بلجيكا تدعم الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل بـ 152 مليون دولار

في خضم أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا، يمكن أن يساعد التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية بتقليل الاعتماد على الغاز.

وتستعد أوروبا لشتاء قارس البرودة مع قطع الإمدادات الروسية عبر خط نورد ستريم-1، أكبر خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى القارة العجوز، بسعة 55 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وللتخفيف من حدّة أزمة الطاقة، يهدف برنامج جديد في بلجيكا إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتوفير دعم مالي للأسر ذات الدخل المنخفض، وفقًا لموقع كلين تكنيكا.

ألواح الطاقة الشمسية

من المقرر أن تتلقى الآلاف من وحدات الإسكان الاجتماعي في بلجيكا 400 ألف لوح شمسي، عبر حزمة استثمارية بقيمة 150 مليون يورو (152.31 مليون دولار).

ويتطلب نظام الطاقة في بلجيكا دفعة كبيرة للطاقة النظيفة، من خلال تقليل استخدام الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحدّ من واردات الطاقة.

وقال المدير العام لشركة آستر- الشركة التي ستنفّذ مشروع ألواح الطاقة الشمسية على وحدات الإسكان الاجتماعي في بلجيكا-، سفين فان إلست: “نحن بالتأكيد نمرّ بأزمة طاقة، والناس خائفون”.

مع تحديات الطاقة، ستكون أسعار الفواتير المرتفعة مؤلمة للجميع، لكنها ستشكّل تهديدًا أكثر خطورة على الأسر ذات الدخل المنخفض.

وأضاف سفين فان إلست: “هم لا يعرفون ما إذا كانت لديهم القدرة على دفع تكلفة التدفئة هذا الشتاء، وإضاءة الأنوار عندما يتعين على أطفالهم أداء واجباتهم المدرسية، لذا بصفتنا قطاع إسكان اجتماعي، يجب أن نفعل شيئًا حيال ذلك”.

ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، قررت الحكومة الفيدرالية في بلجيكا، خلال مارس/آذار الماضي (2022)، اتخاذ خطوات لمواجهة تداعيات الأزمة، منها تمديد 2 غيغاواط من القدرة النووية لمدة 10 أعوام، وتقديم حزمة بقيمة 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار) لتسريع تحولات الطاقة وحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار.

Thousands of low-income households in Belgium to receive energy bill relief via solar power 🔆🇧🇪 https://t.co/ParPLVYL8C

— Francisco Beirão (@fbeirao) September 9, 2022

خفض فواتير الكهرباء

سيسهم توليد الطاقة الخضراء من الشمس في خفض فواتير الكهرباء لمستأجري الإسكان الاجتماعي في بلجيكا.

وفي عام2021، بلغ الطلب على الكهرباء في بلجيكا 84.4 تيراواط/ساعة، أنتجت الطاقة النووية 52.4% من مزيج الكهرباء في الدولة الأوروبية، في حين مثّل الغاز 24.8%، كما أنتجت طاقتا الشمس والرياح 16.8%.

وقال المدير العام لشركة آستر، سفين فان إلست: “يجب أن يكون لديك مشروعات تساعد في تحقيق الأهداف البيئية والأهداف الاقتصادية والاجتماعية”.

بدعم من بنك الاستثمار الأوروبي، تهدف أستر -التي تتكون من 62 شركة تعاونية-، إلى تزويد ما يصل إلى 50 ألف وحدة إسكان اجتماعي في ولاية (فلاندرز) بألواحها الشمسية الخاصة، في حين سيكون أكبر مشروع للألواح الشمسية في المنطقة.

وفي بلدة تمسي -حيث بدأ المشروع- قال أحد المستأجرين، إنه قلق من أزمة الطاقة، لكن من المتوقع أن تساعد ألواح الطاقة الشمسية إلى حدّ ما في تخفيف الصعوبات المالية المتعلقة بالفواتير، وفقًا لموقع يورونيوز.

ويرى الأمين العام للتحالف الأوروبي لأبحاث الطاقة في بروكسل، عادل الجمال، إنه يجب استثمار المزيد في مشروعات الطاقة المتجددة إذا كان الاتحاد الأوروبي سيحقق هدف خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 55% بحلول عام 2030.

الطاقة الشمسية في أوروبا

أنتج الاتحاد الأوروبي نسبة قياسية تبلغ 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بين شهرَي مايو/أيار وأغسطس/آب 2022؛ ما يساعد على توفير 29 مليار يورو (29.26 مليار دولار) محتملة من واردات الغاز الطبيعي.

وأضاف عادل الجمال: “لقد قلّلنا الاستثمار في البنية التحتية للوقود الأحفوري خلال العام الماضي، وهو أمر جيد جدًا لعملية الانتقال الأخضر، ولكن من ناحية أخرى، لم نضخ الاستثمارات المطلوبة لتسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة بالسرعة الكافية”.

وأوروبا الآن لديها هدف لإنتاج 750 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 43% عن الهدف السابق البالغ 420 غيغاواط.

وتابع، بينما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تسريع مشروعات الطاقة المتجددة، فإنها تشهد أيضًا زيادة في استخدام الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه الكربون.

ويمكن أن يسهم التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في خفض الانبعاثات الكربونية العالمية بنسبة تتراوح بين 1% و11%، بين عامي 2020 و2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..