جاري التحميل الآن

زينة وأمسيات ثقافية وفنية.. محاولات لإعادة الحياة لسوق النبطية المدمر | ثقافة

زينة وأمسيات ثقافية وفنية.. محاولات لإعادة الحياة لسوق النبطية المدمر | ثقافة

زينة وأمسيات ثقافية وفنية.. محاولات لإعادة الحياة لسوق النبطية المدمر | ثقافة

على أنقاض سوقها التجاري ومنازلها المدمرة، ها هي مدينة النبطية تلبس حلة شهر رمضان المبارك، فالزينة والأضواء الملونة زينت الساحة والركام، على وقع التواشيح والأناشيد الرمضانية، وها هم أهلها وزوارها كبارا وصغارا يحضرون للاحتفال بليالي الشهر الكريم، بعد ابتعادهم عنها قسرا بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

مبادرة إحياء السوق التجاري التراثي المدمر قامت بها جمعية تجار محافظة النبطية، تتضمن إضافة إلى الزينة الرمضانية، فعاليات متنوعة من الخميس وحتى الأحد من كل أسبوع بعد الإفطار، وتشمل فقرات ثقافية وفنية، وتوزيعا للجوائز على الأهالي والأطفال.

حضور حاشد للأهالي والأطفال في ساحة النبطية وتبدو المنازل المدمرة (خاص الجزيرة)
حضور حاشد للأهالي والأطفال في ساحة النبطية وتبدو المنازل المدمرة (الجزيرة)

عروض مسرحية تفاعلية

على خشبة المسرح المستحدث فوق ركام السوق التجاري، يقدم الممثل إبراهيم جواد عرضا مسرحيا تفاعليا مع فرقته للأطفال، حيث يطغى صوت ضحكاتهم على أصوات مكبرات الصوت، في جو من الفرح والسرور.

يتحدث جواد للجزيرة نت عن ضرورة زرع الابتسامة على وجوه الأطفال خاصة بعد الحرب الطاحنة التي حصلت على لبنان، فلا يمكن أن ينسوا ما حدث، لأن الذي جرى كان قاسيا جدا، لكن هناك ضرورة للنهوض من جديد، ويقول: خلال عروضنا المسرحية، نحاول التأثير بالحضور وإخراج مشاعرهم، فالناس متعطشة للفرح، لقد مروا بفترة صعبة، وهناك من يضحك ويبكي في الوقت ذاته، وهذا أمر مؤثر جدا، نحن نستحق أن نعيش ونفرح، وسنبقى هنا صامدين، لأننا أقوياء ولأن هذه أرضنا، ولن نتخلى عنها.

عروض مسرحية للأطفال خلال الفعاليات (خاص الجزيرة )
عروض مسرحية للأطفال خلال الفعاليات (الجزيرة)

الكبار والصغار سعيدون بالفعاليات

الأطفال هم الأكثر حضورا في هذه الفعاليات، حيث وجدوا فيها مساحة للترفيه والتفاعل وكسب الجوائز والركوب في القطار الذي يجوب شوارع المدينة، يأتي جهاد بندر من بلدة كفررمان قضاء النبطية برفقة ابنه يوميا إلى ساحة المدينة، حيث يشاهدان الفعاليات، ويتحدث للجزيرة نت عن الأجواء الرائعة، ويلفت إلى أن الناس سعيدة جدا، ولا تريد شيئا سوى الترفيه عن نفسها بعد كل الضغوطات التي عاشتها طوال فترة الحرب والنزوح وخاصة الأطفال، والجميع يشعر بالراحة النفسية، ولا يوجد ما يعكر صفوهم.

ويؤكد بندر على أن أهل الجنوب يخرجون من تحت الركام والدمار ليعيشوا ويستمروا مهما كانت الظروف، ويدعو جميع اللبنانيين إلى زيارة مدينة النبطية والاحتفال بالأجواء الرمضانية المميزة ويقول، نحن نرحب بالجميع، ونستقبلهم بقلوبنا، نحن لبنانيون أولا وأخيرا، ومدينتنا مفتوحة للجميع، من طرابلس إلى بيروت، ومن الجبل إلى جزين وبعلبك، نحن نرحب بأي شخص يأتي إلينا فهذه مدينته.

الزينة والإضاءة تزيّن سوق النبطية المدمر (خاص الجزيرة)
الزينة والإضاءة تزيّن سوق النبطية المدمر (الجزيرة)

ويأتي حسن ترحيني من بلدة عبا قضاء النبطية برفقة ابنته الصغيرة ليتابعا المسرحية، ويتحدث للجزيرة نت عن أهمية هذه الفعاليات خاصة بالنسبة لأطفال، ويقول: إنها أجواء جميلة للغاية، من الرائع أن يتمكن الأهالي والأطفال من الفرح بعد معاناة الحرب، ومن الجميل أن يخرجوا من الأجواء القاسية التي مروا بها، هذه هي المرة الأولى التي نحضر فيها، وأجد أن الأجواء منظمة وجميلة، وأوجه رسالة إلى الاحتلال بأننا شعب لا يهاب الموت، ونحن نحب الحياة.

حبيب بدر الدين ابن مدينة النبطية أرغم كمعظم الجنوبيين على ترك منزله المجاور للسوق التجاري خلال الحرب، وبعد أن عاد إليه وجده مدمرا، وهو اليوم يحاول إعادة إعماره، ويأتي بدرالدين يوميا إلى ساحة المدينة ليشاهد الفعاليات المتنوعة، ويعبر عن سعادته العارمة بعودة الحياة إلى السوق ويقول، كنا نحلم بأن نرى النبطية تعود إلى الحياة، وها نحن اليوم نشهد على ذلك، فالنبطية عامرة بشبابها وأطفالها ورجالها وشيوخها، فتقيم المهرجانات وتحيي الفعاليات التي كانت تقيمها قبل الحرب.

ويشدد بدرالدين على أن هذه العودة ما كانت لتتحقق لولا تضحيات الشهداء، مؤكدا على أن الدمار الذي لحق بالمحال والبيوت سيعاد بناؤه، داعيا اللبنانيين إلى الوحدة فيما بينهم، ليعيدوا بناء لبنان ولينهض البلد من جديد.

علي فحص يبيع العصائر في ساحة سوق النبطية (خاص الجزيرة)
علي فحص يبيع العصائر في ساحة سوق النبطية (الجزيرة)

الباعة عادوا إلى السوق

ليس فقط التجار الكبار من يستفيد من إعادة الحياة إلى سوق مدينة النبطية، وإنما أصحاب البسطات والعربات الصغيرة أيضا، فهم كانوا من رواده قبل الحرب، وها هم يعودون إليه اليوم، فتجد ضمن هذه الفعاليات من يبيع العصائر والحلويات والأدوات المنزلية وغيرها من الحاجيات التي تعني المواطن.

يأتي علي فحص يوميا من بلدته جبشيت قضاء النبطية إلى السوق، ليضع بسطته التي تضم أنواعا مختلفة من العصائر الطبيعية التي كان قد حضرها في منزله ليبيعها للزبائن والمارة، ويؤكد فحص على أهمية هذه النشاطات لأنها تعيد الروح إلى مدينة النبطية، ويقول: الأجواء هنا رائعة، ونحن نعمل في بيع العصائر الطبيعية لنكسب رزقنا ونعيش، ونحمد الله على كل شيء، وبفضل الله تتحسن الأمور يوما بعد يوم، والرسالة التي يجب أن تصل إلى الجميع، هي أننا شعب يجب أن يعود إلى حياة أفضل مما كان عليها.

الدمار في سوق النبطية جراء الغارات الإسرئايلية (خاص الجزيرة نت )
الدمار في سوق النبطية جراء الغارات الإسرائيلية (الجزيرة)

الفعاليات مهمة ولكن

نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي طال مدينة النبطية طوال فترة الحرب الماضية، فقد تدمرت أكثر من 250 مؤسسة تجارية، وبعضها دمر بالكامل، والذي تضرر جزئيا يجري ترميمه بالوقت الحالي، مما ألحق خسائر كبيرة بالتجار وأصحاب المؤسسات.

يشير رئيس جمعية تجار محافظة النبطية موسى الحر شميساني في حديث خاص للجزيرة نت إلى حجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمدينة وخاصة بسوقها التجاري، وينوه إلى أن الفعاليات ضرورية ومهمة واليوم المدينة تبدو بحالة جيدة، إلا أن ذلك لا يعني أنها تعافت بالكامل.

ويشدد شميساني على أنه لا يمكن تحقيق الانتعاش الدائم للأسواق إلا من خلال إعادة الإعمار، وهو دور أساسي يجب أن تقوم به الدولة اللبنانية، ويناشد المعنيين بالإسراع في إعادة إعمار النبطية، لكي تعود الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها.

ودعا رئيس جمعية تجار محافظة النبطية المواطنين إلى المشاركة في كل الفعاليات التي ستقام خلال شهر رمضان المبارك، وكسب الجوائز المتنوعة، والهدف من ذلك تشجيع التجار في سوق النبطية على العودة للعمل، وإعادة الروح إلى المدينة.

#زينة #وأمسيات #ثقافية #وفنية. #محاولات #لإعادة #الحياة #لسوق #النبطية #المدمر #ثقافة

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇

قد تهمك هذه المقالات