معاناة بلجيكا مستمرة مع أزمة إيواء طالبي اللجوء |

وانتقد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بلجيكا ووصف نظام الإيواء الذي خصصته للاجئين بـ”الضعيف”.

وكشف المرصد في تقرير له أن “المئات من طالبي اللجوء ما يزالون يبيتون في الشارع أمام مركز التسجيل الوحيد في بروكسل من أجل تقديم طلبات اللجوء والحصول على مأوى”، وقال إن ذلك “يبرهن مرة أخرى على ضعف نظام الإيواء البلجيكي وعدم قدرته على صون حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء في الاستقبال والحماية”.

ومطلع الشهر الحالي عقدت الوكالة الفدرالية البلجيكية لاستقبال طالبي اللجوء اتفاقا مع الفنادق لحجز غرفها الخالية من أجل طالبي اللجوء.

وفي السابع عشر من ديسمبر الجاري طلب وزير الدولة لشؤون الهجرة واللجوء سامي مهدي من مكتب دعم اللجوء في الاتحاد الأوروبي مساكن جاهزة (كونتينر) وموظفين، ولكن رغم ذلك، لا تزال طوابير طويلة أمام مركز استقبال طالبي اللجوء.

وفي تصريح الأربعاء بالبرلمان، قال مهدي “يوجد دائما المزيد من الأشخاص مطلع الأسبوع، من المستحيل إيجاد أماكن للذكور، لكن لم يعد الأطفال غير المرافقين في الشوارع”.

ومنذ مدة طويلة تستمر الطوابير التي تضم أطفالا دون مرافقين أمام مركز الوكالة الفدرالية لاستقبال طالبي اللجوء في بروكسل.

وتتباين التصريحات الرسمية حول المهاجرين، وعلى الرغم من عدم وجود معلومات واضحة حول الوضع الرسمي للمهاجرين، فمن المعروف أن البعض منهم “بلا أوراق” ويعيشون في البلاد دون وثائق إقامة أو عمل قانونية ويتم رفض تصاريح إقامتهم في الغالب.

ومشكلة المهاجرين الذين ليست لديهم أوراق إقامة لا تزال قائمة، ولم تنته هذه الأزمة التي دفعت العشرات إلى الإضراب عن الطعام الشهر الماضي.

وبعد أربعة أشهر من تعليق الإضراب، لا يزال حوالي خمسين مهاجرا يقيمون في كنيسة وسط بروكسل. إذ أنه على الرغم من المناقشات مع السلطات، مازال معظمهم ينتظرون تسوية أوضاعهم.

ويعتقد أن قرابة 150 ألف لاجئ “بلا أوراق” يعيشون في بلجيكا معظمهم في بروكسل، بينهم من لم يحصل على رد لطلب حصوله على تصريح إقامة منذ اثنى عشر عاما على تقديم طلبه.

وشكّلت بلجيكا خلال السنوات الماضية وجهة لطالبي اللجوء الفلسطينيين من قطاع غزّة وسوريا وسواها، قبل أن تصطدم مساعيهم بسياسات الحكومات اليمينية.

وتصعّد الحكومات اليمينية في بلجيكا من سياساتها الرامية للحد من تدفق المهاجرين إلى بلادها، وتواصل تنفيذ قرارات رامية إلى دفع طالبي اللجوء للكف عن التفكير في بروكسل كوجهة جيّدة لهم.