رفعت “الإدارة الذاتية”، الأحد، سعر المازوت والبنزين الحر بنسبة 50% في مناطق شمال شرقي سوريا وسط استياء شعبي واسع من القرار وتداعياته على الأسعار والوضع المعيشي.

وقال “شفيق سلو” اسم مستعار لمالك محطة محروقات في محافظة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن “مسؤولي المحروقات أعلموهم يوم أمس بتحديد سعر مادة المازوت والبنزين الحر بـ 55 سنتاً أميركياً بدلاً من 30 سنتاً وفق التسعيرة الرسمية السابقة”.

وأشار سلوم إلى أن السعر الجديد “يعادل 6050 ليرة سورية بالإضافة إلى عمولة الكازية 150 ليرة سورية ليصبح سعر اللتر الواحد 6200 ليرة بدلاً عن 4000 ليرة سورية.

وأوضح سلوم أن القرار ينص على أن السعر الجديد حدد وفق سعر صرف 11000 للدولار الواحد وسيتم بداية كل شهر تعديل السعر وفق تسعيرة الصرف الجديدة في مكتب النقد والمدفوعات في الإدارة الذاتية.

وأثار قرار رفع أسعار المحروقات مجددا موجة غضب واسعة في الشارع، وسط تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار أصلاً في المنطقة.

السكان عبّروا عن استيائهم من هذا القرار عبر منصات التواصل الاجتماعي والذي يرونه مجحفا بحقهم، خاصة في ظل غياب مصادر الدخل الكافية، مطالبين الإدارة الذاتية بالتراجع عنه فورا.

في المقابل، دعا عدد من الناشطين إلى تنظيم مظاهرات سلمية رفضا لهذا القرار، معتبرين أنه يزيد من معاناة الناس ويفاقم الأعباء اليومية على كاهلهم.

مزراعون يتكبدون خسائر مباشرة

وتسبب رفع سعر المحروقات في ارتفاع مباشر في أسعار الشحن والمواد الغذائية والبضائع وأجور النقل إلى جانب تكبد المزارعين خسائر كبيرة من جراء اعتماد أصحاب الأراضي المروية على شراء المازوت بسعره الحر بعد رفض قسد منحهم مخصصاتهم من المازوت.

وقال “بشير السعيد” وهو مزارع من ريف الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إنه “بسبب عدم منحنا مخصصاتنا من مادة المازوت وموجة الجفاف وقلة الأمطار اضطررت إلى شراء دفعتين من المازوت بالسعر الحر الأمر الذي كبدني تكاليف باهظة”.

وأشار السعيد إلى أنه ينتظر منذ أيام التزود بخسمة آلاف لتر من المازوت ليتفاجأ اليوم بإعلام محطة المحروقات له بارتفاع سعر لتر المازوت إلى 6200 ليرة سورية.

وأوضح المزارع الستيني أن الارتفاع الجديد في سعر المازوت سوف يكلفه 11 مليون ليرة سورية إضافية عن السعر القديم المقدر بعشرين مليون ليرة سورية.

وبحسب المزارع فإن قلة الأمطار هذا العام أرغمت المزارعين أصحاب الأراضي المروية إلى سقاية أراضيهم لثلاث مرات وهناك حاجة للسقاية مرتين أخريتين على الأقل مما يرفع تكاليف الإنتاج بشكل كبير.

وتوفر الإدارة الذاتية مادة المازوت للأراضي المروية المرخصة لديها بسعر 1350 ليرة سورية للتر الواحد على دفعات ولكن غالبا ما يقتصر توفير المادة لدفعتين أو ثلاث دفعات وبكميات قليلة في حين تحتاج الأراضي لست دفعات على الأقل وفق ما يؤكده مهندسون زراعيون.

ارتفاع أسعار البضائع والمواد الغذائية

قال تاجر خضار في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن سعر شحن الخضار ارتفع بشكل فوري بنسبة 30% بعد قرار رفع سعر المازوت.

وأوضح التاجر أن تكاليف شحن الخضار والفواكه والمواد الغذائية والبضائع من الداخل السوري والمعابر مع تركيا وإقليم كردستان سوف تشهد ارتفاع بنسبة لا تقل عن 10% بسبب ارتفاع تكاليف الشحن.

وأشار إلى إن التجار سوف يضيفون تكاليف الشحن على قيمة البضاعة وبالتالي ارتفاع رأس مال وأسعار البيع لجميع أصناف المواد الغذائية والخضار والفواكه والبضائع. 

أزمة محروقات شمال شرقي سوريا

تشهد عموم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أزمة محروقات كبيرة، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.