أطلقت منظمة “ما تقيش ولدي” عريضة للمطالبة بوضع حد لمواقع التعارف الموجهة للقاصرين، ويهم الأمر مواقع أوروبية وفرنسية بالخصوص، لكنها متاحة حتى في المغرب ويمكن للقاصرين المغاربة استخدامها، بحسب ما عاينت هسبريس.

وقالت العريضة: “أدى الارتفاع المثير للقلق في منصات المواعدة بين الأطفال والبالغين على الإنترنت إلى خلق بيئة خصبة للحيوانات المفترسة، مما يعرض السلامة العاطفية والجسدية للشباب للخطر”.

ونبهت الوثيقة إلى أنه “مجرد وجود هذه المواقع والتطبيقات التي تستهدف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا أمر صادم للغاية وغير مقبول… نحثهم على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذا التهديد المتزايد ووضع تدابير تنظيمية قوية لمنع الاستغلال والمضايقة للقصر عبر الإنترنت”.

وفي هذا الإطار، قالت نجاة أنور، رئيسة منظمة “ما تقيش ولدي”: “على الرغم من أن هذا النوع من المواقع يأتي من فرنسا، إلا أنها متاحة لجميع الشباب القادمين من بلدان عدة. الموقع المعني يهدف إلى تعزيز اللقاءات بين الشباب من 13 إلى 25 عاما (وهو مجال كبير بالفعل)، لكننا ندرك بسرعة أن المجال أكبر بكثير”.

وشرحت أنور، ضمن تصريح لهسبريس، أن “واحدة من أعضاء منظمتنا غير الحكومية، تبلغ من العمر 24 عامًا، قامت بإنشاء ملف تعريف وهمي (بدون صور، وصف فقط)، وفي أقل من 30 دقيقة تلقت عشرات الطلبات والرسائل الخاصة ذات الطابع الجنسي في الغالب، التي تأتي بشكل رئيسي من ملفات تعريف بدون صور، معظم أصحابها يظهرون بعد 2 إلى 3 رسائل أنهم أكبر سنًا بكثير من العمر المعروض على ملفهم التعريفي”.

وأكدت رئيسة منظمة “ما تقيش ولدي” أن “الموقع يعرض أيضًا موقع الشخص (حسب المدينة)، ويتصرف بالتالي مثل مواقع المواعدة للبالغين التي تظهر لك الأشخاص القريبين منك”.

وأضافت: “تم إنشاء ملف تعريف عضوتنا من المغرب، ونرى سريعًا ظهور الكثير من الملفات التعريفية المحلية. ومع ذلك، فإن التواصل يتم على المستوى الدولي، ولا يقتصر على المنطقة. مما يشكل خطرًا أكبر؛ لأن هذا يعرض الشاب للأشخاص المغتصبين على المستوى العالمي. حتى عندما يتعلق الأمر بالشباب حقًا وليس بملفات تعريف وهمية، فإن أنواع المحادثات ذات الطابع الجنسي موجودة جدًا، مثل طلبات (nudes) من قِبَل شباب في سن 18-20 سنة لفتيات صغيرات في سن 13-14 سنة”.

وتابعت المتحدثة بأنه “من الواضح أنه لا يوجد أي تحكم في الأمان في هذه الأنواع من المنصات، مما يجعلنا نفكر بأن هذه التفاعلات مسموح بها، بل ومشجعة؛ لأنها تزيد حركة المرور على المنصة أكثر. كان يكفي عضوتنا بضع ثوانٍ لتستقبل أول رسالة صريحة، مما يظهر خطورة حقيقية على الشباب”.

وقالت: “يجب على المغرب اتخاذ تدابير أمنية وتقييد الوصول إلى هذه المواقع على الإنترنت، لحماية أطفالنا من هذا النوع من المفترسين”.

وجاء في العريضة: “يثير هذا التهديد المقلق أسئلة حول قدرتنا على حماية الجيل القادم في العالم الرقمي… من الضروري أن تتحرك السلطات بسرعة لإغلاق هذه المنصات الخبيثة ووضع لوائح صارمة لمنع استغلال القاصرين ومضايقتهم عبر الإنترنت”.