صحيفة إسرائيلية: من محاصرة كييف حتى نشوب حرب عالمية… كل الخيارات على الطاولة

بعد ثلاثة أسابيع من القتال في أوكرانيا، يطرح السؤال: إلى أين يسير كل هذا؟ يبدو أن تخطيطات الجيش الروسي الأولية اصطدمت ببضع مشاكل، وبتفكير فاسد للجنرالات حول طبيعة الرد المرتقب. ومع ذلك، لا تزال القوات تحاول محاصرة كييف.
1. محاصرة كييف وسقوطها
لا تزال محاصرة العاصمة كاملة في الأيام والأسابيع القريبة القادمة سيناريو واقعياً، لكن القصة لا تنتهي بهذا. فثمة مصاعب تبرز للجانب الذي يحاصر. “المدافع أقوى بثلاثة أضعاف من المهاجم”، يقول المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين في حديث مع “إسرائيل اليوم” مقتبساً عظيم المفكرين العسكريين ومن آباء عقيدة القتال الحديثة، الجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتس.
“في اللحظة التي تحاصر فيها، يمكن للقوة الخاضعة للحصار أن تخرج ليلاً وتصفي القادة. وكما يقال إنه إذا ما صفي بوتين ستنتهي الحرب”، أضاف.
“الفكرة أنك عندما تحاصرهم فإنك تدفعهم إلى الانهيار نفسياً، وبعد زمن ما يستسلمون، وإذا لم يستسلموا فإنهم ضعفاء جداً، وبالتالي يمكنك التغلب عليهم”.
2. انسحاب روسي
في اليوم الأخير، أعلنت محافل أوكرانية بأن الجيش المحلي بدأ بهجوم مضاد في عدة مواقع كي يبعد الجيش الروسي عن ضواحي كييف ومدن أخرى. كانت المناورة العسكرية الأكبر في أوروبا بدأت منذ عهد الحرب العالمية الثانية. يبدو أن شيئاً سيئاً مر في السنوات الأخيرة على القوة العظمى التي سيطرت على العالم ذات مرة: هبوط معنويات الجنود، سلاح قديم، تصفية قادة كبار ونقص في التوريد… هي جزء من المشاكل التي ظهرت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
“أولئك الذين وضعوا هذه الخطة (خطة الغزو الروسي – د.ف) أي بوتين ومقربوه، كان الانطباع أنهم خططوا لعمل سريع. كل المعطيات تبين أن الروس خططوا للسيطرة على أوكرانيا في غضون يوم – يومين، وفي هذا فشلوا”.
3. وقف نار
جولات المحادثات بين الوفدين الأوكراني والروسي لم تعط ثماراً بعد، وإنهاء القتال يبدو بعيداً. في كييف، تخلى الرئيس زيلينسكي عن واحدة من النقاط المركزية التي كانت ظاهراً مبرراً للقتال: انضمام أوكرانيا إلى الناتو. ومع ذلك، حدد بوتين بأن هدفه الأعلى هو “نزع النازية” عن الدولة المجاورة، وقال إن النار ستتوقف عندما يضع الأوكرانيون سلاحهم.
4. سيناريو غير تقليدي
مع أن الغزو يتقدم ببطء، فإن بضع مناطق أساسية سقطت في غضون وقت قصير: محطة الطاقة النووية في تشرنوبيل مثال على ذلك. ومنذ أن انتقلت إلى أياد روسية، يبلغون عن وقف الكهرباء على أساس شبه يومي كنتيجة للقتال.
إضافة إلى ذلك، فإن محطة الطاقة النووية زابوريجيا، التي بخلاف تشرنوبيل، لا تزال فاعلة. الطرفان يتهمان بتخطيط مستقبلي لتخريب في واحدة من المحطات النووية، وكذا باستخدام محتمل لسلاح بيولوجي.
وسواء كحادثة أم عن قصد، ثمة سيناريو بيولوجي نووي سيسرق كل الأوراق ويضع العالم في وضع جديد، تصبح فيه كل دولة طرفاً مشاركاً.
5. الهجوم على عضو في الناتو
منذ بدأت النار في 24 شباط، تحاول أفضل العقول في الغرب تحليل ما يمر في رأس فلاديمير بوتين وإلى أين يوجه خطواته لاحقاً – هل سيتوقف في أوكرانيا أم سيواصل نحو دولة أخرى؟ المؤكد هو أنه إذا غزت روسيا واحدة من الدول الأعضاء في الناتو، فسيتسبب الأمر بحرب عالمية ثالثة، جراء اتفاق الدفاع الذي سيستخدم في اللحظة التي تتعرض فيها دولة في المنظمة لهجوم خارجي.
في بداية الأسبوع، الاثنين، أصاب صاروخ روسي قاعدة عسكرية في لفيف، على حدود أوكرانيا – بولندا. وادعت موسكو بأنه يضم “180 من المرتزقة الأجانب” في الوقت الذي حذروا فيه من تدخل لعناصر خارجية في القتال. وفي هذه الأثناء، يبقى ميزان معين، ولا سيما في ضوء الوعود المتكررة من الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بأنه لن يرسل جنوداً إلى ميدان المعركة. ولكن إذا تبين لاحقاً وجود “مستشارين أمنيين” غربيين في داخل أوكرانيا، فذلك سيجر رد فعل روسي وتصعيد للوضع.
بقلم: دانيال فتشطر
إسرائيل اليوم 17/3/2022