وحكاية اليوم “طفل يكتشف قيمة العلم في الغابة”، انتقتها الأم من التراث العالمي، وأضافت لها الكثير والكثير؛ لتشارك عقل طفلها صاحب المشكلة، وحتى يستطيع استيعاب مغزاها؛ وتحكي القصة عن طفل ذكي ولكنه يرفض الذهاب إلى المدرسة، وإن ذهب فهو كسول وخمول لا يتفاعل مع معلميه وزملائه!
“علي” طفل ذكي

في مكان وزمن ما كان هناك طفل صغير يُدعى علي-8 سنوات-، وكان طفلاً ذكياً جداً، يتمتع بقدرة وسرعة كبيرة على حل المشكلات بين زملائه بالمدرسة، ولكن في جانب آخر من شخصيته، كان يحب اللعب والمرح، ودائماً ما يبتكر ألعاباً جديدة، ويستمتع بوقته مع أصدقائه.
لكن الحقيقة التي كانت تؤلم والديه وأخوته؛ أن علي رغم ذكائه وشطارته لم يكن يحب المدرسة، وكان يفضل الدراسة من البيت دون الذهاب للمدرسة، ما يسمح له بقضاء وقت أطول في اللعب بدلاً من الجلوس في الفصل والاستماع إلى المعلمين.
“علي” في رحلة عائلية للغابة

ويبدو أن علي كان طفلاً مغروراً بعض الشيء بسبب ذكائه؛ كان يعتقد بأنه يمكنه الحصول على العلم وحده من دون مساعدة المعلمين، وربما كان يظن أن ذكاءه يفوق تلك الدروس التي يتلقاها بالمدرسة، وأنه قادر على حل أي مشكلة تواجهه دون الحاجة إلى الدراسة أو التعلم؛ فكان يقول لأصدقائه: “لماذا أحتاج إلى المدرسة؟ أنا ذكي بما فيه الكفاية لأحل أي مشكلة بنفسي!”، ويمكن الاعتماد على ذكائي الفطري فقط لتحقيق النجاح.
وكان أصدقاؤه يعجبون بذكائه ويعتبرونه قائدهم في اللعب والمغامرات، ولكنهم لا يقلدونه فيما يفعل ولا يؤيدونه فيما يقول، لهذا كان علي يعتقد بأن الحياة سهلة، ولم يكن يدرك أن العلم والدراسة يمكن أن يفتحا له أبواباً جديدة، ويمنحاه أدوات إضافية لمواجهة تحديات الحياة.
في أحد الأيام، قررت عائلة علي الذهاب في رحلة إلى غابة الأشجار المترامية المساحة، وبالفعل كانت الغابة مليئة بالأشجار العالية والنباتات الجميلة، وكان علي متحمساً لاكتشافها؛ حيث أخذ يتجول وحده هنا وهناك يميناً ويساراً، وكان يستمتع كذلك بمشاهدة الطيور والحيوانات الصغيرة، يركض بين الأشجار ويقفز فوق الجداول، وكان طوال الجولة يشعر بالسعادة والحرية، منشغلاً باللعب واستكشاف كل مبهر يراه لأول مرة، دون أن يلاحظ أنه يبتعد أكثر فأكثر عن عائلته.
لكن فجأة وبينما كان يتجول في الغابة، لاحظ أن السماء بدأت تتلبد بالغيوم، وبدأت الرياح تهب بقوة، فقرر أن يعود إلى عائلته بسرعة، لكنه اكتشف- بعد فوات الأوان- أنه قد فقد الأمان وابتعد كثيراً عن أهله وطريق العودة، وبدأ يشعر بالخوف والقلق لكنه لم يبكِ ولم ييأس، وبدأ يبحث عن علامات تدله على الطريق، فلم يجد شيئاً، وبإصرار-يزداد دقيقة بعد أخرى- بدأ يفكر في كيفية العودة.
“علي” يلعب ويقفز هنا وهناك

طال وقت البحث من ناحية علي، وبدأ الجوع يتسلل إليه أثناء بحثه، وما إن رأى نبتة غريبة ذات ألوان خضراء زاهية، فرح وظن أن بإمكانه تذوقها؛ ليسد بها جوعه بعض الشيء إلى حين الوصول أو العثور على أسرته، أو ربما يمكنه الاستدلال بها كعلامة على طريق العودة، هنا تذكر علي أنه درس شيئاً ما عن النباتات السامة في المدرسة، لكنه لم يركز جيداً في الدرس كالعادة، ولم يتعلم كيفية التفريق بين النباتات السامة وغيرها الآمنة، وبدأ يندم ويشعر بالخوف أكثر، فلم يقطفها، وفي تلك اللحظة أدرك أن العلم والدراسة مهمان جداً، وأنهما كانا يمكن أن يساعداه في مثل هذه المواقف.
“علي” وسط غابة الأشجار

لم تستمر المشاعر السلبية مع علي طويلاً، تركها جانباً، وقرر مواصلة البحث عن طريق للعودة إلى عائلته، وبدأ بتتبع بعض الأفكار القليلة التي كان قد درسها صدفة بإحدى مرات انتباهه القليلة، وفكر في تطبيقها حتى يصل للطريق؛ وحدث أنه أثناء تجوله بالغابة رأى مجموعة من الطيور تحلق في السماء، فتذكر على الفور أنه درس في المدرسة كيفية استخدام الطيور لتحديد الاتجاهات، فبدأ يتتبع الطيور، وأدرك أنها تتجه نحو مصدر ماء، فقرر أن يتبعها، وعندما وصل إلى النهر، شعر بالراحة لأنه وجد علامة تدله على بداية الطريق.
وبينما كان علي يسير بجانب النهر، رأى مجموعة من الحيوانات الصغيرة تشرب الماء، فتذكر- مرة ثانية- أنه درس في المدرسة الكثير عن الحيوانات وكيفية التعرف إلى آثارها، فأخذ يتتبع آثار الحيوانات، وأدرك أنها تتجه نحو منطقة مأهولة، فشعر بالسعادة لأنه بدأ يجد طريقه للعودة.
“علي” يعود إلى صوابه
بعد فترة من البحث، وجد علي طريق العودة إلى عائلته، وما إن وصل إليهم حتى شعر بالراحة والسعادة والأمان، وأخبرهم بتفاصيل ما حدث له في الغابة، وبطبيعة الحال كانت عائلته سعيدة بعودته، وأدركوا أن هذه التجربة كانت درساً مهماً لعلي، ومنذ ذلك اليوم، بدأ علي الاهتمام بالدروس والحرص على التعلم، أصبح يقرأ الكتب ويستمع إلى معلميه في المدرسة، وأدرك أن العلم هو مفتاح التميز والعيش.
وبعد انتهاء القصة، كان للوالدين حديث خاص مع بعضهما البعض، عما وراء كره علي للمدرسة وانعزاله عن الزملاء، وعن حاله ما حدث قبل الرحلة وبعد الرحلة.
ماذا تُعلمنا القصة يا أصدقائي؟
أن الإنسان يظل صغيراً مادام لا يدرك أين مصلحته وما أهمية العلم والدراسة حتى يحصل على تخصص ما.
التقليد الأعمى للغير من الصفات السيئة والسلبية، والتي تعكس ضعف شخصية الطفل، وعدم تنبهه للحقائق الثابتة في الحياة.
العلم أساس بناء الحضارات، والإنسان بدون علم ومواكبة تطور واكتشافات العصر، سيظل في مكانه لا يتقدم.
بالعلم وكثرة المعلومات يختلف إنسان عن إنسان، وبه يتقدم ويستطيع حل مشاكله الدراسية وخلافاته الاجتماعية مع أصدقائه.
ابحثوا عن العلم ولو في الصين، مقولة توارثتها الأجيال، وتعني أن يظل الإنسان يتعلم ويحصل على المزيد من العلم ولو اضطر للذهاب للصين.
أسباب تجعل الطفل يرفض المدرسة
وجود مشاكل عضوية كضعف البصر أو الصداع أو أمراض مزمنة كالقلب وسوء التغذية.
كثرة الأوامر بالمذاكرة والاجتهاد، أو كراهية الطالب لمعلمه أو زملاء المدرسة، أو المواد الدراسية.
تعلق الطفل بالأم وحبه الزائد للبيت، وقد يرجع لكثرة المشاكل الأسرية وعدم توفر الجو الصحي للمذاكرة.
وجود كثير من الملهيات عن المذاكرة، أو بسبب فوضوية الطفل وعدم تعوده التخطيط والحفاظ على الوقت وحسن استغلاله.
تأخر الطفل الدراسي أحياناً يكون نتيجة لتقصير المدرسة في متابعة مستوى الابن، أو اختيار الطرق المناسبة لتوصيل المعلومة.
التأخر في النوم والقلق، فيستيقظ الطفل مرغماً ولم ينل القسط الكافي من الراحة فيكره المدرسة؛ لأنها تسببت في إيقاظه.
يتأثر الطفل أحياناً كثيرة في كراهيته للمدرسة برفاق السوء الفاشلين، مع عدم توفر القدوة الصالحة.
طرق لعلاج المشكلة
- الحوار مع الطفل بأسلوب مناسب، وتشجيعه على تبيان سبب كراهيته للمدرسة ومحاولة بث الثقة في نفسه.
- معاقبة الطفل على الامتناع عن الذهاب للمدرسة بإيضاح أهميتها وميزاتها.
- إشباع حاجات الطفل النفسية داخل المنزل من خلال منحه الرعاية، والعطف والحب، حتى يشعر بالأمان.
- ضرورة توافق أسلوب معاملة الطفل من جانب الوالدين، ولا مانع من إخباره عن ذكرياتكما الجميلة عن المدرسة والصحبة.
- تجاهل الآباء لتمارض الابن وعدم السماح له بالغياب، وتهديده بالحرمان من المكافأة أو شراء لعبة محببة.
- اصطحبي طفلك إلى المكتبة لاختيار ما يشاء من الألوان والأقلام والدفاتر الجذابة مع قرب الموسم الدراسي.
- يُفضل أن يرافق الطفل أحد عند ذهابه إلى المدرسة وعند عودته منها، خاصة في الأيام الأولى.
- مراعاة اختيار المدرسة المناسبة من حيث المساحة والألعاب المتاحة وغرف الدراسة أيضاً، مع الحرص على انتقاء المعلمة.
- العمل على إشراك الطفل في نشاطات الصف المختلفة، ومحاولة إعطائه مهامَّ قيادية في الصف لتزداد ثقته بنفسه.
سؤال ينتظر الجواب
- ما هو الخطأ الكبير الذي يرتكبه “علي” في القصة؟
- لماذا لا يحب “علي” الذهاب للمدرسة؟
- هل عدم ذهاب “علي” للمدرسة نتيجة لعدم ذكائه؟
- إلى أين اتجهت الأسرة في رحلتها؟
- لماذا شعر “علي” بالجوع والتعب أثناء الرحلة؟
- كيف اهتدى “علي” في رحلة العودة؟
- ما تأثير رحلة الغابة على قرارات “علي”؟
- لماذا تحب مدرستك ومعلميك؟
- لمنْ ستحكي القصة بعد أن سمعتها وفهمت الغرض منها؟
#أجمل #ما #قرأت #من #قصص #التراث #العالمي #الطفل #الذي #اكتشف #قيمة #العلم #في #الغابة
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل َ
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.