جاري التحميل الآن

بين الطموح والواقع.. كيف يواجه الشباب السوريون تحديات سوق العمل والبقاء في مصر؟

بين الطموح والواقع.. كيف يواجه الشباب السوريون تحديات سوق العمل والبقاء في مصر؟

يواجه الشباب السوريون في مصر تحديات كبيرة في سوق العمل، مثل صعوبة استخراج تصاريح العمل، أو المنافسة في سوق يعاني من البطالة، لكن طموحات كثير منهم تدفعهم للاستمرار وتجاوز العقبات.

يجد كثير من الشباب السوريين ارتباطات دراسية واقتصادية تمنعهم من العودة إلى سوريا في الوقت الحالي، الأمر يتطلب منهم مواصلة الجهد للتغلب على صعوبات العمل والحياة في مصر ريثما تتسنى لهم العودة.

في أحد أركان حي “ستة أكتوبر” في العاصمة المصرية “القاهرة” يقف الشاب السوري فارس العلي (29 عاما) في المحمصة التي يعمل بها ويبتسم وهو يحضر طلبا لزبون مصري، ويقول، مكان إقامتك ليس مهما، نحن من نستطيع تغيير واقعنا ونظرتنا للحياة بإصرارنا وعم استسلامنا.

يلخص أحمد حكاية آلاف من الشباب السوريين الذين يعيشون في مصر منذ اندلاع الحرب في بلادهم، يشعرون بالحنين لماضيهم، لكنهم في الوقت ذاته يصنعون حاضرهم بأيديهم.

يعيش في مصر نحو المليون ونصف المليون سوري بحسب آخر إحصائية للحكومة المصرية،لا يوجد إحصائيات دقيقة لعدد الشباب منهم .

6

الإصرار على التعليم رغم صعوبة الظروف

يعتبر الشباب السوري في مصر التعليم وسيلة للبقاء والاستمرار وليس مجرد رفاهية، حيث يواجه العديد منهم صعوبات كبيرة في الالتحاق بالجامعات المصرية، نتيجة للقرارات الجديدة التي بدأت تسري منذ أكثر من عام مضى.

ومنها إلزامهم بدفع مبلغ 100 ألف جنيه مصري (2000 دولار أميركي) رسوم القيد الجامعي، بالإضافة إلى رفع قيمة الرسوم الإدارية لإضعاف ما كانت مما يحد من إمكانات الشباب ويقف أمام طموحهم.

ومع ذلك، يحاول عدد كبير منهم تأمين المبالغ أو إيجاد طرق أخرى لمتابعة دراستهم، منها التعليم الذاتي عبر الإنترنت، في مجالات مثل البرمجة واللغات والتسويق الإلكتروني، بالإضافة إلى دورات تقوية للغات وغيرها.

غادة العبد الله (20 عاما)، طالبة سورية في كلية الحقوق، تقول، كان الوصول إلى الجامعة صعبا وتكاليفه عالية.

وتضيف غادة، في حديثها لموقع “تلفزيون سوريا”، لكني أصررت على المتابعة، وأعمل إلى جانب دراستي كي أستطيع الوصول للتخرج، ما زلت أذكر اللحظة التي قبلت فيها بالكلية، بكيت من الفرحة.

وعن العودة إلى سوريا بعد سقوط النظام البائد، تقول كنت متحمسة جدا للعودة إلى بلادي لكن أريد أن أتخرج من الجامعة قبلها، جامعة القاهرة عريقة وسترفع من قيمة شهادتي وتخصصي الأكاديمي.

العمل والمشاريع الصغيرة

من أبرز ما يميز الشباب السوري في مصر أنه يمكن أن يعمل في أي وظيفة، حتى لو كانت بعيدة عن مجال تخصصه الدراسي، أو مهنته الأساسية، ولكن لا يصبح عاطلا عن العمل، وهذا ما يعرف عنهم في الأوساط المصرية، (بتوع شغل).

حازم السليمان (24 عاما)، سوري مقيم في مصر يقول، تخرجت من كلية التجارة جامعة القاهرة، ولكن لم أجد عملا يناسب مجال دراستي، أعمل الآن في مطعم سوري، كي أستطيع تأمين مصروفات الحياة اليومية.

لا يستطيع حازم العودة إلى سوريا حاليا، خصوصا بعد أن قصف النظام السابق منزل العائلة في ريف دمشق ويوضح حازم بقوله، “لا يمكننا أن نتحمل تكاليف العودة حاليا، ربما مع مرور الوقت”.

ويضيف حازم، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، أحاول أن أبقى على تواصل مع مجال دراستي من خلال الدورات التعليمية التي تتعلق بها، وكل بضعة أشهر أحصل على دورة مختلفة لتقوية مهاراتي فيها، فأنا حتما سأعمل بشهادتي يوما ما.

هوية مزدوجة

عاش عدد كبير من الشباب السوريين سنوات تكوين شخصياتهم وهوياتهم في بلد مختلف عن وطنهم، وقد شكل هذ العامل أزمة هوية لدى بعضهم، وفرصة للآخرين.

بقيت اللهجة السورية حاضرة في المنازل والمناسبات، إلا أن الاختلاط بالمصريين أدى إلى امتزاج ثقافي يصفه كثيرون منهم بأنه “إيجابي”، إذ يرتاد الشباب الجامعات والمدارس المصرية، ويشاركون في الفعاليات الثقافية، وأحيانا في الحملات التطوعية.

بدورها، ترى راما الحمصي (25 عاما) سورية مقيمة في القاهرة تقول لموقع ” تلفزيون سوريا”،  من المبكر العودة إلى سوريا وتقول ننتظر أن تتضح ملامح الأيام القادمة في سوريا قبل أن نقرر العودة.

وتوضح الشابة السورية بالقول، “قد صنعنا حياة واستقرارا هنا في مصر، ليس من السهل أن نبدأ من الصفر”.

وتضيف راما، أحب مصر جدا، ولا أنسى دمشق، بل أنا دائما في حالة حنين لها، أشعر أني أعيش بهويتين، وهذا الأمر إيجابي كوني أشهر بغنى ثقافي وأحمل عادات وتقاليد البلدين.

كذلك، يزن خالد (20 عاما) سوري يقول، قضيت معظم حياتي في مصر، وأعتبرها بلدي الثاني وأشعر بالانتماء إليها، ولكن أيضا أحب سوريا أيضا وأرى صورها لأني لا أذكر الكثير، ولكن قريبا سأذهب في زيارة لأرى المكان الذي ولدت وعشت فيه لسنوات.

مثل هذه القصص تثبت أن الشباب السوري في مصر ليسوا فقط ضحايا حرب أو مهاجرين، بل شركاء حقيقيون في نسيج المجتمع المصري.

7

الغربة والضغط النفسي والاجتماعي 

وراء مشاهد النشاط والطموح، هناك وجوه كثيرة تحمل تعبا نفسيا غير ظاهر، حيث يواجه الشباب السوريون مسؤوليات مضاعفة، وعليهم دعم أسرهم، وبناء مستقبلهم، والتأقلم على الحياة في البلاد المضيفة.

وتعاني فئة الشباب من غياب الدعم النفسي المنتظم، خصوصا لأولئك الذين مروا بصدمات متعلقة بالحرب أو فقدان أحد أفراد أسرتهم، ومع ذلك، ظهرت مبادرات مجتمعية صغيرة تسعى لتقديم الدعم، من خلال جلسات حوارية وأنشطة فنية.

 شيرين حشمت، أخصائية اجتماعية مصرية متطوعة في منظمة مجتمعية في القاهرة، تقول، نحاول أن نخلق مساحة آمنة للشباب ليتحدثوا عن مخاوفهم وطموحاتهم، من دون حكم أو ضغط.

وتضيف شيرين، يعيش الشباب السوري تحت ضغط نفسي واجتماعي كبير، قد يحرمهم من عيش فترة شبابهم بسعادة، مما دفعنا للتأسيس هذه الجلسات الحوارية وبعض الأنشطة لمحاولة مساعدتهم.

وبالإضافة للضغط الاجتماعي، يعيش عدد من الشباب في وحدة بعيدين عن عائلاتهم، حيث اضطروا إلى العيش بمفردهم في بلد جديد لتحقيق نوع من التوازن الاقتصادي، أو سابقا للهروب من نظام الأسد، مما يحملهم ضغط أكبر.

في النهاية، لا يعيش الشباب السوري في مصر فقط على أمل العودة، بل يصنع واقعه بكل تفاصيله، يدرسون، ويعملون، ويؤسسون مشاريع، ويبدعون رغم كل شيء.

ورغم الغربة وصعوبات الحياة، فإنهم يتمسكون بأحلامهم، ويرسمون خططا مستقبلية تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة.

#بين #الطموح #والواقع. #كيف #يواجه #الشباب #السوريون #تحديات #سوق #العمل #والبقاء #في #مصر

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇

قد تهمك هذه المقالات