الوفاء لحلب… حملة شبابية لإحياء الأمل وتعزيز الثقة بين أبناء المدينة
أعلنت مجموعة من ناشطي حلب عن إطلاق حملة شعبية تحت اسم “الوفاء لحلب”، ويأتي في مقدمة الأهداف تحسين الواقع الخدمي والنهوض بالمدينة، وأهداف أخرى من بينها، إعادة بناء الروح الإيجابية التي كانت وما زالت جزء من تاريخ حلب العريق، والعمل على تعزيز الروابط بين أبنائها، كما تسعى الحلمة إلى ترميم النسيج الاجتماعي الذي تضرر خلال السنوات الماضية، و إحياء روح التعاون بين ناشطيها، وذلك من خلال تنظيم أنشطة متنوعة، وتنظيم حملات تطوعية لإعادة تأهيل الأماكن العامة وتجميل صورة المدينة، ومن المفترض أن تعمل أيضاَ على تنظيم لقاءات حوارية لتعزيز التواصل بين مختلف الشرائح الاجتماعية.
أهداف الحملة
كشف المنسق العام للحملة، عبد العزيز مغربي، لموقع تلفزيون سوريا، أن المشاركة في الحملة متاح للجميع والباب مفتوح لمختلف المكونات الاجتماعية، وأكد مغربي أن “حلب أمانة في أعناق أهلها، فعلى كل من يستطيع ضمن الإمكانيات المتاحة لديه، أن يساهم في رأب الصدع والمشاركة في إعادة الحياة إلى حلب، ونشر روح التفاؤل بين أبنائها، والايمان بأن حلب ستعود أقوى من ذي قبل بتكاتف جميع أبنائها”.
وأشار مغربي إلى أن ” الحملة تم الإعلان عنها في 22 نيسان/أبريل، وسوف تنطلق أولى فعالياتها في 2 أيار/مايو المقبل، وينقسم المشاركون في الحملة إلى عدة فرق تطوعية، فرق تختص بتنفيذ أنشطة خدمية، كحملات النظافة وتجميل الأماكن الأثرية والتاريخية، ويرافقها حملات توعية، بالإضافة إلى فرق تختص بتنفيذ حملات رش للمبيدات الحشرية، وغيرها من الأعمال الخدمية التي تعمل على تحسين المشهد العام للمدينة وساحاتها العامة وشوارعها الرئيسية”.
وأكد مغربي بأن الحملة تجري بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية (مجلسي المحافظة والمدينة) وبالتنسيق والتشارك مع الفعاليات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وأوضح أنهم “مجرد ما أن أعلنوا حتى بدأت الأعداد الراغبة بالمشاركة في الحملة تتزايد، ومن كل أطياف حلب وفئاتها الاجتماعية، ومن الجنسين”.
“قيامة حلب”
قال مدير مديرية الإعلام بمحافظة حلب، عبد الكريم ليله، لموقع تلفزيون سوريا إن “هذه الحملة مبادرة مجتمعية تهدف لإعادة حلب لمكانتها الطبيعية، كمدينة شابة ومليئة بالطاقات البشرية التي في إمكانها النهوض بالمدينة من تحت الركام” ويرى ليله، أن “حلب تنادي أبنائها، صناعيين وتجار وسياسيين وطلبة جامعات، كل من موقعه ووفق إمكاناته يستطيع أن يضع بصمته في قيامة حلب، وانتشالها من واقع مرير فرضة نظام جائر، النظام البائد على مدى 14 عام تقريباً”.
وأوضح ليله أن الحملة تعمل على دعم مؤسسات الدولة في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، انطلاقاً من تقييم الاحتياجات الملحة للأهالي، والتي أعدها مجلس مدينة حلب بالتعاون مع المنظمات الفاعلة، لضمان تكامل الجهود التطوعية مع الخطط الرسمية للدولة، مع فتح الباب أمام المتطوعين للمشاركة في أنشطة متنوعة، مثل إعادة تأهيل المناطق المتضررة، وورشات التوعية الصحية، وورشات للتوعية العامة.
بحسب تقرير نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب في العام 2019، فأن أكثر المدن التي دمرها النظام البائد في سوريا من جراء القصف هي حلب، حيث وصل عدد المباني المدمرة فيها إلى نحو 36 ألف مبنى، تلتها الغوطة الشرقية بـ 35 ألف مبنى مدمر بريف دمشق، ففي حلب تنوع الدمار، حيث وصل عدد المباني المدمرة كلياً إلى 4773 مبنى، و14680 مبنى مدمراً بشكل بالغ، و16269 مدمراً بشكل جزئي، ليبلغ مجموع المباني المتضررة 35722، كما انخفض عدد السكان، وفقاً للبحث من 2.5 مليون نسمة قبل عام 2011 إلى 1.6 مليون خلال فترة نشر البحث.
يقول ليله “حجم الدمار الكبير الذي حل بحلب فرض واقعاً أليماً على المدينة، وليس الخراب في العمران وحده ما يؤخر عمليات الإنعاش، الدمار لحق بكل قطاعات العمل، وكل القطاعات الخدمية والحياتية، لذا كان لزاماً على أهالي هذه المدينة العريقة أن يتكاتفوا ويكونوا شركاء للدولة الجديدة في عمليات البناء والترميم، والتي من المفترض أن تستهدف العمران والعلاقات الاجتماعية والاقتصاد وغيره، واليوم حملة الوفاء لحلب، ولاحقاً ربما حملات أخرى متتابعة للمحافظة على الروح الإيجابية، والتأكيد على أن حلب لا بد لها أن تتعافى”.
مؤتمر لجمع التبرعات
كشف عضو الفريق الإعلامي في حملة “الوفاء لحلب” أحمد حلاق، لموقع تلفزيون سوريا، أنهم ما أن أعلنوا عن الحملة حتى وصل عدد المتطوعين من جميع الفئات العمرية والاختصاصات إلى 700 متطوع، والعدد قابل للزيادة، ولفت حلاق إلى أن الادارة عملت على تقسيم الحملة لمراحل، يقول “بدأنا بمرحلة الإعلان والتنسيق والمرحلة القادمة هي تنظيم مؤتمر رسمي سيضم الشركاء والرعاة من الفعاليات المدنية والإنسانية والرسمية، والمرحلة الثالثة هي البدء في الأنشطة وستكون في يوم 2 أيار/مايو القادم”.
وأضاف حلاق “تتضمن الحملة الأنشطة التالية، تنظيف الطرقات والمرافق العامة من الحدائق والمدارس، وإنارة الطرقات والشوارع الفرعية في الأحياء، وإزالة الاتربة والمخلفات، وتنظيم جلسات تطوير وتدريب، وتنظيم جلسات حوارية مجتمعية لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات وكسر الحواجز بين الأهالي، وكذلك تنظيم ندوات دعم التماسك المجتمعي والسلم الاهلي والعديد من الأنشطة التي سنعلن عنها لاحقا خلال المؤتمر”.
يصف حلاق الحملة، بأنها “حملة أهلية شعبية تطوعية تعتمد على الجهود الشخصية ومشاركة المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني التي ستعلن عن تبرعاتها ضمن المؤتمر لضمان الشفافية” أي الحملة ستحصل على تبرعات مالية قد تمكنها من إحداث فرق، وقد تستمر لفترة جيدة وتحقق إنجازات مهمة في حال كانت التبرعات ضخمة.
وحول إمكانية تعميم التجربة على باقي المدن السورية المتضررة، قال حلاق “نأمل جدا أن تتوسع الحملة لتشمل كامل الأراضي السورية، العديد من ثوار وناشطين مدينة حلب على أتم الاستعداد للعمل على كامل الأراضي السورية لتحسين الظروف الخدمية والمعيشية للمواطن السوري، والمساعدة في نهوض سوريا”
استطلع موقع تلفزيون سوريا آراء الناس وانطباعاتهم عن الحملة المعلن عنها، الشريحة الأكبر من الذين التقاهم كانوا متحمسين للحملة، ويتوقعون نتائج مبهرة، وإحداث فرق كبير في واقع المدينة، ويرى منذر عتقي (ناشط من حلب) أنه “من المهم أن ترمم الحملة جسور من الثقة بين الأهالي العائدين والمقيمين في المدينة حتى نكون قادرين على صناعة مجتمع فعال ومؤثر، وأن توصل رسالة للمجتمع المحلي بأنه لا بد من تضافر الجهود، الأهالي والدولة يداً بيد لإعادة إحياء المدينة”.
شارك هذا المقال
#الوفاء #لحلب.. #حملة #شبابية #لإحياء #الأمل #وتعزيز #الثقة #بين #أبناء #المدينة
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.