حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، وهذه المواقف يرصدها “الدستور” على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.

 الحلقة الأولى من مونديال فرنسا 1938 

إيقاف مزدوج 

في المباراة الافتتاحية بين ألمانيا وسويسرا التي انتهت بالتعادل 1-1 قام الحكم البلجيكي جان لانجينوس بطرد يوهان بيسير وهو نمساوي كان يلعب مع المنتخب الألماني، بعد تدخل عنيف مع السويسري سيفيرنو مينلي لأن التدخل كان متعمدا وبعيدا تماما عن قواعد اللعب النظيف، وقرر الاتحاد الألماني معاقبة اللاعب بالإيقاف لمدة ستة أشهر عن اللعب مع ناديه رابيد فينا ولمدة سنة عن اللعب مع المنتخب الألماني.

نجم المجر يتخلي عن المحاماة 

كان جيورجي ساروسي، مهاجم منتخب المجر، مازال يعمل في مكتب للمحاماة، مما كان سببا في تأخره عن السفر مع منتخب بلاده للمشاركة في مونديال 1934، وتكررت القصة قبل البطولة التي استضافتها فرنسا عام 1938، حيث كان يتولى قضية كبيرة ستوفر له أرباحا طائلة وأخبر زملاءه في المنتخب أنه لن بسافر إلى فرنسا لكن المدرب الفريد شافر وزملاؤه نجحوا في إقناعه بالسفر، وبالفعل سافر ساروسي وكان من أفضل اللاعبين في البطولة وسجل هدفين في مرمى جزر الهند الهولندية الشرقية وهدفا في مرمى سويسرا وآخر في مرمى السويد، كما سجل هدفا في المباراة النهائية أمام إيطاليا وكان عشقه لكرة القدم سببا في تخليه عن القضية الكبرى بل أنه ترك مهنة المحاماة نهائيا.

مشاركة تساوي 400 ألف فرنك

تحملت فرنسا تكاليف سفر وإقامة المنتخبات المشاركة في البطولة ومن بينها منتخب جزر الهند الهولندية الشرقية “إندونسيا حاليا” الذي كان أول منتخب آسيوي يشارك في نهائيات كأس العالم وباغت تكاليف سفره وإقامته مبلغ 400 ألف فرانك فرنسي، والذي كان يساوى ثروة في ذلك الوقت، وبعد هزيمته أمام المجر بستة أهداف نظيفة سخرت الصحف الفرنسية من مشاركته، وأكدت أن كل دقيقة لعبها الفريق في البطولة تساوي 4500 فرانك، وتعتبر جزر الهند الهولندية الشرقية هى الدولة الوحيدة التي لعبت مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم عبر تاريخ البطولة.

حارس كوبا معلق كروي

بعد تعادل كوبا مع رومانيا 3-3 أعيدت المباراة وأراد خوسيه تابيا مدرب كوبا الدفع بنفس التشكيل الذي خاض المباراة الأولى، لكن الحارس بينتو كاربافاليس طلب من مدربه الدفع بالحارس البديل خوان إيرا لأنه سيكون مشغولا بالتعليق على المباراة لمحطة إذاعية كوبية، وبالفعل دفع المدرب بخوان إيرا الذي تألق في الزود عن مرماه وساهم في فوز كوبا 2-1 وبعدها سافر المنتخب الكوبي إلى مدينة أنتيب لمواجهة السويد في الدور ربع النهائي فطلب كاربافاليس من مدربه لعب المباراة لعدم وجود تغطية إذاعية وبالفعل دفع به المدرب الذي ربما يكون قد شعر بالندم بعد هزيمة كوبا 8- صفر.

 عاد من الإصابة ليتألق

عندما التقي منتخبا المانيا وسويسرا بملعب حديقة الأمراء في باريس في المباراة المعادة تقدم الألمان بهدفين ثم نجح منتخب سويسرا في تسجيل هدف لكنه لعب ناقصا بعد تعرض مهاجمه جورج إيبي للإصابة إثر اصطدامه بقائم المرمى، وبعد مرور ربع ساعة من بداية الشوط الثاني عاد إيبي للملعب بعدما قام بوضع الضمادات الطبية على رأسه ونجح في صنع ثلاثة أهداف سجلها فريدي بيكيل وأندري إبيجبين وفازت سويسرا 4-2 لكن الإصابة تسببت في غياب إيبي عن مواجهة المجر في الدور ربع النهائي فخسرت سويسرا بهدفين نظيفين.

تألق رغم المرض 

 قبل مباراة البرازيل وبولندا في الدور الأول عانى ليونداس مهاجم البرازيل، الملقب بالماسة السوداء، من التهاب في الأذن ونصحه الطبيب بالبقاء في الفراش حتى موعد المباراة، وفي نفس الوقت عانى أرنست فيليموفسكي نجم المنتخب البولندي من الآلام في أسنانه، ولحرصه على لعب المباراة طلب من الطبيب عدم خلع ضرسه لأن ذلك يعني حصوله على راحة لمدة ثلاثة أيام حتى لا يتعرض للنزيف، وقام الطبيب باستخدام علاج مؤقت، ووسط هذه الآلام شارك النجمان في المباراة وسجل فيليموفسكي 4 أهداف “سوبر هاتريك” وسجل ليونداس ثلاثة أهداف وفازت البرازيل 6-5.

المباراة أقيمت وسط عاصفة قوية وأمطار غزيرة حولت أرضية الملعب إلى برك من الطين وفي اللعبة التي سجل منها ليونداس أحد أهدافه انخلع حذاؤه وسط الطين، لكنه أكمل اللعبة وسدد الكرة داخل المرمى وهو يرتدي الشراب فقط ولم ينتبه الحكم السويدي إيفان أكليند لهذه المخالفة لأن شراب ليونداس الأبيض كان مغطي بالطين تماما.