🟢 #الأيام #السعيدة #ولت #كيف #يؤثر #التضخم #والحرب #على #تمويل #الشركات #الناشئة #منتوف #MANTOWF
[elementor-template id=”7268″]
الأيام السعيدة ولَّت.. كيف يؤثر التضخم والحرب على تمويل الشركات الناشئة؟
في الوقت الذي كان يمرّ العالم أجمع بأزمة جائحة كورونا، وتتعالى نداءات الإغلاق حول العالم بسبب الفزع من الوباء الجديد، كانت في الجهة الأخرى الشركات الناشئة التي تعتمد على التحوُّل الرقمي تشهد أزهى عصورها على الإطلاق، حيث ساهمت الجائحة في تحويل رؤوس الأموال من الاستثمار في المشاريع التقليدية إلى تركيز الاستثمارات في الشركات الناشئة “ستارتبس” (Startups) التي تُقدِّم خدماتها لشرائح كبيرة من الأسواق بالاعتماد على التكنولوجيا. (1)
ولكن يبدو أن فترة الرخاء والفرص والتمويلات الضخمة قد شارفت على الانتهاء، ليحلّ محلها وضع مختلف تماما، مع ظهور موجة التضخم العالمي الذي يُعَدُّ الأكبر خلال العقود الأربعة الماضية، والارتفاع الكبير في مستويات الأسعار، ثم نشوب الحرب الروسية الأوكرانية التي أتبعها المزيد من أزمات الأسواق حول العالم. (2)
الأيام الخوالي
بحسب إحصاءات “CB Insights”، حصدت الشركات الناشئة حول العالم في المجالات كافة تمويلات بقيمة 621 مليار دولار خلال عام 2021، وهو أعلى رقم قياسي للاستثمارات الجريئة (Venture Capital) على الإطلاق، وهو يقترب من ضِعْف قيمة الاستثمارات عام 2020 التي قُدِّرت بنحو 335 مليار دولار.
من جهة أخرى، كشفت الأرقام أن النمو في الاستثمارات الجريئة في الشركات الناشئة خلال عام 2021 يزيد على 10 أضعاف معدلات الاستثمار في بداية العقد الماضي، حيث قُدِّر إجمالي الاستثمارات العالمية في الشركات الناشئة عام 2012 بنحو 60 مليار دولار فقط.
هذا النمو الهائل في الاستثمارات ساهم أيضا في زيادة عدد الشركات الناشئة التي تخطَّت قيمتها السوقية مليار دولار -يُطلق عليها اسم وحيدة القرن “يونيكورن” (Unicorn)- بنسبة 69%. شهد عام 2021 دخول 586 شركة ناشئة إلى عالم التقييم الذي يزيد على مليار دولار، بمعدل 10 شركات يونيكورن لكل أسبوع، مقارنة بـ 167 شركة عام 2020 بمعدل 3 شركات أسبوعيا.
بالنسبة لمقدار التمويلات بحسب المناطق، فقد حصدت الشركات الناشئة في أميركا الجنوبية إجمالي استثمارات جريئة بنحو 20 مليار دولار عام 2021، بزيادة كبيرة عن العام الماضي. بينما ارتفع الاستثمار في الشركات الناشئة الأوروبية بنسبة 150% ليصل إلى 116 مليار دولار، واستمرت أميركا الشمالية بوصفها أكبر منطقة حصدا للاستثمارات الناشئة بنحو 330 مليار دولار، بينما جمعت الشركات الناشئة في قارة آسيا نحو 165 مليار دولار. أما في المنطقة العربية، فقد جمعت الشركات الناشئة في المنطقة استثمارات بنحو مليارَيْ دولار فقط.
أما بالنسبة لمراحل التمويل، فقد أظهرت بيانات “كرنش بيز” (Crunchbase) أن الشركات الناشئة في المرحلة المتأخرة (Late Stage) -المرحلة التي تكون فيها الشركات الناشئة قد توسَّعت بوضوح في الأسواق وتعمل على تحقيق المزيد من التوسع العالمي- حازت حصة الأسد بنحو ثلثي الاستثمارات الجريئة حول العالم خلال عام 2021. بينما جاءت التمويلات للشركات الناشئة في المرحلة المبكرة (Early Stage) في المرتبة الثانية بنحو 200 مليار دولار، ليُشكِّل الاستثمار في الشركات الناشئة عالميا في هاتين المرحلتين نحو 500 مليار دولار. (3)
ثم جاء التضخم
مع بداية عام 2022، تغيَّر المشهد الاحتفالي إلى مشهد سريالي. فمع زيادة معدلات التضخم، ورفع معدل الفائدة في البنوك العالمية، ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على أسواق الطاقة وإمدادات النفط وسلاسل الإمداد والتوريد، ظهرت علامات الاستفهام حول إمكانية استمرار صناديق الاستثمار الجريء على الطريق نفسه في ضخ الأموال في الشركات الناشئة بتقييمات عالية، أم أن عالم الاستثمار بصدد إعادة ترتيب نفسه من جديد، خصوصا -وبحسب الاقتصاديين- أن التضخم الحالي سوف يستمر لبعض الوقت وليس تضخما عابرا.
وفقا لتقارير أصدرتها مؤسسات تمويلية كبيرة مثل “تايجر غلوبال” (Tiger Global) و”دي وان كابيتال” (D1 Capital)، فإن الكثير من صناديق الاستثمار حول العالم تتجه إلى وضع المزيد من الشروط حول ضخ الأموال في الشركات الناشئة خلال العام الجاري، وتتمحور أهم هذه الشروط حول قدرة هذه الشركات على الاستمرار في السوق بقوة نمو كبير من عدمه، وأيضا شروط تتعلق بوضع “تقييم” (Valuation) معقول لهذه الشركات، بعيدا عن صفقات التمويل التي تستهدف التقييمات العالية. (4)
وقال تقرير من إصدار “كرنش بيز” إنه على الرغم من أن الشركات الناشئة التي تنمو بمعدل 3X (معدل نمو 3 أضعاف بحسب مدة زمنية معينة) غالبا لن تواجه صعوبات كبيرة في حصد تمويلات من صناديق الاستثمار الجريء، فإن الكثير من الشركات الناشئة ستواجه أيضا -مهما كان حجمها أو مستوى وجودها في السوق- بعض المصاعب في جمع جولات تمويلية جديدة، خصوصا إذا كانت مُرتفعة التقييم.
وبحسب صندوق “فاوندرز فاند” (Founders Fund)، أحد كبار المستثمرين في شركات ناشئة كبرى مثل “Airbnb” و”Doordash”، فإن استمرار التضخم الحالي يُلزم الكثير من الشركات الناشئة النشطة حاليا، حتى التي جمعت جولات تمويلية ضخمة خلال السنوات المقبلة، أن تُعيد النظر إلى تقييمها مرة أخرى لتكون أكثر واقعية. (5)
أزمة التقييم
خلال العامين الماضيين، شهدت العديد من الشركات الناشئة حول العالم الحصول على تمويلات ضخمة بتقييمات كبيرة، منها مثلا شركة “بولت” (Bolt) الإستونية للنقل التشاركي -تطبيق منافس لتطبيق “أوبر”- التي حصدت تمويلات بقيمة 700 مليون دولار تقريبا، الأمر الذي رفع قيمتها السوقية إلى نحو 8.4 مليارات دولار، مع توسُّع عمليات الشركة في أوروبا. شركة أخرى مثل “تشيك أوت” (check out.com) للحجز الإلكتروني التي جمعت عدة جولات تمويل ضخمة، كان آخرها جولة بمليار دولار، رفعت قيمتها السوقية إلى 40 مليار دولار.
لماذا يرتفع تقييم الشركة بعد التمويل؟ ما يحدث هو أنه عندما تجمع شركة ناشئة تمويلات كبيرة، فهي تركِّز بشكل كامل على توسيع عملياتها على مستوى محلي وإقليمي وعالمي، وأخذ المزيد من الحصص في السوق بسرعة أكبر، مما يجعلها تحصل على تقييم سوقي كبير بعد كل جولة تمويل، بناء على سرعة نمو الشركة وسرعة نمو السوق الذي تعمل فيه.
هذه التقييمات الكبيرة تساعد الشركات الناشئة في سرعة الوصول إلى مرحلتها النهائية، وهي إما التخارج عبر تحوُّلها إلى شركة عامة تُطرح أسهمها للاكتتاب العام -وهو الهدف النهائي لأي شركة ناشئة-، وإما الاستحواذ عليها بصفقة كبيرة.
ولكن مع مطلع عام 2022، تغيرت قواعد اللعبة بشكل حاد. فمع ارتفاع سعر الفائدة وزيادة التضخم، حدث تباطؤ في نمو جميع الأسواق تقريبا بمختلف قطاعاتها، وإحجام المستثمرين عن الاستثمار في الشركات عموما بما فيها الناشئة وأسواق الأسهم، وبالتالي تتراجع فرص الشركات الناشئة ذات التقييم المرتفع في تحوُّلها إلى شركة عامة، أو صعوبة الاستحواذ عليها بهذه التقييمات الكبيرة. (5، 6)
عصر شدّ الحزام
ثمة إجماع أن الشركات الناشئة التي تُصنَّف في المرحلة المتأخرة (Late Stage)، التي تعني أن الشركة الناشئة حصلت على تمويلات كبيرة سابقة، وأصبح لها وجود ظاهر في السوق وتعمل على تطوير خطط للتوسع السريع، ستكون هي الشركات الأكثر تضررا. هذه الشركات وجدت نفسها أمام خيارين أفضلهما مُر: إما إعادة النظر إلى تقييماتها الكبيرة السابقة في الأسواق لتصبح أكثر معقولية، وإما الاستمرار لفترة بدون الحصول على تمويلات جديدة تتيح لها المزيد من التوسع.
على سبيل المثال، إذا حصلت شركة ناشئة على تقييم مرتفع خلال جولة تمويلية A، تتوسع على إثره في الأسواق والعمليات، فالأوضاع الحالية سوف تفرض عليها أنها عند سعيها للحصول على جولة تمويلية جديدة B، فسيصبح تقييمها أقل -بسبب تباطؤ نمو الأسواق- رغم أن من المنطقي أن يرتفع تقييم الشركات مع كل جولة استثمار جديدة، مما يعني أن هذه الشركات ستجد نفسها إما مضطرة للموافقة بتقييمات أقل -للحصول على استثمار جديد-، وإما تأجيل جمع تمويلات جديدة مما يعني تعطيل خططها للنمو السريع.
كما سيمتد التضييق إلى الشركات الناشئة التي كانت على وشك طرحها للاكتتاب العام (IPO)، مع تراجع أسواق المال وبالتالي ضرورة مراجعة تقييماتها، وهو ما صرَّح به مؤسس مشارك في صندوق “هوكستون فينشرز” الأميركي لشبكة “CNBC”، قائلا إن “نافذة الاكتتاب العام للشركات الناشئة باتت مُغلقة”، مُضيفا أن الكثير من الشركات التي كانت تسعى للاكتتاب في البورصة خلال 2022 غالبا ستؤجِّل هذه الخطوة.
ومع ذلك، يبقى الباب الأخير المفتوح أمام الشركات الناشئة في مراحلها اللاحقة هو شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة (SPAC) التي تُعَدُّ الجسر أمام الشركات الناشئة للاكتتاب العام، حيث تتوجه هذه الشركات للاندماج مع شركات مطروحة سابقا في البورصة، بوصفها معبرا لها لطرح أسهمها في السوق العالمي، وهو ما فعلته شركة “سويفل” (SWVL) المصرية العام الماضي. (5، 6، 7)
ما الذي سيحدث؟
“هناك نوعان من الشركات التي يجب أن تكون حذرة الفترة المقبلة: الشركات التي تعتمد اعتمادا كاملا على التقنية ولا تحقق أرباحا، والشركات التي تحقق أرباحا ولا تقدم حلولا تقنية!”.
(ريان بلومر، مؤسس صندوق K50 فينتشرز للاستثمار الجريء)
ربما مقولة بلومر ستكون هي شعار الشركات الناشئة خلال الفترة المقبلة لضمان حصولها على تمويلات مناسبة، مع التشديد المتوقع لشروط الاستثمار والتقييم. بحسب “كرنش بيز”، فإن أهم الشركات الناشئة التي سوف تستمر في نطاق اهتمامات المستثمرين بلا أي تأثر هي الشركات التقنية التي تستهدف صناعات وأسواقا نشطة، مثل صناعات الأمن السيبراني (Cybersecurity)، وتقنيات المناخ (Climate Tech)، وبالطبع تقنيات البلوكتشين المرتبطة بالعملات الرقمية، وغيرها من القطاعات الرقمية النشطة.
أما بالنسبة للشركات الناشئة في مراحلها المبكرة (Early Stage)، فمن المؤكد أنها ستشهد بعض التعنُّت بخصوص شروط التقييم، ولكنها ستكون أقل من تلك التي ستشهدها الشركات في المراحل المتقدمة. في كل الأحوال، الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة التي لم تحصل على جولات استثمارية سابقة، أو حصلت على جولات مبدئية، من السهل أن تضع تقييمات واقعية لقيمتها الحقيقية، مما يحقق لها نموا معقولا ومتوافقا مع السوق المُتباطئ. (5، 6)
رسالة “واي كومبيناتور” إلى رواد الأعمال
في رسالة مكوَّنة من 9 نقاط، وجدت تداولا كبيرا بين مجتمعات رواد الأعمال على وسائل التواصل الاجتماعي، ذكرت مُسرِّعة الأعمال العالمية الشهيرة في وادي السيليكون “واي كومبيناتور” (Y Combinator) بعض النصائح المباشرة لرواد الأعمال لتجاوز هذه الفترة العصيبة، كانت النقطة الأولى فيها: لا أحد يستطيع التنبؤ بما تحمله الأيام القادمة، ولكن الأمور لا تبدو جيدة!
وذكرت مُسرِّعة الأعمال الرقمية مجموعة من النصائح، جميعها تقريبا تدور حول حالة وصفتها بـ “Default Live”، وهي حالة تعني قدرة الشركة على الوصول إلى مستوى ما من الربحية اعتمادا على مواردها الذاتية، دون الاعتماد الكلي على الحصول على جولة تمويل جديدة قريبا، حتى لو كان ذلك يعني خفض معدل النمو أو التجهيز للتخارج المبكر. وإذا ظهر مستثمر ما وافق على جولة تمويلية تغطي نفقات الشركة، بشروط التمويل السابق نفسها، فربما من الأجدر الموافقة على ذلك.
تنصح “واي كومبيناتور” أيضا مؤسسي الشركات الناشئة بتغيير هدفهم النهائي من “النمو” إلى “البقاء حيا” لمدة 24 شهرا المقبلة، حتى إذا ترتب على ذلك خفض النفقات وبدء تسريح بعض الموظفين. الميزة في هذا الأمر -مع صعوبته- هو أن البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف يضمن فرصا أكبر للنمو بعد انتهاء الأزمة، ورصدا أكبر من قِبَل المستثمرين المحتملين بعد أن أثبت كفاءة مشروعك وصموده في مواجهة العاصفة. (8)
في النهاية، الأمر وإن كان يُشير بوضوح إلى أن هذا العام لن يكون سهلا بالنسبة للشركات الناشئة التي تسعى للحصول على تمويلات مناسبة، أو الوصول إلى صفقة استحواذ كبيرة، فإنه لا يعني أن الصورة بهذه القتامة دائما. ففي عام 2008، وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية الطاحنة، نشرت مُسرِّعة الأعمال الشهيرة في وادي السيليكون “سيكويا” (Sequoia) تدوينتها الشهيرة بعنوان “وادعا للأيام الجيدة” (RIP Good Times)، في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها الشركات في تلك المرحلة الحرجة. (6)
ولكن التاريخ يذكر أن في منتصف هذه الأزمة الكبرى أيضا، تأسست مجموعة من أفضل وأقوى الشركات الناشئة على الإطلاق، مثل “Airbnb” و”واتس آب” و”أوبر”، وغيرها من الشركات التي وُلدت من رحم الأزمة وتسيَّدت عالم الأعمال لاحقا لسنوات طويلة!
——————————————————————————–
المصادر:
1 – استغلال الجائحة.. القطاعات الناشئة الأكثر ازدهارا في زمن كورونا
2 – في مواجهة العاصفة.. كيف تستطيع شركتك الناشئة الصمود أمام التضخم؟
3 – Global Venture Funding And Unicorn Creation In 2021 Shattered All Records
4 – Tiger Global, D1 Capital Signal Pullback From Big Private Tech Deals Amid Market Rout
5 – Are The Good Times Over? Startup Valuations Dip As Inflation, Geopolitical Issues And Pandemic Concerns Swirl
6 – The tech sell-off has some venture capitalists worried the good times may be coming to an end
7 – القاهرة – دبي – نيويورك.. كيف وصلت “سويفل” إلى العالمية في أربع سنوات فقط؟
8 – YC advises founders to ‘plan for the worst’ amid market teardown
الأيام السعيدة ولَّت.. كيف يؤثر التضخم والحرب على تمويل الشركات الناشئة؟
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي
[elementor-template id=”7272″]
المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇الأيام السعيدة ولَّت.. كيف يؤثر التضخم والحرب على تمويل الشركات الناشئة؟
الأيام السعيدة ولَّت.. كيف يؤثر التضخم والحرب على تمويل الشركات الناشئة؟
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.