اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية القحطانية بريف القنيطرة ظهر يوم أمس الثلاثاء، ونفّذت عمليات تفتيش طالت منازل سكنية ومدرسة أثناء الدوام الرسمي للطلاب، ما أثار حالة من الذعر في أوساط المدنيين.

وأفادت مصادر محلية بأن دورية مؤلفة من سبع سيارات عسكرية دخلت القرية، ثم دهم جنود الاحتلال عدداً من المنازل وشرعوا في تفتيشها بزعم البحث عن أسلحة.

واتجهت الدورية لاحقاً نحو مدرسة القحطانية، حيث فتشت المبنى ومحيطه أثناء وجود الطلاب داخل الصفوف، ما أدى إلى حالة من الذعر والهلع في صفوف الطلاب وذويهم.

وعبّر الأهالي عن استيائهم من تكرار هذه الانتهاكات، مطالبين المجتمعين المحلي والدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ولا سيما القيود المفروضة على الفلاحين ومربي المواشي والنحالين، الذين حُرموا من الوصول إلى أراضيهم ومصادر رزقهم الأساسية، بحسب موقع “تجمع أحرار حوران”.

ووسّعت قوات الاحتلال من تحركاتها في المنطقة خلال الأيام الماضية، حيث توغلت قوة عسكرية بعد منتصف ليلة الأحد/الإثنين في قريتي الأصبح والعشة بريف القنيطرة، وأمرت السكان عبر مكبرات الصوت بعدم مغادرة منازلهم، قبل أن تنفّذ عمليات تفتيش في أحد منازل قرية العشة.

كما رُصد رتل من الآليات العسكرية الإسرائيلية يتحرك عدة مرات في الليلة نفسها، ذهاباً وإياباً بين تل أحمر الغربي ومنطقة الجولان المحتل، وسط ترجيحات من ناشطين محليين بأن التحرك مرتبط بإمدادات لوجستية إلى موقع عسكري أنشأه الاحتلال عقب سقوط النظام المخلوع في كانون الأول الماضي.

الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

تصاعدت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على سوريا بشكل كبير عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي، حيث شنّت قواته مئات الغارات على المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري بهدف تدميرها ومنع إعادة تأهيل بنيتها التحتية.

وتزامنت تلك الهجمات مع عمليات توغل برية في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث سيطرت قوات الاحتلال على المنطقة العازلة، ثم انتقلت لتنفيذ عمليات مداهمة في المناطق الحدودية.

وخلال الأيام الماضية، باتت عمليات جيش الاحتلال تأخذ منحى جديداً، إذ لم تعد تقتصر على استهداف المواقع العسكرية، بل بدأت تطول المدنيين أيضاً. ففي 17 من آذار الماضي، قُتل أربعة مدنيين بقصف على درعا، كما قُتل ستة آخرون قبل ذلك بأيام من جراء قصف على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك.

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن هذه العمليات لا تهدف إلى غزو سوريا أو السيطرة على أراضيها، وإنما تهدف إلى إزالة “التهديدات” من على حدوده الشمالية ومنع “حزب الله” من الحصول على أسلحة جديدة من إيران. ويؤكد مراقبون أن سقوط نظام الأسد غيّر الواقع على الأرض فيما يتعلق بوجود إيران وميليشياتها.

شارك هذا المقال