ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت

ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on pinterest
Share on email
Share on whatsapp

ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت

🦋 ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت
#الأبراج #ماذا #يقول #برجك #اليوم #وهل #تؤثر #الأبراج #على #الحب #والزواج #إليك #رأي #علماء #النفس #الجزيرة #نت
قناة الأبراج على يوتيوب متوفرة الان 👈https://urlgeni.us/youtube/channel/ALABRAJ
[ad_2]

ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت
الابراج
الأبراج
برجك
ابراج اليوم
برج العقرب
برج الاسد
برج الأسد
برد السرطان
برد الميزان
برج الحوت
برج الدلو
برج العذراء
برج الحمل
برج الثور
برج الجدي
برج
[ad_2]

أنت تحتاج إلى حب الآخرين ونيل إعجابهم، أو على الأقل فأنت مهتمٌّ بتحصيله، لكنّك في الوقت نفسه كثير التشكيك بنفسك، تؤمن بأنّ الآخرين لا يفهمونك بما يكفي، وبالرغم من أنّ هناك بعض نقاط الضعف في شخصيتك، فإنّك قادرٌ على تعويضها بشكل ما. لديك قدرات لم تظهر بعد ولم تستطع أن تستغلّها لمصلحتك. لقد اتّخذتَ قرارًا  مهمًّا في حياتك في الآونة الأخيرة، لكنّك تشعر بالحيرة وتتملكّك شكوك جادّة فيما إذا كنتَ قد اتخذت القرار الصحيح أم لا.

 

في حال شعرت أن الجمل السابقة تنطبق على حالك وشخصيتك، فأنت لست وحدك، ربّما تجد الغالبية العظمى من القرّاء أن هذه العبارات تصف أحوالهم بدقّة. إنّ هذا مجرّد مثال بسيط على الجمل التي تستطيع أن تجدها في أي صحيفة أو موقع إلكتروني يحتوي على توقعات وصفات الأبراج. لا بدّ أنّك سمعتَ بالأبراج من قبل، ولا بد أنّك شعرتَ ببعض الفضول أحيانًا لقراءة ما يُخبّئه لك برجك من التوقعات لليوم والشهر والسنة، وأن تعرف المزيد عن شخصيتك من خلال برجك، بل ربّما مررتَ بمرحلة التساؤل عن مدى ملاءمة علاقتك بشخص آخر بناءً على برجك وبرجه/ا، فبعض الأبراج لا تتلاءم مع بعض، أليس كذلك؟

ما زالت للأبراج (Horoscopes) وعلم التنجيم (Astrology) شعبيةٌ واسعةٌ حول العالم غربًا وشرقًا، فقد أظهرَ استطلاعٌ للرأي نُشر عام 2018 أن 29% من الأميركيين يؤمنون بصحّة علم التنجيم والأبراج(1). لم تنخفض شعبية هذا المجال كثيرًا حتى مع تقدّم المجالات العلمية المختلفة، بما فيها علم النفس ودراساته التي تفنّد وتفسّر الأسباب التي تجذب الناس لهذه المجالات.

 

هل بإمكان هذه العلوم أن تخبرك إذا ما كانت شخصيتك تتوافق مع شخصية الطرف الآخر؟ هل تخبرنا الأبراج عن نجاح الزواج والعلاقات العاطفية؟ ما هي الأساسات النظرية لما يُدعى بعلم التنجيم والأبراج؟ وما الفرق بينه وبين علم الفضاء؟ ولماذا يؤمن الكثير من الناس به؟ وماذا تقول دراسات علم النفس الحديث حيالَ هذا الأمر؟ في هذا المقال، نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة تحديدًا بناءً على أسس علم النفس والعلم الحديث.

ما هي الأبراج؟

الأبراج هي مجموعات نجمية يمكنك رؤيتها في السماء ليلًا بحسب موقعك على الأرض. وقد سُمّيت بأسماء مختلفة منها أسماء حيوانات أو أشخاص أو أشكال معينة من قبل حضارات مختلفة عبر الزمن، بحسب الشكل الذي يصنعه خيال الإنسان عند إيصال خطوط وهمية بين هذه النجوم في السماء. وهناك حوالي 88 مجموعة نجمية معروفة حتى الآن. ويختلف شكل السماء والمجموعات النجمية التي يمكن رؤيتها في كل يوم بحسب موقع الأرض وموقع المشاهد على الأرض أيضا.

ما الفرق بين التنجيم وعلم الفلك؟

علم الفضاء أو الفلك (Astronomy) هو العلم الذي يدرس كل شيء في الفضاء الخارجي، بما في ذلك جميع الأجرام السماوية والمجرّات وكل ما يتعلق بها عبر المنهجية العلمية (القائمة على جمع البيانات والدليل والبرهان)، واستخدام تقنيات ومبادئ علوم أخرى مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات. أما ما يدعى بعلم التنجيم (Astrology) فهو ليس علمًا؛ لأنه لا يعتمد المنهج العلمي الحديث في أيّ من أساساته أو طرقه، بل يتلخّص في الاعتقاد بأنّ مواقع المجموعات النجمية أو الأجرام السماوية أو الأحداث والظواهر الفضائية/الفلكية يمكن أن تساعدنا في تنبّؤ المستقبل أو الإخبار عن شخصيات البشر وسلوكاتهم وصفاتهم، وليس هناك مصدر أو مصادر محددة يمكن الرجوع إليها لمعرفة أساسات أو منطق هذا المجال. يستخدم علماء الفضاء المجموعات النجمية بوصفها معالم مهمة في السماء للدلالة على المواقع والاتجاهات في المِلاحة الفضائية والحركة، وهي أهداف استخدم القدماء من أجلها هذه النجوم كذلك، ولكنها لا تعني شيئًا أكثر من ذلك بالنسبة إليهم، وأثرها على البشر الذين على الأرض ليس من مجال دراستهم ولم يثبت أصلًا لكي يهتمّوا به أكثر من ذلك(2)(3).

هل هناك أساس علمي يدعم “علم التنجيم”؟

من الشائع لدى الكثيرين أن يفرّقوا بين متابعة الأبراج لمعرفة صفات الشخصيات ومتابعتها من أجل تنبؤات المستقبل، والقول بأنهم يتابعونها للأمر الأول لا أكثر. فهل حقًّا يمكن التفريق بينهما؟ وهل الأبراج أكثر دقة في توقع الشخصيات مما هي في توقع الغيب؟

 

في حقيقة الأمر، ليس هناك أي دليل علمي مُعتبرٍ على صحّة قدرة التنجيم على توقع صفات الشخصية أو التنبؤ بالمستقبل، فكلاهما سيّان في نتائج الأبحاث.

 

وعند النظر فيما لدينا من دراسات، نجد أن معظم الأبحاث ركزت على دراسة التنجيم والأبراج تحديدًا من حيث علاقتها بصفات الشخصية، وقد شملت هذه الدراسات عشرات آلاف البشر ومن ثقافات مختلفة وبمناهج إحصائية متنوعة ورصينة، بل إنّ بعضها استعان بالمتخصصين في “علم التنجيم” لكي يبلغ أقصى درجة ممكنة من الموضوعية وعدم التحيز في دراسة الظاهرة. إلّا أنّ الخلاصة الواضحة منها كلها كانت أن الأبراج والتنجيم مجالات لا يمكن أن تتفوق على مجرد احتمال الصّدفة في تنبؤاتها بنمط شخصية الإنسان، وأنه من غير الممكن مقارنتها بالمجالات العلمية الأخرى التي خضعت للمنهجية العلمية الحديثة وأثبتت علميتها، فقد ثبت مرارًا وتكرارًا فشلُها في تحقيق ما تدّعيه. وقد بدأت هذه الدراسات منذ أربعينات القرن الماضي، واستمرت حتى الألفية الجديدة(5)(6)(7).

 

ولأنّ التنجيم لا يكتفي بادّعاء الكشف عن نمط الشخصية فقط، بل بالتنبّؤ بتوافق الشخصيات من عدمها أيضًا، فقد تناولت أبحاثٌ أخرى هذا الجانب وفنّدته أيضًا. في دراسة كبيرة وحديثة نُشرت عام 2020 في السويد، استنتج الباحثون أن أبراج الأشخاص لم تؤثّر على أنماط ارتباطهم بشركاء الحياة، وكذلك لم تؤثر على احتمالات الطلاق أو الانفصال لدى الشركاء(8).

من الجدير بالذكر هنا التنويه بأنّ عددًا قليلًا من الدراسات وجد علاقةً ما بين تاريخ الميلاد وظواهر معينة، لكنها لم تُرجِع ذلك للأبراج والتنجيم. على سبيل المثال، وجدت دراسة أنّ معظم لاعبي “الهوكي” المحترفين في أميركا الشمالية هم من مواليد الأشهر الأولى من السنة (1-3)، وأنّ نسبة اللاعبين الذين وُلدوا في الأشهر الأخيرة من السنة (10-12) لا تتجاوز 10%(9). مثال آخر جاء عبر الدراسات التي وجدت أنّ معظم مرضى الفصام كانوا قد وُلدوا في الأشهر الباردة من السنة. لكن هذه الدراسات تبقى متركّزةً على ظواهر معيّنة أصغر من التنبّؤ بالشخصية بشكل عام، كما أنها وعِوضًا عن الإتيان بتفسيرات “فضائية” تتعلق بمواقع النجوم والظواهر الفلكية، ينوّه الباحثون في كلٍّ منها لأهمية تأثير العوامل المصاحبة للظاهرة من داخل الأرض لا من خارجها، كتغير الفصول وتغير الظروف الاجتماعية والبيئية والسياسية في تلك الفترة الزمنية والتي تلعب دورًا محوريًّا في نشوئها.

من المهم إذن القولُ إن العلاقة بين تاريخ الولادة وبعض الظواهر الإنسانية ليست صفريّةً بالضرورة، وإن عدم وجود أساس علمي للتنجيم والأبراج لا يعني بالضرورة عدم وجود أثر للأجرام السماوية أو الفلك على البشر من نواحٍ مختلفة، فإن عددًا من العلماء أشاروا إلى إمكانية ذلك وضرورة دراسته(11)(12). ولكن المقصود هنا أنّ إدراك هذه الآثار -في حال وجودها- لا بُد أن يأتي من مدخل الدراسات العلمية والأبحاث التجريبية المنهجية، لا ادّعاء سرديات كاملة فشلت الأبحاث في إثباتها أو حتى تبريرها بشكل منطقي.

لماذا يؤمن الناس بالأبراج؟

يمكن تلخيص العوامل الرئيسية التي تدفع الناس لتصديق الأبراج ومتابعتها إلى 5 تفسيرات رئيسية، وهي:

  • 1- ضبابية وعمومية الأوصاف والتوقّعات؛ ما يجعلها أكثر جاذبيةً وقابليةً للتصديق:

عام 1949، أجرى عالم النفس الأميركي “بيرترام فورر” دراسةً أصبحت من أهم الدراسات الكلاسيكية التي يُستند إليها لتفسير اهتمام الناس بالأبراج وبغيرها من الظواهر مثل قراءة الفنجان وقراءة الكفّ… إلخ، فقد جمع عددًا من طلبته وأخبرهم بأنّه سيعطي كلًّا منهم وصفًا عن شخصيته/ا بناءً على نتائجهم في اختبار نفسي ابتكره هو، إلّا أنّ ما فعله حقًّا هو أنّه أعطى جميع الطلبة نفس وصف الشخصية تمامًا، ثم طلب من كل واحد منهم تقييم إلى أي مدى يعتقد/تعتقد أن هذا الوصف ينطبق على شخصيته/ا. وما لاحظه “فورر” هو أنّ الطلّاب اعتقدوا أنّ الوصف كان دقيقًا لدرجة كبيرة في وصف شخصياتهم، فقد كان المعدل العام لصحّة الجُمل برأيهم 4.3 من 5.0، على اعتبار أن كل جملة في الوصف يمكن إعطاؤها رقمًا من 0 (غير دقيق أبدًا) إلى 5 (دقيق جدًّا)(13).

وتاليًا تجدون بعض الجمل الأصلية (التي يبلغ عددها الكلي 13 جملة) والتي استخدمها (فورر) في بحثه لوصف شخصيات الطلاب:

  • رغم أنك منضبط ومتحكم بذاتك كما يبدو خارجيًّا، تميل للقلق وعدم الأمان داخليًّا.
  • من أهدافك الرئيسية في الحياة هو الشعور بالأمان.
  • بعض طموحاتك تميل لكونها غير عقلانية.
  • لقد وجدتَ أن من غير الحكيم أن تكون صريحًا جدًّا وتظهر جوانب من نفسك للناس.

 

وربّما -وبشكل طبيعي- ستجد نفسك موصوفًا في هذه الجمل أيضًا!

 

نتائج هذا البحث استثارت “فورر”، كما جذبت العديد من العلماء الآخرين لكي يظهر لدينا مفهوم مغالطة التأكيد الذاتي (Fallacy of Personal Validation)، والذي عُرف لاحقًا بأثر بارنوم أو أثر بارنوم-فورر (Barnum-Forer Effect) أيضًا، وهو ظاهرة شائعة جدًّا يقوم فيها الأفراد بإعطاء تقييمات مرتفعة لدقة الأوصاف التي تصف شخصياتهم وتصديقها رغم أنّ السبب في ذلك أنّ هذه الأوصاف مُبهَمة وعامّة جدًّا إلى درجة أنها تنطبق على عدد كبير جدًّا من الناس، فَمَن منّا لا يمتلك بعض القلق والشكوك الداخلية حيال نفسه؟ ومن منّا ليست لديه طموحات قد تبدو غير عقلانية أحيانًا؟ ومن منّا يحبّ الانكشاف الذاتي على الآخرين بشكل كبير؟

وبمعنى آخر، فإنّ هذه الأوصاف والتنبّؤات التي تُستخدَم في الأبراج وفي العديد من المجالات الأخرى، هي تجارب إنسانية يمرّ بها معظم الناس وتنطبق على حيواتهم. ورغم أنّ التنجيم يدّعي بقوة أن توقعاته وأوصافه محدّدة (كما سنفصّل في النقطة التالية)، فإن الأفكار والجُمل التي يستخدمها تفتقر إلى حدّ كبير من الخصوصية الفردية، وتستخدم في سبيل ذلك العديد من الحيل اللغوية والعملية لتمرّ أيضًا. فقد وجدت الأبحاث اللاحقة أن “أثر بارنوم” هذا يزداد حضورًا كلّما أضيفت كلمات تقلّل من وضوح الجملة/الوصف، مثل كلمات “أحيانًا”. كما استنتجت أنّ عملية “قراءة الشخصية والطالع” لا تحدث في فراغ، فهُويّة من يعطي هذه الأوصاف والتنبؤات ومن يستقبلها تلعب دورًا مهمًّا. على سبيل المثال، كلّما كان “الخبير” شخصًا أكثر شهرةً أو مكانةً وحضورًا اجتماعيًّا، ازداد اقتناع الناس بصحة ما يقول. وهذا يفسّر الكثير مما نراه من مظاهر على شاشات التلفزيون والسوشيال ميديا عند اقتراب السنة الجديدة وغيرها من المواسم، ويفسّر لماذا يمكن للأشخاص أن يدفعوا من حرّ مالهم لكي يستمعوا إلى شخصٍ مشهورٍ لكنه غير مؤهّلٍ أكاديميًّا ولا علميًّا ليصف لهم شخصياتهم ويقرأ طالعهم. وكلّما كان الشخص أكثر قلقًا مع ذاته، ازداد احتمال لجوئه للأبراج والتنجيم وغيرها من العلوم الزائفة.

وتتابعت الأبحاث بعد ذلك لتؤكّد فكرة أن البشر يميلون لتصديق الأوصاف العامّة عن الشخصية، سواء كان ذلك من اختبارات شخصية غير علمية أو مجرد تنجيم وأبراج(14). وهذا الميل لا يعني بالضرورة صدق الأداة المستخدمة للقياس بطبيعة الحال. ولعلّ في هذا كلّه تصديقًا لجملة “كذب المنجمون ولو صدقوا”، بمعنى أنّهم بطبيعة الحال سيَصدُقون، إلا أن هذا الصدق ليس لصدق المنهج بقدر ما هو بسبب عمومية كلامهم وانطباقه على معظم البشر. فنحن البشر غالبًا ما ننقسم في كل شيء (بما في ذلك شخصياتنا وما يحدث معنا من أحداث) إلى منحنيات التوزيع الطبيعي (Normal Distribution)، والتي تجعل التشابهات بيننا كثيرة. وعلى ذلك، فهي حيلةٌ لتجاوز هشاشة المنهج واستغلال تحيزات البشر النفسية وإمالتهم لتصديق الخرافة والتسليم لمجالٍ ليس له أي أساس علمي أو حتى منطقي.

 

  • 2- إشعار المتابعين بأنّ هذه الأوصاف والتوقعات خاصّة بهم ومفصّلة على مقاسهم:

كانت الأبحاث السابقة تركّز على ما ذكرناه آنفًا في النقطة الأولى كتفسير أهم وشبه وحيد لمدى شيوع الأبراج وتصديقها من قبل الناس، لكن الأبحاث اللاحقة أشارت إلى عوامل محورية أخرى، ومن أهمها، امتلاك تنبّؤات الأبراج قدرةً على إشعار الناس بأنّها خاصة بهم جدًّا. وهنا تظهر بجلاءٍ المفارقة التي يصنعها التنجيم وعالم الأبراج، إنه يقول لنا عموميات وجملًا ضبابية لا تنطبق علينا إلا لأنّنا بشرٌ كغيرنا (كما ذكرنا في النقطة الأولى)، لكنه يجعلنا وبطرق كثيرة نعتقد أن هذه العموميات تخصّنا نحن بالذات، فيغلّفها نظريًّا ولغويًّا بغطاء الخصوصية والفردية، إنهم يقولون لك إن هذا التنبّؤ مبنيٌّ على موعد ميلادك (بالشهر والسنة وأحيانًا باليوم والساعة والدقيقة!)، فكيف لا يكون خاصًّا بك؟

 

إذن، وبحسب نتائج أبحاث كثيرة لاحقة، فالموضوع لا يتعلق فقط بعمومية التنبؤات والأوصاف، بل بالطريقة التي يتفاعل ويدرك بها الشخص هذه الأفكار. إنها أوصاف عامّة، لكن الإنسان يدركها على أنها خاصّة به هو فقط.

 

في دراسةٍ انقسم فيها المشاركون إلى 3 مجموعات: الأولى أُخبِروا فيها أن الأوصاف المذكورة تنطبق عليهم لأنها مبنية على يوم وشهر وسنة ميلادهم، والثانية لأنها مبنية على شهر وسنة ميلادهم فقط (دون اليوم)، والثالثة أُخبروا أن الأوصاف تنطبق عليهم لأنها تنطبق على البشر بشكل عام. وكما كان متوقّعًا، رغم أن الأوصاف واحدة لدى جميع المشاركين في كل المجموعات، وصفها مشاركو المجموعة الأولى بالدقة أكثر من مشاركي الثانية، وأكّدها هؤلاء أكثر من مشاركي المجموعة الثالثة. كما وُجد في دراسة أخرى مشابهة أنّ مجرد إخبار المشاركين أن أوصاف الشخصية هذه مستقاةٌ من اختبارات نفسية أجروها سابقًا، جعلتهم يؤكدون صدقها أكثر بكثير مقارنة بمجموعة أخرى قيل لهم إنها أوصاف عامة تنطبق عليهم لأنها تنطبق على الناس بشكل عام(15)(16).

وجدت دراسة حديثة أن النرجسية كانت من أقوى العوامل المرتبطة بالإيمان بالأبراج ومتابعتها.

ويُذكر أن دراسةً حديثة جدًّا وجدت أن النرجسية كانت من أقوى العوامل المرتبطة بالإيمان بالأبراج ومتابعتها، وهذا يؤكد أهمية الشعور بالخصوصية الذي نتحدث عنه هنا(17).

 

خلاصة الأمر أن الأبراج والتنجيم لا تنجح فقط لعموميتها وضبابيتها، بل لجعلها الناس يؤمنون أنها خاصة بهم رغم ذلك.

 

“الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس في نجومنا، بل في أنفسنا، لأننا أشخاص ضئيلو الشأن”

مسرحية يوليوس قيصر – وليم شكسبير

  • 3- الطابع العام الإيجابي والمتفائل لتنبؤات وصفات الأبراج، وعدم الصِّدام مع شخصية الإنسان بشكل جوهري:

من الأسباب المهمة الأخرى التي تدفع الناس للاهتمام بالأبراج هو أن طابعها العام عادةً ما يكون لطيفًا وإيجابيًّا في حديثه مع الشخص. ولكي نكون أكثر دقّةً، لنأخذ مثالًا مضادًّا من اختبار السّمات الخمس للشخصية (والذي يُعدّ الاختبار الأدق والأقوى في علم نفس الشخصية).

 

إن اختبارات الشخصية العلمية قد تُخبر الإنسان بعيوب حقيقية فيه، وقد تجعله يشعر بشكل واضح بأنّ هناك إشكالًا جوهريًّا تنطوي عليه شخصيته، وينبغي عليه الحذر منها. ربّما مثلًا يخبرك اختبار الشخصية أنّك قليل الانضباطية، وهذا يجعلك أكثر عُرضة للفشل في حياتك المهنية إذا لم تتّخذ إجراءات وقائية وتغير من سلوكك. أما الأبراج، فإنّها عادةً ما تركّز على إيجابيات شخصيتك المفترضة وما ينبغي أن تقوم به لتجنّب الأقدار السيئة التي تأتي من الخارج، لكنها لا تغوص عميقًا لتواجه شرور ذاتك وممكناتها السلبية.

إنّ المأساة الحقيقية لعالم التنجيم والأبراج تكمن في الدور الذي تلعبه في سياقاتنا الاجتماعية، فهي كغيرها من العلوم الزائفة تطمس عن الإنسان التفكير المنطقي والعقلاني تمامًا.

وإذا ما عرفنا أن البشر يميلون لقبول التوصيفات الإيجابية أكثر من السلبية (حتى لو كان كلاهما غير دقيق أو كان التوصيف السلبي أدق)، بحسب ما تقول دراسات بحثية، فهذا يعيننا على فهم سبب آخر من الأسباب التي تدفع الناس نحو الأبراج والتنجيم(18).

 

  • 4- ربط الشخصية والأحداث بظواهر فلكية عالية المستوى ومنح الشعور بالسيطرة والمعرفة وتوفير ملاذ من اللايقين:

إنّ من المثير والشاعري جدًّا أن يخبرك أحدهم بأنّ شخصيتك وأحداث حياتك تتأثر أو تسير وفق حركات أجرام سماوية وقوانين كونية معقدة. بالتأكيد إنّ ذلك أكثر جاذبية وملحمية من أن تكون نتيجة جينات ورثتها من والديك وديناميكيات تشكل شخصيتك وعوامل اجتماعية-سياسية-اقتصادية تؤثر على طريقة تفكيرك وسلوكك، مع مساحة حرية إنسانية تحمّلك مسؤولية أفعالك. وهذا يتوافق مع الدراسة التي وجدت أن النرجسية مرتبطة بالإيمان بالأبراج، والتي ذكرناها سابقًا(19).

 

لا يمكن للبشر أن يتعاملوا بسلاسة مع الانكشاف الهائل الذي أحدثه المنهج العلمي التجريبي على العوالم الغامضة؛ ما أزالَ الطابع “السحري” عن العالم الذي نعيشه في كثير من الجوانب. هناك حاجةٌ ملحّةٌ للإيمان بشيء ما لدى الكثير منهم، فمن الصعوبة بمكان أن تعيش حياةً ماديّةً بحتة دون إيمانٍ بشيء مفارق وسرديات كبرى. وهذا يفسّر عدم انخفاض شعبية الأبراج والتنجيم، بل ربما زيادتها في السنوات الأخيرة في السياقات الغربية، بعد تراجع دور الدين والأيديولوجيات الفعّالة في المجتمع(20).

 

إنّ من الصعب جدًّا على الإنسان أن يتحمّل اللايقين دون طقوسٍ ومعتقدات ما ورائية تساعده على إبقاء معنًى مفارقٍ للعالم الطبيعي الذي يعيشه (حتى وإن كان وهمًا). وهذا مشابهٌ كذلك لفكرة نظريات المؤامرة، التي تساعد الإنسان على إبقاء تصوّراته عن العالم تحت السيطرة، وتجنّب المواجهات الحقيقية والمريرة مع الذات والعالم.

إنّ هذه الأسباب التي ذكرناها، والتي تعتمد على دراسات علم النفس الحديث، يمكن أن تفسّر لنا بشكل كبيرٍ ومفهوم الشعبية الواسعة التي تحظى بها الأبراج و”علم التنجيم”. وهي جميعها تتضافر لتجعل إيمان الشخص بهذا المجال نبوءةً ذاتية التحقق. فظنّهم أنّها تنطبق عليهم يجعلهم يبحثون عن شواهد ويخلقونها أيضا لتثبت صحّتها فعلًا، هذا يمكن تحقيقه من خلال “فلترة” الحقائق والأحداث من قبلهم لكي يظهر وكأنّ توصيفات وتنبؤات البرج تنطبق عليهم فعلًا، وكذلك من خلال التصرّف بطريقة تثبت تنبؤات وأوصاف الأبراج. وعند وجود وخلق هذه الشواهد، سيصدقون المجال ككلّ، في ظاهرة مشابهة لـ”أثر البلاسيبو” في الطبّ، والذي يُستخدم لتوصيف حالة استجابة المريض لدواء وهمي لمجرّد اقتناعه بأنّه دواء ومفيد.

 

حتى لو أثبتت آلاف الأبحاث عدم صدق ودقة هذا المجال، فسيظلّ الكثيرون يؤمنون به ويتابعون تكهّناته وأخباره، فالإشكالُ لا ينتهي عند إثبات خطأ التكهّنات والتوصيفات. إذا كان الإنسان منحازًا لنتيجة معينة قبل طرح سؤال البحث أصلًا، فإنّه بالضرورة يفقد القدرة على تقييمها موضوعيًّا.

كارثة الاستغلال المادي وتسليم النفس للأوهام

إنّ المأساة الحقيقية لعالم التنجيم والأبراج تكمن في الدور الذي تلعبه في سياقاتنا الاجتماعية، فهي كغيرها من العلوم الزائفة تطمس عن الإنسان التفكير المنطقي والعقلاني تمامًا، وتدفعه لتصديق خرافات والتعامل على أساسها مع النفس والآخرين والعالم. وفي سياقات يغيب فيها التفكير العلمي ودور العلم في المجتمع، سواء كمؤسسات أو كأفراد علماء، تأخذ هذه المجالات الصدارةَ ويصبح الدّجَلُ أعلى سلطةٍ يمكن الركون إليها في البحث عن اليقين ومعرفة الذات.

 

وفي هذه العملية، تُهدَر الكثير من جهود الناس وأموالهم وأوقاتهم وهم مخدوعون بمعسول القول والجمل الجميلة الضبابية التي يظنّونها قَدرَهم. بل إنّ للأبراج آثارًا سلبيةً محتملة على التواصل الإنساني، فهي تشجّع الصور النمطية، وتدفع الإنسان للتعامل مع الآخرين واختيار علاقاتهم وأصدقائهم أحيانًا بناءً على تواريخ ميلادهم.

 

وعلى أيّ حال، من الجيد دائمًا أن يُبقي الإنسان حسّه النقدي متوقّدًا، حتى في أكثر السياقات علميّةً وتجريبيّةً، فليس الإنسان مجرد آلة للتنفيذ دون إرادة حرة تستطيع الاختيار والتغيير والتحكم بالمصير، فما بالك حين يكون ما نتحدث عنه مجرّد “تنجيم”؟!

__________________________________________

المصادر:

  1. ‘New Age’ beliefs common among both religious and nonreligious Americans
  2. What Are Constellations? NASA Science
  3. Astrology: Is it scientific? Berkeley University
  4. Hartmann, P. (2006). The relationship between date of birth and individual differences in personality and general intelligence: A large-scale study.
  5. Zarka, P. (2009). Astronomy and astrology.
  6. Fichten, C. (1983). Popular horoscopes and the “Barnum Effect”.
  7. Carlson, S. (1983). Double-blind test of astrology.
  8. Helgertz, J. (2020). The validity of astrological predictions on marriage and divorce: a longitudinal analysis of Swedish register data.
  9. Outliers – Malcolm Gladwell
  10. Kendell, R. (1991). Unexplained fluctuations in the risk for schizophrenia by month and year of birth.
  11. Zarka, P. (2009). Astronomy and astrology.
  12. Sitar J. O mimozemských vlivech na zdravého a nemocného clovĕka [Extraterrestrial influences on health and disease].
  13. Forer, B. R. (1949). The fallacy of personal validation: a classroom demonstration of gullibility.
  14. Furnham, A. (1988). Predicting and accepting personality test scores.
  15. Snyder, C. R. (1972). A further look at student acceptance of general personality interpretations.
  16. Snyder, C. R. (1974). Why horoscopes are true: The effects of specificity on acceptance of astrological interpretations.
  17. Andersson, I.(2022). Even the stars think that I am superior: Personality, intelligence and belief in astrology.
  18. Furnham, A. (1988). Predicting and accepting personality test scores.
  19. Andersson, I. (2022). Even the stars think that I am superior: Personality, intelligence and belief in astrology.
  20. Zarka, P. (2009). Astronomy and astrology.

ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت
أقراء أيضا
افضل 40 تطبيق أندرويد مجانا بأداء خرافي

المصدر : منتوف ومواقع انترنت 👇ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت
[ad_1]
ماذا يقول برجك اليوم؟ وهل تؤثر الأبراج على الحب والزواج؟ إليك رأي علماء النفس – الجزيرة نت