جاري التحميل الآن

حرية وزينة وتكريزة.. رمضان السوريين بنكهة مختلفة هذا العام رغم التحديات

حرية وزينة وتكريزة.. رمضان السوريين بنكهة مختلفة هذا العام رغم التحديات

حرية وزينة وتكريزة.. رمضان السوريين بنكهة مختلفة هذا العام رغم التحديات

[ad_1]

ينتهي اليوم المعروف بـ”يوم الشك”، معلناً غروب آخر شمس قبل بدء الصيام، وذلك بعد أسبوعٍ حافلٍ باستعدادات السوريين، كما هو الحال في سائر بلاد المسلمين، لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث تنشغل العائلات السورية خلال هذه الأيام بشراء المؤن وتحضير المفرزات وتزيين المنازل وتنظيفها، ليكون استقبالهم للشهر الفضيل بجاهزية نفسية وروحية تامة.

ويأتي شهر رمضان هذا العام بنكهة مختلفة على السوريين، فبعد سنوات من القمع والانتهاكات، يتنفس السوريون الصعداء، ويجدون في الشهر الكريم فرصة للاحتفال بإنجاز طال انتظاره، على الرغم من أن الأوضاع المعيشية لا تزال تشكل تحدياً كبيراً لعموم السوريين.

ولأول مرة منذ 14 عاماً، يستقبل السوريون شهر رمضان المبارك وهم أحرار من قبضة نظام الأسد المخلوع، الذي حكم البلاد لعقود، وتكتسي شوارع السوريين وأحياءهم ببهجة جديدة لم يألفوها منذ زمن بعيد، سببها زوال حقبة القمع والخوف من الاعتقال، فيما تعلو أصوات الباعة في الأسواق التي استعادت حيويتها رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

يقول خالد الرحمون، (55 عاماً) من مدينة حلب “لم نشعر بفرحة رمضان الحقيقية منذ سنوات. كنا نصوم تحت وطأة القمع والخوف، واليوم نحن نصوم ونحن أحرار، نرفع أيدينا بالدعاء لمستقبل أفضل، لا معتقلات ولا أجهزة مخابرات تلاحقنا حتى في عباداتنا”.

اليوم، وبعد مرور 14 عاماً من القهر والضغط الاقتصادي والاجتماعي، عاشها السوريون نتيجة الحرب، يستقبلون رمضان بوجوه مستبشرة ونفوس راضية. يقول حسان أمين، (77 عاماً) من أهالي دمشق “لن نقول إننا لم نشعر بهذه البهجة والحرية في ممارسة شعائرنا الرمضانية منذ 14 عاماً، بل الصواب أن نقول، منذ 50 عاماً، لم نشعر بما نعيشه اليوم”.

أجواء الأسواق قبيل شهر رمضان في العاصمة دمشق – تلفزيون سوريا
63

“التكريزة” الدمشقية.. الوليمة الأخيرة قبل الصيام

يحافظ أهالي دمشق حتى اليوم على “التكريزة”، وهي عادة متوارثة تسبق شهر رمضان، بمثابة طقس اجتماعي يجمع العائلة الكبيرة والأصدقاء، يودّعون فيها أيام الإفطار بمائدة فطور أو غداء، يغلب عليها جو من التسامح والمودة، وتكون عنواناً لاستقبال الشهر الفضيل بقلوب نقية وصافية.

تقول صباح، (70 عاماً) من أهالي مدينة دمشق “قديماً كانت والدتي تجمعنا مع أقاربي على مائدة غداء، وأحياناً كانت كل عائلة تأتي بطبق من الطعام أو الحلويات ويجتمعون في أحد بيوت العائلة”، وتضيف: “بعد أن كبرنا أصبحنا نذهب مع الأصدقاء إلى المطاعم لتناول الفطور أو الغداء حصرياً، وهي الوجبات الغير الموجودة في رمضان”.

وفي حديثها لموقع “تلفزيون سوريا”، تؤكد صباح أنه حتى اليوم لا تزال المطاعم تكتظ في اليوم الذي يسبق رمضان بمن يرتادونها على الفطور أو الغداء، وتوضح أن “الهدف ليس الطعام، بقدر ما هو طقس اجتماعي لطيف نستأنس فيه ويربطنا بجذورنا وعاداتنا كدمشقيين”.

من جانبه، يشير حسان أمين، (77 عاماً) من أهالي دمشق، إلى أن “التكريزة” عند الدمشقيين القدامى كانت بمثابة نزهة “سيران”، يعتبرونها “عربون محبة ومكافأة” يقدمها الرجال لزوجاتهم مسبقاً على ما سيبذلنه من جهد خلال الشهر الفضيل، وغالباً ما يكون الطعام في هذه النزهة هو “المشاوي”.

ويؤكد حسان في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا” أن أهالي دمشق “لا يزالون يحافظون على هذه العادة وإن شابها بعض التغيير، وأنا اليوم دعوت العائلة على تكريزة مشاوي”.

استقرار أسعار اللحوم الحمراء في اللاذقية

الأسواق السورية تنبض بالحياة والرضا

وللسوريين حكاية قديمة مع التسوق وتحضير المونة لرمضان، فمن عادة البيت السوري تخزين المؤن تحسباً لأي انقطاع أو نقص على مدار العام، وتخضع تلك المؤن لمواسم معينة، ويكون لموسم رمضان نصيب مميز بينها.

ومع تغير ظروف الحياة ومتطلباتها، وضيق العيش في البلاد، خاصة في السنوات الأخيرة، تراجعت العديد من العادات، إلا أن ما بقي وحافظ عليه السوريون بشدة هو تجهيز المؤن الغذائية لرمضان، كنوع من الاستئناس بالماضي. لذا، يهرع السوريون اليوم إلى الأسواق في الأيام التي تسبق رمضان بنفوس راضية.

يؤكد أبو عمر (50 عاماً)، وهو أحد الباعة في محل لبيع الألبان والمواد الغذائية في حي ركن الدين الدمشقي، وجود إقبال شديد على الشراء، سواء بكميات كبيرة أو صغيرة.

وفي حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، يقول أبو عمر “أهم ما في الأمر أن جميع من في الأسواق مرتاحون، ونفوسهم راضية”، ويضيف: “قبل سقوط النظام، كان الكدر والحزن يكسوان الوجوه، ولم تكن للأسواق الرمضانية البهجة التي نشهدها اليوم”.

أحد محال المواد الغذائية قبيل شهر رمضان في دمشق – تلفزيون سوريا

ووفقاً لأبي عمر، فإن “نسب الشراء متفاوتة؛ فقد تجد زبوناً يأخذ ما يعادل أوقية من اللبنة، وآخر يشتري كيلوغراماً، لكن الأهم أن الجميع بات قادراً على الشراء”.

أما عن الأسعار، فيؤكد أبو عمر أنها ليست أقل من العام الماضي فقط، بل حتى مقارنة بالفترة القصيرة التي سبقت سقوط النظام المخلوع، إذ يمكن القول إنها انخفضت بحوالي 50%. ويوضح: “كان سعر كيلو اللبنة منذ ثلاثة أشهر 45 ألف ليرة سورية، واليوم أصبح 25 ألفاً، وسعر كيلو الجبنة كان 50 ألفاً، واليوم 25 ألفاً”.

ويرى أن انخفاض الأسعار ساعد جميع فئات الشعب على الشراء والتبضع لشهر رمضان، وخاصة ذوي الدخل المحدود، ويقول: “كان الفقير قديماً يتمكن من شراء صنف واحد فقط، أما اليوم، فبالقيمة ذاتها يمكنه شراء أكثر من صنف وبنفس الكمية”.

ويشير أبو عمر إلى أن “قلة السيولة المادية في أيدي الناس، بسبب تأخر المعاشات، أثرت على قدرتهم الشرائية، ولكن بشكل عام، فإن الإقبال جيد جداً مقارنة بالسنوات الماضية”.

من الأواني إلى الزينة.. للأمهات والسيدات دور مضاعف

ومع اقتراب الشهر الفضيل، يكون للأمهات والسيدات بشكل عام جهود مضاعفة في تجهيز البيوت لاستقبال رمضان بروح مليئة بالدفء والبركة، فمن تنظيف المنزل وترتيبه وفق الطقوس الرمضانية إلى إعداد أجواء خاصة تميز هذا الشهر عن غيره، تتحول الأيام التي تسبقه إلى ورشة عمل عائلية تنبض بالحيوية.

ولطالما كانت للأمهات عادة جميلة في اقتناء أوانٍ جديدة لاستخدامها في رمضان، وكأنها بشرى خير تُضفي لمسة خاصة على المائدة الرمضانية. وفي السنوات الأخيرة، لم يعد الأمر يقتصر على الأواني، بل امتد ليشمل زينة رمضان، كالفوانيس والأضواء المتلألئة، بعد أن باتت متابعة “التريندات” من أبجديات الحياة لدى رواد وسائل التواصل، ولا سيما عند جمهور النساء، فأصبحت زينة رمضان  طابعاً جديداً لمظاهر الاستعداد.

زينة رمضان في بيوت السوريين – تلفزيون سوريا

وداد، (58 عاماً) من أهالي مدينة حلب، تقول “كنت أقتني مع بداية كل رمضان بعض الأواني الجديدة للمنزل نبدأ باستخدامها مع بداية الشهر. اليوم الأمر تطور وأصبح هناك أوانٍ مخصصة لرمضان ومزينة بعبارات وأشكال تلائم الشهر”.

وفي حديثها لموقع “تلفزيون سوريا”، تضيف وداد “تتكفل بناتي بالأمر، ويقمن بتزيين المنزل بالزينة الرمضانية ويجهزن الأواني الخاصة للتمر والمجففات وفناجين القهوة وكلها مزينة برسوم رمضانية”.

حال وداد كحال الكثير من الأسر السورية، إلا أن غلاء الأسعار بشكل عام، وتفضيل المؤن الغذائية الأساسية على غيرها، دفع البعض إلى اللجوء لإعادة تدوير الزينة، محاولين بذلك التوفيق بين الحفاظ على التقاليد الرمضانية وتقليل المصاريف في الوقت نفسه.

تقول وداد “تصنع أختي زينتها الرمضانية بنفسها كل عام من بقايا الكرتون وعيدان الخشب، كل ما عليها هو اقتناء شريط من الأضواء وإضافته لمصنوعاتها لتخرج بأجمل شكل، وذلك حرصاً منها على عدم إضافة مصروف لا ضرورة له في رمضان”.

[ad_2]

#حرية #وزينة #وتكريزة. #رمضان #السوريين #بنكهة #مختلفة #هذا #العام #رغم #التحديات

المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
[ad_1]

قد تهمك هذه المقالات