مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مشروع تطوير المساجد التاريخية، تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية ومجمع الملك سلمان للغة العربية، هي بعض المبادرات النوعية التي تندرج تحت الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في خطوة تهدف إلى صون الموروث وتعزيز الوعي الثقافي، خاصة مع ما تشهده من تحوّل ثقافي نوعي يعكس عمق إرثها الحضاري وتطلعاتها المستقبلية، وذلك في إطار رؤية السعودية 2030 التي جعلت من الثقافة ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية والتنمية الشاملة، وهذا ما دفعها لدعم نمو المواهب من خلال برامج الابتعاث الثقافي، وتمكين المثقفين، وإنشاء 11 هيئة تغطي مختلف التخصصات الإبداعية. وقد أثمرت هذه الجهود عن إنجازات بارزة، منها تسجيل 8 مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتوثيق عناصر تراثية غير مادية، واكتشافات أثرية مهمة، إلى جانب مشاركة أول فيلم سعودي في مهرجان كان السينمائي.
هذا التقدّم الثقافي المتسارع يعكس طموح المملكة في أن تكون مركزاً عالمياً مؤثراً في مجالات الثقافة والفنون والآثار.
كيف تطور المشهد الثقافي في المملكة بعد إطلاق رؤية 2030؟

كثيرة هي المحطات والمشاريع الثقافية التي تم تأسيسها وتطويرها بمجرد الإعلان عن إطلاق رؤية 2030 وفي الأسفل ندرج لك أبرزها:
عام 2018
- تأسيس وزارة الثقافة.
- إطلاق مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية.
عام 2019
- الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
- إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي.
- إطلاق برنامج الرياض آرت.
- إطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
عام 2020
- إطلاق مبادرة الأعوام الثقافية التي تتضمن تسمية كل عام بعنصر ثقافي.
- استحداث 11 هيئة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة.
- إنشاء مؤسسة بينالي الدرعية المعنية بالفنون المعاصرة.
- إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.
- إطلاق مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية التي تمنح للمواطنين والمؤسسات السعودية.
- موافقة مجلس الوزراء على إدراج أكثر من 80 مهنة ثقافية ضمن التصنيف السعودي الموحد للمهن.
عام 2021
- إطلاق استراتيجية تطوير قطاع المسرح والفنون الأدائية.
- إطلاق استراتيجية تطوير القطاع الموسيقي.
- إطلاق برنامج طروق السعودية لرصد وتدوين وتوثيق الفنون التراثية.
- تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية.
- إطلاق مبادرة الشريك الأدبي التي تستهدف إقامة أنشطة ثقافية في المقاهي.
- افتتاح حي جاكس الثقافي الفني.
- إنشاء صندوق التنمية الثقافي.
- إقامة النسخة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر.
عام 2022
- إطلاق برنامج تمويل قطاع الأفلام.
- بدء عمل المركز السعودي للموسيقى.
- إصدار دليل توثيق التراث الثقافي وأرشفته الرقمية.
عام 2023
- تأسيس جمعية مهنية للموسيقى في الرياض تحت مظلة استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي.
- إطلاق مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي.
عام 2024
- وصول عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي السعودية المسجلة في اليونسكو إلى 16 عنصراً بتسجيل آلة السمسمية.
- تحقيق مستهدف عدد المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو قبل موعده في عام 2030 بوصولها إلى 8 مواقع.
تابعي المزيد: السعودية تدشن جناحها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025
إنجاز ثقافي مبكر: 8 مواقع عالمية مسجلة في اليونسكو

في مثل هذا اليوم من عام 2016، تم الإعلان عن رؤية 2030، ولأن المملكة العربية السعودية تسابق الوقت بكل ما للكلمة من معنى، فقد تم تحقيق الكثير من الإنجازات قبل أن نصل إلى العام الموعود، ومنها تسجيل 8 مواقع سعودية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، 4 منها سُجلت قبل 2016، إضافة إلى 16 عنصراً ثقافياً غير مادي تم تسجيله في اليونسكو منذ العام 2011، وفي الأسفل ندرج القائمتين بالتفصيل:
8 مواقع سعودية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي:
عام 2008
- الحِجْر بمدائن صالح.
عام 2010
- حي الطريف بالدرعية.
عام 2014
- جدة التاريخية.
عام 2015
- الفنون الصخرية بجُبة والشويمس بحائل.
عام 2018
عام 2021
- منطقة حِمى بنجران.
عام 2023
- محمية عروق بني معارض بالربع الخالي.
عام 2024
- منطقة الفاو الأثرية بوادي الدواسر.
16عنصراً ثقافياً مُسجّلاً في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي:
عام 2011
عام 2015
- العرضة النجدية.
- القهوة العربية.
- المجلس.
عام 2016
عام 2017
عام 2019
عام 2020
عام 2021
عام 2022
- البن الخولاني السعودي.
- حداء الإبل.
عام 2023
- الهريس.
- النقش على المعادن.
عام 2024
- الورد الطائفي.
- الحناء.
- آلة السمسمية.
لا تقتصر المواقع الأثرية والعناصر الثقافية السعودية على المُسجل منها في اليونسكو فقط، فهنالك الكثير منها ما يعبق بالحضارة والتاريخ كقرية النطاة الأثرية من العصر البرونزي والتي تقع في واحة خيبر الخلابة بمحافظة العلا، كشفت عنها أعمال التنقيب مؤخراً بمشاركة أكثر من 100 عالم آثار من مختلف دول العالم، ضمن جهود المملكة لتوثيق تاريخها العميق وإبراز كنوزها الحضارية، ويُقدّر تاريخها ما بين 2400 و2000 قبل الميلاد، وصولاً إلى 1500 و1300 قبل الميلاد، تضم القرية أكثر من 500 ساكن آنذاك، وتنتشر على مساحة 2.6 هكتار، محاطة بسور حجري ضخم يبلغ طوله 15 كيلومتراً، كان يشكّل خط الدفاع الأول لسكانها، وقد وُجدت بقايا القرية مدفونة تحت أكوام كثيفة من صخور البازلت البركاني، التي حافظت على ملامحها لآلاف السنين، يأتي هذا الاكتشاف كجزء من سلسلة مشاريع أثرية طموحة تُنفّذ في العلا وخيبر.
وعندما يأتي الأمر إلى الاهتمام بالمهشد الثقافي السعودي، فسوف نرى استثماراً واسعاً لهذه المعالم في جميع المجالات ما يضيء على أهميتها وجمالها، فمثلاً احتضنت العلا موقع تصوير الفيلم السعودي نورة ضمن جهود جبارة لتمكين صنّاع الأفلام السعوديين، فهذا الفيلم الذي وصل إلى مهرجان كان السينمائي الدولي 77 بتغطية حصرية من موقع منتوف في عدد يونيو 2024، حصل على دعم لامحدود من قبل: مبادرة “ضوء” لدعم الأفلام، برنامج جودة الحياة، فيلم العلا، مهرجان البحر الأحمر السينمائي وجيل 2030.
امتد تأثير القطاع الثقافي ليشمل المجال الأكاديمي، حيث تم إدخال تخصص الفنون ضمن المسارات التعليمية، وتُوّج ذلك بتدشين أول كلية متخصصة في الفنون في المملكة، في جامعة الملك سعود، في خطوة نوعية لتعزيز التخصصات الإبداعية في التعليم العالي، وفتح آفاق جديدة للمواهب الفنية الوطنية، وبالتوازي مع ذلك، برز اهتمام واضح بالحفاظ على الهوية التراثية والعمرانية، حيث اكتملت أعمال تدعيم وترميم 56 مبنى من مباني جدة التاريخية، بأسلوب يحافظ على طابعها الأصيل، ويُسهم في صون الإرث المعماري العريق للمنطقة.
اللغة العربية لا تشبه غيرها في المملكة.. بين التراث والتقنية

شهدت اللغة العربية خلال السنوات الأخيرة تحولات نوعية، عكست رؤية متجددة تعزّز مكانتها محلياً وعالمياً. هذه النهضة لم تقتصر على الحفاظ على التراث اللغوي، بل امتدت إلى تمكين الأجيال الجديدة من استخدامها بثقة، وجعلها حاضرة في المشهد المعرفي والتقني. فمن خلال مبادرات مبتكرة ومشاريع استراتيجية، تم الدمج بين الهوية الثقافية العريقة والتقنيات الحديثة، لترسيخ اللغة كرافد حيّ للإبداع والتواصل، في مبادرات تمثّل خطوات حقيقية وجادة نحو بناء مستقبل لغوي قوي، يعكس ثراء اللغة العربية وقدرتها على التكيّف مع العصر.
من أبرز المبادرات:
-
تعزيز اللغة على المستوى الدولي
تم إطلاق “مؤشر اللغة العربية”، وهو أداة لقياس الأداء اللغوي عبر مجموعة من المجالات الحيوية في عدد من الدول، بما يوفّر بيانات كمية ونوعية دقيقة تُسهم في فهم واقع العربية وتحسين حضورها.
-
توظيف الرقمنة لخدمة اللغة
- تم إطلاق مؤشر “بلسم”، الذي يُقيّم مدى تطوّر نماذج الذكاء الاصطناعي في المهام المتعلقة باللغة العربية.
- أُطلقت منصة “فلك” لتوسيع محتوى المدونات العربية، وأضافت أكثر من 72 مليون كلمة إلى الموارد الرقمية.
- أُطلقت منصة “سوار” المتخصصة في المعاجم، لتعزيز القطاع المعجمي بإضافة 7,227 كلمة جديدة إلى قاعدة البيانات اللغوية.
-
“زرقاء اليمامة”.. أول أوبرا سعودية
ضمن سلسلة المبادرات الثقافية البارزة، أطلقت المملكة أول أوبرا سعودية بعنوان “زرقاء اليمامة”، والتي تُعد أكبر أوبرا باللغة العربية، وتشكل محطة فنية مفصلية لإحياء القصص التراثية والتاريخية للجزيرة العربية. تميّز العمل بمشاركة مواهب وطنية مؤهلة، وأسهم في تقديم الثقافة السعودية للعالم من خلال نافذة فنية راقية.
-
علّام.. نموذج توليدي عالمي للغة العربية
تم إدراج نموذج “علّام” ضمن منصة Watsonx التابعة لشركة IBM، باعتباره واحداً من أفضل النماذج التوليدية باللغة العربية، ما يعزز الحضور التقني للمحتوى العربي في المنظمات الدولية. وتُعد مساهمة المملكة في بوابة المصطلحات الرسمية للأمم المتحدة باللغة العربية امتداداً لجهودها في دعم اللغة على الصعيد العالمي.
-
مبادرة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
استفاد 782 متعلماً ومتدرباً من حول العالم ضمن مبادرة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والعناية به في المرحلة الأولى لمركز أبجد، وذلك في 4 دول مختلفة ومن 32 جنسية.
معهد “ورث”.. جسر بين التراث والمستقبل
في قلب النهضة الثقافية السعودية، يبرز المعهد الملكي للفنون التقليدية “ورث” كمحرك رئيسي لإحياء الحرف اليدوية والفنون التراثية، ومنصة لتمكين المواهب المحلية وتقديمها للعالم بأسلوب حديث يعكس الأصالة والابتكار من خلال مبادرات وبرامج مدروسة، يعمل “ورث” على تطوير مهارات الحرفيين، وتحويل إبداعاتهم إلى منتجات تحاكي روح الموروث السعودي الغني، وتفتح أمامهم فرصاً حقيقية للتميز والانتشار محلياً ودولياً.
حصاد “ورث” بين 2023 و2024:
1,478 منتج تراثي.
90 تصميماً أصيلاً.
33 مستفيداً من الحرفيين والمبدعين.
11 نوعاً من الفنون التقليدية تم إحياؤها.
تابعي المزيد: بعد تحقيق 93% من أهدافها.. أهم منجزات رؤية السعودية 2030
#المملكة #تكتب #فصلا #جديدا #في #مسيرتها #الثقافية #ضمن #رؤية
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.