قصة الثورة السورية في 14 سنة..كيف أنهى السوريون حكم الأبد؟
اكتمل الحلم وتحققت الرؤى وصار الطريق أكثر وضوحاً، فقد وصل السوريون إلى يوم النصر بعد أن عاشوا في سنوات تيه وعذاب ويأس، عاشوا خلالها في إصرار وعزيمة كلحظة الشرارة الأولى في آذار الحرية، حينما كبروا تكبيرتهم الأولى وصرخوا في وجه المستبد، ولم يخلوا الطريق نفسه من انكسارات وهزائم وآلام، أجبر السوريون فيها على خوض أصعب المسالك وقاسوا أسوء المحن.
كان فجر 8 كانون الأول 2024، فجر الحرية التي سقط فيه الأبد إلى غير رجعة، وتنفس السوريون هواء بلادهم التي يحبونها كيفما كانت، وحتى ولو كانت مدمرة، يتذكرون في شوارع الأحياء والمدن المهدمة التي تحيط بدمشق ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش:
“يا دامي العينين و الكفين!
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل!
نيرون مات، ولم تمت روما…
بعينيها تقاتل!
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!”.
نعم بقيت دمشق، كما بقيت روما، بقيت سوريا بعد هروب طاغيتها تاركاً خلفه كل شيء، بعينيها تقاتل، والسوريون الذي ثاروا في آذار 2011، تغيرت نظرتهم عن الوطن والرئيس والحكومات ومجلس الشعب والجيش والمخابرات، تغير فلسفة السوريين عن كل الأمور، وصار بإمكانهم أن يستعيدوا ذاكرة أيامهم بيوميات ثورتهم وأحداثها وسنواتها العجاف.
في هذا التقرير سنمر على سنوات الثورة السورية، من أيامها الأولى إلى انتصارها، في سرد تاريخي لأبرز الأحداث والمجريات بين صعود وهبوط، أمل وانكسار، تحولات ومفترقات طرق، جمود سياسي وخرق عسكري، بمحاولة لتغطية أهم ما مر فيها.
2011.. الشرارة
تعد الثورات وحركات التمرد السياسية قليلة الحدوث على مر السنين، إلا أنها تشترك في عناصر المفاجأة ومساعي التغيير السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم تكن الثورة السورية بعيدة عن ذلك سوى أنها تأثرت برياح الثورات العربية، كما أن حدوثها كان أشبه بالصدمة بالنسبة للنظام الذي يرى نفسه منيعاً وللشعب الذي جرب البطش والمجازر والسجون على يد حافظ الأسد في أحداث الثمانينيات.
حافظ الأسد حكم ثلاثة عقود وأسس نظام حكم “جمهوملكي” أورث خلاله الحكم لابنه بشار عام 2000، واستمر في كتم أصوات السوريين بالعقد الرابع، وسط زيادة القبضة الأمنية وتفشي كل أنواع الفساد وحرمان السوريين من حقوقهم السياسية والمدنية، وغياب تام للحريات والأحزاب والعدالة الاجتماعية ونهب البلد على يد فئة صغيرة متغولة بقودة المخابرات والجيش والشرطة.
مهد الثورة
دعا ناشطون خارج سوريا إلى يوم غضب سوري على مواقع التواصل الاجتماعي في الجمعة الأولى من شهر شباط عام 2011 بمدينتي دمشق وحلب، إلا أنه لم يستجب لها أحد، وسط انتشار أمني كبير في دمشق.
وحاول عدد من الناشطين تثوير السوريين من خلال عملهم على توزيع المنشورات و”البخ” على حيطان بعض الأبنية في دمشق، شعارات تطالب بإسقاط النظام، إلا أن عدداً منهم أمثال معتز نادر وفراس الميحثاوي ألقي القبض عليهم ووضعوا في السجن دون أن يعرف أحد بحادثتهم.
وجاءت مظاهرات الحريقة في 17 شباط ثم وقفة الناشطين والمثقفين أمام السفارة الليبية في 22 من الشهر نفسه كمقدمات مهمة، إلا أن كتابات الأطفال على جدران المدرسة في درعا، حملت بعداً آخر إلا أنه لم ينتشر بشكل واسع في سوريا.
أعاد ناشطون سوريون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” الدعوة ليوم غضب سوري، وشاركت به منصة “رصد” المصرية، للتظاهر في يوم الثلاثاء 15 آذار 2011، وبالفعل لبى المئات من الشباب الدعوة وخرجوا من أمام الجامع الأموي في دمشق مروراً بسوق الحميدية وتعرضوا للاعتداء والضرب واعتقل عدد كبير منهم، وفي اليوم التالي دعا ناشطون مسيسون لمظاهرة في ساحة المرجة بدمشق مطالبين بالحرية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فاعتقل معظم من شارك بها.
في يوم الجمعة بتاريخ 18 آذار 2011، خرجت مظاهرة عارمة في درعا من جامع الحمزة والعباس لتعذر الخروج من الجامع العمري، وخرجت في الوقت نفسه مظاهرات في دمشق وحمص وبانياس ودير الزور، وقتل النظام أول شابين هما محمود جوابرة وحسام عياش، وبذلك حملت درعا اسم “مهد الثورة السورية” وأحد الأسباب في استمراريتها وانتشارها في عموم البلاد.
تثبيت الثورة
في 25 آذار 2011، ازدادت وتيرة الاحتجاجات في درعا، وانتشرت نقاط التظاهر في دمشق وريفها، حمص، حماة، اللاذقية، بانياس، دير الزور كانت المظاهرات سلمية، لكن قوات الأمن وجيش النظام استمرت في استخدام العنف المفرط، ما أدى إلى وقوع المزيد من القتلى والمصابين.
وفي محاولة لاحتواء الاحتجاجات، ألقى بشار الأسد خطاباً في مجلس الشعب يوم 31 آذار، تحدث فيه عن إصلاحات سياسية مزعومة، لكنه في الوقت ذاته وصف المظاهرات بأنها جزء من “مؤامرة” على نظام الحكم، متهماً المتظاهرين بالإرهاب.
خيّب خطاب بشار الأسد آمال السوريين الذين كانوا يأملون في إصلاح حقيقي، ما أدى إلى زيادة غضب الشارع وأعداد المتظاهرين وصولاً إلى المطالبة بإسقاط النظام بالكامل.
كانت المظاهرات السلمية قد أخذت انتشاراً أوسع، وبدأت آلة الأسد الإعلامية تسم المتظاهرين بالإرهاب، وفي 25 نيسان اقتحمت قوات النظام مصحوبة بالدبابات والمدرعات، عدة مناطق بينها درعا، دوما، معضمية الشام، حيث قامت بقمع المظاهرات واعتقال آلاف المتظاهرين.
الجمعة العظيمة.. محاولة الوصول إلى دمشق
زحف عشرات آلاف المتظاهرين من الغوطة الشرقية إلى ساحة العباسيين بدمشق في 22 نيسان 2011، وكان في انتظارهم الآلاف من قوات الأسد والقناصة عند سوق الهال – الزبلطاني ما أدى لمقتل العشرات من المتظاهرين
ولعل الأحدث الأبرز في تلك المرحلة، كانت مجزرة الساعة في حمص، بتاريخ 18 نيسان 2011، والتي قتل فيها النظام العشرات من السوريين، حيث لا يعرف عدد الشهداء، خصوصاً أن النظام قد سرق العديد من جثامين المصابين.
حمزة الخطيب.. رمز الثورة الأول
في أيار 2011، اعتقلت قوات النظام السوري الطفل حمزة الخطيب، وعذبته بشكل وحشي، وانتشرت صوره على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ما فجر غضب شعبي كبير ومظاهرات عارمة.
وفي الشهر نفسه 2011 هاجم جيش النظام مدينة بانياس واعتقل المئات من سكانها، كما ظهرت مقاطع فيديو توثق تعذيب المدنيين بأساليب وحشية وطائفية.
ظهر الشاب أحمد البياسي لينفي مزاعم النظام في خطوة كشف أكاذيب النظام المستمرة محلياً وعالمياً، ليتم اعتقاله لاحقاً، ثم أظهره النظام على قنواته ليكذّب الحدث وشائعة موته تحت التعذيب، ثم اختفى اسمه إلى الآن.
الضباط الأحرار
مع تزايد القمع ووضع الجيش في مواجهة الشعب، لم يعد أمام العديد من الضباط والعناصر في جيش النظام خيار سوى الانشقاق، ورفضهم لإطلاق النار على المتظاهرين، وفي مقدمتهم كان المقدم حسين الهرموش الذي انشق في حزيران عام 2011 وأسس “حركة الضباط الأحرار”، والتي كانت أول تشكيل مسلح يهدف إلى حماية المتظاهرين، وبعدها انشق العقيد رياض الأسعد وأسس “الجيش السوري الحر” في آب من العام نفسه ثم توالت الانشقاقات عن جيش النظام.
الاعتصام بالمدن
لم يتمكن سكان دمشق وحلب من الخروج بمظاهرات عارمة سوى في بعض النقاط والأحياء، إلا أن الوصول إلى الساحات العامة كان مستحيلاً، إلا أن مدناً أخرى تمكنت من ذلك وفي مقدمتها مدينة حماة في ساحة العاصي، والتي حشدت مليونية شهيرة ضمت مئات آلاف المتظاهرين الذين نادوا بإسقاط النظام وغنوا للحرية.
حاصر جيش النظام مدينة حماة من كل أطرافها بالدبابات والمدرّعات، وفي ساعات الفجر الأولى من يوم 31 تموز 2011 اقتحمت قوات النظام المدينة مع بداية شهر رمضان، لتشهد سوريا يوماً دموياً من الأشد قمعاً منذ بداية الثورة.
السياسة والثورة
عاشت الثورة السورية وضعاً سياسياً سيئاً، بسبب انعدام الحياة السياسية وعدم وجود حريات وصحافة ومجتمع مدني سوى الذي يعينه النظام، فلذلك كانت المعارضة السورية ضعيفة وغير متوافقة بشكل جيد، ومع ذلك أعلن عن تأسيس المجلس الوطني السوري في 2 تشرين الأول 2011 (أسوة بالمجلس الانتقالي الليبي) حيث كانت المعارضة تظن أن سقوط النظام وشيك جداً ولابد من ملء الفراغ السياسي فوراً.
ومع ذلك حصل المجلس على اعتراف العديد من الدول وأصبح لديه علاقات دبلوماسية مع دول مهمة مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية وبعض الدول العربية، لكنه فشل في تحقيق الأهداف المرجوة بسبب الصراعات الداخلية بين مكوناته والتنافس الدولي على المصالح في سوريا.
2012.. التمدد والسيطرة على المدن
لم يكن عام 2012 أفضل حالاً من ناحية القمع ودائرة العنف واستخدام النظام لآلة الحرب من أجل إيقاف ثورة السوريين، حيث اضطر النظام لقبول بعثة المراقبين العرب والتي فشلت كذلك في إيقاف قتل المتظاهرين واستمرار القصف والعنف ضد الشعب السوري.
مبادرة عربية.. رد عليها بدستور جديد
في 23 كانون الثاني، طرحت الجامعة العربية بالإجماع مبادرة تقضي بأن تبدأ المعارضة حواراً مع نظام الأسد، يسلم فيها بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه بالتعاون مع حكومة وطنية، رفض نظام الأسد المبادرة.
كان بشار الأسد في وادٍ آخر، حينما عمل على كتابة دستور جديد على مقاسه، وعقد استفتاءً عليه في 26 شباط 2012 بنتيجة 89.4 بالمئة نعم من أصوات المستفتين، إذ شكّكت الأمم المتحدة بنزاهة الأرقام ونتائج التصويت.
الزبداني وحمص
مع استمرار المظاهرات وتشكل نواة الجيش الحر من المنشقين وتسلح أبناء المدن بدأ عمليات التحرير لتكون الزبداني أول مدينة خارج سيطرة النظام في سوريا.
كما برز اسم حمص مع بداية الثورة السورية، وشكّلت حالة فريدة من نوعها بالأناشيد والرقصات في المظاهرات السلمية اليومية التي كانت تعيشها وتُبث على القنوات الفضائية.
اقتحم النظام السوري أحياء من حمص، بعد قصفها، ليكون السكان على موعد مع أولى المجازر الطائفية، حيث قُتلت بالسكاكين والحرق عائلات بأكملها، وسُجّلت أسماء ما لا يقل عن 22 شخصاً، من بينهم 7 سيدات إحداهن حامل و10 أطفال وعشرات الجرحى.
جنيف ومعالم الحل السياسي
اتفقت عدة دول على رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول أوروبية والجامعة العربية في مدينة جنيف السويسرية على مبادئ للحل السياسي في سوريا يتضمن مرحلة انتقالية عُرف بـ “جنيف 1″، إلا أن هذه الدول اختلفت على تفسير البنود ومصير بشار الأسد فيها.
اعتبرت واشنطن وحلفاءها أن الاتفاق يفسح المجال أمام مرحلة “ما بعد الأسد”، في حين أكدت موسكو وبكين أن تقرير مصير الأسد يعود للسوريين، وهو الأمر الذي يتمسّك به النظام.
إيران وحزب الله في مواجهة السوريين
منذ الأيام الأولى للثورة السورية، دعمت إيران وحزب الله اللبناني نظام بشار الأسد ضد السوريين، وفي عام 2012 بدأت التقارير التي تشير إلى تدخل “حزب الله” إلى جانب جيش الأسد في قمع السوريين، وفي أغسطس/ آب من العام نفسه فرضت الولايات المتحدة عقوبات على “حزب الله” بسبب دوره في الحرب، وما حمله من معالم طائفية لما تبعه من تدخل ميليشيات “شيعية” تقاتل إلى جانب النظام.
القاعدة والجهاديين
كان تدخل إيران وحزب الله وعمليات القتل اليومية وإهانة الرموز الإسلامية سبباً في قدوم الجهاديين من مختلف دول العالم لنصرة السوريين “المسلمين”، وكان من بينهم أبو محمد الجولاني الذي أسس مع مجموعة من رفاقه ما عُرف باسم “جبهة النصرة لأهل الشام” بدايات عام 2012، ثم صنفت الجماعة على قوائم الإرهاب الأميركية في آب من العام نفسه.
التخلص من خلية الأزمة
من المعروف بين السوريين أن النظام كان يتخلص ممن يشكك في ولائه أو لديه معلومات أكبر من حجمه بين كبار مسؤوليه، فعند اشتعال الثورة، أسس النظام خلية لقيادة الأزمة من كبار القيادات الأمنية والعسكرية والحزبية والسياسية بإشراف من قبل بشار الأسد، وفي 18 تموز من عام 2012، حدث انفجار مفاجئ في مكتب خلية الأزمة أدى لمقتل عدد من أبرز قياديها في ظروف غامضة، (رجح فيلم وثائقي لتلفزيون سوريا عرض في شباط 2025 أن النظام هو المتورط الأساس في العملية).
من أبرز من قتل في العملية معاون نائب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية حسن تركماني، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام الاختيار، ووزير الدفاع داوود راجحة، ورئيس الأركان آصف شوكت وأُصيب كل من وزير الداخلية محمد الشعار والأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان بجروح.
ومن المرجح أن النظام تخلص من شخصيات نافذة في النظام كانت تريد أن يكون لها دور بدون بشار الأسد، وعلى رأسهم صهر عائلة الأسد، آصف شوكت.
انشقاق أعلى رتبة
انشق الكثير من العسكريين والسياسيين والدبلوماسيين عن النظام، إلا أن أعدادهم كانت بشكل عام قليلة مقارنة بمن بقي بصفه، وكانت أكبر رتبة سياسية قد انشقت عن النظام، يحملها رياض حجاب رئيس مجلس الوزراء، وهو أعلى سلطة تنفيذية في البلاد بعد بشار الأسد، فيما أن التأثير السياسي في تركيبة النظام كان ضعيفاً، وهو ما يظهر شكل الدولة الأمنية في سوريا.
الائتلاف الوطني
ساهم التدخل العربي والإقليمي والدولي في عمل المجلس الوطني، مع الخلافات الداخلية لأعضائه بعدم تمكنه من مجاراة الحدث الميداني، فدعمت دول خليجية والولايات المتحدة تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تشرين الثاني عام 2012، والذي انبثق عنه حكومة مؤقتة، ونال اعترافاً دولياً بأنه ممثل شرعي للشعب السوري، وسط ترحيب شعبي واسع.
دخول دمشق والسيطرة على أجزاء من حلب
تمكنت فصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية من السيطرة على العديد من المعابر الحدودية وعدد من المدن الحدودية مع تركيا في الربع الأخير من عام 2012، وسبقها محاولات للسيطرة على أحياء من العاصمة دمشق في أحياء مهمة مثل المزة وكفرسوسة ونهرعيشة والميدان، إلا أنها باءت بالفشل.
من جانب آخر، دخلت فصائل الجيش الحر التي انطلقت من أرياف حلب باتجاه الأحياء الشرقية للمدينة فارضين السيطرة عليها، ما دفع النظام لقصف هذه الأحياء بكل أنواع السلاح بما في ذلك البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية التي هدمت جزءاً واسعاً منها.
2013.. معارك كبرى وخنجر في خاصرة الثورة
بدأت السنة بهجمات إسرائيلية موسعة هي الأولى من نوعها منذ عام 2007، إذ قصفت إسرائيل أسلحة مضادة للطائرات ومركز الأبحاث العلمية في جمرايا غربي دمشق.
وشهد عام 2013 توسعاً كبيراً برقعة المعارك، حيث شهدت مدن الرقة وريف الحسكة ودير الزور ودرعا والقنيطرة وريف دمشق إلى جانب أرياف إدلب وحماة وحلب واللاذقية، معارك كبيرة ضد قوات النظام، انتهت بسيطرة واسعة للفصائل على أجزاء واسعة من هذه المناطق بما فيها مركز محافظة الرقة لتكون أول مدينة خارجة عن سيطرة النظام تماماً في 4 آذار 2013.
اغتيال الشيخ البوطي
في عام 2011، قتل سارية ابن مفتي النظام السابق أحمد بدر الدين حسون، (اتُهمت فصائل معارضة بذلك، لكن بعد سقوط النظام أظهرت وثيق تثبت تورط النظام في ذلك).
بعد أقل من عام ونصف، وفي 21 آذار 2013 (يوافق عيد النيروز الكردي) اغتيل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مع عدد من طلابه في تفجير بجامع الإيمان بدمشق، في اغتيال حمل الكثير من الملابسات، خصوصاً أن الشيخ (ذو الأصول الكردية) من المساندين للنظام وكان من أبرز المقربين لحافظ الأسد.
حضور القمة العربية
بعد تشكيل الائتلاف الوطني، عقدت القمة العربية في الدوحة بـ 26 آذار 2013، وسلم كرسي سوريا إلى الائتلاف الوطني، وألقى أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الكلمة وإلى جانبه علم الثورة، في خطوة بارزة سياسياً وبدت بمثابة نقطة لا عودة، إلا أنها لم تتكرر فيما بعد.
تنظيم الدولة.. خنجر في ظهر الثورة
في 9 نيسان عام 2013 ظهر تسجيل صوتي منسوب إلى أبي بكر البغدادي، يعلن فيها أن جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الإسلامية وأعلن فيها فرع القاعدة في سوريا ودولة العراق الإسلامية، ودمجهم تحت مسمى واحد وهو “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، التي عرفت فيما بعد باسم “داعش”، إلا أن أبو محمد الجولاني رفض قرار البغدادي، واختلف الطرفان بشكل جذري ما أدى لنشوء معارك بينهما فيما بعد.
الحصار والتجويع
عاشت مناطق في سوريا، شهوراً صعبة جداً مع الحصار القاسي الذي واجه به النظام تلك المناطق اعتباراً من منتصف 2013، حيث عمل على تجويعها ومنع دخول الخبز إليها، ما اضطرهم لأكل لحم القطط والكلاب والحشائش، خصوصاً في منطقة مخيم اليرموك وجنوبي دمشق، والتي طالت مناطق مضايا والزبداني والغوطة الشرقية فيما بعد.
مجزرة الغوطة الكبرى
لم يكن النظام السوري لديه مشكلة في استخدام كل أنواع الأسلحة بما في ذلك السلاح الكيماوي، الذي كانت الولايات المتحدة تحذر من استخدامه، قائلة إنه خط أحمر، إلا أن النظام استخدمه ضد الغوطة الشرقية في 21 آب 2013، حيث قتل أكثر من 1144 شخصاً معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء، وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، وفق أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
3 ملايين طفل لاجئ
في أيلول من عام 2013، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الأطفال اللاجئين أو المشردين داخل سوريا وصل إلى ثلاثة ملايين وهم بحاجة لرعاية عاجلة، وهم محرمون من التعليم والطعام الآمن والرعاية النفسية.
تشكيل الجبهة الإسلامية
بعد إعلان تأسيس تنظيم الدولة، توافقت الفصائل الإسلامية في سوريا على توحيد عملها العسكري، وتشكيل “الجبهة الإسلامية”، ضمت كلاً من: “جيش الإسلام، وصقور الشام، وحركة أحرار الشام، ولواء التوحيد، ولواء الحق، وأنصار الإسلام، والجبهة الإسلامية الكردية؛ وصل قوامها إلى نحو 70 ألف مقاتل وتهدف لإسقاط النظام السوري، وتأسيس دولة بمرجعية إسلامية.
كان هذا الكيان أكبر تكتل عسكري في مواجهة النظام السوري، وتنظيم الدولة، خصوصاً أن بعض الفصائل فقدت الكثير من مقاتليها إلى صفوف “داعش”.
2014.. قيصر وخلافة داعش
أكبر عملية توثيق لمعتقلين قضوا تحت التعذيب
فاجئت صور “قيصر” السوريين، وأحدثت صدمة في نفوس الكثيرين من ذوي المعتقلين الذين فقدوا أبناءهم تحت التعذيب في معتقلات وسجون النظام السوري مطلع عام 2011.
كان قيصر هو الاسم الوهمي للمساعد أول في قسم الأدلة بالشرطة العسكرية بدمشق، وتمكن من تسريب 55 ألف صورة لـ 11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب في أقبية السجون والمعتقلات، وعرض هذه الصور على العالم في شهادة أمام الكونغرس الأميركي، بعد تشكيل فريق تحقيق تأكد من صحة التقرير المسربة.
روج آفا
وشكل حزب الاتحاد الديمقراطي بالتعاون مع فصائل كردية محلية ما عرف بـ “روج آفا” وهو الاسم الذي أطلق على المناطق التي كانت تحت سيطرته بعد انسحاب النظام السوري منها، وأعلنوا عن كتابة دستور مؤقت في كانون الثاني عام 2014.
شكلت هذه الخسائر الاستراتيجية في مناطق الشمال والشمال الشرقي، معضلة كبيرة بالنسبة للثورة السورية، فقد تعددت الجهات التي تواجه فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية، إلى جانب مواجهتهم مع النظام.
إعلان الخلافة
في 29 حزيران من العام نفسه، أعلن أبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم الدولة في أول أيام رمضان، قيام دولة الخلافة، وكسر الحدود بين سوريا والعراق في إصدار مرئي، وفي منتصف حزيران سيطر على محافظة الرقة في سوريا ومناطق عديدة في محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية ومناطق شاسعة من محافظة حلب.
ظهر أبو بكر البغدادي على منبر جامع الكبير “الحدباء” بالموصل العراقية، في 5 تموز 2014 معلناً تنصيبه خليفة على المسلمين، داعياً المسلمين لطاعته، حاثاً أنصاره على الجهاد.
وكانت تلك المرحلة من أقسى المراحل على الثورة السورية، حيث جذب التنظيم انتباه العالم، وارتكب مجازر مروعة بحق المسلمين قبل غيرهم، وأصدر مقاطع مرئية في غاية التوحش، ما تسبب بتشكيل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة للحرب على الإرهاب.
المقر رام حمدان.. اغتيال قادة الأحرار
حركة أحرار الشام الإسلامية كانت واحدة من أقوى الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا خلال السنوات الأولى من الثورة، وكان لها نفوذ واسع خاصة في الشمال السوري، وكانت تمثل كتلة صلبة في مواجهة تنظيم الدولة والنظام.
في 10 أيلول 2014، تعرض 45 قائداً في الصف الأول والثاني بالحركة للاغتيال في مقر الحركة بتفجير غامض، اتهم بتنفيذه كل من النظام والتنظيم، وكان نقطة تحول كبيرة بالنسبة للثورة السورية والحركة، فقد خلالها الفصيل نخبة قادتها.
2015.. روسيا تغزو سوريا
شكل عام 2015 بدء مراحل التراجع العسكري للثوار على الأرض، حيث خسرت الثورة الكثير من متكسباتها الميدانية، ولم تفلح الدول بالوصول إلى حل سياسي أو عسكري يوقف شلال الدم، فقد عُين ستيفان ديمستورا مبعوثاً أممياً، بعد فشل كل من كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي في المهمة نفسها وتقديم الاستقالة.
إدلب بيد الثوار
ومع الخسائر الميدانية، جاءت معركة “تحرير إدلب” كبارقة أمل بالنسبة للثوار والفصائل الإسلامية، حيث شكلت قوة ضاربة باسم “جيش الفتح”، تمكنت من السيطرة على إدلب بتاريخ 24 آذار 2015، وسيطرت على مركز المدينة، وسط حديث عن إمكانية التمدد نحو حلب أو حماة، إلا أن الواقع الدولي لم يسمح بذلك.
التدخل العسكري الروسي
رغم التدخل العسكري الإيراني والميليشيات الطائفية في سوريا فشل النظام في كسر الثورة السورية وإفشالها، ما أدى لتدخل روسيا عسكرياً، إحدى أقوى الدول العظمى في العالم.
في 30 أيلول 2015، بدأت روسيا بقصف جوّي على مواقع الثوار في ريف حماة، وازدادت وتيرة القصف تدريجياً لتشمل جميع المناطق المحررة، ولم يستثنِ القصف الروسي الأحياء السكنية، بل كانت هي الأكثر تعرضاً للقصف، ما زاد من عدد المهجرين والنازحين واللاجئين في الخارج.
السوريون غرقى البحر
أدى العنف المستميت من قبل النظام للجوء الكثير من السوريين إلى خارج تركيا، وركوب عدد كبير منهم في البحر، حيث تجاوز عدد اللاجئين السوريين نهاية عام 2015، أكثر من 850 ألف شخص.
ومن بعدها زادت وتيرة الهجرة واللجوء باتجاه الدول الأوروبية، وغرق في البحر الكثير من السوريين، ما تسبب بأزمة إنسانية إضافية، واشتهرت أكثر من غرق الطفل إيلان الكردي في أيلول من العام نفسه.
تأسيس قسد.. الخاصرة الشرقية المسلوبة
تأسست قوات سوريا الديمقراطية “قسد” عام 2015، كتطور لقوات الحماية الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعد امتداداً لحزب العمال الكردستاني في تركيا.
دعمت الولايات المتحدة تأسيس قسد عام 2015، بهدف قتال تنظيم الدولة والسيطرة على مساحات واسعة من مناطق شمال شرقي سوريا، ضمت هذه القوات فصائل عربية وسريانية، إلا أن القوة الضاربة والقرار الفصل كان فيها للوحدات الكردية، الأمر الذي يثير حفيظة تركيا من ذلك الوقت.
الهيئة العليا للتفاوض
في شهر كانون الأول عام 2015، شهدت العاصمة السعودية الرياض تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات، التي أصبحت المظلة الأبرز للمعارضة السورية في المحافل الدولية. كان الهدف من تشكيلها هو توحيد صفوف المعارضة السياسية والمسلحة استعداداً للدخول في مفاوضات مع النظام السوري تحت إشراف الأمم المتحدة.
مجلس الأمن.. القرار 2254
لم ينته عام 2015، قبل أن يتبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2254 المتخذ بالإجماع في 18 كانون الأول 2015، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتوصّل إلى تسوية سياسية في سوريا، تقضي في نهاية المطاف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف أممي في غضون 18 شهراً، يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية وعودة اللاجئين.
اغتيال زهران علوش
مثل جيش الإسلام القوة الضاربة لفصائل الجيش الحر على تخوم العاصمة دمشق، كما كان له انتشار كبير في عدة محافظات، بقيادة زهران علوش، الذي كان صاحب كاريزما قوية رغم الجدل الذي أثير حوله أيضاً، إلا أن قتاله لتنظيم الدولة وخوضه لمعارك مهمة ضد النظام زاد من شهرته.
وفي 25 كانون الأول 2015، اغتيل بغارة جوية روسية استهدفته وبعض قياديي جيش الإسلام في الغوطة الشرقية.
وبعد مقلته اندلع صراع واسع بين قيادات الفصائل في الغوطة الشرقية، لم ينتهِ إلا بخسارة الأرض وتهجير السكان.
2016.. الدفع نحو التهجير
حوصرت الكثير من المناطق في سوريا، وعمل النظام على تطويقها ومنع دخول الطعام والأدوية وقطع الأساسيات من مياه وكهرباء عنها، ما جعلها في وضع صعب للغاية، إلى جانب القصف اليومي والاستهداف المتعمد للمناطق السكنية.
سياسة أرض محروقة
اعتمدت روسيا على تكتيك الأرض المحروقة، والذي شمل القصف العشوائي والمكثف بالطائرات والصواريخ الباليستية، كما ركز على تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق.
وفي النهاية بدأت روسيا بفرض اتفاقيات التهجير القسري وانتزاع السوريين من بيوتهم، ما تسبب بنقل عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين إلى مناطق شمال غربي سوريا.
وشمل التهجير في 2016 كلاً من داريا ، قدسيا والهامة، معضمية الشام، خان الشيح، التل، كما شمل التهجير أحياء مدينة حلب الشرقية بعد معارك ضارية انتهت بالتهجير القسري لأكثر من 45 ألف شخص.
انتخابات على وقع الحرب
لم يكن النظام يعبأ بما يجري في سوريا، فقد كتب دستوراً جديداً وأجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية والشعب السوري نصفه بين مهجر ونازح ومعتقل والنصف الآخر في وضع اقتصادي متردي، ومع ذلك استمر في مسرحياته الانتخابية، وكان من بينها الانتخابات التشريعية في 2016، والتي نالت نقداً دولياً لاذعاً، خصوصاً أن محافظات كاملة كانت خارج سيطرة النظام.
عملية درع الفرات.. تركيا تدخل المشهد
تدخلت تركيا عسكرياً لأول مرة في سوريا في آب عام 2016، بمشاركة الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر، بهدف طرد تنظيم داعش ومنع تمدد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) غرب الفرات.
بدأت العملية بالسيطرة على جرابلس، ثم توسعت إلى الراعي ودابق، وانتهت بمعركة الباب، التي كانت آخر وأقوى معاقل داعش في المنطقة.
2017.. استمرار التهجير واختراع أستانا
لم يكن عام 2017 سوى استمراراً للوضع الإنساني الصعب، مع استمرار القصف والاستهداف والحملات العسكرية التي يقودها النظام وروسيا وإيران وحزب الله ضد السوريين، الأمر الذي ألقى بظلاله على مجريات الأحداث الميدانية والسياسية والعسكرية أيضاً.
محادثات أستانا
كانت محادثات أستانا من أسوء ما يكون على الثورة السورية، فقد جمعت مدينة أستانا في كازاختستان بتاريخ 23 كانون الثاني 2017، روسيا وإيران والنظام من جهة وتركيا والمعارضة السورية من جهة أخرى، على طاولة المفاوضات ونشوء ما عرف بمناطق خفض التوتر، الأمر الذي أفقد اتقاق جنيف الكثير من أهميته باعتباره المحطة الرئيسية للتفاوض.
ومن خلال أستانا تمكنت روسيا ومعها النظام وإيران من قضم الكثير من المناطق عبر خرق وقف إطلاق النار والتمدد عسكرياً دون أي يكون هناك أي رادع دولي.
تهجير أحياء من دمشق والوعر
استمرت عمليات التهجير في عدة محافظات سورية، فقد شملت وادي بردى بريف دمشق عام 2017، وأحياء دمشق الشرقية مثل برزة والقابون وحي تشرين، كما تضمنت حي الوعر بحمص، واتفاق تهجير المدن الأربع الذي يشمل مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، ثم ضمّ مخيم اليرموك جنوبي دمشق في نيسان عام 2017.
الكيماوي من جديد
شنّ النظام السوري العديد من الهجمات الكيماوية بعد مجزرة الغوطة وسحب السلاح منه، إلا أن أكثرها قوة بعد هجوم الغوطة الشرقية كان الهجوم على مدينة خان شيخون بريف إدلب في 4 أبريل/ نيسان 2017، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 100 سوري جُلّهم من الأطفال، ووقع نحو 400 مصاب باستخدام غاز السارين.
قصف أميركي
أحدث الهجوم الكيماوي على خان شيخون ضجة دولية، أدّت إلى قصف الولايات المتحدة مطار الشعيرات العسكري بمحافظة حمص بـ 59 صاروخاً، في أول استهداف من قبل واشنطن لقوات النظام، لكن ذلك لم يُحدث أي فارق على الأرض سوى حفظ وجه الولايات المتحدة، التي سبق أن حذّرت نظام الأسد من استخدام الكيماوي اعتباراً من عام 2011.
2018.. أكبر عملية تهجير
هجّر نظام الأسد وروسيا وإيران العديد من أبناء المدن والقرى، لكن الغوطة الشرقية بقيت تعاند الحصار حتى عام 2018، ورغم الوضع الداخلي الصعب والاقتتال الفصائلي، إلا أن السكان كانوا مصرّين على الاستمرار في الثورة حتى النصر ومهما كلف الثمن.
أعاد نظام الأسد بدعم روسي وإيراني شنّ عمليات عسكرية هي الأوسع على الغوطة، وهي مقسمة لـ 3 قطاعات بين الفصائل، واستخدم النظام وحلفاؤه ضد سكان الغوطة كل أنواع الأسلحة، بما فيها الكيماوي مجدداً في آذار 2018، فعقدت روسيا 3 اتفاقات منفصلة مع أحرار الشام في حرستا، وفيلق الرحمن في القطاع الأوسط وجوبر، وجيش الإسلام في دوما، تهجر على إثرها 158 ألف شخص من سكان الغوطة باتجاه الشمال، في أكبر عملية تهجير مباشر بتاريخ سوريا.
قصف دولي على النظام
بعد استخدام النظام السوري للكيماوي في دوما، نفذت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هجوماً صاروخياً استهدف مواقع عسكرية رئيسية للنظام، من أبزرها، (البحوث العلمية ومطاري المزة والضمير، ومخزن للأسلحة الكيميائية في ريف حمص).
الهجوم لم يؤثر بشكل جوهري على قدرات النظام، لكنه وجه رسالة دولية بخصوص تجاوز “الخطوط الحمراء” باستخدام الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي بدا للسوريين أن استخدام أي سلاح ممكن ما عدا السلاح الكيماوي.
تكثيف الهجمات الإسرائيلية
شهدت سوريا خلال عام 2018 تصاعداً في الغارات الإسرائيلية والأجنبية التي استهدفت مواقع النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
استهدفت إسرائيل (10 أيار) مواقع إيرانية داخل سوريا بـ 60 صاروخاً أطلقتها 28 مقاتلة، بعد قصف إيراني للجولان المحتل.
في 17 أيلول، أسقطت الدفاعات السورية طائرة روسية عن طريق الخطأ أثناء تصديها لغارات إسرائيلية في اللاذقية، مما أدى إلى توتر دبلوماسي بين موسكو والنظام.
تهجير درعا
وفي 15 تموز 2018، انطلقت أولى قوافل التهجير من جنوب سوريا وتحديداً من أحياء درعا البلد (حي المنشية) التي حاصرتها قوات النظام السوري من كافة الاتجاهات وأجبرت على النزوح والتهجير القسري إلى الشمال السوري، ما أدى إلى تهجير أكثر من 11 ألف شخص.
2019.. قضم مدن الثورة
لم يشهد العام 2019 أي تقدم على الصعيد السياسي بل بدا بما يشبه الوضع المجمد دولياً، وجاءت الأزمة الاقتصادية لتنقل الناس إلى وضع معيشي أسوء بعد سنوات من الاقتيات على اقتصاد الحرب الذي يزيد من نسب الدولار في الأسواق المحلية.
خروقات النظام المستمرة
رغم تشتيت المعارك جغرافياً، إلا أن النظام نجح بدعم روسي، في تحقيق مكاسب مهمة، على الأرض من أبرزها السيطرة على كامل ريف حماة الشمالي وخان شيخون في شباط 2019، وسيطر على مناطق في شرق الفرات بتشرين الأول من العام نفسه، ثم استكمل معركة ريف حماة من خلال تأمين الطريق الدولية بين دمشق وحلب واللاذقية حيث تقدم في ريف إدلب الجنوبي حتى تخوم معرة النعمان، الأمر الذي أدى إلى حركة نزوح هائلة نحو المخيمات على الحدود السورية التركية.
إنهاء تنظيم الدولة في سوريا
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية النصر التام على تنظيم داعش بعد سقوط آخر معاقله في 23 آذار 2019، إثر هجوم واسع شنته على منطقة الباغوز التي كان يتحصن بها، مؤكدة خسارة أراضيه في سوريا 100 في المئة.
الضربات الجوية الإسرائيلية
لم تتوقف إسرائيل عن الضربات الجوية التي شملت معظم الأراضي السورية وامتدت في بعضها إلى أقصى الشمال الشرقي في البوكمال تحت عنوان تقليم النفوذ الإيراني في سوريا، غير أن التركيز الأكبر لهذه الضربات توجه نحو المنطقة الجنوبية بما فيها العاصمة دمشق، بالإضافة إلى المنطقة الوسطى والساحلية التي شهدت عشرات الغارات الإسرائيلية في استهداف مباشر لإيران وأذرعها وتحصيناتها ومستودعات ذخائرها على الأراضي السورية.
الساروت.. رحيل الأيقونة
وُلد عبد الباسط الساروت عام 1992 في حمص، وكان حارس مرمى نادي الكرامة ومنتخب سوريا للشباب، قبل أن يصبح أحد أبرز قادة المظاهرات السلمية في الثورة السورية ومنشديها المميزين.
بعد تحول الحراك إلى العمل المسلح، حمل السلاح ودافع عن حمص خلال حصارها، وفقد ثلاثة من أشقائه في المعارك. بقي صوته رمزاً للثورة بأغانيه الحماسية.
في حزيران 2019، أصيب في معركة بريف حماة، ليعلن خبر مقتله ما شكل صدمة كبيرة للثوار، حيث نُعِي في سوريا وخارجها، كأحد أبرز أيقونات الثورة السورية.
بداية الأزمة الاقتصادية
شهد عام 2019 أسوأ انهيار اقتصادي في سوريا منذ بداية حرب النظام، حيث انهارت الليرة السورية من 580 إلى قرابة 1000 ليرة للدولار، وسط أزمات وقود خانقة وعجز مالي متزايد للنظام. تزامن ذلك مع إقرار قانون قيصر وتشديد العقوبات، مما أدى إلى انكشاف الاقتصاد السوري، خاصة مع توقف الدعم الإيراني واستحواذ الحلفاء على موارد استراتيجية كالموانئ والغاز والفوسفات.
2020.. النظام يهجر المزيد
شهد العام 2020 عشرات الهجمات الإسرائيلية الجوية والصاروخية على مواقع تابعة لقوات النظام والحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، وتهجير مئات آلاف المدنيين من بيوتهم في مناطق شمال غربي سوريا.
السيطرة على معرة النعمان وسراقب
استعاد النظام السيطرة على معرة النعمان (28 كانون الثاني) وسراقب (8 شباط)، إضافة إلى أجزاء من ريف حلب الشمالي ( 16شباط)، مما مكنه من تأمين طريق M5 الاستراتيجي.
في 28 شباط، أدى قصف جوي إلى مقتل 33 جندياً تركياً، ما أشعل توتراً كبيراً بين أنقرة ودمشق. لاحقاً، بدأت تركيا بسحب نقاط المراقبة المحاصرة من قبل النظام، بدءاً من مورك (20 تشرين الأول)، حتى انسحبت بالكامل من تل الطوكان والعيس (17 كانون الأول).
دخول قانون قيصر حيز التنفيذ
في 17 حزيران، دخل “قانون قيصر” للعقوبات الأميركية على النظام السوري حيز التنفيذ، والذي يتضمن حزمة كُبرى من العقوبات على أفراد ومؤسسات النظام السوري الاقتصادية، وما قد يناظرها من شركات وأفراد مرتبطين به أو متعاملين معه أو داعمين له، أراد هز البنية المركزية لعصب النظام السوري وداعميه، عبر وضع قيود على حركة الأموال والأعمال الاقتصادية التي ييسرها أو يتبادلها النظام السوري لتأمين حاجاته الاقتصادية خلال الحرب.
كورونا تحصد أرواح السوريين
رغم كل الأهوال التي حلت بالسوريين، جاء وباء كورونا ليزيد من معاناتهم، فقد تفشى فيروس كورونا في سوريا وسط تعتيم حكومي وإعلامي، حاصداً الكثير من الأرواح بدرجة أعلى عما تعلنه السلطات المحلية.
وكان القطاع الطبي في سوريا يعاني نتيجة الفساد، كما أن حرب النظام أدت إلى افتقار المعدات اللازمة للكشف عن الفيروس، بالإضافة إلى وجود ملايين الأشخاص الذين أصبحوا عرضة للفقر والنزوح وكذلك الكورونا، إذ لم يكن هناك أي إحصائية تكشف الأعداد الدقيقة للذين توفوا بسبب الفيروس.
2021.. حصار وتسويات
غارات إسرائيلية متواصلة بموافقة روسية ضمنية
لم تتوقف إسرائيل خلال سنة 2021 عن ضرب الأهداف الإيرانية وأماكن وجود حزب الله والقوات التابعة للنظام السوري موقعة خسائر كبيرة، كما حصل في آخر ضرباتها لشحنة أسلحة إيرانية مخزنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية، في ثاني استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ عام 2011.
سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نيفتالي بينيت لم تختلف عن سلفه بنيامين نتنياهو بشأن الضربات الجوية على المواقع الإيرانية في سوريا، وكان بينيت اجتمع في مدينة سوتشي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد الاجتماع مع بوتين قال بنيت: “وجدت لدى الرئيس بوتين أذناً مصغية لاحتياجات إسرائيل الأمنية”، مضيفاً: “ناقشنا الوضع في سوريا بالطبع.. بطريقة ما الروس هم جيراننا في الشمال (سوريا)، ومن المهم أن ندير الوضع الدقيق والمعقّد هناك بسلاسة ودون وقوع حوادث”.
انتخابات.. مسرحية جديدة
أجرى نظام الأسد في مناطق سيطرته انتخابات رئاسية، هذه الانتخابات التي وُصفت بالمسرحية، أدت لفوز بشار الأسد رئيساً بنسبة أكثر من 95% من أصوات الناخبين، ولاقت ردوداً منددة من الدول الغربية حيث أصدر وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بياناً مشتركاً سبق الانتخابات قالوا فيه إن “الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة”، في حين وصفت المعارضة السورية تلك الانتخابات بـ”المسرحية”.
درعا.. حصار وتسوية جديدة
في يونيو 2021، فرض النظام حصاراً خانقاً على درعا استمر قرابة شهرين، بعد رفض الأهالي المشاركة في الانتخابات الرئاسية واستمرار المظاهر الثورية. تصاعدت المواجهات بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة، والمعارضة المحلية من جهة أخرى، تزامناً مع مطالبة الجنرال الروسي أسد الله بتسليم 200 قطعة سلاح مقابل إخراج اللجان الأمنية من المدينة.
رفض الأهالي الشروط الروسية، مما دفع النظام إلى حشد قوات الفرقة الرابعة وبدء هجوم عسكري واسع استُخدمت فيه راجمات الصواريخ. انتهت المعارك بتسوية جديدة تضمنت إنشاء 9 حواجز أمنية داخل درعا، وسحب بعض الأسلحة الفردية، مما عزز قبضة النظام والروس على المدينة، مع استمرار التوتر الشعبي والمقاومة ضد وجوده.
مظاهرات منبج
شهدت مدينة منبج في شهر حزيران احتجاجات عنيفة بسبب حملات التجنيد الإجباري التي تقوم بها وحدات حماية الشعب. وتظاهر الآلاف من أبناء العشائر العربية ضد ما سموه “التمييز العنصري ضد العرب والتجنيد الإلزامي”، كما شهدت المدينة إضراباً عاماً. مما دفع “مجلس منبج العسكري” إلى فرض حظر تجوال في المدينة، لمدة 48 ساعة. نتيجة لتصدي قوات “قسد” للمظاهرات السلمية بالرصاص الحي قتل 8 أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرين، نتيجة لذلك تم عقد اجتماع بين وجهاء العشائر في المنطقة مع ممثلين عن “الإدارة الذاتية” لبحث تطورات الأوضاع، واتفق الطرفان على وقف العمل بحملة الدفاع الذاتي في منبج وريفها وإحالتها للدراسة والنقاش، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة للتحقيق بالحيثيات التي تم فيها إطلاق النار ومحاسبة كل من كان متورطاً بذلك.
إلغاء منصب الإفتاء
ألغى مرسوم لبشار الأسد، منصب “مفتي الجمهورية” في منتصف تشرين الثاني، في سابقة اعتبرها رجال دين وناشطون خطيرة تهدد الهوية والديمغرافيا السورية بالإضافة إلى إلغاء دور الأكثرية السنية في مجالي الأوقاف وقوانين الأحوال الشخصية، ونص المرسوم على إلغاء المادة رقم 35 من القانون الذي ينظم عمل وزارة الأوقاف ويُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية، في حين تم تعزيز دور ما يسمى “المجلس العلمي الفقهي” في وزارة الأوقاف الذي كان حسون عضواً فيه.
وانتقلت كل صلاحيات المفتي إلى المجلس الذي يضم أعضاء من كل الطوائف، بما فيها العلويون والدروز والإسماعيليون، وحَصَر المرسوم، إصدار الفتاوى “المسندة بالأدلة الفقهية الإسلامية المعتمدة على الفقه الإسلامي بمذاهبه كافة”.
إلى ذلك أعلن المجلس الإسلامي السوري المعارض انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية، في رد منه على قرار النظام، الأمر الذي لقي ترحيباً واسعاً من السياسيين والناشطين السوريين وكذلك معظم الكيانات والفصائل العسكرية.
2022.. نظام الكبتاغون
هجوم غويران
يُعد هجوم تنظيم “داعش” على سجن “غويران” الواقع في مدينة الحسكة من أعنف الهجمات التي شنّها التنظيم خلال عام 2022 وتحديداً يوم العشرين من شهر كانون الثاني، حيث أدى ذلك لمقتل حوالي 140 مقاتلاً من قوات قسد
خسر التنظيم 374 عنصراً بين المهاجمين والفارين. رغم ذلك، تمكن نحو 800 سجين من الفرار خلال الاشتباكات، بينما لا تزال الأعداد الدقيقة غير معروفة.
النظام.. مافيا مخدرات
اشتهر النظام السوري بأنه أحد أكبر تجار المخدرات في العالم، فعمل بالشراكة مع إيران و”حزب الله” على غزو الأردن والخليج بشكل خاص، ودول العالم بشكل عام، بحبوب الكبتاغون، حتى صار هناك أكبر منظمة مخدرات في العالم يقودها رئيس دولة، مشكّلاً خطراً أمنياً على العالم وليس على سوريا فقط.
قُدّرت أرباح قطاع المخدرات السورية بأكثر من 10 مليارات دولار، يشرف عليها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، وتمثل 80% من حركة التهريب العالمية، حيث صار يشبه نظام الأسد بالكارتلات المكسيكية والكولومبية الذين كانوا ينتجون المخدرات بالأطنان ويصدّرونها لأمريكا والعالم.
محاولات تطبيع
مسؤولين من النظام وتركيا أجروا لقاءاتٍ متعددة خلال 2022، لقاء مهم جمع وزير الدفاع (حينها) التركي خلوصي أكار مع نظيره في النظام علي محمود عباس بالعاصمة الروسية موسكو، في محاولة لتطبيع العلاقات بين النظام وأنقرة بعد قطيعة دامت 11 عاماً.
الاقتصاد في تأزم
مثل الحدث الأبرز في تدهور الليرة السورية التي سجّلت مستوياتٍ غير مسبوقة أمام الدولار الأميركي بعدما تجاوزت عتبة الـ 6 آلاف أمام الدولار الواحد خلال شهر كانون الأول 2022، ما أدى إلى مزيدٍ من الفقر والبطالة في البلاد.
2023.. زلزال وتعويم الطاغية
الزلزال المدمر
أصيب الشعب السوري بحروب ودمار وتهجير وقتل وتعذيب وشتات، وكان الزلزال المدمر بمثابة الكارثة المضافة إلى كل عذاباته، ففي فجر يوم الاثنين 6 شباط 2023، ضرب زلزال مدمّر جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، تبعه آخر بقوة 7.6 درجات، شعر به ملايين السكان.
تسبّب الزلزال في دمار عشرات المدن والقرى بكلا الدولتَين، قُتل على إثره 53 ألفًا و537 شخصًا، بينما أُصيب 107 آلاف و213 آخرين (بينهم أكثر من 5 آلاف و900 سوري وقرابة 20 ألف مصاب)، وتضرر منه أكثر من 14 مليون إنسان في كلا البلدَين.
بشار الأسد.. التعويم بالزلزال
استغل بشار الأسد كارثة الزلزال المدمر، وعمل على تنشيط ما يسمّى بـ”دبلوماسية الكوارث” بدعم من الإمارات وروسيا ودول عربية أخرى، حيث وُجّهت إليه المساعدات في الوقت الذي تركز الزلزال بالأساس في مناطق سيطرة الثوار، الذين بقوا دون مساعدات لعدة أيام بسبب إغلاق المعابر وانتظار قرار دولي يسمح بدخولها بعد موافقة النظام.
في خضمّ ذلك، بدأت دول عربية في مقدمتها السعودية العمل على تطبيع علاقتها مع النظام السوري بحجّة مساعدة السوريين، وسبق ذلك محادثات مع حليفته إيران، الأمر الذي انتهى بتطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، وبعدها تطبيع علاقات الرياض مع نظام الأسد، ومن ثم تسهيل حضوره القمة العربية المنعقدة بجدة في 19 مايو/ أيار 2023، رغم كل الجرائم التي ارتكبها بحقّ السوريين.
حراك السويداء
تسبّب الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة نظام الأسد بزيادة الخنق الشعبي ضده، خصوصاً بين مواليه، إلا أن السويداء فضلت من بداية الثورة أن تجنّب أبناءها الذهاب للقتال مع جيش الأسد ضد الشعب، في اتفاق غير معلن مع المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
في 16 آب 2023، أعلن بشار الأسد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 100%، وزيادة أسعار الوقود بنسبة تتجاوز الـ 200%، الأمر الذي فجّر مظاهرات واسعة في عدة محافظات، على رأسها درعا والسويداء.
2024.. ردع عدوان صار انتصاراً
شهدت سوريا جموداً سياسياً، حيث لم تحقق المفاوضات أي تقدم يذكر، بينما استمر النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون في خرق اتفاق وقف إطلاق النار شمال غربي البلاد، متسببين في مقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف إلى الحدود التركية.
في فجر 27 تشرين الثاني 2024، أعلنت هيئة تحرير الشام، أحرار الشام، والجبهة الوطنية للتحرير عن بدء عملية “ردع العدوان”، حيث شنت الفصائل المعارضة هجوماً منسقاً على مواقع النظام في ريف حلب الغربي، في أول اختراق عسكري فعلي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار التركي-الروسي عام 2020.
العملية كانت مباغتة وسريعة، حيث تزامن الهجوم مع تنفيذ موجات من التفجيرات الانغماسية داخل خطوط الدفاع الأولى للنظام، مما تسبب في انهيار مراكزه الأمنية بشكل سريع.
في اليوم الثالث من العملية تمكن المقاتلون بشكل مفاجئ من دخول مدينة حلب، وسط انهيار سريع لقوات النظام، وتخلي عدد كبير من الجنود عن مواقعهم دون قتال يُذكر، وتم تحرير آلاف المعتقلين الذين أمضوا سنوات طويلة في زنازين الأسد، وبينهم شخصيات بارزة من النشطاء والثوار.
بعد إحكام السيطرة على حلب، بدأ المقاتلون في التقدم جنوباً باتجاه حماة، حيث انهارت القوات الموالية للنظام بسرعة غير متوقعة. في هذه المرحلة، بدأ النظام بإطلاق نداءات استغاثة لحلفائه، لكن روسيا وإيران اكتفتا بتنفيذ غارات جوية متفرقة على مناطق الاشتباكات، دون أي تدخل بري لإنقاذ الأسد.
بحلول اليوم السابع، تمكنت المعارضة من تحرير مدينة حماة بالكامل، بما في ذلك مطار حماة العسكري وسجن حماة المركزي، وأصبحت الطريق مفتوحة باتجاه حمص، التي بدأت فيها تحركات داخلية مساندة للثوار، خاصة في مدينتي الرستن وتلبيسة.
بالتزامن مع انهيارات النظام في الشمال، أعلنت فصائل من درعا، القنيطرة، والسويداء عن تشكيل “غرفة عمليات الجنوب”، حيث تمكنت خلال ساعات من السيطرة على معظم مناطق الجنوب السوري، وسط انسحاب سريع لقوات النظام نحو دمشق والساحل.
مع انسحاب معظم قوات النظام نحو الساحل، دخل الثوار العاصمة دمشق من جهتي الجنوب والشمال، حيث اقتحموا أهم المراكز الحكومية والعسكرية، وتمكنوا من تحرير سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون رعباً ووحشية في العالم.
في الساعة 05:08 فجراً، بدأت مآذن دمشق بالتكبير، معلنة سقوط نظام الأسد رسمياً، بعد أن هرب بشار الأسد وكبار قادته إلى جهة مجهولة، تبين فيما بعد أنها إلى روسيا.
وبذلك انتهت 14 سنة من الثورة السورية، بانتصارها وسقوط النظام، وهروب بشار الأسد تاركاً مقاتليه وجنوده إلى مصيرهم، وتنفس السوريون هواء الحرية بعد سنوات طويلة من التهجير والقتل والاعتقال والتعذيب والجراح، تكللت بنصر كبير لثورة شعبية بدأت سلمية ثم خاضت حرباً ضروساً تدخلت بها القوى العظمى بالعالم.
#قصة #الثورة #السورية #في #سنة..كيف #أنهى #السوريون #حكم #الأبد
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.