مصور سعودي يوثق حشرات نادرة بتقنية ماكرو في قلب غابات إندونيسيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — رغم فوبيا الحشرات التي عانى منها في طفولته، إلا أن ذلك لم يقف حائلا دون شغف المصور والباحث العلمي السعودي مفيد أبو شلوه بملاحقة هذه الكائنات الصغيرة التي قد تثير اشمئزاز البعض، بل استطاع إبرازها بشكل استثنائي، أي بدقة واضحة تجعلك تراها بعين مختلفة.
في هذه السلسلة، يستعرض أبو شلوه أنواع حشرات نادرة تمكن من توثيقها خلال مغامرة استكشافية بجزيرتين في إندونيسيا.

وأوضح أبو شلوه، وهو مصور ماكرو منذ أكثر من عقد من الزمن، لموقع CNN بالعربية أنه قضى 17 يومًا في مغامرة استكشافية للبحث عن الحشرات على جزيرتي “سيرام” و”كليمنتان”.
وقال: “كانت هذه الرحلة أكثر من مجرد مغامرة، بل بمثابة اختبار حقيقي لحدود الصبر، والتحمّل، وحب الطبيعة”.

في مايو/ أيار عام 2024، بدأ أبو شلوه التخطيط لمغامرته سعيا لاستكشاف عالم الخنافس من خلال التواصل مع علماء متخصصين في مجال الحشرات.
وأوضح أنه اختار إندونيسيا، لها تتمتع به من تنوع بيولوجي هائل، إذ تضم أكثر من 17 ألف جزيرة، ما يجعلها وجهة غنية بالكائنات الحية.

وأضاف: “إندونيسيا لم تكن مجرد وجهة، بل بوابة إلى عوالم خفية مليئة بالأسرار، حيث الغابات المطيرة أشبه بمتاهات غامضة والكائنات البرية عبارة عن أنماط من عصور سحيقة”.
أما جزيرة سيرام، فكانت الخيار الأمثل بسبب غموضها وثرائها البيئي، خاصة في مجال دراسة الخنافس غير المصنفة.
ويتذكر أبوشلوه أن الوصول إلى غابات الجزيرة الغامضة، سيرام، استغرق يومين من السفر الشاق، حيث استقل أربع رحلات طيران بالإضافة إلى رحلة بحرية، إذ لا يوجد مطار على تلك الجزيرة، ما جعل الوصول إليها مغامرة بحد ذاته.

خلال رحلته الاستكشافية في الجزيرتين، تمكن أبو شلوه من توثيق العديد من الكائنات الدقيقة والمخفية وسط الطبيعة، لكن تركيزه بقي منصبا على الخنافس.
وكانت خنفساء “Duplipectus degroofi“، التي تُعد نادرة جدًا في التصنيف العلمي من بين أبرز الحشرات التي وثقها، وتخفي العديد من الأسرار، سواء فيما يتعلق بتصنيفها أو سلوكها البيئي.

واستطاع المصور والباحث العلمي السعودي كذلك من توثيق الخنافس المضيئة، التي تعتمد على خاصية التلألؤ البيولوجي ليس فقط للتزاوج، بل لتضليل المفترسات في ظلمة الغابة أيضا.
ولا تتميز تلك الكائنات الدقيقة بغرابتها أو ندرتها بالنسبة إلى أبو شلوه فقط، إنما تتمتع أيضَا بأدوار حيوية في النظم البيئية، إذ أضاف أن “بعضها مسؤول عن التلقيح، فيما تعمل فئة أخرى كمحللات طبيعية. وتلعب بعض الأنواع دورًا في حفظ التوازن البيئي من خلال التفاعل مع مفترساتها وفرائسها”.
ويسعى أبو شلوه من خلال توثيق هذه الكائنات لـ”تقديم نافذة علمية فريدة إلى عوالم لم تحظ بالاستكشاف بشكل كافٍ بعد من خلال صور حية نابضة بالحياة”، واصفًا الحشرات التي وثقها في جزيرة سيرام بأنها “مذهلة وغريبة في آن واحد”.

أشار المصور والباحث العلمي السعودي إلى أن تلك الكائنات تتمتع بخصائص استثنائية تتناسب بشكل مثالي مع بيئتها الغنية بالتنوع البيولوجي في الغابات المطيرة.
ويذكر أبو شلوه أنه صادف خنافس نادرة، بعضها يتمتع بمظهر وسلوك غريبين، “ما جعل كل حشرة بمثابة لغز بيئي يحمل أسرارًا وتكيفات مدهشة مع البيئة التي تعيش فيها”.
ولفت إلى أن أساليب البقاء لديها تنوعت بين أساليب التمويه المثالية والآليات الدفاعية المذهلة.

واجه أبو شلوه العديد من التحديات أثناء رحلته، أبرزها الطقس الرطب وتساقط الأمطار ، ما أثّر على معدات التصوير الخاصة به، واستلزم منه تنظيفها وتجفيفها باستمرار.
كما أن الوصول إلى الغابات النائية كان صعبًا نظرا للتضاريس الجبلية والانحدارات الشديدة، ما تطلب منه مجهودًا بدنيًا كبيرًا.
#مصور #سعودي #يوثق #حشرات #نادرة #بتقنية #ماكرو #في #قلب #غابات #إندونيسيا
المصدر : CNN ; مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.