جاري التحميل الآن

السوريون في الإسكندرية.. اندماج وتكافل اجتماعي ومساهمات اقتصادية متنوعة

السوريون في الإسكندرية.. اندماج وتكافل اجتماعي ومساهمات اقتصادية متنوعة

السوريون في الإسكندرية.. اندماج وتكافل اجتماعي ومساهمات اقتصادية متنوعة

تعد محافظة الاسكندرية واحدة من أبرز المدن التي احتضنت أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، ومع مرور الوقت، أصبحوا جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في المدينة.

ويظهر السوريون قدرة كبيرة على التكيف مع البيئة المحلية في المدينة الساحلية والمساهمة في تنميتها، ورغم التحديات التي تواجههم.

واستطاع السوريون في الإسكندرية بناء مجتمع متكافل ومترابط، مما جعلهم يشكلون جزءا حيويا من الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة.

بحسب آخر إحصائية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالإسكندرية عام 2018 كان يبلغ عددهم نحو 21 ألف سوري بينما هناك أعداد أكبر منهم غير مسجلين كلاجئين، يقدرون بعشرات الآلاف.

أحد الأسواق الساحلية في مدينة الإسكندرية، مصر، آذار/مارس 2025 (تلفزيون سوريا)
أحد الأسواق الساحلية في مدينة الإسكندرية، مصر، آذار/مارس 2025 (تلفزيون سوريا)

الاندماج والتكافل الإجتماعي

استقر عشرات الآلاف من السوريين في الإسكندرية، تمكنوا فيها من خلق واقع إيجابي، واندمجوا بالمجتمع المصري القريب من المجتمع السوري بالعادات والتقاليد والأجواء المتوسطية.

استطاع السوريون إنشاء مجتمع متكافل يضمن التعاون بين جميع أفراده، وأنشؤوا مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع تهدف إلى دعم المحتاجين منهم، وتأمين فرص عمل.

وعلى عكس السوريين في باقي المحافظات المصرية، تعرف أغلب العائلات في الإسكندرية بعضها، ويحاولون البقاء على تواصل دائم من خلال إقامة فعاليات ونشاطات مجتمعية تجمعهم بشكل مستمر.

الكابتن أمير عوض، مؤسس الأكاديمية الرياضية السورية، وهو بطل مصارعة سوري، وصل إلى مصر كمحطة مؤقتة بحثا عن رحلة هجرة غير شرعية مع عائلته بعد أن نجا من الاعتقال في حي التضامن بدمشق، إلا أن أحداث الغرق أثارت مخاوفه.

يقول أمير، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، أسست الأكاديمية الرياضية السورية، لتدريب الأطفال السوريين وخلق جيل رياضي وأبطال مستقبليين، وبالتعاون مع المفوضية توسعت نشاطاتنا لتشمل الجمباز والمصارعة والكاراتيه وحتى كرة القدم.

تشارك الفرق الرياضية التي أسسها أمير وخصوصا فريق كرة القدم بالمباريات على مستوى الإسكندرية، وقد ضم الفريق فئة الكبار أيضا.

يضيف أمير، كما أنشأنا مع بعض الأصدقاء والمعارف في الإسكندرية مجموعات للدعم والتكافل الاجتماعي، فمثلا من نستطيع تأمين فرص عمل لمن لا يجدها، ونجمع تكاليف لعلاج المرضى، أو سداد إيجار متأخر لأحد السوريين.

5

الفن والنشاطات التعليمية

على المستوى الفني، استطاع السوريون وضع بصمتهم من خلال فرق الإنشاد الديني التي نشطت في الإسكندرية، وكان منها “فريق حلم” الذي يشارك بشكل دوري بالمناسبات المصرية، وفي المسابقات التي تقام في المدينة.

كما أطلق “طارق السويدان” مؤسس فريق حلم عدة مبادرات فنية تهدف لتعميق التعيش بين الشعبين السوري والمصري من خلال عروض فنية مشتركة تحت شعار “أمل وتعايش” كما أطلق عدة أغنيات من بينها “مصر يا أمنا”.

ونظم مبادرات أخرى مثل “بالفن تتوحد الشعوب” و”نجوم الشام” “ولم المغربي على الشامي” بالإضافة لجلسات العلاج بالفن.

التعليم أيضا كان له مكانة في المجتمع السوري بالإسكندرية، حيث دفعت أعدادهم المتزايدة بعض المدرسين إلى فتح مراكز تعليمية، لدعم الطلاب ومحاولة وتحسين مستواهم مع اختلاف المناهج بين مصر وسوريا، ومساعدة المنقطعين عن الدراسة لإستكمال دراستهم.

أحمد عبدالله، مدرس سوري مقيم في الإسكندرية، يقول في حديثه لموقع ” تلفزيون سوريا”، أردت أن أدرس الطلاب السوريين لأنهم من سيبنيها ويصنع مستقبلها.

يضيف أحمد، إن الطلاب يستفيدون من الشرح المبسط للمواد، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والرياضية وتنمية المواهب، والدورات الصيفية.

أحد الأسواق الساحلية في مدينة الإسكندرية، مصر، آذار/مارس 2025 (تلفزيون سوريا)
أحد الأسواق الساحلية في مدينة الإسكندرية، مصر، آذار/مارس 2025 (تلفزيون سوريا)

مساهمات اقتصادية متنوعة

تنوعت النشاطات الاقتصادية في الإسكندرية، بين المأكولات والمحمصات، ومتاجر العطورات، والألبسة والأقمشة والمنسوجات.

على شاطئ بحر الإسكندرية، افتتح صلاح الطهاوي مطعم من أكبر المطاعم السورية، يأتي إليه الزبائن من جميع المحافظات وأصبح مع الوقت علامة مميزة في المدينة.

يقول صلاح المنحدر من حي الميدان بدمشق، نعتبر من أوائل المطاعم في الإسكندرية، واخترنا الإسكندرية باعتبار أجوائها مشابهة للأجواء في بلادنا، كما أن الشعب الإسكندراني طيب ويشبهنا جدا، ورفضنا أن نفتح فروعا في محافظات أخرى منعا للتشتيت وللحفاظ على الجودة.

وبعيدا عن المطاعم، نقلت العديد من العائلات السورية عملها بالمنسوجات إلى الإسكندرية، ونجحوا بجذب الزبائن المصريين لتنوع بضاعتهم.

في سوق المنشية الشعبي، الذي يعتبر من أقدم أسواق الإسكندرية، استطاع محمد زين أن يفتح محل للأقمشة وينافس بنزاهة.

يقول محمد زين، إن الأسواق المصرية جذبت السوريين وفتحت لهم أبوابها، ووفرت لهم فرصا متعددة، على الرغم من صعوبة الأوضاع الإقتصادية وموجة الغلاء الحالية، مما دفع العديد من السوريين للنجاح فيها.

يضيف محمد، يوجد لدينا تنوع في الأقمشة، كما أننا أدخلنا أنواعا جديدة لفتت نظر المصريين الذين يشكلون النسبة الأكبر من زبائننا.

#السوريون #في #الإسكندرية. #اندماج #وتكافل #اجتماعي #ومساهمات #اقتصادية #متنوعة

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇

قد تهمك هذه المقالات