من “العظمى” إلى “العالمية”.. رحلة بريطانيّة فريدة |أكلة الدولمة

من “العظمى” إلى “العالمية”.. رحلة بريطانيّة فريدة |أكلة الدولمة

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

من “العظمى” إلى “العالمية”.. رحلة بريطانيّة فريدة |أكلة الدولمة

🗼 #مطبخ #من #العظمى #إلى #العالمية #رحلة #بريطانية #فريدة الدولمة #منتوف #MANTOWF
من “العظمى” إلى “العالمية”.. رحلة بريطانيّة فريدة | الدولمة

 الدولمة  بغداد- مئتا ألف مشاهدة أو أكثر بقليل، هو عدد المرات التي قام فيها متابعون بمشاهدة فيديو السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي على تويتر، وهو يحاول إعداد “الدولمة” الأكلة العراقية الشهيرة. ولم يكتفِ السفير بطبخ الدولمة بل رد مفتخرا على المعلقين الساخرين بأنه يعد البامية والكباب والخبز العراقي أيضا.

وقد يرى البعض أن هذا التصرف تلقائي ولطيف، ولا حاجة لتحميله أبعادا وخلفيات، وأنا أؤيد هذا الرأي كذلك، لكني أرى فيه أيضا نوعا من الدبلوماسية الذكية، ولتكن “إتكيت دبلوماسية الأكلات الشعبية”، التي تندرج في إطار القوة الناعمة البريطانية، والعقل الإنجليزي الاستراتيجي، الذي عمل تاريخيا ولا يزال يعمل ويخطط بدقة متناهية ونفس طويل، ليحقق مصالح بريطانيا ويزيد من مكانتها في العالم.

“لا تغرب الشمس أبدا فوق الإمبراطورية البريطانية”.. المقولة التي وصفت “بريطانيا العظمى”، والتي ما زالت صحيحة من الناحية التقنية، جاءت من سيطرة التاج البريطاني سابقا على أكثر من 170 بلدا، ما بين دول ذات سيادة تتبع للمملكة ومستعمرات ومحميات ودول تحت الانتداب وغيرها. ولا أقول هنا بالطبع أن الاحتلال أمر جيد، خاصة بالنسبة لنا نحن الدول التي وقعت يوما تحت نيره، لكني لا أستطيع إلا أن أحترم قوة هذه الدولة، والعقل الإنجليزي الجبار الذي استطاع أن يحتل الكرة الأرضية، بأقل قدر من الدماء، ودون أن تقع بريطانيا تحت احتلال أي دولة.

☚ بعض من دبلوماسية الأكلات الشعبية البريطانية في العراق

ويختلف البريطانيون أنفسهم حول دور بريطانيا في الخارج، بين من يرى فيه قوة للخير ونشرا للقيم، وبين من يرى فيه إمبريالية أثّرت سلبا على نظرة العالم إلى بريطانيا، وعلى التنمية المحلية فيها، فرغم ما حققه “الاستعمار” من مكاسب إلا أنه رتّب تكاليف باهظة ومنهكة على بريطانيا.

ولكن في المقابل، لا يستطيع أحد أن ينفي أن الاقتصاد العالمي الأول كان بريطانيا، وأن العولمة وإطلاق العنان للقوى العابرة للوطنية، والتي خلقت روابط بين الأجزاء النائية من العالم، كان نتيجة اتساع رقعة سيطرة المملكة، وأن

“إنجلترا أم البرلمانات” ونظامها التشريعي كان نموذجا لمعظم الأنظمة البرلمانية والقانونية في العالم. ومن بريطانيا وكنتيجة بعيدة للاستعمار نفسه انطلقت الثورة الصناعية، التي ما زالت موجاتها تَحدُث دوريا حتى يومنا هذا، فتحمل التطور والتقدم للعالم كله.

ويخطئ من يظن أن قوة بريطانيا تاريخيا جاءت من قوة أسطولها وحسب، فلا يمكن لأسطول أو جيش مهما كان عديده، السيطرة على الهند والصين، ومعها أميركا الشمالية وأستراليا، ودول أخرى كثيرة وفي وقت واحد.. فالنموذج البريطاني لم يُبنَ على الحروب الدامية، بل على المعرفة قبل كل شيء آخر، عملا بقول رجل الدولة والفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون “المعرفة قوة”.

ولقد قدمت بريطانيا للبشرية الكثير على المستوى المعرفي، وما زالت تقدم، من نيوتن وفلمنج إلى آلان تورنغ وستيفن هوكينغ في العلوم، من شكسبير وديكنز إلى فرجينيا وولف وج.ك. رولينغ في الأدب، وجون لوك الفيلسوف والسياسي، وآدم سميث أبوالاقتصاد الحديث، ومن جون كونستابل وتشابلن إلى البيتلز وكوين في الموسيقى والفن. ومن غراهام بيل مخترع الهاتف إلى هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي التي انطلقت عام 1922، وصارت واحدة من أهم وسائل الإعلام العالمية، وما زالت بشبكة قنواتها الغنية تلعب دورا محوريا في الحياة العامة البريطانية، وتؤثر ثقافيا في العالم كله، لتكون أداة فعّالة في قوة بريطانيا الناعمة.

وفي هذا السياق لا يفوتنا الحديث أيضا عن الجمعية الملكية في لندن وهي أقدم مؤسسة علمية وطنية في العالم، تأسست في 28 نوفمبر 1660 ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا، وهي عبارة عن مجتمع أكاديمي، يعمل على تعزيز العلم وفوائده، وتقديم المشورة العلمية اللازمة لصنع السياسات، وتعزيز التعاون الدولي. وكذلك، لا بد من التطرق إلى المجلس الثقافي البريطاني الذي تأسس عام 1934، والمكون من شبكة معاهد ثقافية ولغوية، منتشرة في أكثر من مئة دولة في العالم، مهمتها “بناء العلاقات والتفاهم والثقة بين الناس في المملكة المتحدة والبلدان الأخرى، من خلال الفنون والثقافة والتعليم واللغة الإنجليزية”.

أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇من “العظمى” إلى “العالمية”.. رحلة بريطانيّة فريدة | حسن إسميك
[ad_1]
#من #العظمى #إلى #العالمية #رحلة #بريطانية #فريدة #حسن #إسميك