جاري التحميل الآن

القنصلية السورية في كردستان العراق

القنصلية السورية في كردستان العراق

القنصلية السورية في كردستان العراق

مغازلات في التصريحات، ولقاءات دبلوماسية متبادلة من أعلى الهرم في سوريا وإقليم كردستان العراق منذ بداية انتصار الثورة السورية وحتى الآن، مروراً باستقبال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على هامش منتدى دافوس في فبراير الفائت، وصولاً إلى اللقاء الذي جرى بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس كردستان العراق نيجيرفان بارزاني على هامش منتدى أنطاليا.

هذا عدا العلاقات والاتصالات الجارية بين قيادة الطرفين على قدم وساق خلف الكواليس، والتي تنتظر الفرصة المناسبة للإعلان عنها بشكل أوضح، ربما عبر تبادل زيارات مرتقبة بين المسؤولين في دمشق أو في أربيل، وليس على هامش أحداث في دولة ثالثة.

وفقاً لإحصائيات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بداية العام الجاري، فإن من بين أكثر من 303 آلاف سوري مقيم في العراق، يقطن أكثر من 258 ألفاً منهم في إقليم كردستان، أي أن الإقليم يحتضن 85% من السوريين في العراق، منهم أكثر 91 ألف يسكنون في إحدى عشر مخيماً خاصاً باللاجئين السوريين منذ 2011، والباقي يسكنون المناطق الحضرية، بمعنى أن قاطني مخيمات كردستان يشكلون 30% من الوجود السوري هناك، من بينهم 41% أطفال دون سن 18 عاماً. وهذه النسب تحتاج إلى اهتمام مضاعف بخصوص الذين يسكنون المخيمات، لا سيما الأطفال.

إذا كانت الأوضاع الحالية قد لا تسمح بافتتاح قنصلية سورية عامة، فإنه من الممكن العمل على إرسال تمثيل دبلوماسي بمستوى أقل (ولو مؤقتاً) كمكتب قنصلي، ومكتب تمثيلي، ومكتب تمثيلي للسفارة السورية في بغداد.

وبعيداً عن موضوع الوجود السوري في العراق، فإن الأخيرة تُعتبر الأولى عربياً في تحفظات علاقاتها مع القيادة الجديدة في سوريا، تارة بسبب التغلغل الإيراني في سياسات بغداد، وتارة أخرى بسبب التحفظات العراقية حول عدد من أبرز قيادات السلطة السورية الجديدة نظراً لخلفياتهم التنظيمة سابقاً، لكن كل هذا لا يعني عدم الخوص في إنشاء علاقات بين بلدين بينهما 605 كليومترات وأكثر من خمسة معابر بين الطرفين، فضلاً عن مسائل أمنية لها امتداد على جانبي الحدود، تستدعي تنسيقاً مباشراً على أعلى المستويات، وكل هذا ممكن أن يحصل عبر بوابة أربيل، إذا كان الحارس الإيراني على بوابة بغداد سيفرض بعض المعوقات.

إن ما سبق، يخص موضوع العلاقات بين دولتين من الناحية الدبلوماسية وحسن الجوار، لكن ثمة أمور أخرى لها امتداد ضمن حدود الطرفين، مثل الوجود الكردي على الجانبين، وهنا أقصد أقليم كردستان وتأثيره على القرار السياسي لاحدى أهم الواجهات السياسية لكرد سوريا، وهو المجلس الوطني الكردي الذي يتبع له علناً، فضلاً عن تأثير قيادة الإقليم في بعض النقاط على قيادة قوات سوريا الديمقراطية نفسها أيضاً، خاصة في الأشهر الأخيرة، بالإضافة للوجود العسكري الأميركي الذي يربط الجانبين في بعض الأمور العسكرية، وكذلك موضوع النفط والغاز ومعبر سيمالكا – فيش خابور الحدوي ومنفذ الوليد، وغيرها من النقاط الأخرى التي لها تأثير استراتيجي من النواحي السياسية والاقتصادية أيضاً.

لذلك فإن النقاط المذكورة سابقاً وغيرها، تُحتم على القيادة السورية الجديدة العمل على فتح علاقات وطيدة وعميقة مع قيادة كردستان العراق، سواء فيما يخص الإقليم بالتحديد، أو للتعاون مع العراق عبر بوابة أربيل لطالما أن هناك معوقات تظهر أمام بوابة بغداد، وتحسين هذه العلاقات يفرض على الحكومة السورية الجديدة إرسال بعثات دبلوماسية معترفة وعلنية إلى أربيل، على الأقل لتسيير أمور أكبر من ربع مليون سوري مقيم في تلك البلاد، وإذا كانت الأوضاع الحالية قد لا تسمح بافتتاح قنصلية سورية عامة، فإنه من الممكن العمل على إرسال تمثيل دبلوماسي بمستوى أقل (ولو مؤقتاً) كمكتب قنصلي، مكتب تمثيلي، مكتب تمثيلي للسفارة السورية في بغداد…إلخ.

تحسين هذه العلاقات يفرض على الحكومة السورية الجديدة إرسال بعثات دبلوماسية معترفة وعلنية إلى أربيل.

في هذا الخضم، يجدر بنا الإشارة إلى أن الدخول في علاقات مع إقليم كردستان من بوابة إقتصادية أيضاً إلى جانب الأمور الدبلوماسية والسياسية، سيكون له وقع أفضل على الجانبين وحتى على السوريين المقيمين هناك أيضاً، وهنا لا بد من ذكر الدكتور حازم الشرع الذي من الممكن أن يلعب دوراً رئيسياً فيما ذكرته في هذه السطور، فهو عدا قربه من رئيس الجمهورية كشقيق وكرئيس هيئة الاستثمار حالياً، فقد كان مقيماً لسنوات طويلة في إقليم كردستان يعمل كإداري بارز في شركات اقتصادية عالمية هامة فيها، أي أنه على دراية كافية بإقليم كردستان بالإضافة إلى مداخل ومخارج التعاون في الجانب الاقتصادي الذي هو بنفسه كان يعمل هناك في هذا المجال، ولمدة طويلة.

ختماماً نقول، وجود قنصلية سورية في أربيل، ضرورة ملحة، للسوريين الموجودين في العراق أولاً، ولتطوير الدبلوماسية السورية ثانياً، وكرأي شخصي، فإن السيد حازم الشرع قد يكون أكثر شخصية تستطيع العمل على هذا الموضوع.

شارك هذا المقال

#القنصلية #السورية #في #كردستان #العراق

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇

قد تهمك هذه المقالات