​

لم تتكيف هدير أحمد، مع العمل في الوظائف الروتينية، التي تتطلب الجلوس في المكتب ساعات طويلة، وقررت إعداد الكيك بتصاميم جديدة، تناسب أذواق الأجانب، بتعلم قواعد الطبخ الأوروبي، من خلال مقاطع الفيديو عبر «السوشيال ميديا»، لتشارك ولو بجزء بسيط، في تنشيط السياحة بشرم الشيخ وإدخال عملة صعبة.

حصلت «هدير» على ليسانس آداب قسم انثربولوجيا بجامعة الإسكندرية، وعملت في قسم الحسابات باحدى الشركات، لمدة عام، ولم ترق لهذه الوظيفة الروتينية، وبعد زواجها وانجابها لطفلة، استقرت في شرم الشيخ، وكان ذلك في عام 2018، لتشارك بجزء من موهبتها في تنشيط السياحة، بإعداد أنواع مختلفة من الكيك، وبيعها للسياح، قائلة لـ«الوطن»: «أنا بحب أعمل حلويات من صغري، وحبيت أطور من نفسي، وأعمل مشروع صغير بدل الوظيفة».

كيك «هدير» لتنشيط السياحة

قررت «هدير» إعداد الكيك للأجانب فقط، وخاصة البريطانيين لأنهم الأكثر انتشارًا في شرم الشيخ، ولديهم ذوق خاص في الحلويات، ولا يميلون إلى الأصناف الشعبية، بل لديهم أساسيات معينة في الطهي، منها استخدام كريمة الزبدة السويسرية في الكيك، بدلًا من الكريم شانتيه، وغيرها من قواعد الطبخ الأوروبي، التي تعلمتها من خلال بعض مقاطع الفيديوهات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «بدأت الأول أعمل حاجات بسيطة للأجانب، زي الكوكيز والكب كيك والكيك العادي، بما يتناسب مع طبيعة أكلهم».

حرفية «هدير» لإعداد الوصفات

أتقنت «هدير» إعدادها للوصفات بحرفية، فالأجانب لا يعرفون المجاملة، ويعبرون عن أرائهم بصراحة، واقترحوا على صاحبة الـ30 عامًا، بإنشاء صفحة لها على «فيسبوك»، لعرض صور الكيك والوصفات الأخرى، فبدأت في تطوير موهبتها، واستخدام أجود الخامات، لصناعة كيك بمستوى عالي من الاحترافية، وتصاميم جديدة لكن بطعم الأصالة، بأشكال فرعونية ومن عالم البحار وديزني، بحسب وصفها: «الأشكال البحرية هي اكتر حاجة بتطلب، لأننا في شرم الشيخ وعلى البحر، بحس إن الأجانب بيشجعوني، علشان أستمر وأطور من نفسي».

تطور مستوى «هدير»، في عالم الحلويات بفترة وجيزة، وأصبحت علامة مميزة بشرم الشيخ، وتقبل الزبائن عليها بالإسم، آخرهم سائح الفرنساوي، قرر إقامة حفل زفافه، بأحد اليخوت على البحر، ليطلب من طاهية الحلويات المصرية، إعداد تورتة 3 أدوار على شكل ورد، قائلة: «نزلت على اليخت قعدت 3 أيام، طول اليوم سهرانة مبنمش، عشان ألحق أخلص التورتة».

دعم أسرة «هدير» لها

لا تنس «هدير» دعم أسرتها وزوجها، الذي كان أحد أسباب نجاحها، إلا أنها تواجه بعض المشكلات في مشروعها، بسبب غلاء الأسعار، خاصة الألوان الغذائية المستوردة، وبعض الخامات من إنجلترا وسويسرا وإيطاليا: «أهلي دايمًا بيدعموني، ويشجعوني على كل خطوة، رغم إن أوقات الظروف بتبقى مش حلوة، لأن أسعار الخامات في زيادة مستمرة».