نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني

نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني

🍕 #مطبخ #نساء #يصنعن #أكثر #من #الأطباق #والشهرة #من #مطابخهن #الصغيرة #راضية #القيزاني #منتوف #MANTOWF


نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني

وتعتبر العالم على قدر كبير من الدراية والمعرفة بمعظم ما هو جديد في عالم المطبخ والأسرة من خلال الإطلاع الدائم على كل ما يتعلق بذلك في الصحف والمجلات المتخصصة والكتب والتلفزيون والإنترنت، وفي السنوات الأخيرة بدأت بإنتاج أوان وعدد للطبخ بنوعيات ممتازة وحملت اسمها التجاري.

وتنسج الكثير من الفتيات وربات البيوت على منوال منال العالم ويحملن خبرة في تصوير الأطباق التي يقمن بإعدادها، سواء كلقطة فوتوغرافية أوتصوير بالفيديو، ما سهل لمتابعي مواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة الطبق وتنفيذه من دون عناء البحث في كتب الطبخ. وتظهر جولة على تلك المواقع أعداداً هائلة من صور الأطباق الشهية، بدءاً من إعدادها إلى تنسيقها وتقديمها على طاولة الطعام، حتى أصبح الكثير منهن يتباهين بأطباقهن ليحصلن على أكبر كم من “اللايكات”، وصارت الكلمة التي تقال قبل بدء تناول أي طعام في الكثير من البيوت اليوم “انتظر لحظة لكي أصور”.

وتقول يسرى الخميري صاحبة صفحة “حلويات يسرى” أنها تتقاسم مع متابعيها وصفات الأطباق الحلوة التي تقدمها وإنها بارعة في صنع البقلاوة التونسية وكعك الورقة والغريْبة، وأنها مولعة بإعداد تلك الحلويات منذ الصغر.

وتضيف لـ”العرب” أنها تسعد بتعليقات متابعيها على صفحتها على فيسبوك، مشيرة إلى أن متابعيها ليسوا من تونس فقط وأن “مواقع التواصل الاجتماعي فتحت مجالا للمشارقة كي يتعرفوا على عاداتنا وتقاليدنا في الطبخ”.

بالرغم من أن لغتهن بسيطة وثقافتهن محدودة إلا أن نسبة كبيرة من هؤلاء النساء يجتهدن لتوصيل طريقة الطهي إلى المتابعين بتسلسل معقول

وترى الصحافية التونسية مروى الساحلي أنه بفضل مواقع الطبخ على يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام، استطاعت الأسر في بعض البلدان العربية أن تتعرف على ثقافة الطبخ التونسي باعتبار أنه ليس مجرد وصفات فحسب، بل هو نابع من ثقافات وحضارات متعددة مرت على تونس من أمازيغية ورومانية وأندلسية وغيرها.

وقالت الساحلي لـ”العرب” إن “أكلة الكسكسي ذات الجذور الأمازيغية، على سبيل المثال، انتشرت في جميع أنحاء العالم بفضل منصات التواصل، وبفضل حب اطلاع الأجانب على التراث الغذائي التونسي”.

وأضافت أن التعريف بالأطباق التونسية هو فكرة للترويج للسياحة الغذائية باعتبار أن خصائص الطعام المحدَّدة ثقافيًا ليست فقط المكوِّنات والتوابل والبهارات والتسميات، بل كذلك العادات والتقاليد والطقوس التي من شأنها أن تعرف بالمخزون المطبخي لأي بلد.

ولا تقتصر برامج الطبخ على التعريف بالمخزون الحضاري للبلد بل تتجاوز ذلك إلى الواقع السياسي فيه. ويعد برنامج “مطبخ تيتة” لفنون الطهي الذي تم بثه على موقع يوتيوب ويقدم وصفات الطبخ الشهيرة للعائلات الفلسطينية ويسعى لتسليط الضوء على المكونات الأساسية للمطبخ الفلسطيني، واحدا من أهم تلك البرامج.

يسرى الخميري: أسعد بتعليقات متابعي وأشاركهم وصفاتي على صفحتى الخاصة
يسرى الخميري: أسعد بتعليقات متابعي وأشاركهم وصفاتي على صفحتى الخاصة

ومثلت جدات فلسطينيات نجمات العرض في البرنامج الجديد. ويستعير “مطبخ تيتة” المفردة الشامية التي يستخدمونها للإشارة إلى الجدة، وفي كل حلقة تظهر جدة لتقدم طبقا جديدا في بلدة فلسطينية مختلفة، على غرار الخليل في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية.

وقد انطلق العرض على موقع يوتيوب في أواخر نوفمبرالفارط، وتم تصوير الحلقة الأولى منه في بيت لحم واشتملت على طبق من ورق العنب المحشي والمقبلات.

وقال فادي قطان الطاهي الفلسطيني مقدم البرنامج، إن السلسلة تهدف أيضا إلى “إظهار واقع الحياة في فلسطين” سواء في السياسة أو في الطعام.

وأضاف “الفكرة وراءها شيئان: أولا نحن كمطبخ فلسطيني نعاني من عدم فهم الناس لتاريخ مطبخنا الذي حصر في الحمص والفلافل، لكنه أكثر من ذلك بكثير. والجانب الثاني أننا نكشف للعالم من خلال هذا البرنامج حقيقة حياتنا بفلسطين بكل أشكالها من السياسة إلى الأكل إلى المناظر الطبيعية”.

وأوضح دور الجدات في الحفاظ على الأطباق الفلسطينية وأصناف الطعام. وقال “من حافظ على مطبخنا هن الجدات (…) أنا تعلمت بمطبخ جدتي واليوم أتعلم بمطبخ والدتي وكانت الفكرة هي أن نتنقل في كل فلسطين التاريخية ونلتقي سيدات يطبخن يوميا ونتعلم منهن كيفية الطبخ وأنه لسنا نحن فقط ‘الشيفات’ بمطاعمنا وأن كل ما نطبخه له جذور، وجذوره هن النساء اللواتي يطبخن. مشكلتنا بمهنتنا أنها محتكرة من الرجال، لكن أسسها فعليا هن النساء الفلسطينيات”.

مروى الساحلي: منصات التواصل ساعدت على انتشار أكلة الكسكسي ذات الجذور الأمازيغية
مروى الساحلي: منصات التواصل ساعدت على انتشار أكلة الكسكسي ذات الجذور الأمازيغية

وقال سالم براهمة المدير التنفيذي للمعهد الفلسطيني للدبلوماسية العامة الذي شارك في تأسيس العرض، إن قرار تسليط الضوء على الجدات كان هدفه “إظهار الجدات الفلسطينيات كحارسات للمطبخ”.

وأضاف براهمة أن البرنامج يهدف من خلال التركيز على الطعام والمطبخ الفلسطيني إلى تسهيل المهمة على العالم في “فهم الشعب الفلسطيني بما يتجاوز العناوين الرئيسية والصور النمطية في وسائل الإعلام”.

وقالت أم إياد المحتسب من سكان الخليل “مثلا أنا أعلم الطبخة لبناتي وبناتي طبعا يعلمنها لأولادهن (…) ثم تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل”.

وبينت يسرى الشواشي، ثلاثينية متحصلة على الماجستير في الاقتصاد، أن انتشار وسائل التقنية الحديثة ساعد النساء على توثيق المجهود الشخصي الذي يبذلنه في إعداد أصناف الطعام، مشيرة إلى أن العديد منهن ينظرن إلى الأمر من باب التنافس الشريف في هذا المجال، لافتة إلى أن العديد من الجارات والصديقات يتسابقن على تصوير بعض الأطباق والحلويات ذات الشكل الغريب أو المُبتكرة التي يجدنها على صفحات فيسبوك أو يوتيوب لدى بعض جاراتهن أو صديقاتهن أو قريباتهن أثناء زيارتهن لهن لكي يستفدن من هذه الصور في إعداد هذه الأطباق داخل منازلهن.

واعتبرت الشواشي أن هذه المُشاهدات من الأمور المنتشرة بين أوساط العديد من الفتيات، مضيفة أنهن يعتبرن ذلك نوعاً من التوثيق لأحداث يومية تبقى ذكراها الجميلة عالقة في أذهانهن لمُدة طويلة، مُوضحة أن ذكرى أطباق المُناسبات السنوية – تحديداً – جديرة بتوثيقها والاحتفاظ بصورها داخل الهاتف، وتوضح أنها تحصل على الآلاف من اللايكات لصور الحلويات خاصة عبر حسابها في إنستغرام، فطريقة تصويرها بشكل جميل هو ما يشجع المتابعين على زيادة اللايكات على الصور.

ورأت أن بعض الفتيات لا يجدن من يقدم لهن الثناء على ما تعبن وتفنن في طبخه، فيلجأن إلى عرض ما أبدعن من أكلات وأفكار تخص مطابخهن أو منزلهن بشكل عام ونشرها بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجد الفتاة ما يشبع حاجتها من المدح والثناء، كما تفرح المرأة خاصة إذا تلقت سؤالاً عن طريقة إعداد أطباقها أو تنسيقها لسفرتها، مشيرة إلى أنها لجأت لوضع صور أطباقها على إنستغرام لتثبت لمتابعيها من الأهل والأصدقاء أنها قادرة على طبخ أي طبق مهما كانت صعوبته.

البساطة تسهل على المتابعين التعلم
البساطة تسهل على المتابعين التعلم

وربما لا توجد تقريبًا أية ثقافة لا يتمتَّع فيها الطعام بقيمة اجتماعية عالية. إذ إنَّ وجبة الطعام المشتركة تعمل على خلق حالة من الترابط والتقارب والثقة، وتشكِّل كذلك مجالاً للتفاعل والتواصل. وسواء كان ذلك بين الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو شركاء العمل أو بين المحبين، فالطعام يخلق الألفة ويجمع بين الناس.

والآن نحن نعيش في عصر تزداد فيه أهمية الحوار بين الثقافات وتحتل فيه ضرورة التقليل من الاختلافات والأحكام المسبقة مكان الصدارة. والطعام يشكِّل وسيلة لتجاوز هذه الاختلافات. فمن ناحية يمتلك هذا الطابع العالمي ذو الثقافات المتعدِّدة القدرة على الجمع بين الناس وخلق التسامح، ومن ناحية أخرى فإنَّ خصائص الطعام المحدَّدة ثقافيًا – ليس فقط المكوِّنات والتوابل، بل كذلك العادات والتقاليد – تمكِّن من إيجاد تقارب حذر من ثقافة الطعام الأجنبية.

كما تتطور ثقافة المأكل والمشرب مع الازدهار والانفتاح، لذلك فإن المطبخ الحلبي على سبيل المثال غني لأنه عرف الكثير من الازدهار خلال تعاقب عدد من الإمبراطوريات والحضارات التي توالت على حلب.

وقد يغيّر الطبخ حياة الأشخاص، وتعتبر الطبّاخة والمؤلفة سامين نصرات التي سافرت حول العالم لاكتشاف العناصر التي تحدّد الطهو الجيد وجلبت أربعة منها، أن الطبخ ليس أمرًا بسيطًا، بل له قيمة إنسانية وفنية تؤثر بشكلٍ مباشر على الأفراد وعلى مذاق الطعام، ومن هنا قد تأتي الألفة التي تجمع عددا من الأشخاص الغرباء حول مائدة واحدة. والمشاركة الحيّة إلى جانب الانتباه للعناصر والمكونات من شأنها تحديد هوية المأكولات. لذلك تختار المؤلفة لكل مكون من مكوناتها الأربعة بلدًا تزوره بغية اكتشاف هذا العنصر في موطنه، وكيف يُنتج ومن ينتجه وطريقة التعامل معه، بالإضافة إلى المكونات الأخرى التي تنتمي إلى ذات العائلة مع هذا المنتج.

ففي إحدى سفراتها إلى اليابان، وفي إحدى الجزر تكتشف استخراج الملح من البحر وآلية تصنيعه، وتقف عند دخوله إلى مكونات أخرى وأثر الطعم المالح على ثقافة الطعام في اليابان وخصوصيته، وتأثير هذا الملح على الثقافة الشعبية وطريقة تحضير الطعام. الأمر عينه يحدث في المكسيك التي قصدتها المؤلفة لاكتشاف أنواع الحمضيات التي تميز مذاق الأكل المكسيكي وتؤثر في مأكولات أخرى، بين البرتقال الحامض وحلو المذاق، والليمون بأنواعه المختلفة التي تحمل من دون شك علامة تميز المكان وعاداته في الطبخ.

وتشير أيضًا في جولاتها تلك إلى الطبخ بالمكونات الموسمية المحلية والطبخ بعناصر أصيلة من قبل أهل المكان، مما يقدم بالتالي صورة ثقافية عن هوية المكان وعادات سكانه.

نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي


المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني

نساء يصنعن أكثر من الأطباق والشهرة من مطابخهن الصغيرة | راضية القيزاني