من السهل أن نتصور أن الانطوائيين يرون أن صفاتهم تمثل عائقا في حياتهم المهنية، خاصة عندما تمجّد ثقافتنا الصخب والكاريزما.

لكن ذلك لا ينطبق على وارن بافت ومارك زوكربيرغ وبيل غيتس وماريسا ماير ومايكل جوردان، الذين يعدون من بين أكثر الأشخاص الانطوائيين نجاحًا في التاريخ، إلى جانب أبراهام لينكولن وإليانور روزفلت. كما أن العديد من الأشخاص الأكثر نجاحًا في العالم على غرار جون كينيدي وديفد ليترمان يحبون العزلة.

أيهما يمثل وظيفة أحلامك: قضاء يومك في العصف الذهني والدردشة مع زملاء العمل في مكتب مفتوح، أم يوم بلا اجتماعات والاستمتاع بمشروع إبداعي خاص بك؟ إذا اخترت الخيار الثاني، فربما تكون شخصا انطوائيا.

عن الانطوائي
في تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي، اعتبرت الكاتبة ميلودي ويلدينغ أن الشخص الانطوائي أكثر حساسية تجاه المحفزات، مشيرة إلى أن العديد من الانطوائيين يفضلون التفكير العميق والتأمل. والأهم من ذلك كله، أنهم غالبًا ما يحتاجون لفترات راحة وإعادة شحن طاقتهم للقيام بأعمالهم على أحسن وجه. 

بروز الانطوائيين
تزايد الاعتراف بالحركة الانطوائية التي أثارها قادة مثل سوزان كاين، يعني أن أساليب العمل المختلفة أصبحت الآن مُعتمدة أكثر من أي وقت مضى. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الانطوائيين يشكلون أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة اليوم.

طرق للاستفادة من نقاط القوة الخاصة
حان الوقت لتترك حساسيتك تتألق، واستخدم نقاط القوة الخاصة بك، ويمكنك إظهار صفاتك الكاملة في العمل بما فيها صفاتك الهادئة. إليك كيفية استعمال الحساسية لصالحك والنجاح في مكان العمل:

1. استفد من نقاط قوتك
يمثل ذكاؤك العاطفي والتعاطف وإتقان فن التواصل العملي مهارات تجعلك عنصرا مخلصا وقيّما في فريق العمل (حتى لو لم يكن العمل الجماعي هو المفضل لديك).

كما أن فضولك يؤهلك للقيادة، لذا ابحث عن فرص لممارسة هذا الإبداع. كن الشخص الذي يطرح أسئلة مدروسة تدفع الناس للتفكير بطريقة مختلفة، وسرعان ما سيُنظر إليك على أنك مبتكر.

وبإمكان الانطوائيين أن يكونوا مندوبي مبيعات رائعين على وجه التحديد لأنهم يميلون إلى أن يكونوا ماهرين للغاية في بناء العلاقات، والاستماع، والتعاطف مع احتياجات العملاء. ولكن، كن حذرًا عند اختيار مهنة تتطلب الكثير من السفر أو الضوضاء الزائدة أو الإلهاء، فقد لا يكون ذلك مناسبًا لك.

2. ركز على إدارة الطاقة لا إدارة الوقت
العمل لا ينتهي، لكن طاقتك ليست كذلك. يَكمن سر الأداء العالي بالنسبة للانطوائيين في الاستفادة من نقاط قوتهم وضعفهم الطبيعية. تتبّع أنشطة يوم العمل الخاص بك لمدة أسبوع واحد وقيّم النشاط الذي يمنحك إياه كل واحد منها.

ابحث عن الأنماط المتكررة في مختلف أوقات اليوم التي تشعر فيها أنك منتبه بشدة، واقضِ على المهام التي تستنزف طاقتك، وابذل المزيد من الجهد في الأعمال التي تُقويك.

وينصح ببدء اليوم بالكتابة أو بعمل إبداعي يتطلب التركيز قبل فتح بريدك الإلكتروني، إذا لاحظت أنك أكثر تركيزًا في الصباح. كما يوصى العملاء الانطوائيون بترك فترة فاصلة مدتها 15 دقيقة بين جميع المواعيد، وذلك لمنح أنفسهم مساحة لتخفيف الضغط.

لا تنس أن تجعل الرعاية الذاتية جزءًا من قائمة مهامك اليومية. وبالنسبة للانطوائيين، تعد فترة إعادة شحن طاقتهم جزءًا مهمًّا من الازدهار في العمل. كما ينصح بتخصيص الكثير من الوقت للتفكير الذاتي حول ما تريد في حياتك المهنية على المدى الطويل.

3. هيئ الظروف المناسبة للنجاح
يشعر الانطوائيون بحساسية أكبر للبيئة المحيطة بهم. لذلك، ابنِ مساحة عمل تشعرك بالراحة والهدوء. يمكن أن تحدث تغييرات صغيرة مثل الإضاءة الطبيعية واستخدام سماعات إلغاء الضوضاء فرقا كبيرا في حالتك المزاجية ورفاهيتك.

4. تحدث عن تفضيلاتك مع الآخرين
يمتلك الانطوائيون عادة سيئة تتمثل في عيشهم داخل عالمهم الخاص. وتعتبر الحياة الداخلية الغنية شيئا رائعا، لكن للأسف لا يستطيع الناس قراءة أفكارك، ولهذا السبب من المهم أن تتحدث حول تفضيلاتك مع الآخرين. تحدّث عما تحتاجه وتريده سواء تطلّب ذلك وقتًا إضافيًّا لتقبل الملاحظات أو تطلب كتابة تقرير بدلاً من تقديمه.

كثيرا ما يفشل الانطوائيون في الاستعداد للحالات التحفيزية عندما لا يكونون متأهبين، لذلك ينصح بممارسة التمارين الخاصة كالتمدد والتنفس العميق واستخدامها للتركيز قبل خوض مواقف صعبة.

حاول لأقصى حد ممكن الاستعداد مسبقا للاجتماعات التي يمكن أن تمثل أسوأ كابوس للشخص الانطوائي. اطلب جدول الأعمال في وقت مبكر لتحصل على فرصة لجمع أفكارك وتحضير الأسئلة.

5- كن اجتماعيا بأسلوبك
توجد أسطورة تفيد بأن الانطوائيين معادون للمجتمع أو خجولون، ولكنهم ببساطة يفضلون بناء العلاقات بشكل مختلف. وينصح بتلبية حاجتك الإنسانية الأساسية للانتماء من خلال التواصل مع الآخرين، مثل دعوة زميل في العمل إلى تناول الغداء، أو التركيز على مقابلة شخص جديد في مؤتمر. وعندما يتعلق الأمر بالتواصل، ركز على جودة العلاقات لا على الكمية.. كن اجتماعيًّا بطريقة تناسب أسلوبك.