لعل اسم «نيويورك» هو أول ما يطرأ على الذهن فور التحدث عن السياحة في أميركا، لذا تعتبر ولاية نيويورك من الولايات الأكبر من حيث الكثافة السكانية في أميركا، وكذلك تضم أهم مدن الولايات المتحدة.

تقع ولاية نيويورك في شمال شرق البلاد، وتضم أهم معالم الولايات المتحدة على الإطلاق، ولعل تمثال الحريّة هو المعلم الأشهر بها، لكن ما لا تعرفه أنه ليس المعلم الوحيد الذي تتميز به هذه الولاية العظيمة، وسط مانهاتن من الأماكن التي تجذب السياح في نيويورك والأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولايات المتحدة الأميركية، وتسمى غالباً باسم المدينة التي لا تنام، لأنها تزدحم باستمرار بالنشاط، وهذا ما زاد من السياحة في نيويورك، وتُعد حلقة الوصل بين الثقافة والفن والعمارة والتاريخ والترفيه، مع وجود الكثير لرؤيته والقيام به في المدينة، عند التوجه نحو السياحة في نيويورك.

شكّل وسط مانهاتن في ما مضى بؤرة المؤسسات المالية في نيويورك، بَيد أنّه تحوّل في ما بعد إلى وجهة ثقافية مزدهرة. فبعدما تمّ استثمار أكثر من 30 مليار دولار في العقارات والبنية التحتية خلال العقد الماضي وحده، نجحت هذه المنطقة التاريخية في استقطاب مجموعة من الصناعات المبتكرة، ما أسفر بدوره عن ازدياد عدد سكانها بثلاثة أضعاف. يشتهر وسط مدينة نيويورك بأفق بديع، ومؤسسات تعليمية مرموقة، وأماكن عالمية الطراز للتسوق وتناول الطعام، ووفرة من المساحات الخضراء في الهواء الطلق مع 84 فداناً من الحدائق والمساحات المفتوحة. وبعدما جرى تغيير وجه استخدام المباني الإدارية وناطحات السحاب على طول وول ستريت وبرودواي لتصبح أبراجاً سكنية، باتت المنطقة تؤوي الآن 62 ألف نسمة.

معلومات عن مشروع ون وول ستريت

يقع مشروع ون وول ستريت، وهو كناية عن معلم هندسي مستوحى من فن الآرت ديكو المعماري ومؤلف من 56 طابقاً، في مدينة مانهاتن السفلى شرق برودواي وبمحاذاة مقرّ بورصة نيويورك. شُيّد مبنى ون وول ستريت سنة 1931 كمقرّ رئيس لمؤسسة إيرفينغ ترست المالية، وتولى تصميمه المهندس رالف ووكر، وها هو يخضع اليوم لسلسلة أعمال ترميم بإشراف شركة ماكلوي بروبرتيز العقارية بهدف تحويله إلى مبنى وحدات سكنية (كوندومينيوم). ويُعَد هذا التغيير في وجهة المبنى، من مركز عمل إلى صرح سكني، المشروع الأضخم في تاريخ مدينة نيويورك.

ونذكر من أبرز المباني التي طالها التغيير ون وول ستريت، وهو المبنى السابق لمصرف إيرفينغ ترست الكائن غرب بورصة نيويورك وبرودواي، والذي يخضع حالياً لأكبر عملية تحويل من مبنى إداري إلى مبنى سكني في تاريخ مدينة نيويورك.

أعادت ماكلوي بروبرتيز تطوير هذا المبنى المؤلف من 56 طابقاً ليضمّ 566 منزلاً يراوح بين شقق استوديو وشقق مؤلفة من أربع غرف نوم، إلى جانب مسكن بنتهاوس مذهل. تقع كل هذه الشقق في مبنى أسطوري من وحي الآرت ديكو يعود للقرن العشرين من تصميم رالف ووكر، المهندس المعماري الحائز لقب «مهندس القرن» من «نيويورك تايمز».

وصُمِّم ون وول ستريت ليلبي حاجات قاعدة سكانية متنامية وميسورة في وسط المدينة، حيث سيقدّم مساحة تجزئة ممتدة على 174 ألف قدم مربعة تتّسع لثمانية متاجر، من أجل إضافة مركز تسوّق جديد إلى أحد أشهر شوارع المدينة، وول ستريت. تمّ الإعلان عن أول مستأجر في ون وول ستريت عام 2018، ألا وهو سوبرماركت هول فود الذي استأجر متجر بقالة يمتدّ على مساحة 44 ألف قدم مربعة، ويشغل الطابق السفلي من القسم التجاري في المبنى. كما أعلنت ماكلوي في مطلع عام 2019 أنّ شركة لايف تايم ستحتلّ 74 ألف قدم مربعة من مساحة التجزئة لتقديم تجربة عيش قائمة على العافية.

هبّت رياح التغيير في السبعينات حين راحت المؤسسات المالية تنقل مقارّها إلى وسط مدينة مانهاتن، ومن ثم تسارعت وتيرة الانتقال بُعيد أحداث 11 سبتمبر. وقد أمست المنطقة تحتضن الآن أكثر من 800 شركة تكنولوجيا، وإعلام، وإعلان ومعلومات، على غرار سبوتيفاي وكوندي ناست ووي وورك، ما عزّز بشكل واضح من جاذبية المنطقة بالنسبة للصناعات في القطاع غير المالي. كما واصل الحيّ استقطاب علامات تجارية شهيرة عالمياً، مثل إي إس بي إن، نايكي وجي كرو، على الرغم من المنافسة الشديدة القادمة من أجزاء أخرى في المدينة، ما يشكّل دليلاً حياً على التنوّع الذي يشهده وسط المدينة.

ومنذ عام 2005، تمّ استثمار 6.4 مليارات دولار في البنية التحتية للمواصلات في المنطقة، ما أفضى إلى إضافة 12 خطاً جديداً لمترو الأنفاق، و30 مساراً للحافلات، و20 مساراً للعبّارات، و28 محطة للدراجات الهوائية، فضلاً عن مشروع «أوكولوس» من تصميم المهندس المعماري الإسباني سانتياغو كالاترافا بقيمة أربعة مليارات دولار، وهو محطة سكة حديد تحت الأرض ومركز تسوّق مغمور بالضوء. علاوة على ذلك، ما من مؤشرات واضحة على تراجع الطلب في وسط مدينة نيويورك، بدليل إعادة افتتاح محطة القطار دبليو تي سي كورتلاند 1 في عام 2018، بعدما أغلقت أبوابها لنحو عقدين من الزمن، وها هي الآن تفتح مجدداً إلى الجهة الغربية من أوكولوس.

من أهم أماكن جذب السيّاح في نيويورك:

■   النصب التذكاري الوطني لـ11 سبتمبر: تم بناؤه على شرف الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر، وأسماء الذين لقوا حتفهم محفورة على لوحين من البرونز يحيطان برك السباحة التذكارية.

■   حديقة هاي لاين: هي حديقة عامة مبنية على خط سكة حديد تاريخي مرتفع فوق الجانب الغربي من مانهاتن.

■   المحطة المركزية الكبرى: تُعدّ موطناً لساعة رائعة مصنوعة من زجاج أوبال لؤلؤي.

■   مركز روكفلر: هو عبارة عن مجمع من 19 مبنى، وتضم هذه المباني العديد من الشركات الكبرى، وكذلك برج التجارة العالمي.

■   الجادة الخامسة فليكر: يُعد أحد أشهر شوارع التسوق في العالم، وهو وجهة رئيسة للزائرين الذين يتذوقون الفخامة.

■   جسر بروكلين: يُعد أحد أقدم جسور التعليق وأكثرها شهرة في العالم.

■   تايمز سكوير: تُعد مركزاً رئيساً لصناعة الترفيه في العالم.

■   سنترال بارك: هو عبارة عن موطن لقلعة بلفيدير، وحديقة حيوان سنترال بارك.

■   مبنى إمباير ستيت: يوفر مناظر شاملة لملايين الزوار الذين يزورونه كل عام.

■   تمثال الحرية: يمثل مناظر بانورامية للميناء وسط مدينة نيويورك.

مكانة بارزة

تجدر الإشارة إلى أنّ المطوّرين ليسوا الوحيدين الذين يقتنصون الفرص في المنطقة. فثمّة عدد لا يُستهان به من الطهاة وأصحاب المطاعم المشهورين من أمثال ديفيد تشانغ، وجان جورج فونجريتشن، وليديا باستيانيتش ممّن اختاروا إنجاز أروع مشروعاتهم حتى الآن في وسط مدينة نيويورك. بالإضافة إلى ذلك، تضمّ المنطقة مؤسسات ترفيهية رائعة مثل مركز بيرلمان للفنون المسرحية في مركز التجارة العالمي ومركز إقامة الحفلات الجديد فوق بيير 17 الذي تم افتتاحه في 2018 في منطقة الميناء بوسط المدينة، ما يسهم في حجز مكانة بارزة لوسط المدينة كوجهة متميّزة تنبض بالحياة على مدار الساعة.