سيدة أردنية تتغلب على أحزانها لفقدان أطفالها.. بافتتاح متجر يخلد ذكراهم – من موقع عرب أوروبا

#منوعات

غيث التل
اليوم

دائماً تصنع الإرادة من المستحيل، وهذا ما جسدته سيدة أردنية فقدت أطفالها الثلاثة في فاجعة، آلمت كل من سمع عنها من الأردنيين والعرب، في شهر سبتمبر الماضي.
 
 السيدة “عبير” فقدت أطفالها الثلاثة: “أميرة، ملك، ومحمد”، حينما سقطت عليهم البناية التي يعيشون في إحدى شققها بمنطقة جبل اللويبدة في العاصمة الأردنية عمّان، يوم الثلاثاء 13 سبتمبر الماضي، نتيجة تصدع جدرانها، ما أدى يومها إلى وفاة 14 شخصاً وإصابة 9 آخرين.
 

وتقول حكاية الأم التي فقدت زوجها قبل عدة سنوات، إن الطفلتين “أميرة وملك”، قامتا بدعوة صديقتهما “نجد”، للاحتفال بعيد ميلادها في بيتهم، فخرجت الأم لشراء المواد اللازمة لصنع كيكة عيد الميلاد، ولدى عودتها للمنزل، وجدت البناية قد انهارت على من فيها، وكان من بين الضحايا أطفالها: “أميرة” (12 عاماً)، و”ملك” (7 أعوام)، وشقيقهما الأكبر “محمد” (17 عاماً).

مأساة السيدة عبير هي واحدة من مآسي بقية العائلات التي فقدت أبناءها، فصارت وحيدة بلا زوج ولا أبناء، حيث كانت تعيلهم من خلال بيع البضائع “أونلاين” على “فيسبوك”، وكانت تحلم بتوفير مبلغ من المال لافتتاح محل ملابس صغير، يعينها على تدبر مصاريف الحياة الصعبة بعد رحيل زوجها المفاجئ قبل عامين من اليوم.
 
 أحد فاعلي الخير من الأردنيين سمع بقصة “عبير” وحلمها، فقرر التبرع بمبلغ مالي، يساعدها على تحقيق حلمها وافتتاح محل لبيع الألبسة، بالقرب من منطقة العمارة التي سقطت على سكانها، لكي تستطيع إكمال حياتها، وهو ما تم أخيراً، حيث افتتحت محلاً أطلقت عليه “خنساء اللويبدة”، وهو اللقب الذي أطلقه عليها الأردنيون بعد الفاجعة التي ألمت بها، دلالة على صبرها واحتساب مصابها عند الله عزَّ وجلَّ.
 

 اللافت في حياة السيدة عبير أنها لاقت تشجيعاً من أبناء الشعب الأردني، وتسابقت وسائل الإعلام لحضور حفل افتتاح محلها التجاري، من باب الدعم المعنوي لمشروعها، ليظهر دائماً أن الدنيا مازالت بخير.