🟢 #أخبار #الخليج #فرنسا #والجزائر #الاعتذار #مفتاح #التطبيع
[elementor-template id=”7268″]
أخبار الخليج | فرنسا والجزائر.. الاعتذار مفتاح التطبيع
جميع المحاولات والمبادرات الهادفة إلى وضع العلاقات الجزائرية الفرنسية على الطريق الصحيح الذي يضمن تطورا طبيعيا وسلسا لهذه العلاقات، ستبقى تصطدم بعقبة كأداء تتمثل في ما خلفته 132 سنة من الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي استمر خلال الفترة من 1830 إلى 1962 تعرض خلالها الشعب الجزائري لشتى أصناف الجرائم، ورغم اعتراف فرنسا بالعديد من الممارسات غير الإنسانية التي مارستها القوات الفرنسية في الجزائر، ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في واحدة من المناسبات، الاستعمار بأنه «جريمة ضد الإنسانية، إلا أن فرنسا حتى الآن، ترفض الاعتذار عن ماضيها الاستعماري في الجزائر.
مثل هذا الاعتذار الذي ينتظره الجزائريون ويعتبرونه مطلبا مشروعا، هو بمثابة المفتاح الملائم لفتح جميع الأبواب أمام تطوير العلاقات بين البلدين في جميع الميادين، ذلك أنه من دون مثل هذه الخطوة الجريئة من فرنسا (الاعتذار) ستبقى العلاقات بين البلدين تراوح بين مد وجزر ولن تحقق فرنسا رغبتها في إقامة شراكة حقيقية مع الجزائر، والاستفادة من الثقل السياسي الذي تمثله الجزائر في المنطقة، وهي المنطقة التي تعتبرها فرنسا حيوية بالنسبة إليها، خاصة وأن العديد من الجماعات الإرهابية تنشط في دول الساحل وفي مقدمتها مالي التي خسرتها فرنسا في الفترة الأخيرة.
فرنسا تعرف جيدا الثقل السياسي الذي تمثله الجزائر في شمال أفريقيا خاصة بعد الفشل الفرنسي في مالي وتحول هذه الدولة الأفريقية إلى ناحية روسيا حيث خاضت فرنسا حربا ضد الجماعات الإرهابية في هذه الدولة، لكنها لم تحقق الاستقرار الذي تنشده، أضف إلى ذلك، فإن السياسة الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي لم تحقق مكاسب سياسية وأمنية ملموسة، خاصة وأن الكثير من المستعمرات الفرنسية السابقة تحمل في تاريخها فيضا ثقيلا من الممارسات الاستعمارية الفرنسية، وبالتالي فإن عدم إقدام فرنسا على الاعتذار عن ماضيها الاستعماري في هذه الدول، وفي مقدمتها الجزائر، لن يخدم محاولات فرنسا فتح صفحات جديدة ومفيدة في علاقاتها مع هذه الدول.
خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، سعى الرئيس الفرنسي إلى الدفع بالعلاقات بين البلدين إلى الأمام ومحاولة طي صفحة الخلافات التي نشبت بينهما بعد تصريحات سابقة له تضمنت تشكيكا في وجود أمة جزائرية قبل 1830، أي عام بدء الاستعمار الفرنسي لهذا البلد العربي، وخلال تلك الزيارة وبدلا من أن يبادر إلى الاعتذار، سعى إلى تحقيق مكاسب اقتصادية مثل زيادة كمية الغاز الجزائري المصدر إلى فرنسا في ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها القارة الأوروبية بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وتوجه الدول الأوروبية إلى الاستغناء التدريجي عن الطاقة الروسية، ومنها الغاز والنفط.
ليس أمام فرنسا من خيار، إن كانت حقا حريصة على وضع عربة العلاقات الفرنسية الجزائرية على السكة الصحيحة، سوى أن تعتذر عن ماضيها الاستعماري في هذا البلد، وأن تقبل بالمطلب الجزائري المتمثل في فتح باريس الأرشيف للباحثين والمؤرخين، خاصة وأنه سبق أن تم تشكيل لجنة فرنسية جزائرية مشتركة لدراسة الأرشيف في الفترة الاستعمارية والثورة التحررية لشعب الجزائر، لكن هذه اللجنة لم تخرج بشيء من شأنه أن يزيل العقبة الكأداء أمام مسار العلاقات بين البلدين.
فما تركته الحقبة الاستعمارية الفرنسية في نفوس الجزائريين ليس بالأمر الهين الذي يمكن تجاوزه بمجرد مرور الزمن أو حتى وجود علاقات طبيعية بين البلدين، والساسة الفرنسيون يعرفون ذلك جيدا، لكن أيا منهم لم يمتلك الشجاعة للاعتراف بسلبية الحقبة الاستعمارية ومن ثم الاعتذار لأبناء الجزائر، وذلك كله يعود بالطبع إلى أسباب سياسية داخلية، في مقدمتها مقاومة اليمين الفرنسي لخطوة كهذه، أي الاعتذار.
هذا الإصرار الفرنسي على رفض الاعتذار عن ممارسات تلك الحقبة، سيبقى يمثل العقبة الرئيسية أمام تطور العلاقات بين البلدين، في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية أيضا، فمطلب الاعتذار هو مطلب مشروع للشعب الجزائري الذي وقع ضحية الاستعمار الفرنسي، وتعرض خلال تلك الحقبة الاستعمارية لممارسات لا تمت للإنسانية بصلة، وهي راسخة في ذاكرة الجزائريين، بما في ذلك أولئك الذين ولدوا بعد التحرير وانتهاء حقبة الاستعمار، فأبناء الجزائر سيظلون أمينين على ذاكرتهم الوطنية.
إقرأ أيضا لـ”عبدالله الأيوبي”
أخبار الخليج | فرنسا والجزائر.. الاعتذار مفتاح التطبيع
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇أخبار الخليج | فرنسا والجزائر.. الاعتذار مفتاح التطبيع
أخبار الخليج | فرنسا والجزائر.. الاعتذار مفتاح التطبيع
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.