هى أقرب لقرية صغيرة تقع بوداعة فى جنوب الأراضى السويسرية والمتاخمة للحدود مع إيطاليا، فقرية «زيرمات» السويسرية تطل من بين سلسلة جبال «الألب» بسكانها الذين لا يتجاوز عددهم خمسمائة ألف نسمة، ويتحدثون اللغة الألمانية.

ولكن رغم صغر حجمها واختبائها بمكر لطيف بين الجبال، إلا إنها وجهة مميزة للسائحين صيفا أو شتاء. ففى الشتاء، يكتسى محيطها الجبلى بغلالة من الجليد التى تجعلها موقعا مميزا لممارسى رياضة «التزحلق» على الجليد. ولكن تلك اللوحة الجميلة تعود صيفا بهيئة خلابة فريدة. فيتراجع الجليد دون أن يختفى تماما، إذا يبقى بعضه ليكلل القمم الجبلية، تاركا أغلبية قطاعات الجبال لخضرة نضرة ومزينة بالزهور. كما أن صيف «زيرمات» حان بفعل إرتفاع موقع المدينة، فلا تتعدى درجات الحرارة به الـ 30 درجة.

كلها مميزات، ولكن القطعة السويسرية، التى تبعد مسافة لاتزيد أربع ساعات من «جنيف» تأبى إلا أن تقدم للعالم ميزة جديدة، وهى استقبال شوارعها للسيارات «الكهربائية» فقط لا غير، بما يجعل منها إحدى المدن العالمية السباقة فى اعتماد عناصر النقل الصديقة للبيئة.

حافلات صديقة للبيئة فى شوارع المدينة

و«زيرمات» أيضا، تأتى كملخص لطيف لأبرز سمات الثقافة السويسرية والتى تنال شهرة عالمية. فأحد جبالها، وهو جبل «ماترهورن» يعرفه أغلب محبى الشيكولاتة ذات الطراز الرفيع، لتصدر صورتها غلاف أحد أشهر أنواع الشيكولاتة السويسرية.

وعلى سبيل الاحتفاء بالجبل الشهير، تضم المدينة «متحف ماترهورن» الواقع بأكمله أسفل «زيرمات» ببوابته الزجاجية المبهرة وداخله المميز سواء من حيث الهيئة أو المضمون. فهو يستعرض التاريخ المثير لتسلق الجبال اعتبارا من مراحل الأولى لفنون التسلق لسكان المدينة الأصليين.

كما تتميز أركان «زيرمات» بالحفاظ على معمار سويسرا التقليدى، والمعتمد أساسا إما على الحجارة أو الأخشاب بتفاصيل دقيقة مبهجة، أبرزها الحضور الدائم للزهور بالنوافذ والشرفات. ولتفقد هذه الأنحاء، ورغم سيادة وسائل النقل الصديقة للبيئة، فيلاحظ أن أغلبية قاطنى «زيرمات» وزائريها يتجولون مشيا وبصحبتهم زوج من العصى الحديدية، المخصصة لتسلق المرتفعات الجبلية.

وبخلاف التسلق، يمكن لزائر «زيرمات» بلوغ جبل «ماترهورن» إما عن طريق ركوب الـ»تلفريك» أو القطار الكهربائى، ذلك بالإضافة للطيران الشراعى الذى يمارس على نطاق واسع هناك، ومعه رياضة القفز بالمظلات.

وبالنسبة للطعام فى تلك الخبيئة الجبلية، فبخلاف انتشار متاجر أخاذة بكل ما تشتهى الأنفس من ألوان الشيكولاتة السويسرية، فإن مطاعم ومقاهى «زيرمات» تتنافس فى تقديم الوجبات السويسرية الأبرز باعتمادها على اللحوم والأجبان، وكلها من خيرات الطبيعة الجبلية الخالية إلى حد كبير من التلوث.

رابط دائم: