كانت كابول آخر مدينة رئيسية في أفغانستان تصمد أمام هجوم طالبان الذي بدأ قبل أشهر، لكنه تسارع في الأيام الأخيرة مع سيطرتهم على الأراضي مما صدم العديد من المراقبين.

خارطة

وتمكنت الجماعة الإسلامية من السيطرة بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية.

ودافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في نهاية الأسبوع عن انسحاب القوات الأمريكية قائلا إنه لا يستطيع تبرير “وجود أمريكي لا نهاية له وسط صراع أهلي في بلد آخر”.

وبعد سيطرة طالبان على كابول توجه كثير من الناس إلى المطار.

وأظهر مقطع فيديو التقطه صحفي أفغاني الاثنين حشودا تهرع إلى صالة المطار ومعها أطفال وأمتعة.

وقالت الولايات المتحدة إنها نقلت جميع موظفي سفارتها إلى المطار في انتظار الإجلاء، وكانت قد أرسلت ما يقرب من 6000 جندي للمساعدة في ذلك.

وقال بيان رسمي للحكومة إن آلاف المواطنين الأمريكيين وموظفي السفارة المحليين وعائلاتهم، بالإضافة إلى “المواطنين الأفغان المعرضين للخطر”، سينقلون جوا في الأيام المقبلة.

وغير العديد من شركات الطيران التجارية مسارها حول كابول أو علقت رحلاتها.

وأظهرت لقطات مساء الأحد مئات الأشخاص يركضون لمحاولة ركوب آخر الرحلات الجوية التجارية خارج المدينة.

أفغان يحتشدون قرب مدرج خلف أسلاك شائكة.

صدر الصورة،GETTY IMAGES

 
التعليق على الصورة،

 

أفغان يحتشدون قرب مدرج خلف أسلاك شائكة.

 

وأظهرت صور حشودا من الأفغان تنتظر على مدرج المطار بينما وقفت القوات الأمريكية للحراسة صباح الاثنين. وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن الجنود أطلقوا النار في الهواء في وقت من الأوقات “لمنع الفوضى”.

وقالت رخشاندا جيلالي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان التي كانت تحاول المغادرة: “كيف يمكن [للأمريكيين] الاحتفاظ بالمطار وإملاء الشروط والأحكام على الأفغان؟” .

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عنها قولها: “هذا هو مطارنا، لكننا نشهد إجلاء دبلوماسيين، بينما ننتظر في حالة من عدم اليقين التام.”

إجلاء الأجانب

أصدرت أكثر من 60 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، بيانا مشتركا جاء فيه أن الشعب الأفغاني “يستحق أن يعيش في أمان وأمن وكرامة”، وأنه يجب استعادة الأمن والنظام المدني على الفور.

كما طالبت طالبان بالسماح لمن يرغب في المغادرة وإبقاء الطرق والمطارات والمعابر الحدودية مفتوحة.

وقال سهيل شاهين، عضو فريق طالبان المفاوض في قطر، لبي بي سي إن الناس في كابول يجب ألا يقلقوا، لأن ممتلكاتهم وحياتهم في أمان.

وقال “نحن خدام الشعب والوطن”

مقاتلو طالبان

صدر الصورة،GETTY IMAGES

 
التعليق على الصورة،

 

مقاتلو طالبان وصلوا ضواحي كابول الأحد.

 

وسُمعت أصوات مروحيات أمريكية تقل أفراد السفارة في سماء المدينة الأحد. ووردت تقارير عن تصاعد دخان بالقرب من مجمع السفارة مع تدمير وثائق مهمة.

ونشر حوالي 600 جندي بريطاني للمساعدة في مهمة الانسحاب الخاصة بهم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن الأولوية لديه هي إخراج البريطانيين، و”كل من ساعدوا جهود بريطانيا على مدى 20 عاما” من أفغانستان “بأسرع ما يمكن”.

ودعا القوى “المتشابهة في التفكير” إلى العمل معا وعدم الاعتراف بأي حكومة جديدة دون اتفاق.

وشرعت دول أخرى أيضا في إجلاء مواطنيها من أفغانستان وتقليص وجودها، وإغلاق سفاراتها في بعض الحالات تماما.

وتخطط روسيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في أفغانستان.

وقالت إنها لن تغلق سفارتها لأنها تلقت تأكيدات أمنية من طالبان.

“الناس يركضون ويختبئون”

أمرت طالبان مقاتليها بدخول كابول الأحد، بعد أن أوقفتهم في وقت سابق في ضواحي المدينة.

وقالت طالبان إن المسلحين دخلوا لمنع الفوضى والنهب، بعد أن غادرت قوات الأمن أجزاء من كابول.

أشخاص يقفون في طابور

صدر الصورة،GETTY IMAGES

 
التعليق على الصورة،

 

اصطفت طوابير طويلة أمام مكاتب جوازات السفر في كابول سعيا لمغادرة البلاد

 

وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة مقاتلين داخل القصر الرئاسي، وهم يلوحون بالبنادق.

وقال متحدث باسم الجماعة في وقت لاحق لقناة الجزيرة: “الحرب انتهت”.

وجاء تقدم طالبان إلى كابول بعد فرار الرئيس غني إلى خارج البلاد.

وفي منشور على فيسبوك موجه إلى الشعب الأفغاني، قال غني إنه اتخذ القرار الصعب بالمغادرة لتجنب إراقة الدماء في العاصمة.

وقال إن “طالبان انتصرت بحكم السيف والبندقية، وعليهم مسؤولية حماية شرف وازدهار واحترام الذات لمواطنينا”.

وانتقد مسؤولون آخرون الرئيس غني لفراره من البلاد.

وقال عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان: “الله سيحاسبه والأمة ستحكم عليه”.

أشخاص يقفون في طابور

صدر الصورة،ANADOLU AGENCY VIA GETTY IMAGES

 
التعليق على الصورة،

 

اصطفت طوابير طويلة أمام البنوك وماكينات الصراف الآلي في كابول

 

وساد الذعر في كابول مع اقتراب طالبان من تحقيق النصر. وتوجه سكان إلى المطار وتركوا السيارات وشقوا طريقهم سيرًا على الأقدام، في محاولة يائسة للخروج من البلاد.

وقال طالب يبلغ من العمر 22 عامًا لبي بي سي إنه سار لأكثر من خمس ساعات.

وقال: “قدماي تؤلمانني، وفيهما بثور وأجد صعوبة في الوقوف”.

وأضاف: “الآن وأنا أغادر، أفكر في عائلتي – ليس لديهم أي طريقة للهروب. لا أرى مستقبلا”.

قيادات طالبان

وقالت السفارة الأمريكية إن أنباء وردت عن إطلاق نار في مطار كابول، وحذرت مواطنيها ودعتهم إلى الاحتماء لأن “الوضع الأمني يتغير بسرعة”.

وفي وسط المدينة، تشكلت طوابير طويلة أمام ماكينات الصراف الآلي على مدار اليوم، حيث كان الناس يحاولون سحب النقود.

وقالت النائبة المحلية، فرزانا كوجا، لبي بي سي إن الناس لا يعرفون ماذا يفعلون، وبعضهم يركض أو يختبئ في المنازل.

ووردت أنباء عن اشتباكات وجرحى في حي “قراباغ” بالمدينة.