بعد 14 عاماً من الرجاء والدعاء.. السوريون يستقبلون أول رمضان بلا بشار الأسد
[ad_1]
يحلّ شهر رمضان هذا العام على السوريين بنكهة مختلفة، فهو أول رمضان بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، وأول رمضان يتنفس فيه السوريون عبق الحرية التي طال انتظارها بعد سنوات من القمع والاستبداد، أربعة عشر عاماً مضت، كان السوريون يرفعون أكفّ الدعاء في كل رمضان: “اللهم أسقط بشار الأسد”، “اللهم أعده علينا بلا أسد”، واليوم، بعد سقوط النظام، يهلّ الشهر الكريم على المحافظات السورية بروح جديدة، بطعم مختلف، وبأمل يتجدد في بناء مستقبل أفضل.
في المدن والبلدات السورية، يبدو رمضان هذا العام مختلفاً، تزين الشوارع الفوانيس، وتقام الموائد الرمضانية بروح لم يعتدها السوريون في ظل النظام السابق، للمرة الأولى منذ سنوات، تخلو المساجد من رقابة الأجهزة الأمنية، ويرفع الأذان من دون خوف، في حين تعود الشعائر الدينية والاجتماعية إلى طبيعتها، بعيداً عن التسلط والقمع.
لكن وسط هذه الفرحة، تبقى الغصة حاضرة في قلوب كثير من السوريين، إذ تغيب عن موائد الإفطار آلاف المقاعد التي شغلتها يوماً وجوه لم يعد لها أثر، مفقودون، مغيبون قسرياً، أو ضحايا اختطفهم همجية النظام المخلوع، ورحلوا من دون أن يسعفهم الوقت لرؤية سوريا الجديدة.
رمضان في مخيمات النزوح واللجوء
مع حلول شهر رمضان، تعيش آلاف العائلات السورية النازحة واللاجئة تجربة مختلفة عن بقية السوريين، حيث يفتقدون أبسط مقومات الحياة التي تجعل من هذا الشهر مناسبة خاصة، ورغم سقوط نظام الأسد، لا يزال كثير من السوريين مشتتين في المخيمات داخل سوريا أو في دول الجوار، يعانون من ظروف معيشية قاسية.
في مخيمات الشمال السوري، يكافح النازحون يومياً لتأمين احتياجاتهم الأساسية، حيث تشكل وجبة الطعام تحدياً يومياً بسبب نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، إذ يعتمد كثير منهم على المساعدات الإنسانية التي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وانعدمت في بعض المخيمات خلال الأسابيع الماضية.
أما السوريون في دول اللجوء، خاصة في تركيا ولبنان والأردن، فيواجهون مشكلات أخرى تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة، ما يجعل رمضان هذا العام أكثر قسوة.
تراجع المساعدات والقدرة الشرائية
بعد سنوات من الحرب والأزمات الاقتصادية، يعاني كثير من السوريين من تراجع الدخل وندرة فرص العمل، ما يجعلهم غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الرمضانية، وفي بعض المناطق، اضطرت العائلات إلى تقليل كميات الطعام أو الاستغناء عن بعض الأصناف الأساسية، في حين ارتفع الاعتماد على التبرعات والمساعدات الإنسانية، التي تراجعت بدورها إلى أدنى مستوياتها.
إلى جانب الغلاء، يعاني السوريون من نقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، ما يزيد من صعوبة تحضير وجبات الإفطار والسحور، وفي العديد من المناطق، لا تزال البنية التحتية مدمرة، مما يضاعف الأعباء خلال الشهر الفضيل.
الأسواق تنبض بالحياة رغم الغلاء
تشهد الأسواق في المحافظات السورية، بما فيها دمشق، حمص، حماة، واللاذقية حركة ملحوظة مع اقتراب حلول شهر رمضان، إذ تتوافد العائلات لشراء المواد الغذائية، رغم الارتفاع المستمر في الأسعار.
ومع انخفاض أسعار بعض السلع مقارنة بالسنوات الماضية، ما تزال القدرة الشرائية محدودة، خاصة مع تأخر تسليم الرواتب وعدم وجود زيادات تتناسب مع التضخم.
في بعض الأسواق، تشهد أسعار المواد التموينية انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالأعوام السابقة، مدفوعة بعروض تجارية وتخفيضات خاصة بشهر رمضان.
في حلب وحماة وحمص ومحافظات أخرى، افتتحت أسواق خيرية تقدم السلع بأسعار مخفضة، في محاولة لتخفيف الأعباء عن المواطنين، كما تنظم بعض الجمعيات الخيرية موائد إفطار جماعية ومبادرات لتوزيع سلال غذائية على العائلات الأكثر احتياجاً، ومع ذلك، تبقى هذه الجهود محدودة مقارنة بحجم الاحتياجات الفعلية للسكان.
رمضان بعد الأسد.. بداية جديدة وأمل بمستقبل أفضل
رغم كل التحديات، يبقى هذا رمضان مختلفاً، فهو الأول في سوريا الجديدة بعد سقوط النظام، وفي حين يعاني السوريون من ضغوط اقتصادية ومعيشية، إلا أن روح الأمل والتفاؤل تسود بينهم.
يسعى كثيرون إلى إعادة بناء حياتهم واستعادة ما فقدوه خلال سنوات الحرب، متطلعين إلى مستقبل أفضل يسوده الاستقرار والعدالة، فمع حلول رمضان، يحدو السوريين الأمل بأن تكون هذه بداية لمرحلة جديدة تضع حداً لمعاناتهم، وتفتح لهم أبواب الأمان والازدهار.
العمل محدود والدخل لا يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية
يشكو المواطنون من قلة فرص العمل، إذ يعمل كثير منهم في وظائف غير مستقرة أو بأجور منخفضة لا تتجاوز 50 إلى 60 ألف ليرة يومياً، وهو مبلغ بالكاد يكفي لشراء المواد الأساسية.
في الوقت نفسه، يتعين على العائلات دفع تكاليف إضافية لا سيما مع ارتفاع أسعار الوقود والغاز، ما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغوط المعيشية، يبقى رمضان هذا العام مختلفاً عن سابقيه، حيث يتطلع السوريون إلى مستقبل أكثر استقراراً يتيح لهم الاحتفال برمضان في ظروف أفضل، معتمدين على العمل المشترك والتكاتف الاجتماعي لبناء سوريا جديدة تكون فيها الحياة الكريمة متاحة للجميع.
[ad_2]
#بعد #عاما #من #الرجاء #والدعاء. #السوريون #يستقبلون #أول #رمضان #بلا #بشار #الأسد
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
[ad_1]
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.