العلاقة بين السعادة والشاشات

على سبيل المثال يقضي «جيل ما بعد الألفية» أو جيل مواليد 1995 وما بعدها وقتاً أقل مع أصدقائهم وجهاً لوجه، بينما يقضون وقتاً أطول على الإنترنت.
في هذا المجال أجريت دراسة مسحيّة على عيّنة تمثل المراهقين، وامتدت في الفترة من 2013 إلى 2016، تنقسم هذه القائمة بين التعرف إلى أنشطة يمارسها المراهقون على هواتفهم وأخرى يمارسونها دون هواتفهم.
وجد الباحثون أن المراهقين يقضون أغلب أوقاتهم على هواتفهم النقالة؛ حيث ترتبط كل أنشطة الهاتف تقريباً بمستوى أقل من السعادة، وكل الأنشطة البعيدة عن الهاتف تقريباً بمستوى أعلى من السعادة.
كيفية سماع المراهق للموسيقى

إن طريقة استماع المراهق للموسيقى سجل على ورق البحث أشد ارتباطاً بغياب السعادة؛ فهم يسمعونها على هواتفهم، في سماعات يلصقونها بآذانهم بإحكام. حيث يسعى المراهقون الذين يسمعون موسيقى بهذه الطريقة لساعات طوال إلى إغلاق جميع النوافذ المؤدية إلى العالم الخارجي، والانعزال في شرنقة صوتية.
ما يعني أن «سماع الموسيقى» أصبح شبه عزلة للمراهق في غرفته، وبسماعات الأذن يحتمي من التواصل الاجتماعي، مع رسالة ضمنية غير منطوقة: لا تحاول الحديث معي.
نوم أكثر يعني سعادة أكثر
وأوثق الأنشطة ارتباطاً بالسعادة هو النوم؛ إذ إنّ المراهقين الذين يقولون إنهم ينامون أكثر من 7 ساعات في معظم الليالي أكثر سعادةً من نظرائهم ممن لا يحظون بذات القدر من النوم.
ولسوء الحظ ينام المراهقون هذه الأيام وقتاً أقل مقارنة بمراهقي الأجيال السابقة، وغالباً ما يكون بسبب قضاء وقت أطول في استخدام هواتفهم والأجهزة الأخرى.
اقضِ وقتك مع الناس: ذلك أفضل

تعد الأنشطة التي تتضمن الوجود مع أشخاص آخرين هي الأوثق ارتباطاً بالسعادة، والأنشطة التي تتضمن الوحدة هي الأشد ارتباطاً بعدم السعادة.
هذا يفسر ارتباط الموسيقى التي يسمعها معظم المراهقين وحيدين بعدم السعادة، بينما يرتبط الذهاب للحفلات الموسيقية -مع أشخاص آخرين- بالسعادة.
والتحدث عبر الهاتف أو محادثات الفيديو يرتبطان بعدم السعادة، ربما لأنَّ التحدث عبر الهاتف -الجوال-، على الرغم من كونه سلوكاً اجتماعياً، ليس مشبعاً مثل التواجد مع الآخرين على أرض الواقع.
الاستنتاج الأساسي أن الأنشطة التي تتضمن التواجد مع الآخرين وجهاً لوجه مرتبطة بتحقيق مستوى أعلى من السعادة، بينما الأنشطة التي تقتضي أن يكون المراهق وحيداً أو مع هاتفه مرتبطة بمستوى أقل من السعادة.
السعادة في:

- التواصل والصدق بين أفراد الأسرة.
- حسن الإصغاء والاستماع بين أفراد الأسرة.
- التواصل المستمر بين أفراد الأسرة.
- إبداء الاهتمام لكل فرد، وإظهار مشاعر المحبة.
- إعطاء النصائح والتوجيهات، والبعد عن أسلوب الانتقاد.
- تحفيز السلوك الإيجابي.
- منح حرية الرأي والتعبير لكل فرد في الأسرة.
- التعاون في حل المشاكل والصراعات التي قد تتعرض لها الأسرة.
خطوات تُدخل السعادة على المراهق والمراهقة:
للمراهِقة:

- تجنبي المشاكل، فكلما ابتعدتِ عن الصِدام ازددتِ سعادة وعمّت عليك وعلى أسرتك.
- التقليل من البكاء أو الغضب لا يضر؛ لا تمنعي ذاتكِ من البكاء أو التصريح بحزنكِ في مرات.
- استخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء، ولا تكوني مدمنة عليها.
- ابتعدي بقدر استطاعتك عن منابع الحزن بتجنّب مسبّباته.
- كوني قريبة من الله، وحاولي خلق علاقة روحانية؛ الإيمان والروحانيّات ستمنحكِ الكثير من السعادة.
للمراهق:
- اهتم بالرياضة، مارسها بانتظام؛ فهي تسهم في رفع مستوى هرمون السيروتونين المسؤول عن شعوركِ بالسعادة.
- تعامل بحب مع من حولك؛ بادِل الآخرين الحب وستحصد مقابل هذا حباً، وسيكون له كبير الأثر على شعور السعادة لديكِ.
- كن راضياً وتقبّل الأمر الواقع بحلوه ومرّه، وكيّف ذاتكِ بحسب الظرف الموجود، ولا تكثر من المقارنات والتحسّر على ما لا تملك.
دراسة: سعادة المراهق مرتبطة بنمط الحياة الصحي

إذا اتّبع المراهقون أنماطاً حياتية صحية، فذلك قد يجعلهم أكثر سعادة، هذا ما أظهرته دراسة أعدها باحثون من معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية بجامعة إيزيكس.
وأشارت الدراسة إلى أن إهمال الأنماط الحياتية الصحية واللجوء إلى العادات السيئة كالتدخين وتناول الأطعمة الجاهزة، قد يقلل من مستوى السعادة عند المراهق.
تبرز نتائج الدراسة ارتباط ثلاث عادات صحية بارتفاع مستوى السعادة عند المراهق، وهي؛ زيادة استهلاك الخضروات والفواكه، انخفاض استهلاك المقرمشات والسكاكر والمشروبات الغازية، وممارسة التمارين الرياضية أسبوعياً.
من جهة ثانية بيَّنت النتائج أن تمتع الأشخاص المراهقين والمتراوحة أعمارهم بين 13 و15 عاماً، بالمزيد من الاستقلالية في خياراتهم حيال الأنماط الحياتية، يقلل من استهلاكهم للأطعمة غير الصحية ويحفزهم على ممارسة التمارين الرياضية.
وأشار الباحثون إلى أن 11% فقط من المراهقين المنتمين لتلك الفئة العمرية أفادوا بأنهم يستهلكون خمس حصص أو أكثر من الفواكه والخضروات يومياً.
السعادة يمكن اكتسابها وراثياً عبر الجينات، وأن الجينات المورثة تسيطر على نصف الصفات الشخصية التي تمنح السعادة للأفراد، فيما تكون العوامل الأخرى مثل العلاقات والصحة البدنية والمهنة، النصف الثاني.
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة آو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

#هل #تؤثر #الأنشطة #التكنولوجية #على #معدل #سعادة #المراهق #وما #هي #البدائل
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.