماشون. فأتمنى من الآن لوقتها أن تكون الأمور فعلاً جيدة وأن تكون ضمن الإطار الهادئ لكي تساعدنا حتى نصل إلى مرحلة جيدة. يعني إذا ما كان الوضع جيداً هل تتحمّله سوريا؟ لا، سوريا سيكون لها موقف ثانٍ. فأتمنى أن نمشي بالموضوع. والقرار لك أنت. ما راح آخد منك القرار الآن. القرار بيدك. بتحبّ تفكّر، بتحبّ تراجع حالك، بتحب تبلّغ أحداً، أنا أترك لك الموضوع. بس هذا هو أول محكّ بيني وبينك وأول مرة أجرّبك فيها. أول مرة أقول لك: هات لنشوف، كل شي حكيته وَرْجينا إياه! وَرْجيني نتائجه! هل يا ترى أنا أم لحود، قراري أنا أم مشاكلك مع لحود؟! وما بدّي اسمع الآن الجواب. وأنا عمقول لك روح الآن وبعدين بلِّغْ العميد رستم أو بلِّغ نبيه، ما فيه مشكلة.

الحريري: ماشي الحال.

الأسد: ونسِّق مع العميد رستم.

الحريري: مَعْ؟!

الأسد: مع العميد رستم. احكِ معه وبلغه إذا كان في شي.

الحريري: ماشي.

الأسد: طيب. أهلاً وسهلاً.

الحريري: بخاطرك!

الأسد: مع السلامة.

#هذا #الرجل #ذلني.. #محضر #اللقاء #الأخير #كما #دونه #فاروق #الشرع

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇

قد تهمك هذه المقالات