🗼 عمال توصيل لدى “أوبر إيتس” طردوا من عملهم.. “يفعلون ما بوسعهم لجعل حياتنا أكثر صعوبة”
#عمال #توصيل #لدى #أوبر #إيتس #طردوا #من #عملهم. #يفعلون #ما #بوسعهم #لجعل #حياتنا #أكثر #صعوبة
[elementor-template id=”7268″]
عمال توصيل لدى “أوبر إيتس” طردوا من عملهم.. “يفعلون ما بوسعهم لجعل حياتنا أكثر صعوبة”
يعيشون في فرنسا من دون وثائق رسمية. يسكنون في مساكن اجتماعية أو شقق صغيرة، ويؤمنون قوتهم بما توفره جمعية “ريستو دو كور” (Restos du coeur). يعملون منذ سنوات بتوصيل الطلبات لدى شركة ”أوبر إيتس“ مقابل أجور زهيدة، ومع ذلك وعلى رغم تمسّكهم بالعمل، عمدت الشركة إلى طرد كثيرين منهم.
أوصل أبو بكر سيسيه (25 عاما) أكثر من 6000 طلبا خلال عامين، وحاز على رضا زبائنه بنسبة 93%. “أداما” كما يظهر اسمه على تطبيق أوبر إيتس، لم يكن ينوي ترك عمله لكن لم يكن الأمر بيده.
التقى مهاجر نيوز بأبو بكر في مقهى بالقرب من منطقة ”بلاس دو كليشي“ في الدائرة الثامنة عشر في باريس، يوم الـ14 من أيلول/سبتمبر. يوضح العامل السابق لدى أوبر إيتس ما حصل معه ”وصلني تنبيه في الرابعة صباحا: تم إيقاف حسابك بسبب وثائق مزيفة“، ذلك في الـ 19 من آب/أغسطس الماضي.
للمزيد>>> إسبانيا تقر قانونا جديدا يسمح لآلاف المهاجرين بدخول سوق العمل
ويضيف بصوت مبحوح قليلا، إذ أنهكه الصراخ في مظاهرة للاعتراض على إيقاف عمال التوصيل لدى أوبر إيتس يوم الاثنين 12 أيلول/سبتمبر، ”قالوا إن صورة حسابي لا تتطابق مع بطاقة الهوية المسجلة. لم يسبب الأمر مشكلة طوال عامين، ولم يتكلموا عن هذا الأمر“.
يعمل نحو 2500 مهاجر من دون وثائق بتوصيل الطلبات لدى أوبر إيتس، وسجل جميعهم حسابات باستخدام هويات مزيفة ليتمكنوا من العمل. لم تدقق الشركة بهذا الأمر قبلا، لكنها عدلت عن ذلك بعد مرور أعوام وأوقفت حسابات عمال التوصيل ذوي الوثائق المزيفة.
ويعد استخدام هوية مزيفة أمرا شائعا بين المهاجرين من دون وثائق. وغالبا ما يستعير مهاجرون من دون وثائق، معلومات هويات وأسماء أقاربهم الذين يتمتعون بوضعيات ووثائق قانونية، ليتمكنوا من العمل.
وتنطبق الحالة نفسها على العاملين لدى أوبر إيتس، إذ إنهم يحتاجون إلى وثائق نظامية لإنشاء حساب على التطبيق والعمل بموجبه في توصيل الطلبات.
ويؤكد مهاجرون عاملون أو كانوا يعملون لدى أوبر إيتس استحالة جهل الشركة بوجود حسابات مسجلة بهويات مزيفة من أجل العمل في توصيل الطلبات، لاسيما وأن الأمر معروف حتى في مجموعات عدة على موقع فيسبوك وغيره.
يوضح أميدو كونيه، وهو عامل توصيل طلبات أيضا ومتحدث باسم المهاجرين العاملين من دون وثائق، أن ما كان يهم شركة أوبر إيتس هو تأمين عمّال توصيل في فترة جائحة كورونا، ”ولكن يفعلون ما بوسعهم الآن لجعل حياتنا أكثر صعوبة“. وزعمت شركة أوبر إيتس بأن إيقاف الحسابات جاء نتيجة ”تدقيق شامل في فرنسا“، أجرته من أجل ”مكافحة تزوير المستندات والتعاملات غير القانونية“.
للمزيد>>> في إيطاليا.. أكثر من 10 آلاف مهاجر يعملون في الزراعة ويعيشون في أحياء الصفيح الفقيرة
ولا يزال يواصل عدد قليل من عمال التوصيل مهامهم، إذ لا يوجد عمل أفضل. يتجمّعون في منطقة “بلاس دو كليشي” بالقرب من مطاعم الوجبات السريعة، بدراجاتهم وحقائبهم الحافظة للحرارة. وتتشابه معظم قصص هؤلاء العمال القادمين من ساحل العاج.
“لقد أصبحت متسولاً“
عانى أغلب العاملين المهاجرين لدى أوبر إيتس من رحلات هجرة صعبة، إذ عبروا الصحراء الكبرى، ونجو من الويلات في ليبيا وعبروا المتوسط ومروا بإيطاليا قبل الوصول إلى فرنسا، التي رفضت منحهم حق اللجوء. عرفوا معنى المبيت في العراء بالقرب من منطقة ”بورت دو لا شابيل“ شمال باريس، جرّبوا العمل في قطاع البناء في فرنسا، وهو قطاع متساهل في مسألة توظيف المهاجريين غير الشرعيين، لكنهم لم يستطيعوا الاستمرار إذ يتطلب الأمر ”قوة جسدية عالية“.
لهذه الأسباب انصب معظمهم على العمل سنوات لدى أوبر إيتس، مستفيدين من الثغرة الموجود عند تسجيل الحساب.
يعيش نامولي ميتي (32 عامًا) في فندق تابع للسكن الاجتماعي بتوجيه من سكن الطوارئ 115. يقيم هناك مع زوجته وطفل بعمر تسعة أشهر. يؤمنون الحليب من جمعية ”ريستو دو كور“. يعيد ويكرر جملته ”أنا في وضع سيء جدا“، ويسارع إلى الاعتذار عن التفّوه بمفردات غير لائقة، بينما يشير أداما واتارا ( 42 عاما ) الواقف إلى جانبه بغضب إلى أنه لا يستطيع العمل (أوقف نظام أوبر إيتس حسابه) منذ ستة أشهر، بعد أن عمل لدى الشركة أكثر من أربع سنوات، مضيفا ”لا أعرف ماذا أفعل، أطلب المال من الجميع، لقد أصبحت متسولاً“.
بينما يقول أميدو كونيه (37 عامًا) أثناء الانتظار لتلقي طلب توصيل قبالة محال الوجبات السريعة ماكدونالدز وكنتاكي ”لست محصنا من المشاكل، ولكن يمكن أن استيقظ غدا وأتوقف عن العمل“. ويعد أميدو من القلة الذين لم توقف الشركة حسابهم، لكنه مسجّل بهوية مزيفة ويعمل على هذا الأساس منذ ثلاث سنوات.
”توصيل الطلب بأقل من 2 يورو“
أما أداما أوتارا، فيرى بأن الوظيفة التي يقومو بها تعد ”قذرة“ برأي الجميع. مردفا “لا أرى رجلا فرنسيا يعمل في هذه المهنة، ولا نعرف أصلا أي عامل توصيل فرنسي”.
وليس غريبا أن يعمل المهاجرون مدة 12 ساعة يوميا مقابل أربعين يورو فقط. يشير أميدو كوني إلى أنهم يقبضون “من الطلب الواحد أقل من 2 يورو“. ويترتب على العامل تأمين المعدات والعجلة أو الدراجة والوقود وحقيبة الطعام. وتبدو الدراجات والعجلات في وضع سيء، ما يدل على سوء أحوال صاحبها.
يكمل أميدو بأن الوظيفة مصحوبة بمخاطر عدة، فمثلا “سقطت عن دراجتي أول مرة بعد أن اصطدمت بي دراجة أخرى“. ذهب في أعقاب الحادث إلى الطوارئ، ولم يسعه إجراء عملية لركبته المتضررة بعد ذلك و”لا يزال يشعر بألم منذ ذلك الحين، لاسيما في فصل الشتاء“. سقط مرة ثانية على ركبته وتضررت الوجبة التي التي كان يوصلها. عندما أخبر الشركة عن الحادث قالوا له ”كن حذرا في المرة القادمة“.
“حسنًا ، لم لا تبتسم؟“
عمل أميدو كوني سائق شاحنة في ساحل العاج، وفي الحقول وفي محطة لغسيل السيارات في إيطاليا، على نحو غير شرعي. يجبر نفسه على الضحك فيقول ”لن تتعرف علي، إن رأيت صورتي قبل القدوم إلى أوروبا“.
يحاول إيجاد صورة قديمة له على هاتفه، يجد واحدة ويرفع هاتفه لنراها، يظهر في الصورة وقد كان شابا ذو ملامح نضرة وابتسامة عريضة، على عكس ملامحه بعد ست سنوات، فوجهه عابس فاقد رونقه القديم. ويعلّق قائلا ” يشتكي الزبائن أحيانا، يسألونني لم لا تبتسم؟“.
للمزيد>>> بعد بريكست وحرب أوكرانيا…من هم عمال الحقول المهاجرين في بريطانيا؟
يرتبط أميدو كوني بوظيفته على الرغم من ظروف العمل السيئة والأجر المتدني. إذ إنه يعيل زوجة وطفلة بعمر ثلاثة أشهر. ويعيش وعائلتة في غرفة مساحتها 4 أمتار داخل منزل في ضواحي العاصمة باريس في ”منطقة فال دويز“ مقابل 450 يورو شهريا. وتعيش في المنزل نفسه في غرفة منفصلة، عائلة ثانية إضافة إلى شابين عازبين.
ويواظب الشاب القادم من ساحل العاج على إرسال نحو 400 يورو شهريا لإعالة أخته ووالده وستة أطفال في ساحل العاج. ينتهي بالقول ”تؤمّن زوجتي حليب طفلتنا من جمعية ريستو دو كور“.
“من المحزن ألا يتمكن المرء من مساعدة أسرته“
يجلس أبو بكر سيسي صامتا وسط مجموعة عمال التوصيل الآخرين، يبدو شارد الزهن مهموما. لم يخبر عائلته بما حصل معه وأنه عاطل عن العمل. ينطق قائلا ”لا أحب التحدث عن مشاكلي، لقد نشأت على هذا النحو“. يحاول أبو بكر البحر عن مستقر منذ سنوات، إذ مر بإيطاليا وسويسرا وهولندا وألمانيا حتى وصل إلى فرنسا، حيث وجد ملامح استقرار أخيرا، لكنها تبددت الآن.
علم أبوبكر بخبر تجميد حساب العمل لدى أوبر إيتس قبل يومين من ”زفافه“ الذي أقيمت مراسمه الدينية عن بعد. يعلّق قائلا “كنت ضائعا وحزينا، لم أستمتع بذلك اليوم على الإطلاق“.
كان يكسب نحو 1300 يورو شهريا، ويرسل 300 إلى أخته غير الشقيقة بانتظام، لكن ربما لن يسعه ذلك في الأشهر القادمة. يشير بحزن إلى أن زوج أخته ” فقد وظيفته، لذلك كنت أساعدهم ..أمر محزن ألا يستطيع المرء مساعدة أسرته، ولن يسعني ذلك، لن أستطيع مساعدتهم بعد الآن“.
عمال توصيل لدى “أوبر إيتس” طردوا من عملهم.. “يفعلون ما بوسعهم لجعل حياتنا أكثر صعوبة”
أقراء أيضا
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇عمال توصيل لدى “أوبر إيتس” طردوا من عملهم.. “يفعلون ما بوسعهم لجعل حياتنا أكثر صعوبة”
عمال توصيل لدى “أوبر إيتس” طردوا من عملهم.. “يفعلون ما بوسعهم لجعل حياتنا أكثر صعوبة”
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.