قلص النفط من خسائره التي اتسعت إلى 4% مع بدايات اليوم ليحوم الآن قرب النقطة 0 ويستمر في الاتجاه الصعودي نحو الزيادة، ويأتي ذلك نتيجة لتصريحات مباشرة وقوية من وزير الطاقة السعودي.

وهاجم وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، الوضع المتذبذب للأسواق. وأشار وزير الطاقة السعودي للأنباء المتداولة عن عودة إيران لمشهد الطاقة العالمي بعد عقدها اتفاقًا نوويًا مع الولايات المتحدة وإن ذلك بمقدوره توفير إنتاج أكبر للنفط ليساهم في خفض الأسعار عن المستهدف من جانب أوبك وما تراه مناسبًا.

وأوضح وزير الطاقة أن تذبذب أسواق البترول وضعف السيولة يعطيان إشارات خاطئة للأسواق في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى الوضوح.

ونوه الوزير في حوار خاص لوكالة بلومبيرغ أن مجموعة أوبك بلس أكثر التزاماً ومرونة، ولديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تمكنها من التعامل مع هذه التحديات، التي تشمل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت، وبطرق مختلفة، وهو ما أثبتتهُ مجموعة أوبك بلس مرارًا وبوضوح خلال عامي 2020 و2021م.

وقال الوزير إن سوق البترول الآجلة في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق، تعملان معًا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة. وتجعل تكلفة التحوط وإدارة المخاطر كبيرة جداً على المتعاملين في السوق الفورية. ولهذا الوضع تأثيره السلبي الكبير في سلاسة وفاعلية التعامل في أسواق البترول، وأسواق منتجات الطاقة الأخرى، والسلع الأخرى لأنه يُوجِد أنواعًا جديدة من المخاطر والقلق.

وتزداد هذه الحلقة سلبيةً مع المزاعم التي لا تستند إلى دليل في الواقع حول انخفاض الطلب في السوق، والأخبار المتكررة بشأن عودة كميات كبيرة من الإمدادات إلى الأسواق، والغموض وعدم اليقين بشأن الآثار المحتملة لوضع حد سعري على البترول الخام ومنتجاته، وإجراءات الحظر، وفرض العقوبات.

وتحدث وزير الطاقة من الطاقة الاحتياطية العالمية قائلًا أن الوضع شديد الضرر، لأنه بدون سيولة كافية لا يمكن للسوق أن تعكس واقعها الحقيقي بشكلٍ هادفٍ، بل يمكنها، في الواقع، أن تعطي إحساسًا خاطئًا بالأمان، في وقت أن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية محدودة للغاية، ومخاطر الانقطاعات الشديدة في الإمدادات مرتفعة جدًا.

ويذكر أن وزيرة الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية صرحت صباحًا بأن   الولايات المتحدة ستحقق إنتاجا قياسيًا في النفط وأضافت أن الولايات المتحدة ستنتج حوالي 12.7 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2023، ارتفاعًا من المعدل الحالي البالغ ما يقارب 12 مليون برميل يوميًا.

وتابع الوزير السعودي الحديث عن انفصال سوق النفط الفورية والآجلة، قائلًا “وفي الوقت الراهن، لا نحتاج إلى النظر بعيدًا لنرى الدليل على هذا. فالسوق الآجلة والسوق الفورية أصبحتا منفصلتين عن بعضهما بشكلٍ متزايد، وأصبحت السوق، بشكلٍ ما، تعاني من حال انفصام، وهذا الوضع، بلا شك، يوجد سوقًا تعاني من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض، ويبعث رسائل خاطئة في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح، وإلى أسواق تعمل بفاعليةٍ وكفاءة عاليةٍ أكثر من أي وقت مضى، ليتمكن المتعاملون في السوق من التحوط، وإدارة المخاطر الكبيرة، والتعامل مع حال عدم اليقين التي يواجهونها بفاعلية.”