“الجالية السورية في النرويج”.. خطوات لتعزيز الاندماج وأخرى لدعم سوريا الجديدة
لم يحظ السوريون اللاجئون في النرويج بالقدر الكافي من متابعات وسائل الإعلام السورية والعربية، أسوة باللاجئين السوريين المقيمين في بقية الدول الأوروبية، وذلك نظراً لعوامل عدة في مقدمتها عددهم الضئيل مقارنة بأعداد السوريين في تلك الدول، بالإضافة إلى محدودية أنشطتهم وعدم إشهارها.
بعد سقوط نظام الأسد، بدأت أنشطة السوريين المقيمين في النرويج بالظهور تدريجياً، إذ تجرأ كثيرون منهم على الظهور بعد زوال تهديدات أجهزة أمن النظام المخلوع ومخاوف تعريض أهلهم وأقاربهم المقيمين داخل سوريا لأي سوء قد يطولهم هناك.
جلسات الحوار السوري الوطني
من بين أهم الأنشطة، وربما أولها، لقاءات “الحوار السوري الوطني” التي أطلقها شبان من “منظمة الجالية السورية في النرويج”، وهي منظمة مدنية مسجلة رسمياً، بالتعاون والتنسيق مع صفحة “شوارع النرويج” وشخصيات سورية وطنية تمثّل مختلف أطياف الشعب السوري. وذلك في مدينة “تروندهايم” ثالث أكبر مدن النرويج.
كرم ضميم، أحد مؤسسي وأعضاء منظمة الجالية السورية، يفيد بأن الدافع الرئيس لتنظيم اللقاءات هو جمع السوريين المنتشرين في النرويج تحت مظلة المنظّمة التي رخّصناها منذ عدة أعوام، إلا أنها لم تتمكن من القيام بدورها الفاعل نظراً لوجود بعض المنظمات الموالية للنظام المخلوع في ذلك الوقت، والتي كانت تستغل الحالة السورية لتجمع المساعدات والتبرعات وتقدمها إلى جهات مرتبطة بنظام الأسد.
ويضيف الضميم: “بعد سقوط النظام وتحرير سوريا، قررنا تفعيل المنظمة ووضع برامج لأنشطة اجتماعية وثقافية وسياسية تجمع السوريين”.
اللقاء الأول من الحوار، بحسب الضميم، نُظّم قبل نحو أسبوع وكان بمثابة جلسة تأسيسية للقاءات اللاحقة. الإعلام النرويجي كان حاضراً خلال انعقادها، وكان لبثّ فعالياتها أثر كبير على السوريين في النرويج، حيث فوجئ القائمون على الفعالية بكمّ كبير من الاتصالات طلباً للانضمام إلى المنظمة وأنشطتها.
تفعيل الجالية في النرويج والتركيز على الداخل السوري
اللقاء الثاني نُظّم أمس الخميس، واستمر لنحو 3 ساعات متواصله، وحضره سوريات وسوريون قدِموا مع أطفالهم من مختلف مناطق النرويج، وكانت محاوره موزعة بين لم شمل الجالية وبنائها مجتمعياً، وتعزيز اندماجها في المجتمع النرويجي وتفعيل دورها، وبين العمل على دعم المواطنين المقيمين في الداخل السوري.
وأوضح الضميم أن أبرز الأفكار والخطط التي جرى نقاشها وتنفيذها خلال اللقاء، تمحورت حول:
- تنظيم المجتمع السوري بكل أطيافة، كسوريا مصغرة، داخل مملكة النرويج انطلاقاً من مدينة تروندهايم في وسط البلاد.
- كيفية مساهمة الجالية السورية في العمل بشكل متواز في داخل النرويج والاندماج في المجتمع النرويجي بما يتوافق مع العادات والتقاليد السورية الأصيلة على اختلاف مشاربها.
- كيف يمكن للجالية السورية العمل بشكل أكبر في مساعدة أبناء الداخل السوري على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وفتح قنوات حوار وتعاون بين منظمات المجتمع المدني النرويجية والمنظمات المدنية السورية بما يسهم في رفع المعاناة عن شعبنا في الداخل السوري.
- الاتفاق على تشكيل لجنة تعمل على التواصل مع الحكومة النرويجية لشرح حقيقة ما يحدث على الأرض السورية، وهو استمرار لعمل تم على إثرة تنظيم وقفة في سبع مدن نرويجية طالبت برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
- تشكيل فريق من الشباب السوري للمشاركة في الفعليات في النرويج لإيصال الصورة الحضارية عن سوريا وبشكل يُبرز تاريخ سوريا وحضارتها ومساهمتها في العالم.
- دعوة السيدات إلى تفعيل دور المرأه السورية في إيصال صوتها في الداخل والخارج وخاصة أن المرأه السورية اليوم تعتبر عنصراً فاعلاً في دوائر العمل النرويجية.
- استمرار العمل السابق بشكل أكثر تنظيماً، والتركيز على نشاطات الأطفال وزيادة معرفتهم بوطنهم الأم سوريا ليبقوا على تواصل معرفي بالحالة السورية، بالتوازي والتوافق مع الحياة النرويجية وبما يحقق أفضل النتائج لكلا البلدين مستقبلاً.
- عبّر الحضور عن رغبتهم باستمرار اللقاءات ودعوة أعداد أكبر في المرات القادمة، وأن يكون ذلك بشكل دوري وضمن تواريخ محددة وثابتة شهرياً، ووضع خطة مستقبلية دقيقة لذلك.
- ركز الحضور على الحفاظ على التقاليد والثقافة السوريتين، بتنوعها، وتقديمها للمجتمع النرويجي. كما تم التركيز أيضاً على فتح صفوف لتعليم اللغة العربية و الحصول على مقر ثابت يكون بمثابة مركز ثقافي يتم فيه تداول جميع النشاطات.
وختم كرم الضميم حديثه بالقول: “الأهم من كل ما سلف، هو الاتفاق فيما بيننا على أن يكون العمل جاداً ومثمراً”.
شارك هذا المقال
#الجالية #السورية #في #النرويج. #خطوات #لتعزيز #الاندماج #وأخرى #لدعم #سوريا #الجديدة
المصدر : مقيم أوروبا ومواقع انترنت وغوغل👇
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.