🍕 #مطبخ #كيف #صار #الجزائريون #شغوفين #بامرأة #لا #اسم #لها #منتوف #MANTOWF
[elementor-template id=”7268″]
كيف صار الجزائريون شغوفين بامرأة لا اسم لها؟
قناة الأبراج على يوتيوب متوفرة الان
11 مليون شخص يتابعون امرأة لا وجه لها، أي أن نصف مستخدمي الإنترنت في الجزائر يطلون، كل يوم، على فيديوهات امرأة لا يعرف أحد شكلها أو صفاتها، بل الغريب ألا أحد يعرف اسمها، فهي تكتفي بكنية لها: أم وليد.
هكذا جرت تسميتها على الألسنة وفقط، دون أن يشعر أحد بفضول في معرفة هوية هذه السيدة، فهي أكثر شخصية حاضرة في السوشيال ميديا والمطابخ وفي الجلسات العائلية وفي المقاهي. «أم وليد» هي الشخصية الأكثر رواجاً اليوم في البلاد ومهنتها هي عرض وصفات طبخ وتبسطيها لمشاهديها، لقد كسرت نظام النجومية في وسائط التواصل، لا يهمها أن تستعرض وجهها أو أزياءها أو مكياجها كما تفعل أخريات، قصد كسب مريدين لهن، إنها على النقيض منهن، لا يظهر منها سوى صوتها مع معصمي يديها، لم يسبق أن تسربت صورة لها، إذا كان أصل النجاح في مواقع التواصل هو كثرة الظهور فإن نجاح أم وليد يقتصر على الاختفاء، فمنذ سنوات وهي المرأة الأكثر غموضاً أيضاً، لا يعرف أحد أصلها أو من أي مدينة تنحدر. المهم أن الملايين يتابعون وصفاتها وكلامها ويطبقون ما تقوله لهم، إنها مثل نبية، لها أتباع دون أن يعترضوا على غيابها أو غياب وجهها أو اسم لها، يستأنسون بصوتها وفقط، وفي كل مرة يزيد عدد مريديها، إنها واحدة من الظواهر التي تستدعي أن نتوقف عندها. كيف استطاعت امرأة لا نعرف شيئاً عنها، ولا تقدم أكثر من وصفات طبخ ـ نعرفها سلفاً ـ أن تجمع من حولها هذا العدد المهول من المخلصين لها؟
تاريخ الطبخ في التلفزيون
برامج الطبخ في تلفزيونات الجزائر لها عمر قصير. في الماضي لم تكن هناك برامج مستقلة مخصصة للطبخ، بل كانت فقط فقرات ضمن برامج عامة، أشبه بوصلة راحة، كما كان ذلك معتاداً مع السيدة رزقي، وهي من أشهر الطبخات اللواتي ظهرن في التلفزيون العمومي، في تسعينيات القرن الماضي، لكنها لم تحظ ببرنامج كامل لها، مكتفية بهامش وجيز وهكذا استمر الحال مع طباخات أخريات. ثم ظهرت الفضائيات الخاصة، بدءاً من 2011 التي لم تهتم أيضاً ببرامج الطبخ، بل كانت برامج عشوائية، تظهر فجأة وتختفي فجأة أيضاً، لذلك فإن المشاهد الجزائري ظل زبوناً وفياً لقنوات عربية وأخرى أجنبية، كرّست برامج طبخ، لكنه لم يجد في الفضائيات هوية له، ضاع بين وصفات غريبة عن الطبخ المحلي، وأخرى تعذر عليه التوصل إلى مكوناتها. كان يشاهد بعينيه فقط غير قادر على مجاراة تلك الوصفات التي تعرض عليه. مكتفياً بكتب الطبخ التي تعرض في الأسواق، لذلك بات يجد وجهته في الإنترنت، ففي السنوات الخمس الماضية انتشر هذا النوع من البرامج، ما ساعد على ظهور أول قناة جزائرية مخصصة للطبخ في الجزائر، اسمها «سميرة» مع ذلك رغم ما تبذله هذه القناة من محاولات في استمالة المشاهدين، فإنها لم تستطع منافسة شعبية أم وليد. هذه الأخيرة لا تتكل على وسائل متقدمة في الترويج لنفسها، بل فقط كاميرا موبايل ثم مونتاج هواة، وفي الأخير تتمسك بسلطة الطباخة الأكثر شهرة في الجزائر.
من بين العناصر المهمة التي ترافق برامج الطبخ، هو الخلفية الصوتية للبرنامج، هي جزء من لعبة إغواء المعدة، وهو عنصر غائب عن أم وليد، إنها لا تراهن قطعاً على الإغراء لا بالصوت ولا بالصورة، بل مستأنسة بفيديوهات هواة، كما لو أنها تسلي نفسها بما تفعل، لكن تلك التسلية الشخصية تحولت إلى ظاهرة اجتماعية، وأكسبتها متابعين بالملايين، يحسدها عليها لاعبو الكرة أو نجوم الغناء.
الصورة المكبرة
أم وليد لا تهتم بالديكور، بل لا ديكور لها في فيديوهاتها على «يوتيوب». إنما تركز عدستها على مكونات الوصفة التي تنوي تحضيرها فقط، وعلى عمليات الخلط أو العجن، بل إننا لا نعرف شكل فرنها ولا نملك صورة كاملة عن مطبخها أو على الأقل طاولة الطبخ، بل إنه ديكور محتشم، يعتمد على الحد الأدنى من العناصر، فهي لا تدافع عن إخفاء صورتها فقط (رغم أن صوراً مغلوطة يتم تداولها عنها، مرة بحجاب ومرة دونه) بل تخفي أيضاً كل ما يحيط بها، كما لو أنها لا تثق في المشاهد أو تخجل من المكان الذي تبث منه فيديوهاتها. تظهر أم وليد في كل فيديو في أحسن حالاتها النفسية، لا قلق يساورها، كما يحصل غالباً مع الطباخين، فهي تحضر وصفات مسبقاً قبل تصويرها، لا تسمح للصدفة بالتسرب، ولم يسبق أن شاهدناها تعتذر للمشاهد عن خطأ ـ مع أن الأخطاء جزء من الطبخ ـ بل هي واثقة تماماً مما تفعل، بحكم أنها لا تصور ثم لا تقوم بالمونتاج إلا وقد ضمنت أن الوصفة التي هي بصددها قد نجحت. هذه النقطة كان من المفروض أن تلعب ضدها، لكنها صارت نقطة قوة لها، فالمشاهدون لا تهمهم سوى النتيجة النهائية من الأكل الذي تنوي هذه السيدة تقديمه لهم.
من بين العناصر المهمة التي ترافق برامج الطبخ، هو الخلفية الصوتية للبرنامج، هي جزء من لعبة إغواء المعدة، وهو عنصر غائب عن أم وليد، إنها لا تراهن قطعاً على الإغراء لا بالصوت ولا بالصورة، بل مستأنسة بفيديوهات هواة، كما لو أنها تسلي نفسها بما تفعل، لكن تلك التسلية الشخصية تحولت إلى ظاهرة اجتماعية، وأكسبتها متابعين بالملايين، يحسدها عليها لاعبو الكرة أو نجوم الغناء. كما أنها لم تفكر في تغيير كادرات التصوير، بل كادر واحد، تطوف فيه مكونات الطبخ ويظهر منه معصما يديها. لا بد من أن نجاح أم وليد في الجزائر يعود إلى المرجعية الثقافية السائدة، في المجتمع، بدءاً من أنها امرأة. هل كان سيحصل النجاح ذاته لو أن الطباخ كان رجلاً؟ الجزائري يثق في المرأة حين تطبخ أكثر من ثقته في الرجل، انسجاماً مع نظرته القاصرة للمرأة إجمالاً، ثم هناك عامل آخر لعب لصالحها هو سطوة الأكل السريع والأكل المعلب على حياة الناس، ما جعلهم يبحثون عن سبل أخرى من أجل طبخ صحي، أكثر أمناً مقارنة بالمأكولات التي تعرض في السوبرماركت. دون أن نغفل عن الطابع الودي في فيديوهات هذه السيدة، التي تتحدث، كما لو أنها تتحدث إلى صديق مقرب إليها، بأريحية، ما يشعر المشاهد بقرب منها، ثم عدم تحويل برنامجها إلى مساحة تجارية في استعراض منتجات أو في الترويج لشركات، ما أكسبها ثقة الناس. إنها تمارس الطبخ عن متعة لا عن قصد ربحي، فصارت أشهر نساء البلاد عام 2022.
روائي جزائري
كيف صار الجزائريون شغوفين بامرأة لا اسم لها؟
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇كيف صار الجزائريون شغوفين بامرأة لا اسم لها؟
كيف صار الجزائريون شغوفين بامرأة لا اسم لها؟
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.